مقدمة: تتوقف حياة البدان على الرض على النبات ,وتتوقف صحة البدان والقلوب على اليمان ,لذلك ربط الله سبحانه وتعالى بين المؤمنين والنبات في القرآن الكريم بطريقة علمية واضحة ومعجزة ،وكذلك ربطت السنة النبوية المطهرة بين النبات والمؤمن في أحاديث نبوية كثيرة . ففي القرآن الكريم شبه الله سبحانه وتعالى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ل الل ّه وال ّذين مع َ سو ُ داء عََلى هأ ِ ش ّ م َ مد ٌ ّر ُ ِ َ ِ َ َ َ ُ ح ّ وسلم ومن معه بالزرع فقال تعالىّ " : ً ّ م ُر ّ ً م ِفي ال ْك ُ ّ وانا ِ ن اللهِ وَرِ ْ ن فَ ْ جدا ً ي َب ْت َُغو َ س ّ فارِ ُر َ كعا ً ُ ماهُ ْ سي َ ضل ّ م ت ََراهُ ْ ماء ب َي ْن َهُ ْ ح َ ض َ م َ َ َ جودِ ذ َل ِ َ ج ل ك ََزْرٍع أ ْ خَر َ س ُ وُ ُ ن أث َرِ ال ّ لن ِ مث َل ُهُ ْ م ِفي الت ّوَْراةِ وَ َ مث َل ُهُ ْ ك َ جوهِِهم ّ جي ِ م ْ م ِفي ا ْ ِ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ م الك ّ فاَر وَعَد َ ج ُ وى عَلى ُ ست َغْلظ َفا ْ شطأه ُ َفآَزَره ُ َفا ْ ب الّزّراع َ ل ِي َِغيظ ب ِهِ ُ سوقِهِ ي ُعْ ِ ست َ َ َ ً ً ُ ّ ّ ظيما}) " {29الفتح.(29/ جرا عَ ِ مغْ ِ ت ِ حا ِ مُنوا وَعَ ِ ه ال ِ فَرةً وَأ ْ صال ِ َ من ُْهم ّ نآ َ الل ُ ملوا ال ّ ذي َ في الية السابقة شبه الله سبحانه وتعالى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من المؤمنين بالزرع والشطء ،والشطء كما قال المفسرون هو خلفة النبات وفراخه وفسائله أو فروع النبات أو أوراقه . فما وجه المقارنة بين النبات ورسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام وصحابته الطهار والمؤمنين في كل زمان ومكان؟ النبات هو سر الحياة على الرض وإذا غاب النبات غابت الحياه على الرض حتى ولو وجد الماء ،فالنبات هو الذي يكون كل المكونات الغذائية الساسية على الرض وهو المثبت الرئيس للطاقة الضوئية الفيزيائية الشمسية على الرض بما وهبه الله سبحانه وتعالى من خصائص حية ،وتفاعلت حيوية ،ومركبات نباتية )البلستيدات الخضراء( القادرة على تصنيع المواد الغذائية العضوية ،والفيتامينات والمركبات الحيوية النباتية التي تعتمد عليها حياة البشرية ،وإذا غاب النبات غابت الحياة من على الرض.
1
تعريف التكاثر : التكاثر هو الرغبة فى البقاء والستمرار،وهذا ما يحدث مع جميع الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات ،.وهو نوعان.
انواع التكاثر تتكاثر النباتات بطريقتين رئيسيتين: تكاثر جنسي تؤلف هذه المجموعة واحدة من مجموعتين موجودتين في النباتات البذرية و الثانية هي عاريات البذور. تقوم النباتات البذرية بتكوين بذورها ضمن ثمرة حقيقية .بالتالي فهي تحمل العضاء التكاثرية في الزهرة. يحتوي المتاع على البويضة التي ستعطي بدورها الثمرة بعد حدوث التلقيح واندماج واحدة من حبوب اللقاح معها. إذا كانت الخلية النباتية تحتوي على ) ( 2nمن الصبغيات: •
تحتوي البويضة على ) (nمن الصبغيات،
•
وتحتوي حبة واحدة من حبوب اللقاح على عدد ) (nمن الصبغيات،
وعند التلقيح تندمج المحتويات التكاثرية في البويضة وحبة اللقاح وتصبح الخلية المتكونة كاملة بعدد )(2n من الصبغيات )كروموزومات( وتسمى عندئذ خلية مخصبة.
2
والتأبير )التخصيب( في النبات نوعان: •
تأبير ذاتي يحدث في الزهرة أي أن تكتسب البويضة حبة من حبوب اللقاح من نفس
الزهرة ،أو •
تأبير يتم فيه تلقيح البويضة بحبة من حبوب لقاح نبات آخر من نفس النوع .تنتقل حبوب
اللقاح من زهرة إلى زهرة إما عن طريق الريح أو بواسطة النحل ،حيث تتعلق حبوب اللقاح بجسم النحلة عندما تنتقل من زهرة إلى أخرى.
التكاثر اللجنسي أو الخضري هو شكل من أشكال تكاثر النبات التي ل تنطوي على انقسام ميوزي أو إخصاب .يتم التكاثر الخضري تلقائيًا عن طريق أجزاء مثل الرئد أو الجذمور ،أو عن طريق النسان فيما يسمى بالكثار الخضري. الكثار الخضري )اللجنسي( ُيبنى الكثار الخضري على أساس فصل أجزاء من النبات ثم زراعته وتركه لينمو من أجل ظهور نباتات جديدة تماثل الصل ،ومن أهم أنواع التكاثر الخضري: التعقيل إكثار النبات عن طريق فصل أجزاء خضرية منه ،وهذه الجزاء قد تكون من الساق وتسمى بالعقل الساقية أو من الوراق وتسمى بالعقل الورقية أو من الجذور وتسمى بالعقل الجذرية أو من السوق 3
المتحورة وتسمى بالعقل المنحدرة من جذامير ودرنات وكورمات وأبصال .وتعتمد جودة العقل المأخوذة على الكمية المخزنة في أنسجة العقلة من المواد الكربوهيدراتية ،فالنسبة العالية من المواد الكربوهيدراتية ُتعطى نتائج ممتازة عند زراعتها ،كما أن العقل المأخوذة من النباتات الصغيرة في السن ُتخرج جذورًا جيدة بصفة عامة أكثر من عقل النباتات الكبيرة.
التكاثر بالترقيد طريقة أخرى من طرق تكاثر النبات ،حيث يتم جعل أفرع النباتات أو سيقانها تنتج جذورًا وهى ما زالت ملتصقة بالنبات الم .لكنها طريقة صعبة ول ُتستخدم مع الكثير من النباتات لصعوبة إخراج ،وُيستعمل على نطاق واسع مع النباتات الخشبية الصلبة أو مع بعض النباتات العشبية مثل القرنفل .ومن أنواع الترقيد المتعددة: •
الترقيد الرضي :بحنى فرع من أفرع النبات على الرض وُيدفن جزء منه في التربة
بعمق 10-5سم بعد عمل قطع في الجانب السفلى من هذا الجزء المدفون ،وعلى أن يتم ريه من آن لخر وُيخرج جذور يتم فصلها من الم تدريجيًا ،يستغرق تكون النبات الجديد من 6-3أشهر. ُيجدى هذا النوع من التكاثر مع المتسلقات والياسمين بأنواعه. •
الترقيد القمعي :وُيستخدم مع النباتات التي له فروع قريبة من سطح الرض بالستعانة
بأقماع من الزنك ذات مفصلت لفتحها أو غلقها ،حيث ترقد الفرع في القمع بعد عمل قطع فيها مثل الترقيد الرضي .ثم ُيمل القمع بالتربة التي يتم ريها من حين لخر ،وقد يتم استبدال القمع بأصص مشقوقة إلى نصفين بوضع الفرع بين هذين الشقين ثم يغلقا بعد ملئه بالتربة وريها ثم ربط الشقين برباط. •
الترقيد الثعباني :تدفن أجزاء من الساق المراد ترقيدها بالتربة عند أماكن عديدة بالتبادل
مع أماكن أخرى غير مغطاة من الساق.
4
•
الترقيد المستمر :دفن الفرع بأكمله في التربة لعمق 10سم على أن ُيترك الطرف فقط
ظاهرًا فوق سطح التربة. •
الترقيد الهوائي :تتبع هذه الطريقة في النباتات التي تحمل أفرعها بعيدًا عن التربة ول
يمكن توصيلها لها ،حيث يقع الختيار على الفرع الصغيرة التي ليس بها أوراق بعمل قطع رأسي ثم ُيغطى القطع أو )الجرح( بواسطة مادة منشطة للنمو وُتغطى بطبقة من )Sphagnum (mossتغطية كاملة )وهو نوع من أنواع الطحالب التي ُتستخدم كتربة معدلة(.
التكاثر بالتطعيم التطعيم هو عبارة عن تركيب برعم أو أكثر أو جزء من نبات على نبات آخر ينتج عنه التئام الجزأين سويًا .وُتجرى عملية التطعيم للنباتات على طبقة من الكامبيوم مستمرة بين اللحاء والخشب ،ومن الفضل أن تكون النباتات منتمية إلى نفس السللة وأفضلها على الطلق إذا كانت من نوع واحد )وهذا ل ينفى وجود التكاثر بهذا النوع بين الجناس وبعضها( .توجد أنواع عديدة للتكاثر بالتطعيم - :التطعيم الدعامى- . التطعيم بالقلم أو بالشق - .التطعيم بالعين - .التطعيم السوطى - .التطعيم اللساني - .التطعيم بنزع قطعة من الساق - .التطعيم القاعدي - .التطعيم بالرقعة - .التطعيم بالقشرة - .التطعيم بالقلم الجانبي - .التطعيم باللصق - .التطعيم البرعمي - .التطعيم في الدفيئات وُيطلق على الجزء من النبات الذي يطعم عليه البراعم "الصل" Stockمن الجذر أو الساق ،ولفظ "الطعم" Scionعلى الجزء من النبات الذي يتحد مع الصل وعادة ما يكون ساق .تختلف الطعوم في طولها حسب طول كل نبتة والطول العادي هو ) (15سم.
5
يتوقف نجاح التكاثر بالتطعيم على كيفية اتحاد كامبيوم الصل بكامبيوم الطعم بحيث يكونا على اتصال مضبوط ،ويتم ربط الطعم بالصل وبعد الربط يتم اللصق بمادة لصقة لتمنع دخول الماء وكذلك لمنع جفاف النسجة المقطوعة )المجروحة( حديثًا .توجد مادة للتشميع قديمة مؤلفة من طين )جزأين( وجزء من روث البقر وقليل من الدريس ،تخلط مع بعضها بعد إضافة الماء لتكون شبيهة بالمعجون ،أما الشمع الجديد فيتكون من جزء من شحم البقر وجزأين من شمع النحل وأربعة أجزاء من الصمغ .يتم صبهم جميعًا في الماء البارد وتعجن المكونات باليد ،وعند استخدامه ُيسخن مرة أخرى وُيطلى به مكان التحاد لكن ليس بدرجة كبيرة حتى ل تتلف النسجة .والن يوجد شمع للتطعيم ُيستخدم باردًا ،كما يوجد شريط لصق يقوم بالربط والتشميع في آن واحد .واللجوء إلى التكاثر بالتطعيم يكون للغراض التالية - :تجديد النباتات القديمة - .أقلمة بعض النباتات في أجواء غير مناسبة - .تغيير بعض الصفات النباتية - .مساعدة النباتات ضعيفة الجذور أو التي لديها حساسية شديدة للصابة بالمراض والفات. ويوجد للتكاثر الخضري مزايا وعيوب ،فمن مزايا هذا التكاثر الوصول على النضج الكامل للنبات بعد فترة قصيرة من الزراعة ،كما أنه ل يحتاج إلى عناية كاملة لطوار الحياة الولى للنبتة والتعرض للحشائش والفات الضارة أقل من التكاثر البذري .أما عن العيب الذي يتواجد في هذا النوع من التكاثر هو احتمال نقل المراض من الباء ،في حين أنه ل يحدث ذلك مع التكاثر البذري.
تعريف الزهرة: الزهرة هي الجزء المسئول عن التكاثر في النباتات المزهرة .و يحتوي تركيب الزهرة على العضاء التناسلية النباتية و وظيفتها إنتاج البذور .بعد عملية الخصاب )التلقيح( ،تتحول بعض أجزاء الزهرة لتكون الثمرة التي تحتوي على البذور .وتعد البذور هي الجيل الجديد في النباتات العليا والتي نقوم ببذرها في الرض.
6
وبالضافة إلى كونها الجهاز التناسلي في النباتات الزهرية ،فإن الزهور تعد من مظاهر العجاب، فيستخدمها النسان أساسا لتجميل البيئة ،كما تعد أيضا مصدر للغذاء. تمثل "الزهرة" عضو التكاثر الجنسي في النباتات الزهرية تخرج الزهرة من إبط ورقة خضراء أو ملونة تسمى " قنابة" التخت :وهو الجزء المتضخم الذى يوجد في نهاية العنق وتنتظم عليه الجزاء الزهرية في محيطات متعاقبة تمثل : - 1الجزاء غير الساسية :الكأس و التويج - 2الجزاء الساسية :الطلع و المتاع
تركيب الزهرة النموذجية الكاملة : - 1الجزاء غير الساسية : الكأس :عبارة عن أوراق خضراء تسمى كل منها سبلة التويج :عبارة عن أوراق ملونة تسمى كل منها بتلة - 2الجزاء الساسية : الطلع )عضو التذكير(: ويتكون من مجموعة من السدية والسداة تتكون من "خيط" يحمل في نهايته إنتفاخ يسمى "متك" به حبوب اللقاح المتاع )أعضاء التأنيث( : وهو كربلة ويسمى متاع بسيط مثل :البازلء و الفاصولياء أو مجموعة من الكرابل سائبة أو ملتحمة 7
ويسمى مركب مثل الخزامى الكربلة: تشبه القارورة و تتكون من 3أجزاء :أ " -ميسم" ب " -قلم" ج " -المبيض" ويتكون بداخله البويضات توضيحات وملحظات هامة: الكأس والتويج :يكونان معًا الغلف الزهري وقد تكون أوراقها سائبة أو ملتحمة البتلت :عند تشابه الكأس والتويج في اللون والعدد و الشكل تسمى أوراقهما بالتبلت مثل :النباتات ذوات الفلقة ) القمح ،الشعير ،الذرة ( ......، السدية :تكون سائبة أو ملتحمة بالبتلت ) فوق بتلية ( الزهرة غير الكاملة :تفتقر لوجود أحد الجزاء الزهرية أو أكثرمن جزء . إذا احتوت الزهرة على الطلع والمتاع :تسمى زهرة خنثى إذا احتوت الزهرة على الطلع فقط :تسمى زهرة مذكرة إذا احتوت الزهرة على المتاع فقط :تسمى زهرة مؤنثة النباتات أحادية المسكن :توجد الزهار المؤنثة والمذكرة على نفس النبتة .مثل ) الذرة ،القرع ، البيتونيا (........ النباتات ثنائية المسكن :الزهار المذكرة على نبات والزهار المؤنثة على نبات مختلف من نفس النوع . مثال :النخيل ،السبانخ
أنـواع الزهـار : -1مذكـرة :تحتوى على الطلع ) مثل النخيل ( -2مؤنثـة :تحتوى على المتاع )مثل النخيل ( -3خنثـى :تحتوى على الطلع والمتاع معا )غالبية النباتات الزهرية ( * يتكـون المتك من أربعة أكياس مملوءة بحبوب اللقاح 8
* حبـوب اللقاح :هى خليامذكرة صغيرة توجد بالمتك داخل أكياس اللقاح وتنتج بأعداد كثيرة جدا وعندما ينشـق المتك طوليا تتطايـر فى الهواء مثل الغبار إنبات حبـوب اللقاح : تنبـت حبـوب اللقاح عندما تسقط على ميسم زهـرة ليمتـد منها أنبوبـة لقـاح تحتـوى على ثلثـة انـويـة منهـا نـواة تناسليـة مذكـرة تحتـوى عـلى نصـف المـادة الـوراثيـة التكـاثر الـزهـرى :يتـم فى خطـوتيـن -1التلقيح :هو انتقـال حبـوب اللقـاح من المتـك الى الميسـم وهو نوعـان : * التلقيـح الذاتـى :هو انتقـال حبـوب اللقـاح من متـك زهـرة الى ميسم نفـس الزهـرة * التلقيـح الخلطـى :هو انتقـال حبـوب اللقـاح من متـك زهـرة الى ميسـم زهـرة أخـرى من نفـس النـوع على نبـات آخـر
والزهرة علميا هي ساق نباتية تقاربت عقدها وسلمياتها وتحورت أوراقها للقيام بعملية التكاثر الجنسي في النباتات الزهرية. وتتكون الزهرة على العموم من محيطات زهرية هي الكأس ،والتويج والطلع والمتاع. وما يهمنا في هذا المقام هو الطلع لنه عضو التذكير الذي ينتج حبوب اللقاح ،والمتاع وهو عضو التأنيث الذي ينتج البويضات المؤنثة. تنتقل حبوب اللقاح من عضو التذكير إلى عضو التأنيث بطرائق عدة أهمها الهواء والحيوان )وبخاصة الحشرات( ،والنسان والماء.
9
ويتكون عضو التأنيث من قمة تسمى الميسم ،وقلم ومبيض. عندما تصل حبة اللقاح إلى الميسم تتم عملية التلقيح ،وعندما تسقط حبة اللقاح على الميسم المناسب تبدأ حبة اللقاح في النبات )كما تنبت الحبوب والبذور( وتخرج منها أنبوبة لقاح تنتقل إليها أنوية حبوب اللقاح ،وتأخذ أنبوبة اللقاح طريقها وسط أنسجة القلم وعند وصولها إلى فتحة الغلفة الجنينية المسماة بالنقير ،تجذبها البويضة بمادة جاذبة ،ويتمزق طرف أنبوبة اللقاح وتفرغ
محتوياتها من سيتوبلزم وأنوية داخل الكيس الجنيني ثم تخترق إحدى النواتين الذكريتين البويضة المؤنثة وتتحد معها لتكون اللقحة. وبإتمام هذه العملية تتم عملية الخصاب ،ويتبع عملية الخصاب عمليات طويلة معقدة ومعجزة تبدأ بتكوين الجنين . وبإتمام عملية الخصاب يطرأ على الكيس الجنيني تغيرات تؤدي إلى تكوين البذور ويتبع ذلك تضخم المبيض ،وقد تتعدى التغيرات في المبيض إلى الجزاء الخرى في الزهرة وينتج عن ذلك تكوين الثمرة وعند تكوين الثمار تأخذ السبلت والبتلت عادة في الذبول وتسقط. والعجاز العلمي في عملية الخصاب أن آلف حبوب اللقاح من مختلف الجناس والنواع والصناف النباتية تنتقل إلى الميسم وبعضها ينبت ،وبعضها يدخل أنبوبة اللقاح إلى بداية القلم ول يستطيع أن يكمل المشوار ،وبعضها يصل إلى نهاية النبوبة ويفشل في الدخول إلى المبيض ،ول يدخل إلى البويضة ويخصبها إل حبة لقاح من نفس الجنس ونفس النوع والصنف. وقد ثبت علميا أن هناك توافقا وراثيا جينيا وكيماويا حيويا ،ونسيجيا تشريحيا بين حبة اللقاح القابلة للتخصيب والخصائص الوراثية والكيماوية الحيوية والنسيجية للمبيض القابل للتخصيب بالنوية الذكرية لحبة اللقاح.
10
التأبير التأبير هو انتقال حب الطلع من السداة إلى المدقة أو من المآبر الذكرية إلى المياسم النثوية بطــرق تختلف باختلف النواع النباتية. يلي التأبير الخصاب وهما عمليتان متعاقبتان تؤديان إلى تكوين الجنة والبذور ضمن غلف الثمار في النباتات الزهرية. للتأبير نموذجان هما :التأبير المباشر والتأبير غير المباشر أو التأبير المتصالب.
التأبير المباشر: هو انتقال الطلع مباشرة من المئبر إلى ميسم الزهرة نفسها أو إلى ميسم زهرة أخرى ضمن النبات نفسه ،ويتم ذلك بانطباق السداة المتفتحة مباشرة على الميسم أو بوساطة الريح أو الحشرات التي تساعد على انتقال الطلع .وهذا أمر نادر الحدوث إل في الزهار الخنثى التي ل تتفتح قبل انتهاء عملية التأبير، كما في بعض أزهار البنفسج ،أو في حالة الزهار التي ترتبط مآبرها بالمياسم ،إذ يتوافق نضج السدية مع نضج المدقة ،مما يسمح بانتقال الطلع من السدية إلى مياسم الزهرة نفسها. التأبير غير المباشر: هو انتقال الطلع من مئبر زهرة إلى ميسم زهرة أخرى متفتحة على فرد آخر من النوع نفسه ،وهو أمر كثير الشيوع ،يوّلد أجنة أكثر حيوية من الجنة الناتجة بطرق التأبير المباشر ،كما يكون بذورًا قادرة على إنتاش بادرات قوية البنيان.
11
عوامل التأبير توجد عدة عوامل تساعد على حدوث التأبير في النباتات ،يمكن إجمالها فيما يلي: 1ـ التأبير بوساطة عوامل داخلية :تزود بعض الزهار في النباتات ذات التأبير المباشر بوسائط داعمة لهذا التأبير ،من أبرزها: آ ـ انطباق السدية الناضجة على ميسم الزهرة نفسها ،كما هي الحال في نبات الَبْرَبِريس. ب ـ انقباض السدية إلى داخل الزهرة ،مكّونة نابضًا ينبسط فجأة عن نضج المدقة ،قاذفًا بطلعه فوق ميسمها النجمي ،كما هي الحال في الحبارية. ج ـ تسهيل نسج القلم مرور النبوب الطلعي الناتج عن انتاش طلع الزهرة نفسها لدراك البيضونة الناضجة المعدة لللقاح في المبيض. 2ـ التأبير بوساطة عوامل خارجية :تقوم بعض العوامل الخارجية بدور كبير ليكون التأبير فّعال والخصوبة جيدة ،ومن أكثر تلك العوامل تأثيرًا :الهواء والماء والحشرات والنسان. آ ـ التأبير بوساطة الرياح :يجري التأبير الهوائي ،غالبًا ،في النباتات التي تنتج كميات كبيرة من حب الطلع الخفيف الوزن ،الملس ،والمزّود بأكياس هوائية تضمن حمله بالهواء مسافات بعيدة. وتتصف الزهار الهوائية التأبير عادة بصغر حجمها وقتامة ألوانها وانعدام عطورها ،وتدعى بالزهار أليفة الهواء كأزهار الفصيلة البواسية التي لمآبرها خيوطٌ تتطاول كثيرًا حين النضج ،فتخرج من الزهرة مدلًة تهتز مع حركة الرياح التي تحمل طلعها وتنقله إلى المياسم الريشية اللقطة للطلع .ويغلب التأبير بوساطة الرياح في الصفصاف والحور والسنديان.
12
ب ـ التأبير بوساطة الحشرات :يجري التأبير الحشري ،غالبًا ،في النباتات التي تجتذب إليها الحشرات ،طلبًا للرحيق أو للطلع أو لكليهما معًا .وتتصف الزهار الحشرية التأبير ،عادة ،بكبر حجمها وبألوانها الزاهية وروائحها العطرة وطلعها الشائك الذي يلتصق أو ُيحمل على بعض الحشرات الزائرة كالفراشات والنحل والخنافس والذباب وغيرها ...وتدعى تلك الزهار بالزهار أليفة الحشرات.
وتساعد اللوان الزاهية والجذابة لبتلت الزهار وسبلتها على اجتذاب الحشرات التي تنتقل من زهرة إلى أخرى ،حاملة الطلع على جسمها الموبر أو أجزاء فمها المتحورة لرتشاف الرحيق .وتفرز بعض الزهار رائحة ،قد تكون كريهة أحيانًا ،لكنها تجتذب بعض الحشرات الخاصة ،كما هي الحال في بعض أفراد الفصيلة الراسية التي تجتذب إليها بعض الحشرات الثنائية الجنحة بفضل رائحة كرائحة اللحم الفاسد .كما يساعد على التأبير الحشري ،الرحيق الذي تفرزه غدد رحيقية خاصة متوضعة على أجزاء متعددة من النبات ،إذ تتغذى الحشرات ويرقاتها على هذا الرحيق ،كما في جنس البراسيكة المعروف بالملفوف والذي يجتذب حشرات مختلفة مّكنت من تكوين ضروب الملفوف المختلفة اللوان والطعوم ،ومنها الكرنب والملفوف البيض والصفر والحمر والزهرة أو ما ُيعرف بالقرنبيط .ويؤدي اختزان الرحيق في أماكن خاصة ضمن الزهرة إلى تباين خراطيم الحشرات الزائرة للزهار بتباين عمق توضع الرحيق الزهري فيها. وغالبًا ما تزور أنواع معينة من الحشرات أزهار أنواع معينة من النباتات ،كما هي الحال في بعض أنواع النفل السترالي الذي يؤّبر عادة بوساطة الحشرة الطنانة وكذلك نبات الفانيليا الذي يؤّبر طبيعيًا في موطنه الصلي )المكسيك( بوساطة نوع معين من النحل. ج ـ التأبير بوساطة الطيور :تساعد الطيور التي تتغذى على رحيق الزهار في تأبير العديد من النواع النباتية .وهي تحصل على الرحيق بفضل مناقيرها الطويلة والدقيقة والتي تدخلها في أعماق الزهرة ،وكذلك بفضل لسانها الملتف الذي يأخذ هيئة ملعقة في كثير من الحيان.
13
وتؤدي الحيوانات القانصة دورًا كبيرًا في تأبير بعض النباتات أيضًا ،كما يساهم البّزاق والحلزون ل معه حب الطلع .وقد تساعد بعض الجرابيات في تأبير بعض في ذلك حين ينتقل من زهرة إلى أخرى ناق ً النواع النباتية كالمشمش الهندي .وتبدو أزهار النواع التي ترتادها تلك الحيوانات متكيفة مع تلك الطريقة في التأبير. د ـ التأبير بوساطة الماء :يجري التأبير في النواع النباتية التي تعيش في الوسط المائي إما تحت سطح الماء حين تكون كثافة الطلع مساوية لكثافة الماء أو على سطح الماء حين تكون كثافة الطلع أقل من كثافة الماء. وتنفصل المآبر ،في بعض النواع النباتية ،عن الزهار المذكرة المغمورة في الماء وتصعد إلى العلى حيث تتفتح ويخرج منها حب الطلع الذي يغطس ثانية في الماء ليستقر فوق مياسم الزهار المؤنثة المغمورة .ويلحظ في وشع الماء الذي يعيش في الماء العذب ،أن الزهار المؤنثة الحاملة سويقات طويلة تتفتح على سطح الماء ،كما تطفو الزهار المذكرة على السطح أيضًا .وحين تصل إحداها إلى الزهرة المؤنثة ،يؤّبر بوساطة الحتكاك ،ثم تعود الزهار المؤنثة الملقحة إلى أعماق الماء بانقباض أو التفاف سويقاتها. ُتنتج الزهار المائية التأبير ،التي تدعى بأليفة الماء كميات كبيرة من حب الطلع الخفيف الوزن، المتحرك مع التيارات المائية ليصل إلى مياسم الزهار ،ولهذا الطلع القدرة على التبلل بالماء. هـ ـ التأبير بوساطة النسان :أسهم النسان ،منذ القدم ،في تأبير كثير من النباتات المزروعة، كالنخيل التمري الهوائي التأبير ،ويسهم في وقتنا الحاضر ،في تأبير النباتات بإجراء تجارب التهجين الكثيرة بغرض تحسين السللت النباتية إذ يغدو التأبير الصطناعي أمرًا لبد منه لنجاح مثل تلك التجارب.
14
خاتمة تكثر النباتات من نوعها إما بالتكاثر الجنسي ،أو بالتكاثر اللجنسي .فعند التكاثر الجنسي تلتقي خلية مذكرة مع الخلية البيضية المؤنثة لنتاج نبات جديد .وتحتوي كل من الخلية البيضية ،والخلية المذكرة على الصبغيات )المادة الوراثية( .تحدد الصبغيات العديد من الخصائص ،وقد تختلف هذه الخصائص في كل لجنسي بطرق عديدة ،وغالبا ما يتضمن تجزئة النبات إلى جزءين ،أو من البوين .وقد يحدث التكاثر ال ّ أكثر ويصير كل منها نباتا جديًدا .وترث هذه النباتات صبغياتها من أب واحد فقط ،ويكون لها خصائص مطابقة للنبات الب .ويعرف هذا النوع من التكاثر اللجنسي بالتكاثر الخضري ،ويتكاثر العديد من النباتات بكل من التكاثر الجنسي ،والتكاثر الخضري.