||| وعظة صباح األحد ٣أبريل سنة ||| ١٨٨١ ___________________________________________________ خَطيﱠ ِة َوا ِح ٍد َماتَ ا ْل َك ِثيرُونَ ، خَطيﱠ ِة ھ َك َذا أَيْضًا ا ْل ِھ َبةُ ألَنﱠهُ إِ ْن َكانَ ِب ِ ْس َكا ْل ِ "ول ِك ْن َلي َ َ َ ْ ْ ﱠ ْ ُ ُ َ ﱢ َ يحَ ،ق ِد س م ال ع ُو س ي د اح و ال نسان اإل ب ي ت ال ة م ع ْ ن ال ب ة ﱠ ي ط ع ال و ، ﷲ ة م ع ْ ن يرًا ث ك ى ل األ َف ِب وْ ِ ِ َ َ ِ ِ َ ِ ِ ِ ِ َ َ ِِ َ َ َ ِ ِ ازدَاد ْ ْ يرينَ !")رو .(15 :5 َت ِل ْل َك ِث ِ ٌ خالف يمكن أن ينتعش مع الصعوبات التي ھذا النص يتيح مجاالت عديدة للخالف. في النص .على سبيل المثال يمكن أن تجُرى مناقشة طويلة عن أن الطريقة التى سقط بھا آدم قد صُنعت بالعدل لتؤثر على وضع ذريته .وعندما تستقر ھذه المسألة يمكن أن ينشأ سؤال آخرعن الطريقة الحقيقية التى أرتبطت بھا خطية آدم بنا ،سواء بإسناد خطيته لنا ،أو بأى طريقة أخرى مما يؤدى الى المزيد من النزاع عن حدود الشر الناتج عن تع ّدى أبوينا األولين وعن المعنى الكامل للسقوط والخطية األصلية والطبيعة الفاسدة وھكذا .يمكن أيضا أن تكون ھناك فرصة رائعة لمعركة كبرى فى السؤال عن مدى العمل الخالصى للرب يسوع المسيح وھل ھو كافى للكفارة وللناس
من جھة المجال الكامل لفساد الخطية وھل فى الحقيقة تم ھذا التكفير الكامل لكل البشرية أم للمختارين فقط؟ بھذه الطريقة يكون من السھل إعداد عصا الرعاية ولكن مع ترك القطيع خارج المرعى! أو بعبارة أخرى نأخذ أوقاتا ً طويلة لنتراشق بالحجارة ونترك الثمار دون أن نتذوقھا. فى الوقت الحالى ليس لدي ميل أو قوة ذھنية للتفكير أو إلزالة ھذه الصعوبات التى فى المعتاد ھى مصدر تسلية لبعض العقول الغير واقعية و لكنى أشعر بميل أكثر للتنوية بموقف أحد آباء الكنيسة األولى ورفضه الصريح للجدل بمنتھى الحكمة والوضوح .كان ھذا األب يتكلم بأمور الرب ولكنه ،بعد فترة ،وجد جو من اإلرتباك يحدث مع صوت شخص مجادل صاخب يناديه مراراً وتكراراً" :إستمع لى! إستمع لى!" ...فأجابه ھذا األب" :كال! لن أستمع اليك ..أنه أنت من يتوجب عليه أن يستمع لي ،ولكننا سنصمت كالنا لنسمع ما يقوله الرب يسوع لنا". ولھذا فى الوقت الحالى لن نستمع لھذا الجانب أو لذاك ولكننا سنفتح آذاننا على أتساعھا لنسمع ما يقوله الوحى المقدس نفسه لنا بعيداً عن كل ضوضاء الطائفية والتحزب. ھدفى أن نكتشف فى النص ما ھو واقعى لنا وما ھو ممكن أن ينقذ الغير متجددين الى األيمان وأيضا يُريح ويبنى أولئك الذين أتوا الى نعمة المصالحة مع الرب .حيث أنى فى اآلونه األخيرة كنت عادة مكمم الفم فى غرفة مرضي ،حتى أنني يجب اآلن عندما أتقدم للخدمة ،فأنى يجب أن أكون أكثر حماس ًة وأستعداداً لإلثمار لمجد الرب ولذلك ال يجب علينا الغوص الى األعماق على أمل العثور على الآللىء ،ألن ذلك لن يمكنه إشباع البشرية الجائعة ولكننا سنبحر على شاطىء البحر آملين فى رياح مواتية تحملنا الى المالذ الذي نرغبه ،حيث نجد شحنة من الطعام إلشباع الجموع الجائعة. نسأل الروح القدس أن يبارك تعليم ھذه الساعة لنمو اإليمان ال ُمؤدي للخالص.
أ.
اإلستنتاج األول لھذا النص ھو كالتالى :أن الطريقة المعينة لخالصنا ھى عن طريق العطية المجانية من الرب.
لقد فسدنا بالسقوط ولكننا نخلص عن طريق عطية مجانية .يقول لنا النص أنِ " :ن ْع َمةُ يحَ ،ق ِد ا ْزدَاد ْ يرينَ ! | ﷲَ ،وا ْل َع ِطيﱠةُ ِبال ﱢن ْع َم ِة الﱠ ِتي ِباإلنسان ا ْل َو ِ ِ َت ِل ْل َك ِث ِ اح ِد َيسُو َع ا ْل َم ِس ِ ْ ُ ُ ُ ْ َ ت ال ﱢن ْع َمةُ ِج ًّدا | رو ."٢٠ :١و"ھ َك َذا د َا د از ة ﱠ ي خَط ال ت ر ث ك ْث ي ح " : ه وأن " ١٥ : ١ رو َ ِ ِ َ ِ َ َ ْ َت ْم ِل ُ يح َر ﱢبنَا | رو."٢١ :١ س م ل ا ع ُو س ي ب ، ة ﱠ ي د ب األ ة ا ي ح َ ِ َ ِ ِ َ ِ َ ك ال ﱢن ْع َمةُ ِبا ْل ِبرﱢ ِ ،ل ْل َ ِ َ ِ رغم أن ھذا الحق معروف تماما ويٌعلم فى إجتماعاتنا كل يوم سبت ،إال أن ھذا الحق العظيم الحيوى غالبا ما ينسى أو يتم تجاھله ،لدرجة أنه يحتاج إعادة التأكيد عليه مرارا وتكرارا .كم أتمنى لو أنه فى كل مرة تدق الساعة فيھا تقول" :بالنعمة أنتم مخلصون" .كم أتمنى لو أنه يوجد بوق يقرع صوته عاليا فى منتصف النھار على البحر و اليابسة سواء معلنا ھذه الكلمات " :بالنعمة أنتم مخلصون". كما تحدث مارتن لوثر يوما عن حقيقة مشابھة أقول أنا اليوم مقولته ھذه" :لقد نسيتم ھذه الحقيقة بإستمرار حتى ألجدنى مدفوعا برغبة قوية أن آخذ الكتاب وأضربكم على رءوسكم به لعلكم تشعروا بھا و تبقونھا فى الذاكرة". الناس بالطبيعة ال يحبون حقيقة النعمة ولذلك يبقونھا بعيدة عن أذھانھم قدر المستطاع .الغالبية العظمى من الناس ال يؤمنون أن الخالص بالنعمة ،مجموعة أخرى منھم يدعون أنھم يؤمنون ولكنھم ال يدركون أو يفھمون معناھا بالحقيقة ،حتى أولئك الذين فھموا معناھا لم يعتنقوھا ألجل حياتھم .طوبى ألولئك الذين ينتمون للبقية المختارة بواسطة النعمة ،ألنھم يعرفون حقا ھذا الصوت المفرح ويسيرون فى نور مجد نعمة الرب الذى ھو يسوع المسيح. الحظ أن الخالص ھو عطية مجانية ،بمعنى آخر أنه تم اإلنعام به على اإلنسان من قبل الرب دون إعتبار ما ألى جدارة مفترضة كانت أو حقيقية من جانب اإلنسان . النعمة تتعامل فقط مع الخطية .الرحمة ،فى طبيعة سير األشياء ،ليست ھى العطية
المالئمة لمن ھو على حق ومستحق ،ولكنھا بالحقيقة لذلك الذى ھو خاطىء وغير مستحق .عندما منح الرب لإلنسان خالصه الكريم ،كانت نظرته لإلنسان بأنه ھالك ومدان وكان يعامله كشخص ليس له الحق فى المطالبة بأى شىء ...بالنسبة له ،ال شىء إال صنيعه المجانى يقدر أن يحضر الخالص .لقد خَ لﱠص اإلنسان ليس ألنه رأى أنه فعل أى شىء صالح ،أو لديه صفات محمودة فى الشخصية ،أو ألنه شكل قرارا يطمح به لشىء أفضل ،بل ببساطة ألنه اله رحيم ،يٌسر بأن يھب نعمته ويعلن صنيعه المجانى ومحبته الغير محدودة .أنه من طبيعة الرب أن يشفق على الشقى ويسامح صا ِلحٌ ،إِ َلى َ األ َب ِد َرحْ َمتُهُ | مز."٥ :١٠٠ المذنب "ألَ ﱠن الرﱠبﱠ َ الرب لديه سبب لخالص اإلنسان ولكن ال يعتمد ھذا السبب على جدارة اإلنسان بأى درجة كانت .يتضح ھذا جليا من حقيقة أنه غالبا ما يبدأ عمل نعمته على أدنى الذين يمكن أن ينسب اليھم صالح .قد قيل عن يسوعنا "ھ َذا َي ْق َب ُل ُخ َ طاةً َو َيأْ ُك ُل َم َعھُ ْم | لو "٢ :١٥وكانت ھذه المقولة صحيحة بشكل قاطع. نعمته الفائقة إختارت راحاب الزانية ومنسى المضطھد و شاول الطرسوسى، المتعصب األعمى ضد المسيح :مثال ھؤالء إستولت عليھم النعمة وحوصروا بمحبة ال نھائية ،وفيھم أعلن الرب قوة وتمام رحمته .الخالص ھو عمل إبتدأ بصنيع الرب النقى المجانى الذى ال يمكن شراؤه ابدا .نعمة خالصة ترسي األساس وأيضا تضع حجر الزاوية. أيضا جاء الخالص لإلنسان بغض النظر عن أى جدارة يتوقع ﷲ وجودھا فى اإلنسان ،حيث أن القدرة على إدراك وجود النعمة ال يمكن أن تكون سبب النعمة نفسھا .ﷲ نفسه ال يتوقع وجود أى شىء صالح فى اإلنسان إال ما يعرف أنه سوف يضعه بنفسه فى قلب اإلنسان .ما ھو السبب إذن؟ لماذا يقرر ھو أنه يضعه ھناك؟ السبب بقدر ما أبلغنا ھو أنه ]يرحم من يرحم[ . ١الرب يقرر أن يٌظھر محبته ويعلن سمو نعمته فوق العمل )اإلنساني( النشط ،ولذلك ھو يخلص اإلنسان حسب مسرة مشيئته الصالحة .لو كان ھناك خالص لإلنسان حسب ما يكون عليه ھذا اإلنسان فأنه ١أَرْ َح ُم َمنْ أَرْ َح ُم | رو١٥ :٩
من الواضح أنھا ستكون مسألة أعمال و تسديد مديونية )حق إكتسبه اإلنسان من ﷲ بناء على عمله( ،وليست على سبيل النعمة .ولكن النص شدد على أنه ليس من أعمال ْس َب ْع ُد ولكنه بالنعمة الخالصة ولذا يقول عنھا الرسول بولس َ " :فإ ِ ْن َكانَ ِبال ﱢن ْع َم ِة َف َلي َ ْس َب ْع ُد ِن ْع َم ًةَ ،وإِال ﱠ ال َف َلي َ الَ ،وإِالﱠ َف َل ْي َس ِ ت ال ﱢن ْع َمةُ َب ْع ُد ِن ْع َم ًةَ .وإِ ْن َكانَ ِباألَ ْع َم ِ ِباألَ ْع َم ِ َف ْال َع َم ُل الَ َي ُكونُ َب ْع ُد َع َمالً | .رو ."٦ :١١يقول النص لنا أن الخالص ھوِ " :ھ َبةُ" اح ِد مجانية وأنه أتى الينا عن طريق " ِن ْع َمةُ ﷲَِ ،و ْال َع ِطيﱠةُ ِبال ﱢن ْع َم ِة الﱠتِي ِباإلنسان ْال َو ِ يح". َيسُو َع ا ْل َم ِس ِ سأمضى قدما فى محاولة تفسير كيف أن الخالص ھو عطية مجانية بالقول أنه قد أ ُعطى لنا بدون اإلشارة الى أي شروط قد يعنى إستيفائھا أن نكون مستحقين .قد أسمع أحدكم يھمھم معترضا] :ولكن ﷲ لن يمنح نعمته ألوالئك الذين ال يتوبون[ ،وھذا أنا أجيبه ]الرب سيمنح اإلنسان نعمته ليتوب وأنه ال يوجد أبدا إنسان يتوب إال عندما تزوره أوال نعمة تقوده للتوبة[. قد يقول آخر] :الرب لن يعطى نعمته ألولئك الذين ال يؤمنون[ ،أجيبه أن الرب يعطى نعمته لإلنسان والتى يتحرك بھا نحو اإليمان ،وأنه بواسطة ھذه النعمة يأتون لإليمان بيسوع المسيح .لربما تقول أن التوبة واإليمان لھما من شروط الخالص وأنا لن أتجادل معك ولكن من فضلك تذكر أنه ال توجد شروط إلستحقاق أى شىء من الرب ...ربما تكون ھناك شروطا لإلستقبال ولكن ليس للشراء ،الخالص ال يٌشترى وال يٌثمن. لقد قيل لنا بكل دقة أن الخالص ھو " ِبال ﱢن ْع َم ِة ِ ...با ِإلي َما ِن | أف : "٨ :٢اإليمان ال يرجع مرة أخرى ألعمال الناموس الذى يربطنا مرة أخرى بفكرة الجدارة اإلنسانية. اإليمان بعيد تماما ،بعد القطب الشمالي عن الجنوبي ،عن فكرة مطالبتنا للرب بأى شىء على سبيل أنه ملتزم أن يعطيه لنا. الذي من اإليمان اإليمان يأتى كمسكين ،غير مستحق ،ويثق ببساطة فى رحمة الرب المجانية .اإليمان ال يلبس التاج أبدا وال يفھم المديح على األطالق .المؤمن ال يمكن أن يكون متفاخرا أبدا إذ أن التفاخر ينتفى تماما وقانون اإليمان .إذا بدأ مسيحي
بالتفاخر فذلك ألن إيمانه بدأ يتداعى وبدأت طبيعته الشريرة الظھور فى المقدمة .فوق كل ما لإليمان ،أھم شىء إنكار الذات؛ كما كانت تقول نون نوبيز دوماين دائما فى ترنيمتھا "ليس لنا يارب ولكن ألسمك أعط مجدا" .ولذلك كلمة الرب تؤكد لنا أننا إن لم نتب فجميعنا كذلك ھالكون وإننا إن لم نؤمن ييسوع المسيح فإننا سنموت فى خطايانا ،ويلزمنا فى نفس الوقت أن نعرف أنه ليست جدارة ھنالك فى توبتنا أو إيماننا ولكن ذلك ألن النعمة تسود عند قبول ھذه النعم من الرب. نحن لن نضع فى اإلعتبار ضرورة اإليمان والتوبة واإلعتراف بالخطية ألنھم يعملون ضد كمال ومجانية النعمة اإللھية حيث أن التوبة واإليمان وأيضا اإلعتراف الصحيح بالخطية فى المقام األول لھم جميعا ھدايا من النعمة وعلى الجانب اآلخر ليس لھم فى ذواتھم جدارة ،وإال نصبح كمن يقول :على الرجال الشرفاء الذين لم يخطئوا أن يتقدموا ويعترفوا عندما يعرفون أنھم أخطأوا ونحن نعدھم بالمسامحة! أن أكون آسفا على خطيتى ليس ھو العقوبة المناسبة لكونى أخطأت! وإيمانى بأن الرب صادقا ليس عمالً أطلب عليه مكافأة أو مجازاة فأكون إذن قد خلصت باإليمان ...إنه برحمة الرب الخالصة وبھا وحدھا قد أتى ھذا العفو إلي. أحبائى ،بعيد جدا ھو الرب من إعطاء الخالص لإلنسان على سبيل المكافأة أو الدين )الذي على ﷲ تسديده( .ولذلك منحنا الرب إياه من صالحه وكماله ،منحه ألنه قد سٌر أن يمنح ھذا الخالص فوق رأس الخطية وأسنان التمرد .كما قلت سابقا الرحمة والنعمة إنما ھما للخاطئ ليس لآلخرين المستحقين لھم .ونعمة الرب تأتى الينا عندما نكون نحن بعيدين تماما من جراء أعمالنا الشريرة. "ول ِك ﱠن ﷲَ َبيﱠنَ َم َحبﱠ َتهُ َلنَا ،ألَنﱠهُ َونَحْ نُ َب ْع ُد ُخ َ طاةٌ َماتَ ا ْل َم ِسي ُح ألَجْ ِلنَا | رو"٨ :٥ َ ھكذا تقتحم النعمة المجانية فصاعدا كالفيضان العظيم ،وتفيض بسيول فوق ھضاب تعدياتنا ،تعلو فوق جبال األلب العالية المتراكمة من خطايانا الوقحة. عشرون ذراعا تصاعديا يسود ھذا البحر من النعمة حتى يغطى أعالى جبال الظلم
والخطية وليس متذكرا لشر شعبه ألنه قد سٌر بالرحمة. المتصدق يحتاج فقيرً ا والنعمة تحتاج خاط ًئا .ال توجد فرصة للغفران لو لم يكن ھناك جريمة .لو كان اإلنسان مستحقا ،فكيف يكون ﷲ رائعًا بالنسبة اليه؟ فى ھذه الحالة سيكون مرضيا ً بالنسبة أن فقط عندما تستطيع األعمال الصالحة أن تضع ُمطالبة صالحة للسالم أن يحدث ويُمكن الحصول على الملكوت بأسلوب التدين ،ولكن بما أنه من الواضح أن الحياة األبدية ھى ھبة خالصة فلذلك ال تتعجب عندما أقول أن النعمة تأتى للناس قافزة فوق جبال ظلمھم. الرحمة الزاخرة تُسر بأن تمحو زخر كثرة الخطية ولن تتوانى أبدا عن أى فرصة لتفعل فيھا مسرتھا )أن ترحم( .ال توجد فرص ناقصة للنعمة فى ھذا العالم الشقي الساقط ،ومن بين كل األماكن توجد مساحة كبيرة فى بقعة أنا أعرفھا ليست بعيدة من ھا ھنا حيث توجد فرصة عظيمة لرحمة النھائية وزخر نعمة فائق ليمارسا قوتھما .ھاھى ذى ھذه البقعة -أنه قلبى الخاطئ الخائن .أعتقد يا أخى أنك تعرف بقعة أخرى مشابھه جدا لھذه ،وأنت يا أختى أيضا تستطيعين قول] :يالعجب الرحمة! من المؤكد أنه توجد مساحة لھذا العلو والعمق ليظھر فى روحى الخاطئة أنا أيضا[ .آه ،ولسوف تظھر أيضا لو أستطعت فقط النظر اليھا من خالل يسوع المسيح ...ھذه ھى مسرة نعمة الرب ،أن تتدفق لألماكن الغير ُمرجًحة :الرحمة إنما ھى مجد الرب والتى يحب أن يمنحھا ألولئك األقل إستحقاقا ً لھا. لقد خلُصنا بالنعمة ،النعمة المجانية ،النعمة الخالصة ،نعمة دون النظر ألى جدارة أو إحتمالية لمثل ھذه األشياء والعديد منا قد خلصوا بأعجب صور النعمة وأكثرھا زخرا .بعض منا سوف يكون لھم معجزات من الحب اإللھي ،معجزات رحمة لنتعجب منھا طوال األبدية :سنكون موضوعين فى السماء كالتحف ،تنظر الينا المالئكة كنماذج تشرح عظمة صالح الرب .قلت ]بعض منا[ ،ولكننى أفترض أنه فى كل إنسان خلُص ،يوجد تطور معين للنعمة سيجعل منه مميزا بطريقة خاصة، ولذا فالجسد بأكمله المكون منا ككنيسة واحدة مجيدة سيكون ُم َعرﱢ فا ً للمالئكة والرؤساء والقوات ،بحكمة ﷲ المتنوعة .آه يالھا من رؤية للنعمة والرحمة ستُع َلن عندما يتجمع
بأمان أولئك الذين تسابقوا وغسلوا ثيابھم بالدم حول العرش األبدى ،ويرنمون تسبيحتھم لھذا الذى أحبھم وغسلھم من خطياھم بدم نفسه.
الحظ شيئا آخر يخص خطة الخالص ھذه ،أن كل ھذه النعمة تأتى الينا عبر اإلنسان الواحد يسوع المسيح .أحيانا أسمع الناس يتكلمون عن "خدمة الرجل الواحد".أنا أعلم ما يعنون بھذا ،ولكنى أعلم أيضا ھذا أنى قد خ ِل ُ صت بخدمة الرجل الواحد ،واح ٌد أجتاز اآلالم وحدة ولم يكن معه أحد من الناس .أنا أصبحت ھالكا ً بإنسان واحد ،وذلك عندما سقط أبانا آدم فى عدن ،ولكنى خلصت باإلنسان الواحد عندما حمل الرب المبارك يسوع المسيح خطاياى فى جسده على الصليب .يالھذه المحبة التى ليس لھا مثيل ،عندما أتى الرب من السماء الى األرض وأخذ على عاتقه طبيعتنا ،وأصبح فى كل شىء نظيرنا ،ووجد فى الھيئة كإنسان ،وأطاع الى الموت وحتى موت الصليب! أنه باإلنسان الواحد يسوع المسيح أتت كل ھذه النعمة فائضة لكل المختارين .الرحمة تفيض ألنقاذ كل إنسان عبر القناة المعينة لذلك ،أي بواسطة يسوع إبن اإلنسان .إبتعد عن المسيح بعيدا ،وستجد نفسك تترك الطريق السريع لحب ﷲ األبدى .تجاوز ھذا الباب وستجد أنه ال دخول للحياة .يجب أن تشرب من ھذا الينبوع وإال فستعطش لألبد ،وتسأل بالجدوى عن نقطة ماء تبرد بھا لسانك الظمآنَ " .فإِنﱠهُ ِفي ِه َي ِحلﱡ ُك ﱡل ِملْ ِء الالﱠھُوتِ َج َس ِد ًّيا | كو ."٩:٢إن كل الرحمة الال نھائية ومحبة اآلب -فا نفسه محبة -تجسدت فى شخص إبن العلي المحبوب له الممجد الى األبد .سبحوا له ايتھا المالئكة! أشيدوا بتسبحته أيھا المخلصون! ألنه باإلنسان الواحد يسوع المسيح كل المختارين قد إنتقلوا من الغضب للحياة ،للتسبيح " ِل َم ْدحِ َمجْ ِد ِن ْع َم ِت ِه | أف ."٦ :١وھكذا حاولت أن أضع أمامكم طريقة ﷲ للخالص. ب .بد ًءا من ناحية أخرى كما يبدو من معتقداتنا الحالية ،ولكن بالنظر إلى أننا ال يمكن العودة اليھا دون جدال قھرى .نالحظ تباعا عن يقين أنه قد جاءت الينا أعظم الشرور بالسقوط. فى ھذا النص يتحدث بولس الرسول لنا عن "الجريمة" التى يمكن أن نسميھا "السقوط" ،والتى حدثت بعثرة أبينا آدم .سقوطنا فى آدم ھو مشابة للخالص الذى فى
المسيح يسوع ،ولكن ھذا التشابه اليقدر أن يبين تمام عمل المسيح :ولھذا يقول اح ٍد َماتَ خَطيﱠ ِة َو ِ ْس َكا ْلخَ ِطيﱠ ِة ھ َك َذا أَيْضًا ا ْل ِھ َبةُ ألَنﱠهُ إِ ْن َكانَ ِب ِ الرسولَ " ،ول ِك ْن َلي َ اح ِد َيسُو َع ا ْل َك ِثيرُونَ َ ،ف ِباألَوْ َلى َك ِثيرً ا ِن ْع َمةُ ﷲَِ ،و ْال َع ِطيﱠة ُ ِبال ﱢن ْع َم ِة الﱠ ِتي ِباإلنسان ا ْل َو ِ ازدَاد ْ يحَ ،ق ِد ْ يرينَ ! | رو."١٥ :٥ َت ِل ْل َك ِث ِ ا ْل َم ِس ِ أنه عن يقين إذن أننا كنا المحالة ھالكين بسقطة أبينا األول ورئيس جنسنا .أنا لن أستطرد فى تفاصيل كثيرة ولكنه من الواضح أننا قد فقدنا جنة عدن وكل مسراتھا ومزاياھا وأمانھا ،الالتي ھى تواصلنا مع الرب وخلوھا من الموت .خسرنا كرامتنا األولى ونضارتنا وأصبحنا محل األلم والضعف والمعاناة والموت :ھذه ھى نتيجة السقوط .صحراء جرداء تعوي بدال من حديقة غناء كانت تبتسم لنا. بخطية آدم أصبحنا نولد فى حالة أبعد ما تكون عن كونھا مرغوبة ،إنھا ورثة لتراث من الندم .قد وھب لنا ﷲ أن يخفف من أحزاننا العميقة ومرارتنا ،ولكننا بالرغم من ذلك لم نعد نولد على تلك الحالة كما لو كان أبينا آدم الزال فى نقاوته ونزاھته ومرتبته األولى .أتينا الى العالم بميل تلقائى نحو الشر .أولئك منا الذين لھم دراية بطبيعتنا البد أن يقروا أنه أصبح فينا ميل قوى نحو الخطية والذى أصبح ممتزجا جدا بكياننا .ھذا ليس مستمدا فقط من أخطاء فى التعليم أو من تقليد األخرين؛ ولكنه عزم من داخلنا لطريق الخطأ ،وھو موجود فينا منذ ميالدنا. لألسف ھذا ما يحدث لنا ،باألضافة إلى ميلنا الطبيعى ھذا للخطية الذى حصلنا عليه، والذي قد جعلنا عُرضة للموت ،ليس ھذا فقط ولكننا نعلم عن يقين أنه لنا وقت معين لنحنى رءوسنا تحت ضربة الموت الجسدي .إثنان فقط من الجنس البشرى لم يعرفا ت الموت ولكن الباقون تركوا أجسادھم ھاھنا لتھترىء عائدة لألرض األم ،ومالم يأ ِ الرب سريعًا ،نحن نتوقع أن يحدث الشىء ذاته لتلك األجساد عينھا خاصتنا. فيما نحن نحيا فى ھذا العالم نعلم أنه يجب أن ندفع ثمن خبزنا بعرق جبيننا؛ نعلم أنه يجب أن يولد أطفالنا باأللم والمخاض؛ نعلم أننا أنفسنا يجب أن نعود الى التراب الذى منه أ ُخذنا؛ ألنه تراب نحن وإلي التراب يجب أن نعود.
آه يا آدم لقد أشقيت لنا يوما حزينا عندما أستمعت لصوت إمرأتك وأكلت من الشجرة المحرمة .لم تعد ھناك جنة فى أى مكان فى العالم ولكن كل البقاع أصبحت مكانا ً وحقال للموت .أين يمكن أن تذھب دون أن تجد آثار تلك الخطية األولى فى للنحيب القبر وعظامة المفتتة .كل حقل ُمخصب بالموت .ليس مراراً ما تھب رياح آلة الموت إلى شوارعنا ولكنھا لما تجتاح عاليًا تدوس القيصر أو العبد ،البريطانى الوقور أو الساكسونى المتحضر؛ الجميع يُؤكلون بالموت .لقد شوھت الخطية وأشابت وأفسدت ھذه الخليقة بجعلھا عُرضه للغرور من خالل تعديھا .بالتالى جاءت الينا شرورًا رھيبة دون أن يكون لنا يداً فيھا :نحن لم نكن فى جنة عدن ،لم نُحرض آدم على التعدى وبالرغم من ذلك أصبحنا نعانى مما لم تقترفه أيدينا .لتقل ما تشاء فى ھذا األمر ،يبقى الواقع كما ھو واليمكن الھروب منه .ھذه الحقيقة المؤسفة تقودنى لجوھر ھذا النص وتشكل مالحظتى الثالثة: ج .من السقوط نستنتج بأوفر يقينية أن الخالص بالنعمة بالمسيح يسوع سوف يأتى للمؤمنين. لوكان كل ھذا األذى قد حدث لنا بسقوط آدم لماذا ال يتدفق من نحونا فيض ھائل من البركات بعمل المسيح؟ قد خسرنا الجنة بمخالفة آدم ،ھذا مؤكد؛ ولكن إذا كان ھناك أى شىء يمكن أن يكون أكثر تأكيدا ،يمكننا بأوفر إيجابية أن نعلن بأن آدم الثانى اح ٍد َماتَ ْال َك ِثيرُونَ َ ،ف ِباألَوْ َلى خَطيﱠ ِة َو ِ سوف يصلح ما فسد من األول" .ألَنﱠهُ إِ ْن َكانَ ِب ِ ازدَاد ْ يحَ ،ق ِد ْ َت َك ِثيرًا ِن ْع َمةُ ﷲَِ ،وا ْل َع ِطيﱠةُ ِبال ﱢن ْع َم ِة الﱠ ِتي ِباإلنسان ا ْل َو ِ اح ِد َيسُو َع ا ْل َم ِس ِ يرينَ ! | رو"١٥ :٥ ِل ْل َك ِث ِ إذن ليستقر ھذا فى أذھانكم ،أن سقطة آدم أتت لنا بدمار كبير ،ولتكن لك إذن أكثر ثقة بأن حياة وموت وقيامة المسيح ،وبدون أن يكون لنا يدًا أيضاً ،يجب أن يصنعوا لنا خدمة عظيمة .باإليمان بالمسيح يسوع أصبح مؤكد لنا أنه بحسب كل المقاييس نحن مباركين فيه عالمين سابقا أننا بسقطة آدم كنا عرضة للحزن والموت. للوھلة األولى ،يبدو ھذا أكثر مسرة لقلب اآلب .إنه يجب أن تكون تماما بحسب
طبيعته الرؤوفة أن يأتى الخالص الينا من خالل إبنه .أستطيع أن أتفھم بأن الرب قد أع َد ھذا بأن الجنس البشرى يمكن إعتباره )وتمثيله أمام ﷲ( فى شخص واحد، ويمكن أن يسقطوا أويقوموا أمامه ممثلين فى رجل واحد ،يتحمل ترتيبات نھايته الواجبة ويسمح لتبعات الخطية بأن تقع على أجيال ناجحة من الرجال :ولكنى أعلم أنه ال سعادة له فى موت أحد والمسرة له فى إصابة البشرية .عندما خالف آدم األول، لم يكن ھناك مفرًا من أن تقع تبعات الخطية على أجياله القادمة. وأستطيع أيضًأ ان أتخيل عقلية مقدسة كاملة تُسائل ما إذا كان ينبغى أن تأخذ عواقب ذلك مجراھا أم ال .أستطيع تخيل المالئكة يقول أحدھم لألخر] ،ھل سيموت كل الناس بدخول الخطية الى العالم؟ ھل من الممكن أن كل أبناء آدم سيعانون من عدم طاعته؟[ ولكن ال يمكننى تصورأى سؤال يطرح حول الموضوع اآلخر ،المسمى نتيجة العمل الذى قام به الرب يسوع .لو كان الرب قد أعدھا ھكذا أنه فى آدم الثانى سيقوم كل الناس ويحيون ،فأنه يبدو لى أعظم تمجيد يوافق طبيعته الروؤفة وحبه الال متناھى أن كل من يؤمن بيسوع يخلُص من خالله .ال يمكننى تصور مالئكة يترددون ويقولون، شى يصنعونه ]المسيح قد و ِلد؛ المسيح عاش؛ المسيح مات؛ ھؤالء الرجال لم يكن لھم ْ فى ھذا :ھل سينقذھم الرب من أجل إبنه؟[ آه ،ال ،البد أنھم شعروا إذ رأوا الطفل وليد بيت لحم ،إذ رأوه يحيا حياته الكاملة ويموت ميتته الكفارية] ،الرب سيبارك أولئك الذين فى المسيح ،الرب سينقذ أُناس المسيح ألجل خاطر المسيح[. بالنسبة لنا أنفسنا نحن واثقون أنه لو نفذ الرب حكم الدينونة ،الذى ھو عمله الغريب )عن طبيعته فھو أمر ال يتلذذ ﷲ به( فأنه حتما سيتضطلع بالرحمة )في وسط الغضب( ،ألن الرحمة ھى مسرته .ولكن لو كان )دون الكفارة( سيتمسك بالتصرف بحسب مبادئه التي تضمنت العواقب )السيئة من دينونة وعقاب( والتى ليست له مسرة فيھا ،لربما كان علينا أن نتأكد أكثر بأنه سوف يتمسك اآلن )بعد موت المسيح( بالرحمة وأنھا سوف ال تتضمن سوى الصالح لھؤالء الذين تھتم به. اح ٍد َماتَ ْال َك ِثيرُونَ َ ،ف ِباألَوْ َلى َك ِثيرً ا خَطيﱠ ِة َو ِ من ھنا يأتى ھذا المنطق "ألَنﱠهُ إِ ْن َكانَ ِب ِ ازدَاد ْ يحَ ،ق ِد ْ يرينَ ! | ِن ْع َمةُ ﷲَِ ،وا ْل َع ِطيﱠةُ ِبال ﱢن ْع َم ِة الﱠ ِتي ِباإلنسان ا ْل َو ِ َت ِل ْل َك ِث ِ اح ِد َيسُو َع ا ْل َم ِس ِ
رو."١٥ :٥ ھذا التأكيد يصبح أقوى حتى عندما نفكر بأنه يبدو شي ًئا ال مفر منه أن الناس يمكنھم الخالص بموت المسيح أكثر من أن يھلكوا بخطية آدم .قد يبدو ممكنا أنه بعدما أخطأ آدم ،كان لربما يقول الرب] ،على الرغم من عھد األعمال ھذا )بين وبينكم والذي كسرتموه( ،لن ألقى بھذا الحمل )الدينونة( على كاھل إبناء آدم[؛ لكنه ليس ممكنا بعدما أصبح إبن ﷲ األبدى إنسانا ،وأحنى رأسه للموت ،أن يقول الرب] ،بعد كل ھذا لن أخلص البشر ألجل خاطر المسيح[. قف وأنظر للمسيح على الصليب ،وعَدد جراحاته ،وستعلم عن يقين أن الخطية يمكن أن يُعفى عنھا ،كال ،يجب أن يُعفى عنھا ألولئك الذين فى المسيح يسوع .قطرات ُنحى جانبًا .لو الدماء المتدفقة ھذه تطالب بصوت ال يمكن إنكاره بأن الظلم يجب أن ي َ ْ يح، كان صوت ھابيل الصارخ من األرض الزال سائدًاَ " ،ف َك ْم ِب ْال َح ِريﱢ َي ُكونُ َد ُم ال َم ِس ِ ب؟ | عب"١٤ :٩ ُوح أَ َز ِل ﱟي َق ﱠد َم َن ْف َسهُ ِ ِبالَ َع ْي ٍ الﱠ ِذي ِبر ٍ ال يمكن أن يكون ھذا ،آه يا الھى ،أن تتجاھل أو تنسى تلك الذبيحة التي فى الجلجثة . يجب أن تتدفق النعمة إلى الخطاة عبر ھذا المخلص ذو الجراح الدامية ،عالمين أن الموت قد جاء إلينا بتعدى سلفنا. لست أعلم إذا كان ينبغى أن أتطرق لعمق ھذا المنطق كما أتمنى ،ولكن بالنسبة لى إنه عذب جدًا أن أنظر إلى اإلختالف كما الى األسباب لكل من التأثيرين .أنظر اآلن اح ٍد" .بتعدى الرجل الواحد أصبحنا أنت وأنا لما نحن فيه من خرابِ " ،بخَ ِطيﱠ ِة َو ِ وجميعنا مبيعين تحت الخطية واألسى والموت .ما قد أ ُخبرنا به ھو نبع تيارات من الويالت الناتجة من الفعل الواحد ألبائنا األولين. كم ھو بعيد عنى أن أقول كلمة تقلل من عظم خطيتھم أوتتسائل عن عدالة العواقب. أعتقد أنه ال أحد يمكن أن يكون له رأى أكثر تحديدًا فى ھذا الشأن مما ھو لى .إن التعدى كان عظي ًما جدًا والمبدأ الذى قادنا للمشاركة فى نتائجه ھو واحد فقط ،وھو
نفسه كمبدأ مشحو ًنا بأكثر البركات -بعد التبعات -للبشرية الساقطة حيث أبقى لھم بابًا من األمل لقيامھم بنفس الطريقة التى أدت لسقوطھم. واآلن فالخطية التى دمرتنا ھى تعدي من الكائن المحدود الوجود )اإلنسان( وال يمكن أن تقارن فى قوتھا بنعمة ﷲ الغير محدود؛ كانت خطية لحظة ولذلك ال يمكن مقارنتھا فى القوة والطاقة بالقصد األبدى للحب األلھى .إذن لو كان ينبوع خطية آدم الضعيف نسبيا قد أرسل فيضانا ً أغرق العالم فى األسى والموت فماذا يجب أن يكون سكيب البركات الغير محدودة من المصدر الالنھائى للنعمة األلھية؟ نعمة الرب ھى تما ًما كطبيعته ،قاھرة وغير محدودة .ليس عند الرب مقياس للحب ،إنه ھو الحب؛ حب الى المنتھى حا ٌل فيه ،الرب ليس رؤوفا إلى ھذه الدرجة أو تلك ،ولكنه رؤوف بما ال يقاس؛ قرأنا عن َ "ﷲُ الﱠ ِذي ھُ َو َغ ِن ﱞي ِفي الرﱠحْ َم ِة | أف "٤ :٢وايضا ً أنه "َإِلهُ ُك ﱢل ٢ ِن ْع َم ٍة | ١بط ،"١٠ :٥وأن ]رحمته عظيمة فوق السماوات[ . أكبر مفاھيمنا تسقط بعيدًا قاصرة عن رحمة وعطف الرب ،وعن " َع َ ظ َمةُ قُ ْد َر ِت ِه ب َع َم ِل ِش ﱠد ِة قُ ﱠو ِت ِه | أف" ."١٩ :١ألَنﱠهُ َك َما َع َلتِ ا ْل َفا ِئ َقةُ نَحْ َونَا نَحْ نُ ا ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َ ،ح َس َ ض ،ھ َك َذا َع َل ْ او ُ ار ُك ْم| . ال ﱠس َم َ اري ع َْن أَ ْف َك ِ ت طُ ُر ِقي ع َْن طُ ُر ِق ُك ْم َوأَ ْف َك ِ ات ع َِن األَرْ ِ أش "٩ :٥٥من جھة النعمة. إذن يا أخوتى لو كان الينبوع الضيق الذى أثمر ھذه المياة المرة والسامة كان كافيًا ليذبح ربوات من الجنس البشرى كافة ،فكم بالحرى أكثر كثيرًا سيكون نھر الرب المآلن مياه الذى ھو أيضا نھر مياه الحياة ،الذي يخرج من عرش الرب ومن عند الخروف يعطى حياة ونعيم لكل إنسان يؤمن بالمسيح يسوع؟ لھذا يقول بولس خَطيﱠةُ ِفي ا ْل َموْ تِ ،ھ َك َذا َت ْم ِل ُ ك ال ﱢن ْع َمة ُ ِبا ْل ِب ﱢرِ ،ل ْل َح َيا ِة األَ َب ِديﱠ ِة، "حتﱠى َك َما َم َل َكتِ ا ْل ِ الرسولَ ، يح َر ﱢبنَا | .رو"٢١ :٥ ِب َيسُو َع ا ْل َم ِس ِ ھذا ھو موضوع المنطق فى ھذا النص ،وبالنسبة لى يبدو منطقا قويًا جدًا كافيًا إلخراج حياة عدم اإليمان .ويم ٌكن لكل إنسان تائب أن يقول] ،أرى ما قد خسرته فى ق األَرْضِ َق ِو َي ْ ت َرحْ َمتُهُ َع َلى َخا ِئ ِفي ِه | .مز١١ :١٠٣ ٢ألَنﱠهُ ِم ْث ُل ارْ ِتفَاعِ ال ﱠ ت َفوْ َ س َما َوا ِ
آدم ولكننى أرى أيضًا مقدار ما حصلت عليه فى المسيح يسوع ،ربى ،عندما أسلمت نفسى اليه بإتضاع[. عالوة على ذلك ،أريدك أيضً ا أن تالحظ اإلختالف فى القناتين اللتين يتعامل من خاللھما الشر والخير إلينا بأستمرار .فى كلتا الحالتين كان األمر "بواحد" ،ولكن ياللفارق بين الشخصين! سقطنا من خالل آدم ،وھو إسم ال يمكن إستعراضه دون تبجيل ،إنه رئيس آباء الجنس البشرى ،والبنين يجب أن يكرموا األباء :دعونا ال نفكر باإلقالل من رئيس العائلة البشرية .مع ذلك من ھو آدم األول بالمقارنة مع آدم الثاني؟ أنه ترابى من األرض ولكن الثانى ھو الرب من السماء .األول كان على أفضل حال مجرد رجل أما فادينا " َل ْم َيحْ ِسبْ ُخ ْل َس ًة أَ ْن َي ُكونَ ُم َعا ِدالً ِ | .في."٦ :٢ مؤكد إذن أنه لو كان آدم بيده السقيمة ھذه إستطاع أن يھدم بيت إنسانيتنا ويرشق ھذا الفساد فى جبلتنا األولى ،فإن ھذا اإلنسان األعظم الذى ھو أيضا إبن ﷲ يمكنه أستعادتنا بالكامل ويعيد جنسنا للعصرالذھبى .لو أستطاع إنسان واحد أن يفسد بخطيته ،من المؤكد أنه يوجد رجل آخر أعظم بما ال يقاس والذى " ِفي ِه َي ِحلﱡ ُك ﱡل ِملْ ِء ت َج َس ِد ًّيا | .كو "٩ :٢يستطيع إستعادتنا بإكثار نعمة الرب لنا. الالﱠھُو ِ وأنظروا يا أخوتى ما فعله ھذا اإلنسان .أدم يرتكب خطية واحدة ويفسدنا من ثم؛ ولكن عمل المسيح وإنجازاته ليست واحدة ،ولكنھم ككثرة نجوم السماء .أنظروا الى حياة الطاعة التي عاشھا :كما لو كان تاجًا مرصعًا بكل أنواع المجوھرات التي ال تقدر بثمن :كل الفضائل فيه وبال عيب فى أى شىء .إذا كان فعل واحد خاطىء لرئيس العھد األول يدمر ھكذا ،اال يجب لحياة قداسة كاملة من جانب ممثلنا للعھد الثاني أن تُقبل ألجلنا؟ ولكن ما األعظم من ما ،آدم فعل وأكل من الشجرة المحرمة، يرينَ َو َش َف َع ِفي ت َن ْف َسهَُ ...وھُ َو َح َم َل ِ ب ِل ْل َموْ ِ ولكن ربنا يسوع ماتَ " ،س َك َ خَطيﱠةَ َك ِث ِ ا ْل ُم ْذ ِن ِبينَ | أش ."١٢ :٥٣مثل ھذه الميته يجب أن يكون لھا من القوة ما ھو أكثر من ِفعل آدم المؤسف .أال يجب أن تخلصنا ھذه؟ ھل توجد مقارنة بين فعل عصيان واحد فى حديقة عدن والفعل الذى ال مثيل له من الطاعة المفرطة على صليب الجلجثة والذى توج حياة خادمة؟ اال أثق أنا أن فعل
العصيان ھذا قد تسبب فى دمارى؟ إذن أنا أثق أكثر بأن الفعل المجيد للتضحية بالنفس قادرًا على خالصي ،والقى بنفسى عليه دون سؤال أو ظن. إن آالم إبن ﷲ الوحيد يجب أن يميزھا الفضيلة المعصومة لكي تؤدي لغفران الخطية .على ھذا العمل الكامل للمسيح يسوع تتعلق روحى فى ھذه اللحظة ،دون شك بإمكانية للفشل ودون إضافة ظل ثقة فى أى مكان أخر. إن الصالح الذى يمكن إعتباره فى اإلنسان ،إن أفضل كلماته وأقدس أفعاله كلھا بالنسبة لى كالغبار فى الميزان أمام أى لقب أو عنوان لصنيع الرب .مطلبي الوحيد للخالص موجود فى ھذا اإلنسان الواحد ،عطية الرب الذى بحياته وبموته أوجد كفارة لخطيتى ،ولكن ھذا اإلنسان الواحد يسوع المسيح ھو األساس والوتد الذى نعلق عليه ثقل كل أمورنا األبدية. أشعر بمزيد من الثقة فى يقينى بأن الخالص ھو بالمسيح يسوع ،وذلك بسبب قناعتى الراسخة بالفاعلية المروعة لسقطة آدم .فكر ً قليال وستجد أنه يبدو شيئا غريبا ،غريب بالفعل أن األمل فى عودة الجنة مرة أخرى ھو محل جدل ويبرر ذلك حقيقة أن الجنة لم تعد موجودة ،إن الحقيقة المؤكدة بأن رجال واحدا أفسدنا تعطينا ضما ًنا أوفر بأن رجل مجيد واحد بعمله قد أنقذ بشكل فعال كل ھؤالء الذين آمنوا بفاعلية عمله. اآلن أذا كنت قد أغتنمت فكرتى وفكرت فى الحق الذي في ھذا النص ،لربما تستمد منه صفقة عظيمة من الراحة ،ولربما يقترح عليك بعض األشياء المؤلمة التى ستعود عليك من اآلن فصاعدا بمسرة .الطفل يولد فى ھذا العالم وسط قلق كبير بسبب آالم أمه ،ولكن بينما يصير ھؤالء إثباتا ً لكيف أن تبعات السقوط التزال معنا تبعا لقول الرب لحواءِ " ،با ْل َو َجعِ َت ِل ِدينَ أَوْ الَدًا | تك ،"١٦ :٣فإنھم يؤكدون أيضا لنا أن آدم "و َل َدنَا َثا ِن َي ًة ِل َر َجا ٍء َح ﱟي | الثانى يجلب لنا بوفرة نعيم من خالل الميالد الثانى الذى به َ ١بط"٣ :١ أذھب للحقل الصالح للزراعة وضع عالمة على األشواك وأبكى إصابتك بشوكة :ھذا يثبت اللعنة ،ولكنه أيضا يعظ األنجيل .الم يقل الرب اإلله " َم ْلعُو َنةٌ األَرْ ضُ ِب َس َب ِبكَ .
ب تَأْ ُك ُل ِم ْن َھا ُك ﱠل أَي ِﱠام َح َيا ِتكَ | تك ."١٧ :٣إنه بخطية أخرين ،بما أننا لم نكن ِبالتﱠ َع ِ حاضرين عندما تعدى اإلنسان األول ،أصبحت الحقول تعطينا محاصيلھا على مضض . حس ًنا ،نظرًا لما رأيناه من شوك وحسك أنبتته األرض بسبب آدم واحد ،لربما نتوقع أن نرى بركات على األرض بسبب آدم ثانى أعظم .ولذلك بثقة غير محدودة أصدق ضرُونَ ْ .ال ِج َبا ُل َواآل َكا ُم تُ ِشي ُد أَ َما َم ُك ْم َت َر ﱡن ًما، الوعد "ألَنﱠ ُك ْم ِب َف َرحٍ ت َْخ ُرجُونَ َو ِب َسالَ ٍم تُحْ َ ك َي ْنب ُ ص ﱢف ُ ُت َسرْ وٌَ ،و ِع َوضًا َع ِن ي.ع َوضًا ع َِن ال ﱠشوْ ِ ق ِباألَ َيا ِد ِ َو ُك ﱡل َش َج ِر ا ْل َح ْق ِل تُ َ يس َي ْ ط َل ُع آسٌ َ .و َي ُكونُ ِللرﱠبﱢ ا ْس ًماَ ،عالَ َمةً أَ َب ِديﱠ ًة الَ َت ْن َق ِطعُ | .أش"١٣-١٢ :٥٥ ْال َق ِر ِ ك تَأْ ُك ُل ق َوجْ ِھ َ ھل تمسح عرق جبينك إذ تكدح من أجل رزقك؟ الم يقل الربِ " ،ب َع َر ِ ض الﱠ ِتي أ ُ ِخ ْذتَ ِم ْن َھا | تك ."١٩ :٣أال يجب أن يكون عملك ُخب ًْزا َح ﱠتى َتعُو َد إِ َلى األَرْ ِ محل جدل بحيث يثبت إيمانك أنه فى المسيح يسوع توجد بعد راحة لشعب ﷲ. البد أن تشعر فى الكدح حتى التعب أن سقطة آدم ال زالت تعمل ضدك؛ لقد حولك إلى راع للغنم ،أو عامل فى المعادن .ولكن فى كل األحوال جعل منك حار ٍ ث لألرض ،أو ٍ حامل لنير؛ لتقل أنت إذن إلى الرب يسوع] ،مبارك آدم الثانى ،إذ أرى وأشعر ما قد فعله اإلنسان األول ،أنا أصدق بشدة ما أنجزته .ولذلك سأرتاح فيك بكل قلبى[. عندما ترى جنازة عابرة ببطء فى الطريق ،أوعندما تدخل فناء الكنيسة وتالحظ أكمة وراء أكمة فوق قبور الراحلين المندفنة ،يتبين بوضوح أمام عينيك نتيجة السقوط. أنت تسأل من أوصل كل ھؤالء لھذه الحال؟ وبواسطة أي باب دخل المدمر الساقط الى العالم؟ ألم يرفع آدم األول من خالل عصيانه المزالج للموت؟ أنه بالتأكيد كذلك. ولذلك أثق بأوفر تأكيد بأن أدم الثانى يستطيع أن يعطى الحياة لتلك العظام اليابسة، يمكنه أن يوقظ كل ھوالء النائمين ويقيمھم فى جدة الحياة .لو أن إنسان ضعيف ھكذا كآدم بخطية واحدة جلب الموت ،ليكوم جثث الناس ھكذا أكوام فوق أكوام ويجعل األرض عفنة من الفساد ،فأنه أكثر كثيرا يجب أن إبن ﷲ المجيد فى مجيئه ينادى عليھم ثانية للحياة والخلود ،ويجددھم على صورة ﷲ.
صا َر َبا ُكو َر َة ت َو َ "ول ِك ِن اآلنَ َق ْد َقا َم ا ْل َم ِسي ُح ِمنَ األَ ْم َوا ِ كم ھى مباركة ھذه الكلمات َ َ َ َ ت.ألنﱠه ُ َك َما ِفي آ َد َم يَ ُمو ُ الرﱠا ِق ِدينَ َ .فإِنﱠهُ إِ ِذ ا ْل َموْ ُ ت ت ِبإنسانِ ،بإنسان أيْضًا ِق َيا َمةُ األ ْم َوا ِ َ ح َسيُحْ َيا ْال َج ِميعُ١ .كو "٢٣-٢٠ :١٥وأيضا "اإلنسان األ ﱠو ُل ْال َج ِميعُ ،ھ َك َذا ِفي ْال َم ِسي ِ ﱠ ض تُ َرا ِب ﱞي .اإلنسان الثا ِني الرﱠبﱡ ِمنَ ال ﱠس َما ِءَ .ك َما ھُ َو ال ﱡت َرا ِب ﱡي ھ َك َذا ال ﱡت َرا ِبيﱡونَ ِمنَ األَرْ ِ او ﱡ اويﱡونَ أَ ْيضًاَ .و َك َما َل ِب ْسنَا صُو َرةَ ال ﱡت َرا ِب ﱢيَ ،س َن ْل َبسُ ي ھ َك َذا ال ﱠس َم ِ أَيْضًاَ ،و َك َما ھُ َو ال ﱠس َم ِ اويﱢ ١| .كو."٤٩-٤٧ :١٥ أَيْضًا صُو َرةَ ال ﱠس َم ِ أليس ھذا مثل قتل أسد وإيجاد شھد عسل فى أحشائه؟ " ِمنَ اآل ِك ِل خَ َر َج أ ُ ْكلٌَ ،و ِمنَ ْال َجا ِفي خَ َر َج ْ ت َحالَ َوةٌ | قض ."١٤ :١٤ھو كذلك عندما نخرج من حقيقة السقوط بتأكيد قوى ألستعادتنا بالمسيح يسوع. الوقت يداھمنى؛ وإال كنت قد وقفت مطوال نوعا ما على آخر عنوان والتى يمكن اآلن فقط مالحظته. د .أنه يبدو يقينا أنه من سقطة آدم تدفقت كل تلك النتائج العظيمة ،ونتائج أعظم يجب أن تتدفق من نعمة الرب ،والعطية بالنعمة التى باإلنسان الواحد يسوع المسيح. أخوتى ،لنفترض أن آدم لم يخطىء البتة ،وبالتالي كنا فى ھذه اللحظة اآلن كائنات غير ساقطة ،كانت لتظل مكانتنا فى خطر ،إذ نخشى أنه فى أى لحظة لربما يتعدى ويطرحنا كلنا أرضا ً .آالف السنين من الطاعة لم تكن لتنھى األمتحان إذ لم يكن يوجد شرط كھذا فى العھد األصلى .كنا أنا وأنت لنمسك بسعادتنا بحيازة متزعزة غير واثقة ،لم نكن أبدًا لنُ َمجد فى أمان مطلق وحياة أبدية كما ھو الحال اآلن فى المسيح يسوع .نحن اآلن فقدنا كل شىء فى أدم ،ولھذا فإن حيازتنا الغير أكيدة أيضا قد أنتھت ،عقد إيجارنا لعدن وأفراحھا قد أنتھت صالحيتھما معا؛ ولكننا إذ آمنا ،حصلنا على وراثة نمسك فيھا بسند ملكية ال يقبل الجدل وال يفشل أبدا .ال يملك أبليس نفسه اح ٌد :اآلبُ الﱠ ِذي ِم ْنهُ َج ِمي ُع األَ ْش َيا ِءَ ،ونَحْ نُ َلهَُ .و َربﱞ أن ينازع ھذا السند؛ فإن " َلنَا إِلهٌ َو ِ اح ٌدَ :يسُو ُ ع ا ْل َم ِسيحُ ،الﱠ ِذي ِب ِه َج ِمي ُع األَ ْش َيا ِءَ ،ونَحْ نُ ِب ِه١ | .كو."٦ :٨ َو ِ
الرب يسوع أكمل العمل الذى به قد خلص شعبه ،وھذا العمل قد صدق عليه بقيامته من األموات .ال يوجد "لو" اآلن فى العھد الجديد .ال توجد فيه "إحتمالية أو شك" من بدايته لنھايته ،ال توجد فرص للفشل بسبب شروط غير مستوفاة يمكن أن توجد فيه. ص | مر ."١٦ :١٦ھل تقول ]أنا أؤمن أنه يمكن أن المسيح " َم ْن آ َمنَ َوا ْع َت َم َد خَ َل َ يخلص لو أن[...؟ إياك أن تجرؤ وتضيف "لو" حيث أن الرب لم يضع أى "لو". تذكر ما الذى سيحدث لك لو أضفت أى شىء آخر لكتاب شھادة الرب .كال ،قد كتب ص" و"الﱠ ِذي يُ ْؤ ِمنُ ِباإلبن َله ُ َح َياةٌ أَ َب ِديﱠةٌ | يو "٣٦ :٣ولذا ھكذاَ " ،م ْن آ َمنَ َوا ْع َت َم َد خَ َل َ يح َيسُو َع رو ."١ :٨ھكذا لنا "إِ ًذا الَ َش ْي َء ِمنَ ال ﱠد ْينُو َن ِة اآلنَ َع َلى الﱠ ِذينَ ھُ ْم ِفي ْال َم ِس ِ وقوف واثق اآلن أكثر مما كان لنا فى آدم األول ،ويحق تسبيحنا لھذا الخبر السعيد حين نغنى.. ]أقامنى من أعماق الخطية، من أبواب جحيم الخطية، وأصلح قيامتى بأكثر ضماناً مما كان قبل سقوطي[ الرب لم يرد عنا أذى الخطية فقط ،بل أيضا قد أعطانا أكثر مما فقدناه :حتى كما "حي َن ِئ ٍذ )يسوع يقول( َر َد ْد ُ ت الﱠ ِذي َل ْم ِحي َن ِئ ٍذ | مز ."٤ :٦٩بالتعدى يقول المزمورِ ، ْ َ ْ ُ ﱠ ُ ً ك يَوْ َم تَأك ُل ِمن َھا َموْ تا َت ُموت | العظيم آلدم فقدنا حياتنا مع ﷲ ،وتحقق الوعيد "ألن َ تك"١٧ :٢؛ ولكننا فى المسيح يسوع عشنا ثانية حياة أرقى وأنبل ،ألن الحياة الجديدة ھى عمل المباشر للروح ،وكونھا قائمة بتغذيھا على شخص الرب يسوع فھى أرقى من حياة البراءة األولى فى جنة عدن .أنھا نوعية أرقى من وجوة كثيرة ،والتى ال ار ص َ يمكننا التحدث عنھا بالتفصيل اآلن ،ولكن ھذا المقدار يمكننا قوله مع الكتابَ " ، اإل ْن َسانُ األَ ﱠولَُ ،ن ْفسًا َحيﱠ ًةَ ،وآ َد ُم األَ ِخي ُر رُوحًا ُمحْ ِييًا | ١كو."٤٥ :١٥ آ َد ُمِ ،
الرب يسوع أحضرنا أيضا الى عالقة أقرب مما كان يمكن أن يكون لنا الحصول عليه بأى طريقة أخرى .نحن كنا كائنات بالخلق ولكننا اآلن أبنائه بالتبنى؛ بشكل ما في توجه محدود كنا ذرية ﷲ ،ولكننا األن بالتمجيد الذى فى اإلنسان يسوع المسيح ،نائبنا جميعنا ،قد أحُضرنا الى أقرب عالقة ممكنة مع ﷲ .يسوع جلس على عرش اآلب ،وبالتالى ر ٌقى اإلنسان الى جوار المعبود :أقرب مثال لألبدية ھو اإلنسان ،يسوع المسيح ،إبن العلى .فنحن أعضاء جسده ،من لحمه ،ومن عظامه ولذلك نشارك فى كرامته وإنتصاراته. فى المسيح يسوع أ ُعطى لإلنسان الرئاسة على كل أعمال يدي الرب ،والمفدى قام جنبا الى جنب مع المسيح وأعطى أن يجلس معه فى السماويات ،فوق كل الرياسات والقوات ،وكل األشياء األخرى الكائنة؛ ألننا المفضلون فى السماء ،محبوبى الملك العظيم .ال توجد كائنات يمكن أن تساوى اإلنسان الكامل ،فھؤالء المحبوبون يعلون أفضل منزلة حتى عن المالئكة الذين لم يخطئوا أبدا؛ ألن فيھم يرى غنى مجد نعمة الرب أكثر من األرواح النقية غير الساقطة. آه يا أحبائى ،الم يصنع لنا الرب يسوع المسيح الكثير ،وبالرغم من أننا ال نتوقع ھذا ولكنه ھكذا ينبغى أن يكون ،لنعمة ﷲ ،والعطية بالنعمة التى باإلنسان يسوع المسيح ھى أقوى بقوة غير محدودة من خطية آدم .البد أن يوجد وھن فى اإلنسان ،الفرع، أكثر بكثير مما ھو فى النبتة الفقيرة ذاتھا ،التى ھي األنسان الذى أخذ من تراب األرض .ياللنعيم الذى فتح أمامنا اآلن! لقد فقدنا الفردوس ولكننا حصلنا على ذاك الذى تبدو الجنة األرضية دونه شىء من النوع المتواضع :ربما كنا أكلنا من ثمار عدن الفاتنة ولكننا اآلن نأكل الخبز النازل من السماء؛ ربما كنا قد سمعنا صوت الرب ماشيا فى الجنة فى صحوة يوم لطيف ،لكن اآلن ،مثل أخنوخ ربما نسير مع الرب اآلن طريق أنبل وأقرب .نحن اآلن قادرين على الفرح بما ال يمكن أبدا لألرواح غير الساقطة أن تختبره :نعيم غفران الخطية ،جنة اإلدراك الواعى العميق برحمة أبدية .الروابط التى تربط المفديين بإلھھم ھى أقوى ما يمكن أن يوجد .يالھا من فرحة أن نحب الرب أكثر من كل مخلوقاته األخرى ،وبالتأكيد سنفعل ذلك.
اال تعتقد معى أن اإلثبات ال مبرر له ،ألنى أشعر أن ھذه ھى الحقيقة .ألم تقرأ فى األناجيل عن المرأة التى غسلت قدمى المخلص بالدموع ومسحتھما بشعر رأسھا ودھنتھما بالطيب؟ الم يقل المخلص أنھا أحبت كثيرا ألنه قد ُغفر لھا كثيرا .أنا آخذ نفس المبدأ العام فھو يطبق فى كل الظروف ،فى األبدية كما األن ،ولھذا أثق أن الخطاة المغفور لھم سيحبون الرب ومسيحه كما لم يشعر الشاروبيم والسيرافيم أبدا. جبرائيل ال يستطيع أن يحب الرب كما سيفعل إنسان مغفور له .أولئك الذين غسًلوا ثيابھم وبيضوھا فى دم الحمل سيكونون أقرب وأعز لديه وسيكون ھو أقرب وأغلى لديھم ،عن كل األرواح الخادمة أمام العرش ألنه أخذ طبيعتنا نحن وليس طبيعتھم ھم. لك المجد أيھا المسيح! كلما أنظر الى أعماق سقطة آدم الفظيعة ،أرتجف ،ولكن عندما أرفع عيني ثانية الى األمجاد األبدية حيث أقمتنى أنت بآالمك وقيامتك ،أشعر فى نفسى بقدرة على الرؤيا لما سبق. أ ُعظم نعمة الرب الغير محدودة وأثق بھا بال تردد. آه لو أن أحصل على قوة ألعُظمھا بالكلمات المناسبة والخطاب المالئم ،ولكنھا كلمات ليست في متناولي .إقبل شعور قلبي يارب ،عندما تعلن لغة الشفاة فشلھا وعجزھا .إقبلھا يا سيدى فى المحبوب .آمين.