سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة التكوين المتواصل نيابة رئاسة الجامعة للبيداغوجية نيابة مديرية التعليم عن بعد الفـرع :التقنـيات البنكيـة و النقديـة للتعليـم عن بعـد السنـة :الولــى المقيـــاس:
النـظـام النـقــدي الستــاذ :سعيدي نعمان الـوظـيفة :أستاذ مكلف بالدروس
البريد اللكترونيpé
[email protected]: جميع الحقوق محفوظة – Copyright© - 2008
1
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
2
الـــنـظـام الــنــقــدي السنة الولى /1تمــهــيد يهتم النظام النقدي أساسا بالمقاييس المختلفة التي اتخذتها المجتمعات المتعاقبة لقياس القيم القتصادية و كذا القواعد والتدابير المرتبطة بتنظيم الوضاع النقدية لدول العالم المختلفة بما يكفل تمويل حركة التجارة الدولية المتعددة الطراف وتحقيق نمو القتصاد العالمي و الستقرار في العلقات القتصادية الدولية. إذن ينصب موضوع المقياس على النظام النقدي الدولي بينما يهتم النظام النقدي بشقيه السياسة النقدية و القاعدة النقدية وفق البرنامج الذي سطرته الجلسات الوطنية للبرامج في مقياس النظام المالي و البنكي. /2الهـداف العـامـة يهدف المقياس إلى تمكين المتعلم مـن التحكــم فــي الســس و الدوات و الليات التي تؤثر في عمل النظام النقدي و بشكل دقيق فــي المنظومــة النقديــة الدوليــة و منــه إدراك أســباب الختللت و كيفية استعادة التوازنات على مستوى العلقات القتصادية الدولية. مع العلم أن دراسة هذا المقياس ل تتطلب مكتسبات قبليــة محــددة متعلم له مستوى ثالثة ثانوي مهما كانت الشعبة بعينها إذ يمكن لي التي ينتمي إليها أن يتابع بسهولة البرنامج المقرر. /3الكـفـاءات المـستهـدفـة بعد دراسة المقياس واللمام بجميع النشاطات الواردة فيه يكون باستطاعة المتعلم فعل ما يلي : ا /التمييز بين النقود التي تستمد قوتها من قيمتها الذاتية وتلك التي تفرض بقوة القانون. ب /إدراك العناصر التي تتحكم في صيرورة أي نظام نقدي دولي. ج /معرفة الصلحيات الهامة التي أنيطت بصندوق النقد الدولي ومساهماته في كبرى المسائل المالية والنقدية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
3
د /فهم آليات الصرف المختلفة التي تتحدد على أساسها طبيعة النظام النقدي. ن /معرفة مكونات السيولة الدولية و تأثيراتها على استقرار و تذبذبات أسعار صرف العملت. و /هضم آليات النظام النقدي الوروبي و ربطها بعمل النظام النقدي الدولي. ي /متابعة تطورات تسعيرة الدينار الجزائري. /4البرنامج المقرر /1النقود 1 /1نشأة وتطور النقود 2 /1خصائص النقود 3 /1وظائف النقود 4 /1أنواع النقود /2النظام النقدي والنظام النقدي الدولي 2/1ماهية النظام النقدي و خصائصه 2/2ماهية النظام النقدي الدولي وعناصره /3مراحل تطور الظام النقدي الدولي)(1 3/1نظام المعدنين 3/2نظام قاعدة الذهب /4مراحل تطور النظام النقدي الدولي)(2 4/1نشأة نظام بروتن وودز 4/2نظام بروتن وودز 4/3تقييم النظام /4انهيار النظام و محاولة الصلح /5صندوق النقد الدولي)(1 5/1اهداف الصندوق 5/2النتساب و نظام التصويت 5/3الجهزة المديرة للصندوق /6صندوق النقد الدولي)(2 6/1موارد الصندوق 6/2استخدامات موارد الصندوق /7السيولة الدولية 1/ 7مفهوم السيولة الدولية 2/ 7الذهب والعملت الحتياطية الدولية 7/3حقوق السحب الخاصة
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
/8 8/1 8/2 8/3
النظام النقدي الوروبي في ظل اليكو الثعبان النقدي الوروبي اسس النظام النقدي الوروبي تقييم النظام
/9 9/1 9/2 9/3
النظام النقدي الوروبي في ظل الورو مرحلة البناء النظري مرحلة الجراءات الميدانية تقييم الوحدة النقدية الوروبية
/10سعر الصرف و محدداته –مفاهيم واسواق- 10/1مفاهيم حول الصرف الجنبي 10/2سوق الصرف الجنبي /11سعر الصرف ومحدداته-نظريات و انظمة 11/1النظريات المحددة لسعار الصرف 11/2انظمة الصرف /12ميزان المدفوعات 12/1مفهوم الميزان واهميته 2/ 12مكونات ميزان المدفوعات 12/3التفسير القتصادي لميزان المدفوعات 12/4إختلل ميزان المدفوعات /13تسعيرة الدينارالجزائري 13/1نظام الصرف وتسعيرة الدينار 13/2نظام الرقابة على الصرف في الجزائر /14علقة الجزائر بصندوق النقد الدولي 14/1اتفاق الستعداد الئتماني لسنة 1989 14/2اتفاق الستعداد الئتماني لسنة 1991 14/3اتفاق الستعداد الئتماني لسنة 1994 14/4اتفاق القرض الموسع للفترة 1998-1995 14/5تقييم شامل لبرامج التصحيح /5قائـمــة الـمـراجــع /1باللغة العربية
4
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
قائمة الكتب المتواجدة بمكتبة مركز بوزريعة • اق 237.عطــون مــروان ،أزمــات الــذهب فــي العلقــات الدولية.
• • •
اق 188.عادل أحمد حشيش ،أساسيات القتصاد الدولي. اق 157.يونس محمود ،أساسيات التجارة الدولية.
اق 155.عــوض اللــه حســين زينــب ،القتصــاد الــدولي : العلقــات القتصــادية الدوليــة ،القتصــادي الــدولي الخــاص للعمال.
• اق 41.جــامع أحمــد ،القتصــاد الــدولي :مــدلولت ميــزان المدفوعات المصري ،تطور القتصاد الدولي ،نظريات التجــارة الدولية. • اق 098.عبد الخالق جوده ،القتصاد الدولي :مــن المزايــا النسبية إلى التبادل اللمتكافئ. • اق 148.الرهوان محمد حافظ عبده ،العلقــات القتصــادية الدولية.
• •
اق 040.حشيش عادل أحمد ،العلقات القتصادية الدولية.
اق 242.ج 6سامويلسون بول ،علم القتصاد :العلقــات التجارية والمالية الدولية.
• اق 101.إقتصاديات النقــود والمــال /زينــب حســين عــوض الله.
• • •
اق 173.الصلح النقدي /الموسوي ضياء مجيد. اق 172.القتصاد النقدي /الموسوي ضياء مجيد.
اق 030.القتصــــاد النقــــدي والمصــــرفي :النظريــــة والسياسات النقديــة ،المؤسســات المصــرفية نظريــة التمويــل والئتمان ،المؤسسات المالية المتخصصة والبنوك الســلمية / مصطفى رشيد شيحة.
• اق 211.عجميــة محمــد عبــد العزيــز ،النقــود والبنــوك والعلقات القتصادية الدولية.
•
اق 229.العمار رضوان وليد ،النقود والمصارف.
5
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
• اق 169.شــيحة مصــطفى رشــدي ،النقــود والمصــارف والئتمان.
• • • •
اق 171.صارم سعيد ،اليورو. اق 109.محمد زكي شافعي ،مقدمة في النقود والبنوك. اق 010.العلواني زياد ،نقود ومصارف.
اق 103.ســـالفتور دومنيـــك ,نظريـــات و مســـائل فـــي القتصاد الدولي.
كتب اخرى • محمــد زكــي شــافعي ،مقدمــة فــي البنــوك والــدول ،دار النهضة العربية ،القاهرة .1961 • حــازم الببلوي ،نظريــة النقــود ،منشــأة المعــارف ،الــدار الجامعية السكندرية .825 • زينــب حســين عــوض إقتصــاديات النقــود والمــال ،الــدار الجامعية ،السكندرية. • ضياء مجيد الموسوي ،النظــام النقــدي الــدولي ،المؤسســة الجزائرية للطباعة ،الجزائر .1987 • ضياء مجيد الموسوي ،القتصاد النقدي ،دار الفكر ،الجــزائر .1993 • عرفان تقي الحسني ،التمويل الدولي ،دار مجدلوي ،عمان .1999 • أحمــد مصــطفى فريــد الســهير محمــد الســيد /حســن ، السياسات النقدية والبعد الدولي للبورو مؤسسة شباب الجامعة السكندرية .2000 • الفار إبراهيم محمد ،سعر الصرف بيــن النظريــة والتطــبيق، دار النهضة ،القاهرة .1992 • الحريري محمد خالــد ،القتصــاد الــدولي ،جامعــة دمشــق، سوريا.1977 ، • بكــري كامــل ،القتصــاد الــدولي ،الــدار الجامعيــة ،بيــروت .1989
6
السنة الولى/ب.ع.ت-سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية 7
2006/2005
، الجــزء الول، العلقــات القتصــادية الدوليــة،• جــامع احمــد .1980 ، دار الهـــدى، أســـعار صـــرف العملت،• عطـــون مـــروان .1992 ،الجزائر الصــندوق, ترجمــة هشــام متــولي،• ليريتــو مــاري فرانــس .1993 دمشق, دار الطلس، III النقدي الدولي وبلدان ع ، الــدار الجامعيــة، مقدمة في القتصاد الــدولي،• مندور أحمد .1990
En langue étrangère/2 LISTE DES OUVRAGES EXISTANTS AU SEIN DE LA BIBLIOTHEQUE DU CENTRE DE BOUZAREAH EC.029 Samuelson Alain, Economie internationale • .contemporaine : aspects réels et monétaires EC.080
Diatkine Sylvie, Institutions et mecanismes • .monetaires .EC.084 Brana Sophie, La Monnaie .EC.087 Marie Henri Gerard, Le Monetarisme
• • •
EC.053 Guendouzi Brahim, Les Relations Economiques .Internationales EC.082
Langlois Marc, L’Euro et les Systemes • .d’Information .EC.055 Besson Jean-Louis, Monnaie et Finances
EC.081
Bassoni
Marc,
Problemes
• •
Monetaires .Internationaux
السنة الولى/ب.ع.ت-سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية 8
2006/2005
AUTRES OUVRAGES J-Bourget, Monnaies et Systemes Monétaires dans le • Monde du .20eme siecle, Breal editeur, France, 1983 Berger Pierre, La Monnaie et ses mecanismes ,edition • Bouchene .alger, 1993 Bouderssa Maamer, le FMI, le monstre de Paris, revol.af, • ,alger .1994 Dufloux.C et Karlin.M, la Balance des Payments, • ,economica .Paris ,1994 Fougere J.P- voisin.C,Le Systeme Financier et Monitaire .Internationale edition Nathan, 1994
•
Guitton Henri, la Monnaie, 2eme edition, Dallos, 1971
• •
Lelart Michel, Le Fonds Monitaire International ,serie que .suis-je edition Dahleb, Vuibert, Paris 1995
Peyrard Josette, Gestion Financiere Internationale, 3eme • .edition, vuibert Paris, 1995 .Peyrard Josette, Risque de change, vuibert , Paris 1986
•
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
الوحدة الولى :
9
الـنقــود LA MONNAIE
تـمــهـيــد قبل ظهور النظمة النقدية بالشكل الحالي عرفت المجتمعــات المتعاقبة أنظمة نقدية متتالية تعددت بتعدد المقاييس التي اتخذتها فــي قياس قيمها القتصادية و نقصد بذلك النقود. وعلى هذا الساس ارتأينا تشريح هذا العنصر من حيث النشأة والتطــور ليتسنى للمتعلم إدراك تلك الجدلية القائمة بين تزايــد احتياجــات أفــراد المجتمع و اختلف النقــود المســتعملة فــي التــداول هــذا التطــور الــذي ارتكز أساسا على نوع السلعة الوسيطة الــتي تحظــى بــالقبول الواســع لدى مجتمع معين بالنظر إلى الخصائص التي تمثلها وبالتــالي الوظــائف التي يمكن أن تؤديها.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
10
الكـفـاءات الـمستـهـدفـة يهــدف هــذا المحــور إلــى تمكيــن المتعلــم مــن اكتســاب المهــارات والقدرات التالية القدرة على استيعاب جملة المصاعب والمشــاكل الــتي قــد تنجر عن عدم استعمال النقود. إدراك المميزات التي تجعل من الشياء العينية قوة شرائية. ربط أشكال النقود المختلفة بسياقها التاريخي. التمييز بين الوظائف الصلية والوظائف المشتقة للنقود. عـناصـر المــحـور نشأة وتطور النقود 1/ خصائص النقود 2/ وظائف النقود 3/ أنواع النقود 4/ :1نشاة و تطورالنقود كان لكتشاف النقود اهمية بالغة و الثر الكبير فــي تحســين و زيادة تلبية حاجيات النسان المتعددة مع ترشيد سلوكه القتصادي. و جاء تطور النقود نتيجة لتطـور طويـل فـي العلقـات القتصـادية للفراد و الجماعات. 1/1نظام المقايضة هي عملية مبادلة سلعة فائضة مقابل سلعة أخــرى تلــبي حاجــة المســتهلك .ســادت فــي أوائل عهــود المجتمعــات البدائيــة حينمــا أدرك النسان صعوبة إنتاج كل ما يحتاج إليه مــن الســلع والخــدمات بالشــكل الذي كان سائدا في ظــل حاجيــات الفــرد البســيطة -الكتفــاء الــذاتي- فاهتدى إلى التخصص ,إذ أصبح كل فرد يمارس فرعا من فروع النتــاج بحيث ينتج كميات تفوق احتياجاته ويبادل هذا الفائض بباقي السلع التي يحتاجها و التي هي في الساس فائض المنتجين الخرين.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
11
فمثل الفلح المتخصص في انتاج القمح يقايض كمية من فائضــه مقابــل ما يحتاجه من جلود يوفرها له المتخصص في انتاج الجلــود وهــو يحتــاج بدوره الى مادة القمح و هكذا يلتقي اصحاب الحاجة دون وسيط. : 1/2صعوبات المقايضة إن الحركية التي عاشتها المجتمعات البدائية بانتشار ظــاهرة التخصص واتساع مجال المبادلــة ومــا تبعهــا مــن تقــدم اقتصــادي تلبيــة للحاجيات المتعددة للعداد المتزايدة من الفراد ,جعلت من المقايضــة نظامــا جامــدا ل يصــلح أبــدا لمســايرة مســتلزمات النظــم القتصــادية المتطورة ,ومن جملة العيوب التي عرفتها المقايضة نجد * صعوبة توافق الرغبات ,أي رغبــة كــل طــرف فــي الحصــول علــى السلعة المقدمة من الطرف الخر من حيث الكمية و النوع والجــودة وشروط التسليم سواء تعلق المر بالمكان باعتبار انه تطرح مشاكل نقل السـلعة وكيفيـات التخزيـن ,او بالزمـان نظـرا لختلف مواعيـد السلع الزراعية. * عدم قابلية بعض السلع للتجزئة ,فالكثير من السلع تتميز بضخامة حجمها واســعارها المرتفعــة وقــد يرفــض اصــحابها مبادلتهــا بكميــات معتبرة من سلعة واحدة ,فصاحب الجمل يريد مبادلته بسلع محــددة بعينها وهنا يجب على الصدفة ان تفعل فعلهــا بــان تجمعــه بالشــخص الذي يريد جمل باكمله وفي نفس الوقت يعرض السلع الــتي يطلبهــا صاحب الجمل ,فياله من ضياع للوقت والجهد . * عدم وجود مقياس مشترك للقيــم يمكــن بهــا قيــاس قيــم الســلع المختلفة او ما يعرف بوحدة القيــاس ,و بالتــالي ل يمكــن التعــبير عــن قيمة اي سلعة او خدمة بسعر معين ثابت ,بل بدللــة مجموعــة الســلع والخدمات المعروضة في السوق. وحتى نتصور صعوبة العملية نسوق المثال البسيط التالي نفــترض ان ســوق الســلع تعــرض فيــه 4ســلع هــي علــى التــوالي الخبزواللبن واللحم والدقيق. يستوجب تحديد سعر كل سلعة بدللة 3قيم ,بمعنى سعر الخبز بدللة اللبن ثم اللحم ثم الــدقيق ,فســعر اللبــن بدللــة الخــبز ثــم اللحــم ثــم الدقيق ,فسعر اللحم بدللة اللبن ثم الخبز ثم الدقيق ,فسعر الــدقيق بدللة الخبز ثم اللبن ثم اللحم. فتصوروا معــي ,لــو بلــغ عــدد الســلع اللف ,فمــا هــو يــا تــرى الجهــد والوقت المستغرق لتحديد السعار .ومن هنا يتضح بجلء غياب القيــاس المشترك لقيم الشياء القتصادية الــتي حــالت دون ايجــاد ارتبــاط عــام بين السعار في السوق.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
12
*غياب وسيلة تصلح لخــتزان القيــم ,فاحتفــاظ النــاس بــثرواتهم فــي صورة سلع قــد يـدفع هــؤلء الــى تحمــل نفقــات اضــافية ,كمصـاريف التخزين اوالمخاطر مثل السرقة و غيرها او امكانية تعرض السلع الى التلف اوتغير قيمهــا مســتقبل ,ا فتصــعب عمليــة التبــادل خاصــة عنــد الحاجة. فاحتفاظ الناس بالماشية كثروة يعني بالضــرورة النفــاق علــي تغــذيتها وامكانية موت بعضها وتعرضها للسرقة وحتى انخفاض قيمتها. و على انقاض هذه العيــوب والصــعوبات الــتي طبعــت نظــام المقايظــة ظهرت الــى الوجــود مــا يعــرف بالمبادلــة مــن خلل النقــود الــتي تــاتي كوسيط ترد اليه قيم الشياء المتبادلة من خلل تقسيم عملية المبادلــة الــى عمليــتين منفصــلتين و متتــاليتين :التخلــي عــن الســلعة مقابــل الحصول على الوسـيط المتفـق عليـه(الـبيع) ,و التخلــي عـن الوســيط مقابل الحصول على السلعة( الشــراء ) و هكــذا يحــل الــبيع و الشــراء مكان المقايضة. و اختلــف هــذا الوســيط الــذي اصــطلح علــى تســميته بالنقــد بــاختلف المجتمعات القديمة حسب اهمية هذا الخير في نظر المجتمع . : 2خصائص النقود الى جانب اعتبــار النقــود كرمــز مــن رمــوز الســيادة ,وجــب ان تتوفر فيها جملــة مــن الخصــائص حــتى يمكــن لهــا ان تقــوم بالوظــائف المنوطة بها و هي : -2/1ان تحظى بالقبول العام ,اما على وجــه الختيــار علــى اســاس الثقة في قيمة الوحدة النقديــة ,بمعنــى ان افــراد المجتمــع يعتقــدون بقبول تنازل الخرين عن السلع والخدمات مقابل حصولهم على اداة مبادلة ,فيترتب عـن هـذا القتنـاع قبـول عـام لـدى عناصـر المجتمـع بتداول سلعة بعينها لتسديد مدفوعاتهم. او على وجه اللزام ,بان تفرض الدولة الصفة القانونية علــى وحــدة النقد و في هذه الحالة فجميع افراد المجتمع مجبرون علــى التعامــل بها ورفضها يؤدي الى فرض عقوبات منصوص عليها في القانون . 2/2تمتعها بالدوام و عدم قابليتها للتلف مما يجعل تداولها بين الناس بكــثرة ولفــترات طويلــة قابلــة لن تعمــر طــويل و هــي الخاصــية الــتي افتقدتها بعض النقود السلعية خاصة الزراعية منها فتخلــى النــاس عنهــا كاداة للتبادل.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
13
-2/3تمتعهــا بالنــدرة النســبية فــي الطبيعــة كالــذهب والفضــة اللــذان اســتعمل لفــترة طويلــة مــن الزمــن امتــدت الــى غايــة 1971بالنســبة للذهب ,ثم فيما بعد ,الندرة عـن طريـق فـرض القيـود علـى الصـدار النقدي الورقي حتى ل يكون المعــروض النقــدي مرتفعــا فتفقــد النقــود قيمتها ,باعتبار ان الفرد يدفع نقودا اكثر من اجــل نفــس كميــة الســلع والخدمات التي كان يستهلكها . -2/4ان تتمتع قيمتها بالثبات النسبى ,فل يمكن باي حال مــن الحــوال للزمن ان يؤثر في المبــادلت وهــي ميــزة تمكــن النقــود مــن ان تقــوم بوظائف معينة هي قياس القيــم و اداة للمــدفوعات الجلــة و مســتودع للقيمة. -2/5ان تكون وحــداتها متجانســة متماثلــة مــن ناحيــة القيمــة والشــكل والحجم والوزن و النوع بحيث يمكن ان تكون كل وحدة نقدية بديل تام للوحدات النقدية الخرى. -2/6ان تكون وحدتها الساسية jقابلــة للنقســام الــى وحــدات صــغيرة تتناسب مع حاجات التعامل في المبادلت ذات القيم المنخفضة ,وهــي خاصية افتقدتها بعض النواع مــن النقــود كالغنــام مثل ممــا جعــل مــن المجتمعات تبحث لها عن شكل اخر من النقود. :3وظائف النقود اكسبت الخصائص السالفة الذكر النقود قوة شرائية عامــة ســاعدت افراد المجتمع على تحقيق اكبر قدر ممكن مــن تلبيــة الحاجيــات وذلــك من خلل قيامها بالوظائف التالية : : 3/1اداة مبادلة وظيفة تقليدية ناتجة عــن القــوة الشــرائية العامــة الــتي تتمتــع بهــا النقود مــن خلل اســتبدال الســلع بــالنقود و مــن ثــم امكانيــة اســتبدال النقود بالسلع في مرحلة ثانية .ولعل سبب ظهور النقود راجع بالدرجــة الولى لحاجة الفراد الى وسيلة تبــادل مكنــت مــن تقــويض الصــعوبات الــتي طبعــت نظــام المقايضــة وتســهيل عمليــات التبــادل بيــن افــراد المجتمع ,فلم يعــد صــاحب النقــود بحاجــة الــى مبادلــة ســلعته بســلعة اخرى ,وبالتالي فاستخدام النقـود وفـر علـى البــائع والمشـتري الجهـد والوقت مقارنة بما طبع حقبة المقايضة ,وهكــذا تصــبح النقــود اســاس النظام القتصادي الجديد في الوفاء باللتزمات.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
14
و قد ساعد استعمال النقود كاداة المبادلة علىتكريــس التخصــص فــي بعض انواع النتاج ثم تقسيم العمل داخل النوع الواحد من النتاج ,الذي مكن المؤسسة من ان ترفع من حجم انتاجها و خفــض التكــاليف ومنــه تحسن مستويات المعيشة للفراد . :3/2مقياس للقيمة النقد هو وحدة نقدية معيارية ترد اليها قيــم مختلــف الســلع و الخدمات ,شانها في ذلك بالتقريب شان اللــتر فــي قيــاس الســوائل و المــتر فــي قيــاس الطــوال…الــخ ,ال ان هــذه الخيــرة لهــا خصــائص موضوعية لماديتها البحتة بينما الولى هي مرتبطة بالعامــل البشــري اذ يمكن ان تتغير قيمة السلعة ,ليس بســبب تغيــر طــارئ علــى ظــروف السلعة بل بتغير يمس القوة الشرائية للوحدة النقدية التي هي مقياس للقيمة . فهي وحدة حساب موحــدة تســاعد البــائعين و المشــترين علــى تحديــد اختياراتهم في البيع و الشراء و تحديد كمياتها و انواعها ,كما يمكن لهــا ان تحــــدد اهميــــة المشــــاريع القتصــــادية و جــــدواها مــــن ناحيــــة التكاليف.وتتحدد قيمة الوحدة النقدية داخل البلد على اساس المستوى العام لسعارللسلع والخدمات باعتبار ان الثمان تعبر من خلل وحــدات نقديــة عــن القيمــة المعطــاة لشــئ مــا ,و يفســر الرتفــاع المتواصــل للمستوى العام للســعارانخفاض قيمــة النقــود وانخفــاض الولــى يعنــي بالضرورة تحسن قيمة الوحدة النقدية. و العلقة بين قيمة النقود و السعار علقة عكسية ,و يمكن التعبير عنها بالعلقة التالية : v = 1/p V:القوة الشرائية للنقد او عدد الوحدات من السلع و الخدمات التي يمكن شرائها بوحدة نقدية. : Pالسعر. : 3/3مستودع للقيمة باعتبار ان النقود تتصف بالدوام و الثبات ,فبالمكان تاجيل تبادلها و الخدمات التي يرغب فيهــا حاملهــا الــى وقــت لحــق مقابل السلع وهنا يمكن للجير ان يحتفظ بجــزء مــن مــداخيله طــوال حيــاته المهنيــة ليــدخرها او يؤجــل انفاقهــا الــى فــترة التقاعــد ,فامكانيــات الكتنــاز والدخارفي شكل سيولة اواصــول اخــرى كالســهم والســندات وغيرهــا تكسب النقود طبيعة خاصـة لكـن شــرط ان تحتفــظ بقيمتهـا مـن خلل استقرار المستوى العام للسعار.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
15
وتجد هذه الوظيفة اهميتها خاصة في الــدول المتقدمــة الــتي تســتثمر في التوقعات القتصادية ,اذ تلعب النقود دورا هاما في تحقيق الدخــار وتراكم رؤوس الموال. : 3/4وسيلة للمدفوعات الجلة تتلخــص هــذه الوظيفــة فــي امكانيــة تســديد القــروض و كافــة اللتزامات في اجال لحقة ونلمس ذلك من خلل صرف اجور العمــال في تاريخ لحق عادة ما يكون في اواخر الشــهر ,ايضــا دفــع الضــرائب وتسديد فواتير المــاء والكهربــاء والكــراء ,كمــا يســتطيع المقــاول مــن خلل هذه الوظيفة الحصول على قروض بنكية لتمويــل نشــاطاته علــى ان يعيد الصل و الفوائد في تواريخ لحقة متفق عليها ,وايضا اقــتراض الحكومات من الجمهور والبنوك بطرح اسهم وســندات للكتتــاب وذلــك بهدف تمويل عمليات التمويل الحكومي. لكن مالم تتمتع النقود بالثبات النسبي في قوتها الشرائية سيؤدي ذلــك الى الخلل بالعدالة الجتماعية بيــن اطــراف العقــد ,فــاذا زادت قيمــة النقود خلل فترة العقد تعرض المدين الى الضــرر لن المبلــغ الــواجب دفعه سيعبر عن كمية اكبر من السلع الحقيقية عند توقيــع العقــد بينمــا يتضرر الدائن في حالة انخفاض قيمة النقود. : 3/5من ادوات السياسة النقدية للنقود دور و تاثيرهام على القتصاد الوطني ,من خلل قوتها الشرائية .ففي ظل بقــاء كميــة الســلع و الخــدمات و العوامــل الخــرى ثابتــة فــانه كلمــا زادت كميــة النقــود المتداولــة زادت معهــا الســعار و العكس بالعكس ,اذن يعد التغير في المعروض النقدي من اهــم ادوات السياسة النقدية التي تلجا اليها السلطات النقدية للتــاثير علــى مجــرى النشاط القتصادي ,من خلل التحكم في تحديد كمية النقود التي تحقق مستوى معين من التوازن القتصادي ففي حالة الركود والكساد يمكــن ان تلجا السلطات النقدية الى احــداث حالــة الــرواج القتصــادي بزيــادة المعروض النقدي وفي حالت ارتفاع المستوى العام للسعار المفضــية الى التضخم يستوجب على المعنيين تخفيض كمية النقود المتداولة. 3/6اداة لعادة توزيع الدخل النقود وسيلة لتوزيع الدخول في المجتمع فإذا ارتفعت كمية النقــود دون أن يقابلها زيادة في السلع سينتج عنه ارتفــاع عــام فــي الســعار لكن بنسب متفاوتة وفي فترات مختلفـة ,ممـا يـؤدي إلـى التـأثير فـي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
16
أسلوب إنفاق الفراد لدخولهم على السلع والخدمات والمحصــلة هــي إعادة توزيع الدخل في القتصاد وهي النتيجة نفسها لما يحدث انخفاض في كمية النقود المتداولة . 3/7أداة هيمنة وسيطرة العملة القوية دليل على قوة اقتصاد البلد وتطوره وضــعفها يعكــس ضعف وتخلف هذا الخيــر وعلــى هــذا الســاس تجــد الــدول المتطــورة تعمل على بسط نفوذها على المســتوى القليمــي والــدولي مــن خلل سياسات تجعل من بعض البلدان تلجــا إلــى ربـط عملتهـا بعملت هــذه الخيرة مما يؤدي إلى التبعية القتصادية. : 4انواع النقود ادركت المجتمعات المختلفة ان الستفادة من مزايا النتــاج الواســع النطاق ل تتم ال من خلل نظام نقدي و مصــرفي متجــدد ,فمــن نظــام المقايضة الى النظام النقدي الحالي عرفت المجتمعات استعمال عــدة انواع من النقود في مراحل التطور المتعاقبة منها : : 4/1النقود السلعية هي اول انواع النقود التي عرفتها البشرية ,ظهرت مباشرة بعد العيوب التي انتابت نظام المقايضة فاستعملت المجتمعات السلع الــتي تحظى بالهمية و تتمتع بقيمة عالية و تحوز على اكبر تقدير ,كالماشــية و ادوات الصيد (اسكيمو) ,القمح (مصر ) الحرير (الصــين) و الســكر ( الهند) ..الخ .لكن سرعان ما تم التخلي على السلع الستهلكية لسباب متعددة ابرزها عدم صلحيتها كاداة مبادلة رغم اعتبارها وحدة حســاب, فالماشية مثل رغـم حجمهـا المعتـبر مكنـت بدللـة اجزائهـا مـن قيـاس الســعار والتكــاليف ,ال انهــا لــم تــؤد وظيفتهــا كــاداة للتبــادل بالشــكل المطلوب بالنظر الى عدم تجانســها وفقــدانها لعنصــر الــدوام النســبي, فتم اتخــاد ســلع صــلبة مثــل تلــك المصــنوعة مــن الصــداف و القواقــع البحرية و الحجار النادرة ثم المعادن بعد ذلك في اواخر العهد البدائي. : 4/2النقود المعدنية لقد استعملت معظم المجتعات البشرية في مرحلــة مبكــرة مــن مراحل التاريخ النقدي المعادن كنقود واحتل الذهب و الفضة الصــدارة وتلتها معادن اخرى تمثلــت فــي الحديــد و النحــاس والزنــك والقصــدير, واختيارالمعــادن النفيســة نــابع مــن توفرهــذه الخيــرة علــى الســمات التالية :سهولة النقل و عدم قابليتها للتلــف وصــعوبة تزييفهــا و تمتعهــا بالنــدرة النســبية بالضــافة الــى قابليتهــا للتجــزئة واخيــرا ثبــات قيمتهــا بالمقارنة بالسلع الخرى.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
17
: 4/3النقود الورقية تارخيا يمكن ارجاع اصل النقود الورقية الى عهد الرومان ,عندما كانت تودع المعــادن النفيســة لــدى الصــيارفة مقابــل ايصــالت ,بهــدف الحتفاظ بها ,على ان يرد الصــائغ (الصــيرفي )هــذه المعــادن المودعــة عند طلبها من طرف اصحابها ,مــن اجــل الــبيع و الشــراء ,لكــن نظــرا للثقة التي يتمتع بها الصيارفة ,اصبح الناس يتعاملون فيمــا بينهــم فقــط بتلك اليصالت دون العودة في كل مرة الى المعدن النفيس .و السبب في ذلك هو سهولة حمل تلــك الوراق و التقليــل مــن مخــاطر الســرقة الى جانب عنصر الثقة. و هكذا اصبحت اليصالت الورقية مثلهــا متــل الــذهب ,بــل اصــبحت نقودا وهــي اول اشــكال النقــود الورقيــة ; و ظهــرت فيمــا بعــد اوراقــا يصدرها البنك ول تكون لها تغطية بنسبة . 100% وفي مرحلة اخــرى اصــبح بنــك الصــدار غيــر ملــزم بتحويــل النقــود الورقية الى نقود معدنية ,فاصبحت الورقــة مجــرد قصاصــة ليســت لهــا قيمة ذاتية كسلعة و لكن لها قوة قانونية اكسبتها الصفة اللزامية. : 4/4النقود الكتابية ( نقود الودائع ) شهد القرن 19ازدياد اهمية الودائع الجارية كاداة لتســوية الديون في كثير مـن البلــدان ,حــتى صـارت نقـود الــودائع اهـم وسـائل الدفع في النظم البنكية المتقدمة.فهي ناتجة عــن ايــداع ارصــدة نقديــة في حسابات جارية لدى البنوك التجارية فتنتقل ملكيتها من شخص الى اخــر باســتعمال الشــيك الــذي يعتــبرمن اهــم ادوات العصــر الحــديث و الوسيلة الولى للوفــاء بالمــدفوعات النقديــة الكــبيرة فــي معظــم دول العالم. والشيك ل يعتبر نقدا في حد ذاته بل هو اداة لتحويل المبلغ من حساب زبون البنك الى المستفيد وبالتــالي يحــق للشــخص المتنــاع عــن قبــول الشيك .ومــع ذلــك تبقــى نقــود الــودائع أهــم أنــواع النقــود بــالنظر إلــى الستعمال المكثف للشيكات خاصة بعدما أصــدرت الحكومــات قــوانين تحمي المتعــاملين بهــذا النــوع مــن أدوات الــدفع كتجريــم أولئك الــذين يصدرون شيكات بدون رصيد مما اكسبها الكثير من الثقة.
الـخلصـة العـامـة مما سبق يتضح ,أن طبيعة النقود وتعريفها ارتبــط ارتباطــا وثيقــا بتطورها التاريخي ,وجاءت في شانها عــدة نظريــات أبرزهــا النظريــة
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
18
السلعية للنقود ,التي مفادها أن هذه الخيرة ســلعة بــاتم معنــى الكلمــة, شانها في ذلك شان جميع السلع ,إما لنها مصنوعة مــن معــادن نفيســة هي في حد ذاتها سلعة ,أو لنها نادرة نسبيا في الطبيعــة وذات منفعــة و بالتالي تقدم خدمات كتلك التي توفرها بقية السلع ,هذه الصــفات أهــل هذا النوع من السلع لن تصبح الوفر صلحية كوســيط للتبــادل وبالتــالي الرتقاء إلى مرتبة النقود. ويرى أصحاب النظرية الرمزية للنقود ,أن هذه الخيرة ما هي إل بطاقة تعطي لحاملها حق الستفادة من رصيد المجتمع من السلع والخــدمات, أو هي اتفاقا بين السلطة القائمــة و أفــراد المجتمــع ,أو تجســيدا لقــوة شرائية تمكن صاحبها الحصول على مقدار معين من المنتجــات ,أو أداة لتسهيل التبادل ,أو هي نقود بقوة القانون الذي تشرعه الدولة. يترتب عن هاتين النظريتين ,أن الولى تعتبر أن محددات قيمـة الوحـدة النقدية هي نفسها التي تتــدخل فــي تحديــد ســائر الســلع ,بينمــا الثانيــة تجعل للنقود قيمة نسبية ,لنفرادهــا بقــوة شــرائية تفتقــدها كــل الســلع ومنه تنفرد بعوامل خاصة في تحديد قيمتها. وان اختلف أنصار النظريات النقدية المتعددة في تعريف النقود ,فــانهم اتفقوا على التعريف الوظيفي لهــا ,أي علــى أســاس وظائفهــا ,ويكمــن جــوهر الختلف إمــا فــي ترتيــب أهميــة الوظــائف ,أو القتصــار علــى وظائف دون أخرى. لكن على العموم تعرف النقود ,على أنها كل شئ يحظى بالقبول العام بين أفراد المجتمع كوسيلة للتبادل ومقيــاس للقيمــة وأداة للمــدفوعات الجلة و مخزن للقيمة.
التـــقــييـــم من معالم الدول المتقدمة استعمالها المكثف ل 1- .النقود المعدنية .النقود الورقية .النقود الكتابية .ل شئ مما سبق ذكره أيهما ظهر أول للوجود 2- .النقود
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
19
.البنوك استعملت النقود المعدنية لتميزها بما يلي 3- /..............................................................ا /..............................................................ب /.............................................................ج كلما كانت أسعار السلع والخدمات مرتفعة كانت قيمة الوحدة 4- .النقدية منخفضة .صحيح .خطا تطلب النقود من اجل 5- .مبادلتها بالسلع والخدمات .لذاتها .ل شئ مما سبق ذكره أسباب اختفاء عمليات المقايضة راجع إلى 6- /.........................................................ا /...............................................................ب /..................................................................ج بين الوظائف الصلية للنقود 7- .مقياس للقيمة .وسيلة للمدفوعات الجلة .مخزن للقيمة .وسيط للتبادل .من أدوات السياسة النقدية الوحدة الثانية : النـظام الـنقدي والنظام النقدي الدولي تـمــهـيد ان اصدار النقود المختلفة و تحديــد اجــراءات تــداولها لــم تكـن لتحقق ذلك الشعور بالمان و الضمان والنظام والنســجام لــدى مستعمليها لول التدخل الحاصل من طرف السلطة العمومية في
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
20
جميع المجالت التي لها علقــة مباشــرة او غيــر مباشــرة بـالنقود من خلل جملة من قوانين وتنظيمات ومؤسســات ،الشــئ الــذي يفضي الى ما يسمى بالنظام النقدي . يعتبر هذا الخير من اهم العوامل التي تدفع بالقتصاد نحو تحقيق اهداف الستخدام الشامل واستقرار المســتوى العــام للســعار و النمو المستمر. وبنفس المنطق فان تحقيق نمــو القتصــاد العــالمي و الســتقرار في العلقات القتصادية الدولية مرتبــط اساســا بالنظــام النقــدي الدولي ،ومــن هنــا تتجلــى اهميــة هــذا العنصــر ســواء فــي بعــده المحلي او الدولي. الـكفـاءات المـستهـدفة يهدف هذا المحور الى تمكين المتعلم من اكتساب المهارات والقــدرات التالية : ربط فكرة قوة النقود و مدى ثقة الناس بها بثراء واحترام و قوة الدولة و العكس بالعكس . التفريق بين النظمة النقدية التي تعتمد اساسا على قاعــدة معدنية و تلك التي تعتمد على المعدن القاعــدة ول يمكــن تحويــل النقود الورقية الى المعدن النفيس و ايضا تلك التي ل تعتمد اصل على اية قاعدة نقدية. التحكم في العناصــر الساســية للنظــام النقــدي الــدولي و تاثيراتها على مستوى العلقات القتصادية الدولية.
عنــاصـر الـمـحـور 1 /ماهية النظام النقدي و خصائصه 1/1اصل النظام النقدي مفهوم النظام النقدي 2/1 خصائص النظام النقدي 3/1
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
2
21
/ماهية النظام النقدي الدولي وعناصره 1/2اشكال النظمة النقدية 2/2مفهوم النظام النقدي الدولي 3/2عناصر النظام النقدي الدولي
1/ماهية النظام النقدي و خصائصه قبل التطرق الى مفهوم و خصــائص النظــام النقــدي وجــب بدايــة معرفة جذور النظام النقدي. اصل النظام النقدي 1/1 عموما عندما تظهر تقنيات نقدية جديدة فهي تطبــق بشــكل ارتجالي ،باعتبار أنها مبادرات فردية ،لذلك نجد أن النقود المعدنية فــي شكلها الول كانت تصنع بدون أية مراقبة في العديد من الورشات ممــا جعــل أشــكالها مختلفــة و نوعيتهــا متباينــة ،و أمــام هــذا الوضــع أحــس مستعمل هذه النقود ب: الحاجــة إلــى الضــمان والمــان :بحيــث أن اســتعمال النقــود .1 يرتكز أساسا على الثقة التي توفرها لمستعمليها ،فلم تكــن حــتى النقود الذهبية و الفضية توفر هذا البعد باعتبار أنها لــم تكــن نقيــة مئة بــالمئة ،بــل شــابتها نســب متفاوتــة مــن المعــادن الخــرى ) خليط من المعادن (. الحاجــة إلــى النظــام و النســجام :بحيــث أن تعــدد أنــواع .2 واشكال النقود يجعل من الستعمال اليومي لهذه الخيــرة عمليــة تكتنفهــا الكــثير مــن الصــعوبات ،فعــدم تجــانس القطــع النقديــة المتداولة يعني صعوبة تحديد قيمتها بدقة هذا الى جانب الفوضــى التي تحدثها عند التداول. نظرا لما سبق ،كان تدخل السلطات العمومية في الميدان النقدي أكثر من ضروري فبـادرت الـى تنظيـم و تقنيـن إصـدار و تـداول النقـود ،و على هذا الساس ظهر الى الوجود ما يسمى بالنظمة النقدية. من أوائل النظمة النقدية هي تلك التي ظهــرت فــي أســيا الغربيــة ) حضارة ما بين النهرين ( و أسيا الصغرى في القرن الثاني قبل الميلد و بداية القرن الول الميلدي حيث أصبحت العلقة جد وثيقة بين العملة ) النقد ( و الدولة. فحينما تكون الدولة قويــة و غنيــة و محترمــة ،فنقودهــا بالضــرورة هــي محل ثقــة و يتطــور اقتصــادها النقــدي بســرعة و مثــال ذلــك الدراخمــة اليونانية الـتي انتشـرت فــي القــرن الخــامس قبـل الميلد فــي جميـع المناطق الخاضعة بطريقة مباشرة أو غير مباشــرة للنفــوذ اليونــاني ،و الشيء نفسه حــدث للنقــود الرومانيــة الــتي تحمــل صــور أباطرتهــا ،إذ تمكن ،حاليا ،علماء الثار من استخراجها من أرض قلب أسيا .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
22
و بالمقابل لمــا تضــعف ســلطة الدولــة تفقــد الثقــة و يتــدهور القتصــاد النقــدي ; فقــد رافــق العهــد القطــاعي فــي فرنســا زمــن طويــل مــن الفوضى النقدية حينما لجأ السياد إلــى ســك عملتهــم الخاصــة ،و قــد تتطلب المر من سللة الملوك الذين جاءوا بعدهم ،أكثر من قرنين من الزمن لستعادة السلطة و جعل النظام النقــدي منســجما نســبيا ،و هــو الشيىء نفسه الذي حدث لروسيا مباشرة بعــد نهايــة الحــرب العالميــة الولــى عنــدما انهــار النظــام القــائم و زال معــه التعامــل بــالنقود ،ممــا اضــطر الجميــع الــى العــودة الــى الممارســات القديمــة المتمثلــة فــي المقايضة. 2/1مفهوم النظام النقدي يقصد بالنظام النقدي جميع انواع النقود الموجودة في بلـد مـاو جميع المؤسسات ذات السلطات و المسؤوليات المتعلقة بخلق النقــود و ابطالها و جميــع القــوانين و القواعــد و التعليمــات و الجــراءات الــتي تحكم هذا الخلق و البطال. و نعني بالمؤسسات كل مــن وزارة الماليــة مــن خلل الخزينــة العامــة, البنك المركزي و البنوك التجارية. و نعني بالقوانين و الجراءات ,كل التنظيمات والتدابير التي تهدف على العموم لجعل الكتلة النقدية( كمية النقــود )قابلــة علــى دفــع القتصــاد نحو تحقيق الستقرارفي المستوى العام للسعار والرفع مــن معــدلت النمو القتصادي . و هنــاك مــن عــرف النظــام النقــدي علــى انــه مجموعــة القواعــد و التنظيمــات و السياســات النقديــة الــتي تتبعهــا كــل دولــة فــي المجــال النقدي .ومن ثم فان محددات النظام النقدي تثمتــل فــي شــقين اثنيــن هما القاعدة النقدية والسياسة النقدية. فالقاعدة النقدية هي الساس الذي يستند عليه النظام النقــدي لتحديــد النقــود المتداولــة و مــن ثــم فهــي التعــبير الحقيقــي و المــادي للوحــدة النقدية. و السياسة النقدية هي مجموعة القوانين التي تضعها السلطات النقدية بما يكفل سرعة و سهولة تداول النقود و تحقيق الهداف القتصادية. 3/1خصائص النظام النقدي يتمتع النظام النقدي ,كغيره من النظمة ,بخصائص رئيسية نوردها في ما يلي: :1/3/1يعتبر النظام النقدي نظاما اجتماعيا ,باعتبار ان النظمة انعكاس للقتصاد الذي وجــدت لخــدمته ,فكــل اقتصــاد النقدية هي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
23
معين يناسبه نظام نقدي و مصرفي معين فل يمكن تصور نظامــا نقــديا راسماليا في نظام اقتصادي اشتراكي ,و عليه,فبمجرد معرفة الظروف القتصادية و الجتماعية لبلد ما ,كان من الممكن تحديد نقده و ائتمانه. :1/3/2النظام النقدي هو نظام تاريخي ,فتطوره مرهون بالتغيير و التطــور القتصــادي و الجتمــاعي ,فميلد النظــام يــاتي فــي ظــروف اجتماعيــة و اقتصــادية معينــة ,فــي فــترة معينــة ,و يتطــو بتطــور هــذه الظروف ,و يمكن ملحظة ذلك من خلل النتقال مــن قاعــدة الــذهب الى النقود اللزامية ,ومن الليبرالية النقدية الى التدخل النقدي. :1/3/3النظام النقدي هو نظام مركب من عدة عناصر,فمنها ما هــو اساســي كالقاعــدة النقديــة الــتي تحــافظ علــى القيمــة القتصــادية للنقود( قوتها الشرائية) ,و منها ما هــو قــانوني كالوحــدة النقديــة الــتي تتسم بالصفة القانونيـة ,بالضـافة الـى عنصـر الحتكـار بمعنـى احتكـار الدول في ســك النقــود المعدنيــة منهــا و الورقيــة ,وحــق اصــدار ادوات الدفع. 2/
ماهية النظام النقدي الدولي وعناصره
يطرح وجود انظمة نقدية متعددة الكثير من المصاعب على مستوى التجارة الدولية ,فاختلف النظمــة النقديــة للــدول تقــف حجــر عثر في نمــو التجــارة الخارجيــة ,ومــن اجــل تســهيل عمليــات التبــادل, حاولت الدول اتخاد قاعدة مشتركة للقيم و التفاق على مبــادئ تســيير التبادلت .و مع تطور و توسع التجارة في مختلف انحاء العــالم ظهــرت فكرة النظام النقدي الدولي. 2
:1/اشكال الانظمة النقدية
يمكن تقسيم النظمة النقدية التي عرفها العالم عبر التاريخ الى صنفين اثنين: أنظمة نقدية سادت قبل ،1914تتيح تحويل أدوات الدفع 1/1/2 الى معادن نفيسة باعتبارها قاعدة لقياس القيم. ففي حالة تحديــد الوحــدة النقديــة بــوزن معيــن مــن الــذهب أو الفضــة فيقال لها في الحالة الولى قاعـدة الـذهب ) (Monométallisme orأو قاعدة الفضة ) (Monométallisme argentفي الحالة الثانية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
24
و في حالة ما إذا كانت الوحدة النقدية محددة في نفــس الــوقت بــوزن معين من الذهب ووزن من الفضة فيطلق عليها اســم نظــام المعــدنين ) Bimétallisme or et argent يمكن تحويل كل النقود الورقية و الكتابية و المســكوكات مــن المعــادن الخرى في كل وقت و في جميع إنحاء الدولة الواحدة إلى قطع معدنية بصفتها قاعدة معدنية )المعدن القاعدة(. أنظمة نقدية ل تعتمد على المعدن القاعدة و بالتالي ل 2/1/2 تتيح إمكانية تحويل أدوات الدفع إلى معادن باعتبارها قاعدة نقدية. هذا الواقــع أفرزتــه الثقــة الممنوحــة مــن طــرف الجمهــور فــي النقــود الورقية رغم حجمها المعتبر مقارنة بمــا تحــوزه مؤسســة الصــدار مــن احتياطــات معدنيــة ،و يعتــبر الوضــع مقبــول إذا تجــاوزت نســبة تغطيــة المعدن النفيس للوراق النقدية إل .%50 لكن قد تتهاوى هذه الثقة بمجرد أن ترتفع بسرعة مديونية الدولة نتيجة ضمان النقود الورقية،و في هذه الحالة و من أجــل تفــادي الوقــوع فــي مشكلة عدم القدرة علــى التســديد ،تســمح الدولــة لمؤسســة الصــدار بعدم اســتبدال الوراق النقديــة مقابــل القاعــدة المعدنيــة ،و فــي هــذه الحالة تختفي من التداول قطــع المعــادن النفيســة و تكتنــز مـن طــرف حامليها. رغم ذلك بقي هذا النوع من النظمة النقدية ،والى وقت قريب ،يرتكــز نظريا على المعدن النفيس في تحديد قيمة وحــدته النقديــة ،و الواقــع يظهر أن هذا الخير ل يلعب أي دور نقدي في البلد الذي ساد فيــه هــذا النوع من النظمة. أما الن ،فلم يعد للمعدن القاعدة أي دور ل على المســتوى الــواقعي و ل النظري فأصبحت تستمد الوحدة النقدية قيمتها مــن قوتهــا الشــرائية التي تعتمد على الثقة الممنوحة لها من طرف مستعمليها . 2/2مفهوم النظام النقدي الدولي هو مجموعة من القواعد و الليات والمؤسسات المرتبطة بتنظيم الوضاع النقدية لدول العالم المختلفة بما يكفل تمويــل حركــة التجــارة الدولية المتعددة الطراف و تحقيق نمو القتصاد العــالمي و الســتقرار في العلقات القتصادية الدولية. عناصرالنظام النقدي الدولي 3/2 يتاسس النظام النقدي العالمي على أربعة عناصر اساسية :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
25
1/3/2اعتماد وحدة النقد كوحدة حساب ،على اساس قاعدة محــددة لقيــاس القيــم .و لمــدة طويلــة اســتخدمت المعــادن النفيســة ،خاصة الذهب و الفضة ،كقاعدة تقدية و يمكن أن تكون القاعدة عبارة عن عملة أجنية أو سلة من عملت أجنية كحقوق السحب الخاصة التي هي عبارة عن عملة حسابية ليس لهــا وجــود مــادي ،يصــدرها صــندوق النقــد الــدولي وتســتخدم كــاداة دفــع فــي المعــاملت بيــن هــذا الخيــر والبلدان العضاء ،أو اليكو الذي هـو عبــارة عــن وحـدة حسـاب واصـل احتياطي داخل النظام النقدي الوروبي ووسيلة للتسويات الماليــة بيــن دول التحاد. تلجا الدولة الى سن قانون نقدي لتحديد وحدة النقد التابعة لهــا ،وعليــه الخيرة إلى التخفيــض ) (Dévaluationمــن خلل يمكن أن تلجأ هذه الوحدة النقدية مقارنــة بالقاعــدة قرار إرادي إداري لخفض قيمة المختارة . كما يمكن في الحالة المعاكسة ،وبنفــس الطريقــة ،أن تلجــأ الســلطات المعنية إلى الرفع من قيمة العملة ). (Réevaluation تعتبرالدولة المؤهل الوحيد لصناعة النقــود المعدنيــة ) المســكوكات ( و الورقيــة ) طبــع الوراق النقديــة( و كــذا احتكــار عمليــة إصــدار الوراق النقدية. تسك النقود المعدنية فــي و رشــات الدولــة التابعــة للســلطات النقديــة وفق الشروط التي يحددها القانون الساري المفعول ،مــن حيــث نســبة المعدن النفيس الذي تحتويه الوحدة النقدية و كـذا الـوزن و الشـكل ،و يمثل وجــه الملــك او المبراطورالــذي تحملــه القطعــة النقديــة كتوقيــع يضمن نوعية النقود. كما تضفي الدولة القــوة القانونيــة لدوات الــدفع الــتي تصــدرها بحيــث و القطع النقدية قدرة وفائية ل يمكن ،بأي حال مــن تصبح للوراق الحــوال ،للــدائن رفــض التعامــل بهــا و تتيــح للمــدين التخلــص مــن مديونيته بسهولة،فهي إذن ملزمة للجميع. من خلل تحديدها لوحدة النقد و ابتكارها و إصدارها للنقــود المعدنيــة و الورقية و تنظيم استعمالها فان الدولة تراقب النقــود وتنظــم عمليــات القرض فتأثر مباشــرة علــى عمليــة إنشــاء النقــود الكتابيــة مــن طــرف البنوك التجارية. وجود اجراءات تنظيمية لتسهيل و تعزيــز عمليــات التمويــل 2/3/2 الدولي كــالقروض الــتي يقــدمها البنــك العــالمي و بــالخص التســهيلت التمويلية التي يتيحها صندوق النقد الدولي للدول العضاء وفــق حــالت و شــروط معينــة والمتمثلــة اساســا فــي شــريحة الحتيــاط والشــرائح
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
26
الئتمانية و تسهيل التمويل الممدد و تسهيل التصحيح الهيكلي و تسهيل التحولت النظامية وتسهيل التمويل التعويضي والمفاجات و غيرها. 3/3/2وجود ألية تكييف لموازيين مدفوعات دول العالم ،ففي ظل قاعدة الذهب يتم توازن ميزان المدفوعات و فق نظريــة ريكــاردو المعروفة بالتوازن اللي لميزان المدفوعات ،فانطلقا من العجز الــذي يعني خروج الذهب الى الخارج و منه انخفاض أسعار السلع و الخدمات ،فتزداد تنافسية هذه الخيرة فيرتفع الطلب عليها من الخارج و عنــدها يدخل الذهب فيتحقق التوازن و من ثم الفائض ،و بالطريقة المعاكسة يتحقق العجز و هكذا دواليك. أما في ظل نظام بروتن وودز ،فيمكن أن يحدث التكييف فــي حــال مــا فشلت التسهيلت الماليـة المقدمــة فــي اسـتعادة التـوازن فــي ميــزان المدفوعات ،بالتأثير على سعر صرف العملــة المحليــة مقابــل الــدولر في حدود %1ارتفاعا وانخفاضا و قد يصــل الــى حــدود 10%و قــد يتجاوز هذه النسبة في ظروف استثنائية لكن بشروط معينة. 4/3/2وجود هيئة دولية يناط إليها عمليات تنظيم و تــوجيه النظــام النقدي الدولي نحو تحقيق الستقرار النقدي على المســتوى الــدولي ،و هو المر الذي افتقده المجتمع الدولي لمدة طويلة ممــا جعــل النظمــة النقدية المعتمدة سرعان مـا تسـودها فوضــى نقديـة عارمـة فتضــمحل تلقائيا ،و لتفادي هــذا الوضــع و قصــد تســهيل النمــو المتــوازن للتجــارة الدولية ،كان لزاما التفكير في إيجاد هيئة نقدية دوليــة تســاعد البلــدان على استقرار أسعار صرف عملتها و بحث قابلية تحويل هذه الخيــرة ، فكان قرار إنشاء صندوق النقد الــدولي فــي مـؤتمر بروتـن وودز سـنة .1944
الـخـلصـة الـعامـة لقــد تاكــد عــبر التاريــخ ،انــه ل يمكــن للنقــود ان تقــوم بوظائفهــا بالشكل المطلــوب خاصــة فــي ظــل ازديــاد حاجيــات افــراد المجتمــع و تشابك التدفقات النقدية والعينيـة ال بتـدخل الدولـة مـن خلل عمليـات تقنين وتنظيم كل الجراءات ومختلــف الفــاعلين فــي المجــال النقــدي، سواء تعلق المر بوحدة النقد في حد ذاتهــا باعتبارهــا رمــزا مــن رمــوز الســيادة الوطنيــة مــن حيــث قوتهــا القانونيــة او طريقــة تحديــد قوتهــا الشرائية ،او ما تعلــق بالمؤسســات المختلفــة الــتي لهــا علقــة بشــكل
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
27
مباشــر او غيــر مباشــر بــالنقود ; هــذا المزيــج ومــا يحملــه مــن تناســق وانسجام يعطي ما يسمى بالنظام النقدي. على غرار النظام النقدي الذي يعمل على ضرورة قيــام ســلطة نقديــة محلية و توفير عرض النقــود و ســيولة مناســبة لــدفع حركيــة القتصــاد، فإن وجود نظام نقدي دولي يعمل بالضرورة على تكريس مايلي: -1توفير السيولة الدولية بما يمكن تسهيل المبادلت الدولية المختلفة، بالعتمــاد علــى قاعــدة نقديــة مقبولــة لتســوية الحقــوق و اللتزامــات الدوليــة و توزيعهــا بشــكل عــادل و أن تنمــو بمعــدلت تتناســب و نمــو التجارة الدولية . -2استقرار أسعار صرف العملت بما يضمن تفــادي الضــطرابات فــي المعاملت النقدية الدولية ،خاصـة فـي ظـل الختللت الـتي قـد تمـس موازين مدفوعات بعض الدول. -3إمكانية تحويل العملت فيمــا بينهــا قصــد نمــو العلقــات القتصــادية الدولية . -4توفير حد أدنى من التعاون الدولي.
الوحدة الثـالثة : مراحل تطور النظام النقدي الدولي()1
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
28
تـمـهـيد يطرح وجود أنظمة نقدية متعددة مشــاكل و صــعوبات ل حصــر لها على مستوى نمو التجارة الدولية ،و بالتالي دأبت الدول عبر مراحل أنظمتها النقديــة بهــدف تســهيل عمليــات تاريخية على التنسيق بين المبادلة ،من خلل البحث ليجاد قاعدة مشــتركة لقيــاس القيــم و التفــاهم حــول مبــادئ الــتي تســير عمليــات الصرف .ففي منتصف القرن التاسع عشر ،و هي الفترة التي عرفــت اتساعا هاما في المبادلت التجارية فــي أغلــب أنحــاء المعمــورة ،ســاد العالم نظام المعدنين الذهب والفضة في أغلب دول أوروبــا و الوليــات المتحــدة المريكيــة ،و انتشــر نظــام الفضــة بصــفة خاصــة فــي آســيا ) اليابــان و الهنــد( ..؛ بينمــا عــم نظــام الــذهب اســتثناء فــي المملكــة المتحدة ،إذ تم اعتماده في بدايــة القــرن التاســع عشــر و اســتطاع أن يفرض نفسه شيئا فشيئا على حساب النظمـة النقديـة الخـرى ،وذلــك بعد سنة .1870 الـكفـاءات المـستهـدفة يهدف هذا المحور إلى تمكين المتعلم من اكتساب المهارات والقــدرات التالية : فهـــم مبـــادئ وآليـــات الحريـــة القتصـــادية المعتمـــدة فـــي النظمـــة النقديـــة فـــي الفكـــر الكلسيكي. إدراك كيفيات استدراك النقص وإزالــة الخلــل الذي يمس عمل النظام النقدي في ظــل القاعــدة المعدنية. فهــم أســباب المفاضــلة بيــن قاعــدة نقديــة وأخرى و دواعــي انهيــار نظــام نقــدي معيــن قبــل غيره. أخذ الدروس من التجارب الماضية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
29
عـناصـر المـحـور / 1نظام المعدنين 1/1شروط قيام نظام المعدنين 1/2تقييم النظام 1/2/1المحاسن 1/2/2العيوب /2نظام قاعدة الذهب 2/1أشكال نظام قاعدة الذهب 2/2تقييم النظام 2/2/1المحاسن 2/2/2العيوب /1نظام المعدنيين عبارة عن قاعــدة نقديــة مزدوجــة ترتبــط بمقتضــاها قيــم النقــود بعلقة ثابتة مع قيمة الذهب و الفضة في نفس الوقت. 1/1شروط قيام نظام المعدنين يعتمد هذا النظام على مجموعة من شروط هي كالتالي : -1تحديد الوزن الذي تحتويه الوحدة النقدية من كل المعدنين ،و يترتب عن ذلك إنشاء علقة قانونية ثابتة بين قيمتي الذهب و الفضة .و هكذا بين الــدولر الفضــي و الــدولر الــذهبي علــى يتم التبادل مثل أساس ما يحتويانه من فضة صافية بالنسبة للول و ذهب صــافي بالنســبة للثــاني ،و كــان المعدل القانوني بينهما هو 16دولر فضي لكل دولر ذهبي. كما حدد القانون الفرنسي في مــارس 1803قيمــة الفرنــك الفرنسي بـ 5 غرام فضــة و 322.58مــغ ذهــب ،بمعنــى أن قيمــة الــذهب تعادل 15.5مرة قيمة الفضة.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
30
-2حرية الفراد في تحويل ما لديهم من سبائك معدنية ) ذهب و فضة ( إلى مسكوكات عن طريق السلطات النقدية ) إدارة سك العملة ( على أساس المعدل القانوني المحدد؛ و لعل الهدف مــن هــذا الجــراء هــو الحفاظ على تعادل القيمة السمية للمسكوكات مع قيمتها السلعية ) التجارية ( و بالتالي عدم تجاوز القيمة السمية القيمة السلعية للمسكوكة. -3حرية لتحويل المسكوكات ،من خلل عملية الصــهر إلــى السبائك وذلك حتى ل تفوق القيمة السلعية للمسكوكة قيمتها السمية. -4حرية استيراد و تصدير المعدن النفيس باعتباره سلعة ذات قيمة تجارية تتحدد وفق ظروف العرض و الطلب ،وذلــك بهــدف المحافظــة علــى ثبات أسعار الصرف العالمية. 1/2تقييم نظام المعدنين لكل نظام مؤيدوه ومعارضوه ،وكل يستند إلى حجج وأدلة : 1/2/1الـمـزايا يمكن لهذا النظام أن يحقق الستقرار في العرض الكلي للنقود ,بحيث انه يمكن للتغيرات التي قد تحــدث فــي كميــة احــد المعــدنين أن تعوض أو توازن بالتغيرات المعاكسة في كمية المعدن الخر ؛ كما انـه يسـاعد على اتساع حجم القاعدة النقدية فيرتفع معه حجم الكتلة النقدية ,الشئ الــذي يفضي إلى الرفع من حجم المبادلت ؛ كما أن أسعار الصرف تصبح أكــثر اســتقرارا منها في حالة وجود نظام واحد.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
31
نظام المعدنين يستجيب تماما لحاجة المتعاملين، فاستعمال القطع النقدية الذهبيــة لوحــدها فــي المعــاملت ذات القيمــة الضــئيلة جــدا يتطلب مسكوكات خفيفــة جــدا ,و العكــس بــالعكس ,ففــي حالــة الســتعمال ألحصري للقطع النقدية الفضية في المعاملت ذات القيم الكبيرة يتطلب حجما معتبرا من هذه الخيرة. 1/2/2الـعيـوب لقد أثبت التجربة أنه كلما كان الفرق بين المعدل القــانوني والمعدل
التجاري للمعدنين صغيرا كلمــا عمــل النظــام بشــكل منتظــم ، لكن بداية من النصف الثاني من القــرن التاســع عشــر ,بــدأ نظــام المعــدنين يعرف صعوبات موضــوعية تجلــت فــي التــدهور المتواصــل للقيمــة التجاريــة للفضة مقارنة بالذهب و بالتالي اضطراب العلقة بين المعدل القانوني الــذي يحــدده المشرع بين المعدنين من جهة و المعدل التجاري الخاضع لقــوى العــرض و الطلب من جهة أخرى. و يترتب عن اختلف هذين المعدلين ظهور مــا يســمى بــالنقود الجيدة أو القوية التي تكون قيمتها كسلعة أكبر مــن قيمتهــا القانونيــة ،و النقــود الــرديئة التي تفوق قيمتها القانونية قيمتها التجارية. و حسب قانون غريشام فإن النقود الــرديئة تطــرد مــن التــداول النقــود الجيدة ،فالمستهلك يستعمل النقود الرديئة في معاملته و يحتفــظ ) أو يكتنز( بالنقود الجيدة لستخدامها كسلعة تجارية عادية و ليس كوســيط في المبادلت باعتبار أنها ،في هذه الحالــة ،تحقــق لــه منفعــة أكــبر ؛ أو يلجــأ إليهــا فــي تســوية مــدفوعاته الخارجيــة نظــرا لكــون المعــاملت الدولية ل تهتم إل بالمعدل التجاري الــذي يتحــدد فــي الســوق العالميــة للمعادن النفسية. و قد زاد من تــدهور نظــام المعــدنين عمليــات المضــاربة الــتي تســتغل الفارق في المعدلين ،إذ يشتري المضاربون الفضة التي كـانت تتـدهور
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
32
باستمرار و تباع بالسعار القانونية للسلطات النقدية الجنبية الــتي تتبــع نظام المعدنين ،و هكذا يزداد حجــم تـداول الفضـة فـي هــذه البلـدان و تتناقص احتياطاتها الذهبية. تجدر الشارة إلى أن التاريخ النقدي لــم يســفر عــن أي نجــاح يعتــد بــه لنظام المعــدنين ،إذ تمخــض عــن العمــل بهــذا النظــام ســريان قاعــدة الذهب بالفعل حينا ,و قاعدة الفضة بالفعل حينــا أخــر ,دون أن يتــداول المعدنان جنبا إلى جنب إل في الوقـات المتباعـدة الـتي تطـابقت فيهـا بحكم المصادفة المعدلن القــانوني و التجــاري العــالمي لقيمــة الــذهب إلى الفضة. /2نظام قاعدة الذهب من أثار تدهور الفضة مقابل الذهب هو التخلي عن الفضة كقاعدة نقدية و لجوء دول أوروبا الغربية ،بشكل خاص ،إلى اســتعمال الــذهب في قياس القيم بجميع أشكالها و ذلك بداية من الربع الخير من القرن التاسع عشر ,وفي أوائل القرن العشرين أصبح للذهب قوة وفائية غيــر محدودة على المستوى الدولي إذ اتجهت اغلب الدول إلــى تحديــد قيــم وحداتها النقدية بأوزان محددة من الذهب عن طريق التشريع. 2/1أشكال نظام قاعدة الذهب عرف نظام قاعدة الذهب أشكال ثلثة هي: أول /قاعدة المسكوكات الذهبية ) :(1914 -1861 عرفت بنظام الذهب الكامل الذي يتمتع بقوة إبراء غير محــدودة، إلى جانب تداول أنواع أخرى من النقود المعدنيــة و غيــر المعدنيــة ذات قوة إبــراء محــدودة يحولهــا البنــك المركــزي إلــى ذهــب عنــد الطلب. أما عن السس التي تعتمد عليها هذه القاعدة فهي: ا< الوحدة النقدية المحلية محددة بوزن معيـن مـن الـذهب ،بحيـث أن البنك المركزي يبيع و يشتري الذهب بسعر ثابت. ب< قابلية تحويل الوراق النقديــة إلــى ذهــب و حريــة ســك القطــع النقدية على غرار نظام المعدنين. ج< أســعار صــرف العملت محــددة علــى أســاس مــا تحتــويه هــذه الخيرة من المعدن النفيس ) الذهب ( ،هذه السعار هي ثابتة نســبيا
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
33
ضمن ما يسمى بحدي دخول و خروج الذهب ،و عليــه تتحــدد أســعار تعادل ثابتة للعملت المختلفة فمثل: 1جنيه إسترليني= 7322.33مغ من الذهب الصافي 1فرنك فرنسي = 290.32مغ من الذهب الصافي 7322.33 =25.22 = سعر التعادل إذن 1جنيه إسترليني = 25.22فرنك فرنسي290.32 د< الحرية المطلقة في تصدير و استيراد الــذهب جعــل مــن الكتلــة النقدية للبلد ,الذي يسير وفق نظام قاعدة الــذهب ،يرتبــط ارتباطــا مباشرا بالتحركات الدوليــة للمعــدن النفيــس ،و يــولي اهميــة بالغــة للتوازن الخارجي الذي يعمــل بــدوره علــى التــوازن الــداخلي بحيــث تضمن الميكانزمات اللية تناسق و انسجام بيــن التكــاليف والســعار من خلل امتصاص سريع للختللت الممكنة. ثانيا /قاعدة السبائك الذهبية ) : (1931 -1925 اضطرت دول العالم إلى التخلي عن المســكوكات الذهبيــة و ســحبها من التــداول نتيجــة نشــوب الحــرب العالميــة الولــى ســنة 1914و مــا تتطلبــه مــن نفقــات حربيــة تســتنزف حجــم الــذهب الــذي مــا لبــث أن ارتفعت محدوديته من الناحية الكمية. و لم تعد الوراق النقدية في ظل هذه القاعدة قابلة للتحويل إلى ذهب ,بل يتم تداول الوراق النقديــة و القطــع النقديــة المســاعدة اللزاميــة واصبحت العملة ترتبط بمقدار معين من الذهب المتواجد لدى خزائن البنك المركزي ؛ و هكذا اختفت المسكوكة و حلت محلها السبيكة الذهبية في ظــل نظــام أوقــف حريــة السك إل في صورة سبائك ذات أوزان كبيرة ل يسمح بتداولها داخليا إل في المعاملت الضخمة ،إذ يمكن للفراد و المؤسسات تحويل نقودهــا الورقية لدى مؤسسة الصــدار إلــى ذهــب علــى أســاس ســعر التعــادل الرســمي ،و تتــداول أيضــا علــى المســتوى الخــارجي عنــد تســوية المــدفوعات الخارجيــة الناشــئة عــن العجــز أو الفــائض فــي ميــزان المدفوعات. ثالثا/قاعدة الصرف بالذهب: أقر هذا الشكل من أشــكال قاعــدة الــذهب فــي مــؤتمر جنــوه عــام ,1922إذ يعتمد على ربط عملة بلــد مــا بالــذهب مــن خلل ربــط هــذه العملة بعملة بلــد أخــر يســير وفــق قاعــدة الــذهب بمعنــى أن العملت
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
34
المحلية التي يمكن تحويلها إلى مسكوكات أو سبائك تحول إلى عملت أجنبية قابلة بدورها للتحويل إلى ذهب على أساس علقة ثابتة شــرط أن يحتفظ البلد التابع بعملت البلد المتبوع كغطاء للعملة في التداول. و بالفعل فقد أقبلت الكثير من الدول الضعيفة اقتصاديا و تلك الخاضعة للنتداب على إتباع هذه القاعدة و اتخــاذ الجنيــه الســترليني أو الــدولر المريكي نقدا أجنبيا احتياطيا بدل من الذهب. 2/2تقييم النظام ل يمكن الحكم على فشل أو نجاح أي نظام نقدي إل بعد التوغل في المزايا التي اتصف بها و العيوب التي اكتنفته. 2/2/1المحاسن من خلل ما تقدم ,يتضح أن نظام قاعدة الــذهب قــد مكــن دول أوروبا و أمريكا الشمالية من تحقيق التوازن اللي للمبــادلت ,فحســب نظرية ريكاردو حول التوازن اللي لميزان المــدفوعات ,فــان العجــز أو الفائض الخارجيين يتم التخلص منهما بطريقة ألية من خلل ميكانزمات السوق ,فتسجيل حالة فائض يعني نزوح الذهب إلى الداخل و بالتــالي يصاحب النمو في التجارة زيادة في كمية النقود ,مما يؤدي إلى ارتفــاع السعار ,فتتــأثر الصــادرات ســلبا و ترتفــع وتيــرة الســتيراد و منــه يتــم القضاء على الفائض. أما في حالة العجز فــان خــروج الــذهب ,يعمــل علــى الضــغط علــى القوى التضخمية مــن خلل خفــض النقــود المتداولــة ,و بالتــالي خفــض مستوى السعار ,الشئ الذي يمكن من رفع وتيرة الصادرات و الضــغط على الواردات و منه التخلص من العجز ,كمــا يســعى هــذا النظــام إلــى ضمان الســتقرار الــداخلي للســعار ,باعتبــار أن آليــة تصــحيح الســعار تعتمد من جهة على الربط بين كمية الذهب و الكتلة النقدية المتداولــة, و من جهة أخــرى علــى العلقــة بيــن كميــة النقــود و مســتوى الســعار, بحيث انه يجعل حدودا لعرض النقود و يفرض على البلدان الــتي تعمــل في ظل هذا النظام الحتفــاظ بمخــزون مــن الــذهب لمواجهــة طلبــات تحويل العملت إلى ذهب ,بالضافة إلى ذلك ،فــانه يحقــق قــدرا كــبيرا من الستقرار في معدلت صرف البلدان التي تنتهج قاعدة الذهب. 2/2/2المساوئ
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
35
لقد تخللت هذا النظام عدة عيوب أنقصت من فعاليته و أظهرت حدوده ,إذ أن النمو القتصـادي ارتبـط باكتشـاف منـاجم الـذهب .ففـي 1929بلغ النتاج العالمي للذهب 19.3مليــون أوقيــة و تضــاعف هــذا الحجم إلى أن وصل سـنة 1967إلـى 40مليـون أوقيـة و بالمقابـل و في نفس الفترة تضاعف حجم التجــارة الدوليــة ب 6مــرات ,و بالتــالي أصبح من الضروري إيجاد وسيلة أخرى قصد تمويل المبادلت الدولية. كما إن الكميات المسـتوردة مـن هـذا المعـدن ،تـؤدي إلــى حــدوث تضخم داخلي في البلد المستورد مــع إمكانيــة تصــديره (التضــخم) إلــى بلدان أخرى. أضف إلى ذلك ,فان نظام قاعدة الذهب يعمل على حرمان الدولة مــن إتباع سياسـة نقديـة تتماشـى و ظروفهـا الداخليـة ,باعتبـار أن الولويـة معطاة للستقرار الخارجي على حساب الســتقرار الــداخلي؛ و الواقــع أن التوسع القتصادي المستمر و المدعم داخليا ,هو الهــدف الساســي الذي يجب أن تسعى إلى تحقيقه جميع الدول. نتيجة لهذه العيوب و غيرها ,لــم تفلــح محــاولت العــودة إلــى نظــام الذهب رغم اللمسات التي اســتحدثت علــى النظــام الصــلي مــن اجــل التخلــص مــن الفوضــى الــتي ســادت أســعار صــرف مــا بيــن الحربيــن ,فاضطرت الدول المنتهجة هذا النظام التخلي عن قاعدة الــذهب ومــن بينها انكلترا التي تخلت عن القاعدة سنة 1931و فرنسا سنة .1936 الخـلصـة الـعامـة لقد سار التاريخ النقدي وفــق ثلثــة محطــات أساســية :محطــة أولى عرفت فيها المجتمعات الدولية نظام المعدنين إلى جانب المعدن الواحد الذي تمثل في الفضــة أو حــتى فــي نظــام الــذهب الــذي ســاد فــي المملكــة المتحدة كمرحلة أولــى ,ثــم عــم اســتعماله فــي أنحــاء العــالم ليشــكل المحطة الثانية بأشكاله المختلفة من مسكوكات ذهبية أوقفــت الحــرب العالمية الولى نظامها ,و السبائك والصرف بالــذهب فــي فــترة مــابين الحربين ،وصول إلى المحطة الثالثة المتمثلة في مؤتمر بروتن وودز. والمتتبع للمراحل الــتي عرفتهــا النظمــة النقديــة ،يلحــظ أنهــا خاضــعة لمميزات زمنية ومكانية وأخرى موضــوعية جعلتهــا تتفــاوت بيــن بعضـها البعض من حيث التعامل بأدواتها ،وعلــى هــذا الســاس نجــد أن قاعــدة الذهب هي الوفر حظا ،لكن فيما بعد ،لم تمنعها هــي أيضــا خصائصــها من أن يصيبها ما أصاب غيرها مـن خلــل ومشــاكل للسـباب المـذكورة مما اضطر بالعديد من المهتمين إلى التفكير في إيجاد نظام بديل.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
36
التـقـيـيـم في 1859قام صيارفة بريطانيون باستبدال .1 15,03كلغ من الفضة مقابل 1كلغ من الذهب في سوق لندن التجاري بتكلفة تعادل 3000فرنك فضي و على أساس حرية تصدير المعدن و سك العملة ,تمكنوا من الحصول على 155مسكوكة ذهبية من فئة 20فرنك و حولوها الى مسكوكات فضية. فما هو مقدار الربج المتحصل عليه؟ .............................................................................. اشرح]ي[............................................................................ ........................................................................................ ... يحتفظ الناس بالعملت الجيدة قصد : .2 ] [ استخدامها كوسيط للمبادلة . ] [ تسوية مدفوعاتهم الخارجية. ] [ الكتناز. ماهي اللية التي تمكن من الحفاظ على تعادل .3 القيم المختلفة للوحدة النقدية. ...................................................................... اشرح]ي[............................................................. ...................................................................... ......................................................................
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
37
ماهي الظاهرة التي قد تنجر من جراء استيراد .4 ]دخول[ كميات معتبرة من المعدن النفيس ؟.......................................... ما هو الثابت في اشكال قاعدة الذهب؟ .5 ..................................................................................... ..................................................................................... ..................................................................................... ........................................ قوة إبراء غير محدودة .6 تعني............................................................... : ........ وهي ناتجة عن سببين إثنين: ..................................................................../1 ..................................................................../2 يتحقق التوازن التلقائي في ميزان مدفوعات الدول .7 ,انطلقا من حالة الفائض ,وفق اللية التالية : ..................................................................................... ................................................................. ........................................................................... .......................................................................... ماذا يترتب عن خروج الذهب من بريطانيا باتجاه .8 فرنسا ؟ ............................../5 ............................./1 ............................../6 ............................./2 ............................./ 7 ............................./3 ............................../8 ............................./4
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
38
الوحدة الـرابعة : مراحل تطور النظام النقدي الدولي()2 تـمـهـيد لحظنا انه مع بداية الحرب العالمية الثانية ،اضطرت معظم الدول إلى إيقاف العمل بالمسكوكات ،فتعرضت اقتصادياتها إلى تقلبات حادة أثناء الحرب ؛فحاولت فيما بعد إرساء أنظمة نقدية تعتمد أيضا على الذهب ،لكن في شكل جديد (قاعدة السبائك وقاعدة الصرف بالذهب) إل أن الفوضى التي خلفتها الحرب العالمية الثانية و انخفاض الحتياطات الذهبية و المبالغة في إصدار النقود الورقية و تفاقم الزمات النقدية الدولية و اشتداد الصراع على اكتساب المزيد من السواق الخارجية ،قضت نهائيا على ما تبقى من نظام قاعدة الذهب ؛ فاستوجب التفكير , وبشكل جدي،في ضرورة إرساء قواعد وبرامج جديدة تحكم النظام النقدي الدولي . و ساد العتقاد إلى أن تطور المبادلت الدولية ونموها ,كان يستلزم وجود نظام نقدي دولي يرتكز على علقات نقدية ثابتة ,نظام يتفادى مساوئ قاعدة الذهب و يأخذ بمزاياها من خلل ثبات أسعار الصرف
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
39
مع إمكانية التحويل بين العملت بما يضمن التشغيل الكامل واستقرار السعار ،مع السماح لكل دولة تحقيق التوازن الخارجي دون فرض قيود على المبادلت الدولية ؛ فتأسس نظام بروتن وودز. الـكفـاءات المـستهـدفة يهدف هذا المحور إلى تمكين المتعلم من اكتساب المهارات والقدرات التالية : معرفة أسباب ودواعي اختيار المجتمع الدولي لمشروع نظام نقدي دولي بعينه دون غيره و كذا خلفيات كل مشروع. التحكم في الميكانيزمات التي تسير عمل النظام الذي يرتكز على قاعدة الدولر الى جانب الذهب. فهم أسباب الختللت التي ظهرت وكيفية معالجتها .
إدراك مآل نظام بروتن وودز والتعديلت التي مسته.
عـناصـر الـمحـور /1نشأة نظام بروتن وودز 1/1المشروع النكليزي 1/2المشروع المريكي /2عمل نظام بروتن وودز /3تقييم النظام 3/1المحاسن 3/2العيوب /4انهيار النظام و محاولة الصلح 4/1انهيار نظام بروتن وودز 4/2محاولة إصلح النظام النقدي الدولي /1نشأة نظام بروتن وودز
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
40
وعلى أساس ما سبق ،انعقد مــؤتمر برعايــة المــم المتحــدة فــي الفترة الممتدة بين 1و 22جويلية من عــام 1944فــي مدينــة بروتــن وودز بالوليات المتحدة المريكية ،ضم مندوبو 44دولة ،لوضع أســس جديدة تعمل على تفادي ما يسمى بالحروب النقديــة و تســمح بتنشــيط حركة التجارة الدولية من جديد ,بالعتماد ما يلي : القضاء على نظــام الرقابــة علــى الصــرف حــتى تتمكن جميع العملت من التداول بكل حرية من بلد إلى أخر. ضمان استقرار الصرف باعتماد أســعار الصــرف الثابتــة ,مــن خلل ربــط العملت بقاعــدة دوليــة لقيــاس القيــم تتســم بالســتقرار و تحضــى بــالقبول العــام ،مــع ضرورة إعادة تقييم الذهب بشكل جذري وإعــادة توزيــع الحتياطي الدولي من هذا المعدن بصفة عادلة. وهكذا انصبت الجهود في إيجاد قاعدة جديدة لقيــاس القيــم ،فتمخــض عنها تقديم مشروعين احدهما أمريكي و الخر انكليزي. 1/1المشروع النكليزي صاحبه القتصادي الكبير جون مينارد كينز الذي اقترح إنشاء سلطة نقدية عالمية سماها اتحاد المقاصة والتي هي بمثابة بنك مركزي لجميع البنــوك المركزيــة ،يحــل محــل اتفاقــات المقاصــة والــدفع الثنائيــة السائدة ،يسمح بــإجراء عمليــات المقاصــة بيــن مختلــف الــدول بدللــة وحدة نقدية عالمية جديدة اقترحها اللورد كينز هــي البــانكور ,و إنشــاء نظام لتقديم القروض من الــدول ذات الفــائض مــن هــذه العملــة إلــى الدول صاحبة العجز . وتتحدد قيمة البانكور ,على غرار العملت الوطنية ,على أساس الذهب دون إمكانية تحويله إلى هذا الخير ,ول يمكـن للدولـة الـتي تنضـم إلـى هذا النظام الجديد من تعديل سعر صرفها مقابــل البــانكور مــن طــرف واحد . أراد كينز من خلل مشروع النظام النقــدي الــدولي الــذي يعتمــد نظــام المقاصــة ,أن يعطــي للــدول حريــة اكــبر فــي تعاملتهــا المتعــددة مــع ضرورة خضوعها لســلطة عالميــة تحـافظ علــى السـتقرار القتصـادي على مستوى كل أنحاء المعمورة. لكن غايــة هــذا المشــروع هــو كــذلك خدمــة المصــالح الخاصــة لنكلــترا ويتضح ذلك من خلل مايلي: إيجــاد طريقــة تســمح بالحصــول علــى كميــة كــبيرة مــن المــوال لعــادة بنــاء القتصــاد واســتعادة التــوازن فــي ميــزان المدفوعات.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
41
اســتخدام السياســة النقديــة بحريــة كاملــة ،وعــدم تــرك الوليات المريكية تهيمن على النظام النقدي الدولي من خلل استحداث تلك السلطة النقدية العالمية. منع تجسيد الدولر كعملة دولية من خلل اقتراح البانكور غير القابل للتحويــل إلــى ذهــب ،والســحب التــدريجي للصــفة النقديــة لهــذا الخيــر،ل لشــئ ,فقــط لن الوليــات المتحــدة المريكيــة تحــوز علــى ثلــثي المخــزون العــالمي مــن المعــدن النفيس بتاريخ انعقاد المؤتمر. محاولة تكريس وضعية دولية على أساس يناسب ماضيها التاريخي كقوة عظمى مسيطرة وليس وفــق مركزهــا الحــالي الذي أفرزته الحــرب العالميــة الثانيــة ,و ذلــك مـن خلل توزيـع الحصص بما يتناسب ومساهمات الدول في التجــارة الخارجيــة قبل الحرب ,وليس على أساس ما يحوزونه من ذهب. 1/2المشروع المريكي يقترح هاري دكستر وايت نظام متطور لقاعدة الصــرف بالــذهب ، أين يشكل الذهب و العملت القابلة للتحويل إلــى ذهــب أدوات احتيـاط لمختلف الدول ،مع ضرورة انتهاجها من جديــد لحريــة الصــرف وتنقــل رؤوس الموال و التزامها بالحفاظ على أسعار تعادل عملتها وبالضبط ,يقترح إنشاء وحدة نقدية دولية تحت اسم اونيتــاس ,تتحــدد قيمتهــا علــى أســاس وزن معيــن مــن الــذهب ( معــدل ثــابت) وإنشــاء مؤسسة نقدية دولية تعمل على الحيلولة دون تكرار المشاكل العويصة التي عرفها النظام النقدي الدولي طيلة الثلثينيات من القــرن الماضــي والتي تمثلت أساسا فــي التنــافس المحمـوم للـدول فـي تخفيـض قيــم عملتها ,ومساعدة الدول التي ل تستطيع الحفــاظ علــى أســعار تعــادل عملتها بتقديم قروض مؤقتة ومحدودة و رفــع القيــود المفروضــة علــى عمليات الصرف الخارجية و على التجارة الدولية... على العموم ,تشابه المشروعان في النقاط التالية : إنشاء مؤسسة نقدية دولية. العمل على تحقيق التــوازن فــي مــوازين المــدفوعات الدولية. العمــل علــى تحقيــق الســتقرار فــي أســعار صــرف العملت. توفير قروض للدول العضاء. ويختلفان في النقاط التالية :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
42
إن مشــروع وايــت لــم يتطــرق إلــى إمكانيــة قيــام النظام النقدي الدولي الجديد بإصــدار عملــة دوليــة يلــتزم الجميع بقبولهــا فــي تســوية أرصــدة مــوازين المــدفوعات بالدرجــة الولــى وتجســدت فــي الــدولر المريكــي علــى عكس البانكور التي تصدره سلطة تتجاوز حدود الدولة . لم يشــر مخطــط وايــت إلــى ضــرورة إنشــاء نظــام دولي جديد للمدفوعات. لقد حظي المشروع الثاني ,مع إدخال بعض التعديلت المقترحة من طرف كينز ,بقبول اغلب المؤتمرين نظرا لقوة القتصــاد الميريكــي ،و حاجة الدول الحاضرة إلى المساعدات الميريكية بســبب الــدمار الــذي لحقها من جراء الحرب. /2عمل نظام بروتن وودز لعل أهم ما تمخضت عنه هذه التفاقيــة ,كمــا نصــت عليهــا المــادة الرابعة ,هو اتخاذ الدولر المريكــي إلــى جــانب الــذهب كــأداة احتيــاط تستعمل في تسوية أرصدة موازين مدفوعات الدول ,باعتبــار أن هــذه العملة قد لعبت دورا بــارزا فــي العلقــات الماليــة الدوليــة نظــرا لقــوة القتصاد المريكي الذي تجسد من خلل الطلب الوروبي المتزايد على الصــادرات المريكيــة و كــذا أهميــة الحتياطــات الذهبيــة الــتي تمتلكهــا الوليــات المريكيــة المتحــدة و الــتي تقــدر بحــوالي 60بالمــائة مــن الحتياطي العالمي ,ففــي ســنة 1945بلــغ الحتيــاطي المريكــي مــن الذهب حوالي 20مليار دولر ,في حيــن قــدر مــا يمتلكــه بــاقي العــالم حوالي 7مليــار دولر فقــط ,الشــئ الــذي أهلــه لن يكــون إلــى جــانب الــذهب ,قاعــدة صــرف يتــم علــى أساســها تحديــد أســعار العملت الوطنية,بحيث ان 1اوقية من الذهب الصافي تساوي . $35 كما تقرر إنشاء هيئة نقدية دولية تسمى بصــندوق النقــد الــدولي ,الــذي يعمل على تجسيد التعــاون النقــدي الــدولي و تســهيل التوســع و النمــو المتوازن للتجارة الدولية ,كما يعتبر الضامن للنظــام النقــدي مــن خلل مراقبتــه لنظــام تعــادل العملت و اســتقرار أســعار الصــرف و تســويته لميزان مدفوعات الدول المدينة. فهذا النظام النقدي يسمح لسلطات الدول المختلفة من تغيير أسعار صرف عملتها مقابل الذهب أو الدولر المريكي ضمن مجال محدد هــو %1ارتفاعا أوانخفاضا مقابل سعر تعادل معلن عنه فــي إطــار التفــاق مع بقية الدول تحت مظلة الصــندوق ,و ذلــك قصــد مواجهــة الختللت في مدفوعاتها الخارجية دون اللجوء إلى سياسة انكماشــية مبــالغ فيهــا
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
43
وكــذا إمكانيــة اســتعمالها لسياســات اقتصــادية تتماشــى و ظروفهــا القتصادية الداخلية. فالبلد ,العضو في الصندوق ,الذي يعاني من تدهور قيمة عملتــه نتيجــة عجز في ميزانه التجاري ,يلجأ إلــى شــراء عملتــه الفائضــة عــن طريــق عملت أخرى ,ويمكنه أن يمارس حق السحب من الصندوق فــي حالــة نضوب احتياطاته من هذه الخيرة ؛ويحق له أيضا أن يخفض من قيمــة عملته إذا كان يعاني من عجز هيكلي على مســتوى ميــزان مــدفوعا تــه واستنفذ في نفس الوقت حقه من السحب من الصندوق ,شــرط أن ل يتجاوز هذا التخفيض معدل أل ، %10وكل تجاوز لهذا المعدل يتطلــب موافقة صريحة من طرف الصندوق. /3تقييم النظام إن عمل النظام النقدي الدولي الذي تمخض عن مؤتمر بروتن وودز له محاسن و عيوب و هي كالتالي: 3/1المحاسن يمكن سرد المحاسن التي يعتمد عليها مؤيدو هذا النظام على النحو التالي : تجنب التذبذبات النقدية الكبرى,كالتي حدثت خلل الحربيــن مـــن خلل تـــدخل البنـــوك المركزيـــة علـــى مســـتوى أســـواق الصرف,لبيع و شراء عملتها مقابــل العملت الجنبيــة ,و بالتــالي بقاء أسعار العملة الوطنية ضمن مجال التقلبات المسموح بهــا و منه تفادي الكثير من الختللت القتصادية التي تعيــق المبــادلت الدولية. نظام يجمع بين نظام ثبات الصرف من خلل تثــبيت العملــة بوزن معين من الذهب ,و نظام حريـة الصـرف مـن خلل تعــديل سعر الصرف وفق أوضاع ميزان المدفوعات ,مــع منــع التغيــرات المتتالية لسعار الصرف. ســمح نظــام الصــرف الثــابت بالعمــل العــادي للمبــادلت الخارجيــة ,حيــث وفــر للمصــدرين و المــوردين إمكانيــة عقــد اتفاقيــات تجاريــة مســتقبلية علــى المــدى المتوســط أو الطويــل بالنظر إلى عامل الستقرار الذي تتميز به أسعار الصــرف و كــذا الثقة الممنوحة في عملت البلدان. سمح نظام بروتن وودز بــالرفع مــن النتــاج العــالمي و كــذا التجارة الدولية بوتيرة سريعة مقارنة بالنظمة التي سادت قبله. 3/2العيوب
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
يلي
:
44
يبرر المعارضون مواقفهم اتجاه نظام بروتن وودز بما
إن ارتكــاز العملت الرئيســية علــى قاعــدة الــدولر يتطلــب احتفــاظ الوليــات المتحــدة المريكيــة باحتياطــات ضــخمة مــن الذهب ,لكن في الواقع و مند مطلع الستينات تناقص الحتيــاطي الذهبي ,و لم يعد يغطي الدولرات الموجودة علـى مســتوى دول الفائض ,فازدادت الشكوك فــي عــدم قــدرة الوليــات المريكيــة الوفاء بتعهداتها فانعدمت الثقــة فــي الــدولر و كــثرت المضــاربة ضده. لم يكن يسمح هذا النظام بالتعــديلت اللزمــة فــي الوقــات المناســبة و بالســرعة المطلوبــة ,علــى مســتوى أســعار صــرف العملت ,مما أدى إلى عدم فعالية التعديل. ظهور مشكلة السيولة الدولية من خلل عدم قدرة الــدولر, بصفته وسيلة من وسائل الدفع الدولية ,بالوفاء باحتياجات العالم المتزايدة ,إذ ظهرت الختللت بين حجم التبادل الدولي و حجــم وسائل الدفع ,مما دفع بصندوق النقد الدولي إلى إصــدار حقــوق السحب الخاصة .DTS إن اعتبــار الــدولر كعملــة احتياطيــة قــد يعمــل علــى نقــل التضخم من الوليات المريكية إلى بقية العالم. افتقار نظام أسعار الصرف الثابتــة إلــى أدوات يســتعين بهــا صندوق النقد الدولي في معالجة التوقعات بخصــوص تخفيــض أو رفع قيمة العملة ,خاصة فــي ظــل تــدفقات رؤوس المــوال بيــن الدول. /4انهيار النظام و محاولة الصلح نظرا للهمية والدور الــذي لعبــه نظــام بروتــن وودز فــي تنظيــم المبادلت التجارية والرفع من وتيرة التجارة الدولية والتي تعدت بكــثير ايجابيات النظمة التي سبقته,فان تلشي(اضطراب ) بعض أســس هــذا النظام كان له الثر البالغ في تسوية المدفوعات الدولية. 4/1انهيار نظام بروتن وودز في الحقيقة بــدأت بــوادر الزمــة منــد ســنة 1958نتيجــة العــودة القوية إلى التحويلت الخارجيــة للعملت الوروبيــة الرئيســية فيمــا بيــن غير المقيمين ,مما افقد الــدولر الثقــة المفرطــة (المطلقــة) و مركــزه كعملة أساسية التي تفترض قبول عجــز فــي ميــزان مــدفوعات الدولــة صاحبة العملة لتلبية الحاجيــات العالميــة مــن هــذه العملــة ,إل انــه فــي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
45
المدى الطويل ل يمكن لهذين الشرطين إل أن يتعارضا ,خاصة مع بروز القتصاد الوروبــي الــذي أصــبح يصــدر أكــثر فــأكثر بعــد اســتكمال بنــاء أوروبا. و في عام 1961اشتد القبال على الســوق الحــرة للــذهب ،فــارتفع سعره عن السوق الرئيســية مــن 35$إلــى $ 41للوقيــة و ذلــك رغــم تدخل بنك انكلترا ببيعه لكميات ضخمة من الذهب لغرض تثبيت سعره, ولم يتحقق الستقرار و اشتدت المضــاربات علــى الــذهب رغــم إنشــاء مجمع الذهب من طرف ثمان بلدان أوروبية قصد المساهمة في عرض كميات كبيرة من الذهب في السواق الحرة كلما استدعت الحاجة إلــى تثبيت سعره الرسمي. وفي نفس السنة ارتفعت أسعار الفائدة في أوروبا ،مما أدى إلى نزوح و تحرك رؤوس أموال ضخمة من أمريكا إلى أوروبا. بدايــة مــن عــام 1965انقلبــت الوضــاع تمامــا ,و أخــدت معــدلت التضخم بالرتفاع فوصلت إلى 4بالمائة ثم إلى 6بالمــائة فــي الســنة, ممـا أدى إلــى تبــاين كــبير بيــن معــدل تبـادل الــدولر و معــدل العملت الخرى ,خاصة المارك اللماني . بالضافة إلى تشبع القتصــاد الوروبــي بالــدولرات,الشــئ الــذي عجــل بانهيار(حدوث أزمة) نظام بروتن وودز ,وتجسد ذلك في أمرين اثنين : فــي 15مــارس 1968تــم إلغــاء مجمــع الــذهب و أنشئ سوقين للذهب : سوق حرة :أين يتم تحديد سعر الذهب وفق ميكانزم العرض و الطلب . سوق رسمي :أين يمكن للبنوك المركزية وحدها شراء الذهب من الوليات المريكية بالتسعيرة الثابتة 35 $للوقية. في 15أوت 1971يعلن الرئيس المريكي عن عــدم قابلية التحويل الرسمي للدولر إلى ذهب ,بحيث انه لم يبق لمريكــا مــن الــذهب المقــدر ب 20مليــار دولر فــي ســنة 1957إل ما يقارب 10مليار في سنة .1971 4/2محاولة إصلح النظام النقدي الدولي يتضح مما سبق ,إن النظام النقدي الدولي سادته فوضــى عارمــة و اضطراب مشين فــي أســواق الصــرف الجنبيــة ,و تعــرض العديــد مــن الدول ,خاصة النامية منها ,إلى الختللت في موازين مدفوعاتها ,فكان لزاما إيجاد حلول للتخلص من هذه الوضعية المزرية ,حينها شرع وزراء المال لمجموعة العشر G10في عقد اجتماعات في لندن ثم في روما,
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
46
ثم في واشنطن بمعهد سمثسونيان و توصلوا إلى توقيع اتفاقية سميت بهــذا الخيــر ,هــدفها إعــادة الســتقرار النســبي إلــى أســواق الصــرف العالمية و ذلك من خلل ما يلي : رفع سعر الذهب بدللة الدولر بنسبة 7.89بالمــائة أي من $ 35للوقية إلى , $ 38وهــو مــا يعنــي ارتفــاع قيــم العملت الساسية كالين الياباني و المارك اللماني…الخ. العتمــاد علــى الســعار المركزيــة بــدل مــن أســعار الصرف الرسمية للقطار الموقعة على التفاقية. إبطال عمل التعويم المــؤقت لســعار صــرف العملت لدول مجموعة ال 10 على أن تتذبــذب ضــمن مجــال % 2.25ارتفاعــا و انخفاضــا حول سعر التعادل. إل أن هذه الجراءات لم تكن كافية لتحقيق الســتقرار ,و اســتمرت المضاربات الشئ الذي أدى بالرئيس المريكي إلى تقرير تخفيض آخــر في الدولر قدر ب % 10ليصل الذهب إلى 42.2دولر؛ وتــم العتمــاد على نظـام سـعر الصـرف العــائم المقيــد (المــدار) لتفـادي التذبــذبات الحادة ,و يتم ذلك من طرف السلطات النقدية حينما تتدخل في تحديد أسعار العملة في سوق الصرف من خلل استعمال احتياطاتها.
الخـلصـة الـعامـة اسند للـدولر المريكـي ،خلل الفـترة الـتي طبقـت فيهـا اتفاقيـة بروتن وودز ،دورا محوريــا فــي العلقــات النقديــة الدوليــة ،إذ تعــاظمت أهميته في تكوين الحتياطــات النقديــة الرســمية حــتى انــه رفــع شــعار مفاده“أن الدولر جيد مثل الذهب “ لعل السبب فــي ذلــك هــو قــابليته للستبدال بالذهب من طرف البنك الفدرالي المريكــي ,وبالتــالي فــان التي مست الدولر بداية من أواخر الخمسينيات انعكست التطورات بشكل سلبي على المعــدن النفيــس ومنــه علــى عمــل النظــام النقــدي الدولي في حد ذاته مما استدعى المر إدخال إصلحات جوهرية مكنــت السلطات النقدية للدولة من اختيار أسعار صرف محددة تستخدمها في سياســة صــرفها ومكنــت البنــوك المركزيــة مــن التــأثير علــى أســواق
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
47
الصرف الجنبي ,من خلل بيع و شراء العملت الجنبية مقابل عملتهــا, قصد العمل على استقرار سعر الصرف عند المستوى المرغوب فيه. ورغم التعديلت الجوهرية الذي مســت نظــام بروتــن وودز والمتجســدة رسميا في مؤتمر جمايكا عام , 1976فإن الكثير من المتتبعين يــرون أن النظام قد انهــار تمامـا ولــم يبــق لـه أي وجــود منــذ إعلن نيكسـون الشهير ،حجتهم في ذلــك زوال الركيــزة الساســية للنظــام وهــي عــدم قابلية تحويل الموجودات الدولرية إلى ذهب وبالتالي غياب هــذا الخيــر في التعاملت النقدية. ومع ذلك احتفظ الدولر المريكي بدوره الريادي كعملة مركزية للنظام النقدي الدولي وعملة احتياطية دولية و قيمــة مرجعيــة وأداة تدخليــة؛ و السبب في ذلك راجع بالدرجة الولى إلــى احتفــاظ القتصــاد المريكــي بالقوة النسبية و استعمال الدولر بكثافة و على نطاق واسع من طرف الكثير من الدول التي تدير تعويم عملتها أو التي تثبت عملتهــا الوطنيــة بدللة الدولر المريكي.
التـقــيـيـم إذا كان المشروع المريكي و المشروع النكليزي يتفقان .1 على إنشاء مؤسسة نقدية دولية ,فهل يتفقان في الهداف المنوط بها ؟ ..................................................................... ....................................................................... ........................................................................ يطلق على نظام بروتن وودز نظام قاعدة الصرف .2 بالذهب: ] [ خطأ ] [ صحيح يعتمد نظام بروتن وودز على نظام صرف ثابت قابل .3 للتعديل. ] [ بعضه صحيح ] [ خطأ ] [صحيح
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
48
كيــــــف .4 تتدخل البنوك المركزية للحفــاظ علــى ســعر صــرف العملــة فــي ظل نظام بروتن وودز؟ .............................................................................. ............................................................................. ............................................................................ ............................................................................ في ظل نظام بروتن وودز الدولة العضو في صندوق النقد .5 الدولي مطالبة بإتباع سياسة نقدية تتماشى مع الوضعية القتصادية الداخلية للبلد : ] [صحيح
] [ خطأ
يمكن للعملت أن تتذبذب مقابل الدولر أو الذهب في .6 حدود . %2 ] [ خطأ ] [ صحيح .7
ليمكن للعملت أن تتذبذب فيما بينها في حدود . %4 ] [ خطأ ] [صحيح
ل يفقد البلد العضو في صندوق النقد الدولي الحق في .8 المساعدة لما : ] [ يلجأ إلى تخفيض قيمة عملته المحلية في حدود %10لتسوية ميزان مدفوعا ته الذي تعرض إلى عجز طارئ. ] [ يلجا إلى تغيير سعر التعادل بما يتجاوز ال %10دون حصول رخصة من طرف الصندوق. ] [يحافظ على سعر تعادل مقابل العملت الخرى في حدود %4 . ] [ ل شئ مما سبق ذكره. كيف يتدخل مجمع الذهب في السوق الحرة للذهب ؟ .9 .................................................................................. .................................................................................. .......................................................................
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
49
.10ما هي السباب التي أدت إلى تعديل هامش تذبذب العملت إلى % 4,5؟ ..................................................................... ........................................................................ .................................................................................. .................................................................................. .11من بين التعديلت التي أدخلت على قوانين صندوق النقد الدولي في مؤتمر جمايكا الذي انعقد سنة ....اقتراح سعر صرف متعدد. ] [ خطأ ] [ صحيح
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
50
الوحدة الخامسة : صـنـدوق الـنقـد الـدولي ()1 تـمـهـيـد هيئة تأسست في منتصف الربعينيــات مــن القــرن الماضــي ,لــم تبدأ عملياتها بشكل فعلي إل في نهايــة الخمســينيات ,احتلــت الصــدارة على مسرح السياسة الدولية في السبعينيات نتيجــة الزمــة القتصــادية التي مست الدول النامية ،وفي أواخـر الثمانينيـات كـانت لهـا مسـاهمة فعالــة فــي التطــورات و التحــولت الــتي شــهدتها النظمــة القتصــادية العالمية ،جلبت اهتمام جميع المهتمين بعالم القتصاد ،فحكومات الدول المتقدمة تنظر إلى مســاهمتها فــي كــبرى المســائل النقديــة والماليــة الراهنة خاصة فيما تعلق بالسيولة الدولية ودورها في استقرار النظــام النقدي الدولي ،و تدرس الدول النامية المساعدات المالية التي تمنحها والسياسات التي توصي بها ،وتتبع الصــحافة القــرارات الــتي تتخــذها و الراء التي تبديها,انه صندوق النقد الدولي. عرف هذا الخير تطورات عديدة فرضها حجم العمليات التي يقــوم بهــا وكذا طبيعة الصلحات التي من خللهــا انســجم و تكيــف نشــاطه شــيئا فشيئا مــع احتياجــات الــدول العضــاء و فــي نفــس الــوقت مــع حركيــة القتصاد العالمي ,وعلى هــذا الســاس ,فــإن الفــارق كــبير بيــن الــدور الممنوح للصندوق في مؤتمر بروتن وودز وذلك الذي يلعبه فــي الــوقت الحالي. الـكـفاءات المـستـهـدفـة يهدف هذا المحور إلى تمكين المتعلم من اكتساب المهارات والقدرات التالية : فهم الخلفيات والسس النظرية التي يرتكز عليها صندوق النقد الدولي .
التحكم في الليات التي تنظم عمل الصندوق .
الضطلع بالدوار الصلية والدوار المستحدثة المنوطة بالصندوق.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
51
عـناـصر الـمحـور /1أهداف صندوق النقد الدولي /2النتساب ونظام التصويت 2/1النتساب إلى الصندوق 2/2نظام التصويت /3الجهزة المديرة للصندوق 3/1مجلس المحافظين 3/2مجلس الدارة( م.التنفيذي) 3/3المدير العام للصندوق 3/4اللجان الستشارية / 1أهداف صندوق النقد الدولي إن نشاط الصندوق النقدي الدولي الذي تأسس ,الى جانب البنك العالمي ,في جويلية 1944بموجب اتفاقية بروتن وودز ،يتضمن تحقيق جملة من الهداف التي تطور بعضها مع الممارسة ،نوردها فيما يلي:
.1
العمل على استقرار أسعار الصرف ,بحيث يعمد الصندوق في ظل أسعار الصرف الثابتة إلى ضمان احترام الدول العضاء لنسبة عملتها مقابل الذهب اوالدولر المريكي ول يمكن تجاوزها ارتفاعا أو انخفاضا إل من اجل تسوية العجز الهيكلي لميزان المدفوعات وبشروط؛ أما في ظل أسعار الصرف المرنة فاستقرار أسعار الصرف يتأتى من خلل وظيفة الرقابة الممارسة من طرف الصندوق على سياسات الصرف المتبعة من الدول العضاء ،خاصة من خلل اتفاقيات التأكيد التي تبرم مع الدول النامية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
52
.2
العمل على تحقيق التعاون الدولي في المسائل النقدية الدولية ،قصد الرفع من وتيرة نمو القتصاد العالمي و تحقيق الستقرار في المبادلت الدولية ومنه تفادي الفوضى التي قد تنجر نتيجة الزمات النقدية.
.3
إمكانية تقديم تسهيلت مالية من موارد الصندوق في شكل قروض تهدف إلى تسهيل اتخاذ سياسات انفتاحية و بالتالي إتاحة مصادر تمويل تمكن سلطات البلد من تعويض التأثيرات المحتملة لهذه السياسات على ميزان المدفوعات.
.4
فتــح أســواق البلــدان الناميــة أمــام صــادرات واســتثمارات البلدان المصنعة ،وتوجيهها إلــى نظــام اقتصــاد الســوق مــن خلل اللجــوء إلــى جعــل العملت المحليــة قابلــة للتحويــل بكــل حريــة وتحرير التجارة الخارجية وتسهيل تحركات رؤوس الموال الدولية .
.5
تقديم المساعدة الفنية والتدريب في ميدان تصــميم وتنفيــذ السياسة المالية والنقدية وفي ميدان بنــاء المؤسســات ،كتطــوير البنوك المركزية ووزارات المالية و الدارات الضريبية والجمركيــة وكذلك فــي ميــدان جمــع البيانــات و تنقيحهــا و أخيــرا فــي مجــال صياغة التشريعات المالية و مراجعتها. /2النتساب ونظام التصويت في البداية يجب أن نفرق بين العضاء المؤسسين للصــندوق فــي مؤتمر بروتن وودز و العضاء الجدد ،كما أن تحديد عدد الصوات مبنــي على حصة كل عضو المبينة في مــواد اتفاقيــة الصــندوق بالنســبة للفئة الولى والمحددة من طرف مجلس المحافظين بالنسبة للفئة الثانية. 2/1النتساب إلى الصندوق لم يتعد عدد الدول المشــاركة فــي مــؤتمر بروتــن وودز الربعــة والربعون ،و هي بذلك تعتبر الدول المؤسســة للصــندوق ،منهــا دولتــان
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
53
عربيتان هما العراق ومصر 3،بلــدان افريقيــة ليبيريــا ،إثيوبيــا وإفريقيــا الجنوبية 20،دولة من قارة أمريكا والبقيــة موزعــة بيــن أوروبــا و أســيا؛ لكن منذ تاريخ انعقاد المؤتمر و مع مرور الوقت ،ما لبث هذا العدد في الرتفــاع بمجــرد ممارســة الصــندوق لنشــاطاته ،فانضــمت كــل مــن ألمانيا،ايطاليا واليابان بانتهاء الحرب وانخرطت الدول الفريقية بمجــرد حصولها على الستقلل وكذا جميع الدول الصــغيرة المتمثلــة فــي جــزر المحيــط الطلســي وغيرهــا ،أمــا أخــر المنتســبين إلــى الصــندوق فهــم سويســرا ،ناميبيــا ،منغوليــا والجمهوريــات ال 15المنبثقــة عــن تفتــت التحاد السوفيتي ،حيث كانت استونيا أول المنضمين إلى الصندوق في افريل , 1992بينما كانت طاجاكستان أخرها وذلك في افريل ،1993و تشكوسلوفكيا التي انسحبت سنة 1954ثــم اســتعادت عضــويتها ســنة ,1990إذ عوضــت بالجمهوريــة التشــيكية والســلوفاكية ،و انخرطــت سلطنة بروناي في أكتوبر 1995ثم تبعتها جمهورية بالو فــي ديســمبر ,1997إلى أن بلغ إجمالي الدول 184عضوا في سنة . 2006 والنتساب إلى الصندوق هو من حق جميع الدول المنضـوية تحـت لـواء المم المتحدة ،فقط يخضع طالب النضــمام إلــى جملــة مــن إجــراءات ،كأن يتم جمع البيانات عــن حالــة اقتصــاد البلــد( الناتــج المحلــي الخــام ،معــاملت الحســاب الجــاري فــي ميــزان المــدفوعات والحتياطــات الرسمية ) ثم يوصي خبراء الصندوق بحصة العضو الجديد والــتي يجــب أن ل تختلف عن حصة العضاء الحاليين الذين يماثلهم من حيــث حجــم القتصاد والخصائص المميزة له ,ثم تنظر لجنة العضــوية فــي توصــيات الخبراء المتعلقة بالحصة وغيرها من الشروط وبعدها تعد تقريــرا قصــد اعتماده من طرف المجلس التنفيذي ،الذي يقوم بدوره بإحالة مشروع قرار بشأان قبول العضــوية إلــى مجلــس المحــافظين للموافقــة عليــه، وينضم البلــد رســميا عنــد تــوقيعه علــى مــواد التفاقيــة و يصــبح مــؤهل لستخدام موارد الصندوق عند سداد حصته المقــررة فــي خلل مــدة ل تتجــاوز 30يومــا والوفــاء بكافــة الشــروط الخــرى ،كالتعهــد بــاللتزام بنصوص التفاقية ،إصدار التشريعات اللزمــة علــى المســتوى الــوطني وعدم اللجوء إلى تعديل سعر صرف العملة إل باستشارة الصندوق. أمــا بالنســبة لحصــص الــدول المشــاركة فــي المــؤتمر ،فقــد اقــترحت الوليات المتحدة المريكية صيغة ،لم تسجل في التفاقية ,تستجيب لما تم التخطيط له بين هذه الخيرة و بريطانيا، بحيث تساهم الولى بمليارين و نصف المليار والثانية بنصف هذا المبلغ من مجموع موارد الصندوق والتي قدر لها لن تكون في حــدود ثمانيــة] [8مليير دولر . و من أجل بلوغ هذا الهدف أخذت هذه الصيغة مجموعة مــن مؤشــرات هي كالتالي:
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
؛
54
2%من الدخل الوطني لكل بلد على أساس عام 1940؛ 5%من الموجودات الذهبية و الدولرية للبلد بتاريــخ 1943
%10من أقصى فرق بين صــادرات البلــد الســنوية للفــترة الممتدة بين سنتي 1934و 1938؛ 10%مــن متوســط واردات البلــد الســنوية خلل الفــترة المشار إليها أعله . ثم يضاف للمجموع المتحصل عليه نسبة ُتحسب علــى أســاس العلقــة الموجودة بيـن متوسـط صـادرات الفــترة المـذكورة والـدخل الـوطني للبلد . وعليه ،فقد كانت حصص الدول الحاضرة وفق التوزيع التالي: مبلغ البلدان الكتتاب المؤسسة الوليات المتحدة 2.750مليون دولر بريطانيا العظمى 1.300ـ 1.200ـ التحاد السوفييتي ـ 550 الصين ـ 450 فرنسا ـ 150 البرازيل لكل ـ 125 بولونيا منهما وتشيكوسلوفاكيا ـ ـ 50 النرويج وكوبا ـ ـ الفلبين و فنزول 15 ـ ـ الكوادور و هايتي 05 ـ ـ 0,5 ليبريا و بنما $8.800.000 المجموع .000 يستطيع البلد العضو النسحاب من الصندوق متى شاء ،شريطة تقديم طلب انسحاب كتــابي و يكــون تاريــخ تســلم هــذا الطلــب بمثابــة تاريــخ النسحاب الرسمي،كما يمكن للصندوق أن يقــرر طــرد أي دولــة عضــو تخل بشروط العضوية ،طبعا ،بعد أن تنذر وتمهل مــن طــرف مجلــس المحافظين . 2/2نظام التصويت
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
55
إذا كانت منظمة المم المتحدة تعمل بنظام " صوت واحد لكــل بلد عضو" فان العضاء في صندوق النقد الدولي لهم أصــوات مختلفــة، حيث جاء في الفقــرة الخامســة مــن المــادة الثانيــة عشــر فــي أحكــام الصندوق: " لكل عضو 250صوتا يضاف إليهــا صـوتا واحـدا لكـل جـزء مـن حصـته يكـون معـادل ل 100.000وحـدة حقـوق سـحب خاصة " وهذا يعني إن لكل دولة 250صوتا أساسيا ،مهما كان مقــدار حصتها وذلك لمجرد النتساب إلى الصندوق ،يضاف إليهــا صــوت واحــد لكل DTS 100.000مــن حصــة البلــد فالدولــة الــتي تبلــغ حصــتها 10 مليون DTSتتحصل على الصوات التالية : 250صوت أساسي 10) 10.000.000/0.000( +صوت إضافي= 350صوت. دد: من خلل ما سبق ,يتضح جليا أن حصة البلد في الصندوق تح ّ
.1
عــدد الصــوات الممنوحــة لــه ،وبالتــالي تحــدد القــوة التصويتية اللزمة لتخــاذ أي قــرار ,وتــبرز مــدى تــأثير الدولــة على نشاط الصندوق و سياساته.
.2
الحد القصى الذي يجوز للبلد العضـو أن يحصـل عليــه بشكل عادي من الصندوق لدعم ميزان مدفوعاته . نصــيب كــل عضــو مــن مخصصــات حقــوق الســحب .3 الخاصة. عــادة مــا تتخــذ أغلبيــة القــرارات علــى أســاس إجمــاع جميــع الــدول العضاء ،لكن قد ل يحدث الجماع ،عندها تتخذ القرارات علــى أســاس تصويت المجلس التنفيذي أو مجلس المحافظين وهنا نجد 3قواعد : القاعدة الولى :الغلبية البســيطة المطلوبــة فقــط فــي القــرارات الروتينية ،مثل الموافقة على برنامج تصحيح وتتطلب الحصول على %50من مجمــوع الصوات فقط . القاعدة الثانية :الغلبية النوعية التي تتطلب %70من الصوات و تنطبق على القــرارات المهمــة ،خاصــة فيمــا يتعلــق بــأمور قــروض الصندوق. القاعدة الثالثة :الغلبية المطلقة التي تتطلب % 85من الصوات وتنطبق على
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
56
القــرارات الــتي تخــص مســتقبل الصــندوق ،مثــل تغييــر الحصص ،تحديد مبالغ حقوق السحب الخاصــة أو بيـع الــذهب ،وفـي هــذه الحالة يمكن لبعض البلدان أو مجموعة بلدان أن تستعمل حق الفيتو.
والجــدول التــالي يوضــح البلــدان الــتي تحــوز علــى نســب معتــبرة مــن الصوات: البــلـ
حق البلد حق التصويت % التصويت % 2,94 روسيا 17,08
د الوليات المتحدة اليابان ألمانيا فرنسا بريطانيا
6,13 5,99 4,95 4,95
ايطاليا
3,25
كندا
2,94
هولندا بلجيكا الهند البرازي ل إفريقي ا الجنوب ية ـــ
2,38 2,13 1,92 1,41 0,87
ـــ
إل أن الوليات المتحدة المريكيـة بامتلكهـا لحـوالي %17مـن حقـوق التصويت يجعل الصندوق خاضعا لهذه الخيرة ،بحيث تمارس قــوة صــد في وجه القرارات البالغة الهمية. هذا وتنص أحكام الصندوق بمراجعة عامة للحصص في فترات ل يتعدى الفاصــل الزمنــي بينهــا 5ســنوات ,و ذلــك قصــد تقييــم مــدى ملئمــة الحصص لحتياجــات الــدول العضــاء مـن الســيولة المشـروطة وقــدرة الصندوق على تمويل هذه الحتياجات،كما تسمح هذه المراجعة بتعــديل حصص العضاء لتتناسب والتغيرات التي تحدث على مستوى أوضــاعها النسبية في القتصاد العالمي كما حدث مــؤخرا]سبتمبر [2006فــي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
57
اجتماع سنغافورة ،لما تقرر رفع نسب حق التصويت لربعة دول وهــي كالتالي : النســـــــبة النســــــــبة الدول الجديدة% القديمة% 3,65 2,94 الصين 1,43 1,20 المكسيك 1,33 0,76 كوريـــــــــا الجنوبية 0,55 0,45 تركيا كذلك يمكن للدولة أن تطلب فــي أي وقــت مــن مجلــس المحــافظين إعادة النظر في تعديل الحصة المقررة لها. /3الجهزة المديرة للصندوق إن صندوق النقد الدولي مؤسسة مسيرة مـن طـرف العديـد مـن ممثلي الدول العضاء فــي شــكل هيئات مختلفــة لكــل منهــا صــلحيات محددة.
3/1مجلس المحافظين
Conseil des gouverneurs
يعتبر السلطة العليا الــتي لهــا جميــع الصــلحيات فــي الصــندوق ،يتشكل من محافظ واحد عن كل بلــد عضــو يتمثــل فــي شــخص وزيــر المالية أو محافظ البنك المركزي باعتباره محافظــا مناوبــا ،يجتمــع فــي جمعية عامة مرة واحدة في السنة،عادة ما تكون في شــهر ســبتمبر أو أكتوبر ،مدة التعيين حددت بخمســة ســنوات و يمكــن أن تزيــد أو تقــل عن ذلك بواسطة قرار من الدولة المعنية . أما عن الصلحيات والمهام التي انيطت لهــذا المجلــس دون غيــره مــن المجالس فهي كالتالي : قبول أعضاء جدد في الصندوق و تحديد حصصهم. دراسة إمكانية إنهاء العضوية لدولة من الدول. اخذ قرارات بخصوص استحداث حقوق الســحب الخاصــة أو إلغائها. تعديل أحكام الصندوق. إعادة النظر في عدد المديرين التنفيذيين …الخ.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
58
إل انه من الناحية العملية ،وباعتبار أن المحافظين ل يجتمعون إل نادرا، فان هؤلء يفوضون جل صلحياتهم إلى المجلس التنفيذي. 3/2مجلس الدارة( م.التنفيذي) Conseil d’administration هو الجهاز الدائم المكلف باتخاذ القرارات اللزمة لتنفيذ السياسة العامة للصندوق والمسؤول عن تسيير أعماله الجارية وإدارة معاملته ,يتكون مـــن 24عضـــوا ثمانيـــة منهـــم يعينـــون مـــن طـــرف بلـــدانهم ( الوليـــات المريكيـــة،اليابـــان،ألمانيـــا،فرنســـا،المملكـــة المتحـــدة،الســـعودية،روســـيا والصين) باعتبار أنها تملك اكبر واهم الحصص ،الشيء الذي أهل الدول الستة الولــى لن تكــون دائمــة ،أمــا البقيــة فيتــم انتخــابهم كــل ســنتين مــن طــرف مجموعات الدول التي ينتمون إليها. يجتمع هذا المجلس في واشنطن ثلث مرات في السبوع ليتداول على القضايا التالية : تعريف و تحديد سياسات الصندوق ومجالت تطبيقهــا ,مثــل كيفية الحصول على التسهيلت المالية والشروط المرافقة.... ينــاقش تقــارير المشــاورات الدوريــة عــن البلــدان العضــاء المعدة من طرف خبراء الصندوق للحكم على السياسة القتصادية والماليــة الــتي يتبعهــا البلد المعني. مراقبة سياسات الصرف. التشاور مع الــدول العضــاء لمناقشــة الميزانيــة والمســائل الدارية. مناقشة القضايا المتعلقة بالنظام النقدي الـدولي فـي إطـار القتصاد العالمي. ينتخب مديرا عاما للصندوق. 3/3المدير العام للصندوق
Le Directeur Général
ينتخب من بين أعضاء المجلس التنفيــذي لمــدة خمــس ســنوات قابلة للتجديد ،يتولى رئاسة المجلس التنفيذي ورئاسة الصندوق بشــكل عــام؛ يســاعد المــدير العــام ،الــذي ل يجــب ضــمنيا أن يكــون أمريكــي الجنسية 3 ،مديرين عامين مساعدين. والمهام التي يشرف عليها المدير العام هي كالتالي :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
59
مسؤول عن تعيين و ترقية وعزل الموظفين البــالغ عــددهم 2660يمثلون 130جنسية والذين تناط إليهم مهمة إدارة نشاط الصندوق. يقــوم بتســيير العمــال اليوميــة العتياديــة للصــندوق تحــت مراقبة المجلس التنفيذي كما يقدم توجيهاته لهذا الخير. إعــداد ميزانيــة التســيير وتحضــير جــدول إعمــال اجتماعــات الصندوق. 3/4اللجان الستشارية
Comités consultatifs
هي أجهزة لم تنص عليها قوانين الصندوق ,ولكن استحدثت بموجب قرار من مجلس المحافظين ،تعمل داخل إطار الصندوق وهــي التي ذكرها : 3/4/1اللجنة المؤقتة(
النتقالية)
Comité
intérimaire أنشئت سنة ،1974تتكون من 24محافظا ،تجتمع مرتين في السنة بمناسبة انعقاد الجمعية العامــة للمحــافظين ,تعــد اللجنــة تقــارير عن إدارة وعمل النظام النقــدي الــدولي وتقــترح لمجلــس المحــافظين الجراءات اللزمة عند حدوث اضــطرابات مفــاجئة مــن شــانها تعريــض النظام للخطر ،كما تقوم بالقتراحات الخاصة بتعديل اتفاقية الصندوق؛ لكن منذ الصعود القوي لمجموعة السبعة G7التي أصبحت تأخــذ أكــثر فأكثر قرارات هامة بخصوص النظام النقدي الــدولي أو تلــك الــتي هــي من صلحيات الصندوق ،تناقص دور هذه اللجنة. 3/4/2لجنة التنمية Comité de développement أنشئت أيضا سنة ، 1974تجتمع في نفس الوقت الـذي تجتمـع فيـه اللجنة النتقالية تتألف من 24محافظا من بين الصندوق والبنك العــالمي ،مهمتهــا تتبــع ودراسة مسائل تحويل الموارد الحقيقية إلــى البلــدان الناميــة وبالتــالي إسداء المشورة وتقديم التقارير لمجلس محــافظي الهيئتيــن بخصــوص قضايا التنمية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
60
الـخلصـة الـعامـة في الواقع كان المطلوب من الصندوق وفق اتفاقيات مؤتمر بروتن وودز هو الحيلولة دون لجوء الدول العضاء إلى تخفيض قيم عملتهــا أو العودة إلى فرض بعض الحواجز الــتي تعيــق تحــرك الســلع و الخــدمات ورؤوس الموال وذلك من خلل مساعدة الدول صاحبة العجوز المؤقتة في موازين المدفوعات في شــكل ســحوبات يعــاد شــراؤها فــي أزمنــة قصــيرة نســبيا ؛لكــن ظــروف وحاجيــات دول العــالم الثــالث ,بشــكل خاص ,أدى بالصندوق إلى رفع معوناته وتمديد فتراتها دون التنازل عــن صبغتها " في كونها مؤقتة " ؛ هذه الوضعية لــم تســاعد الــدول المعنيــة البتة باعتبار أن هذه الخيرة تعــاني أصــل مــن اختلل هيكلــي وأساســي في موازين مدفوعاتها وليس من اختلل مؤقت و طارئ وذلك لســباب متعددة أبرزها تصلب قاعدتها النتاجيــة و طريقــة تســيير اقتصــادياتها و خاصة ثقل مديونيتها التي ما انفكت تتزايد باستمرار الشيء الذي حال دون استعادتها لتوازناتها الخارجية ,وعليــه ركــز الصــندوق فــي منتصــف الثمانينيات و بشكل خاص في بداية التسعينيات ,على مســاعدة الــدول السالفة الذكر من خلل تقديمه لبرامج اقتصادية شاملة بهدف استعادة النمو ومنه تصحيح التوازنات ومواجهة أثار المديونية. إن كل محاولت التكيف مع البيئة الدولية اصطدمت مع فشــل صــندوق النقد الدولي في التحكم في التوسع المذهل للســيولة الدوليــة وتفــادي تجذر المديونية في نظام بروتن وودز والسبب في ذلك يعــود بالدرجــة الولى إلى كونه أداة من أدوات نظام بروتن وودز الــذي لــم تحــدد فيــه أصل شروط إصدار و ضبط النقود وبالتالي لم يكــن بوســعه]الصــندوق[ منع النهيار أو الضطراب بالشكل الذي رأيناه. كمــا أن مصــير الصــندوق مرتبــط أيضــا بالجديــة فــي التعــديل الــدوري لمســتويات تمثيــل الــدول العضــاء ,فل يعقــل مثل أن تحــوز 43دولــة إفريقيــة فقــط علــى %4,4مــن حــق التصــويت بينمــا تتحكــم أعضــاء مجموعة السبعة] [G7في %45من الصوات.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
61
الوحدة السادسة : صـندوق الـنقــد الـدولي ()2 تـمـهـيـد تتيح موارد الصندوق ,المتأتية من مصــادر متعــددة تــأتي علــى رأسها اشتراكات الدول العضاء في رأسمال الصــندوق ,للبلــدان الــتي تعــاني مــن حــالت الختلل العــابر فــي مــوازين مــدفوعاتها تمويــل احتياجاتها ،وبالتالي تفـادي اللجــوء إلــى إجــراءات قــد تـؤثر ســلبا علــى اقتصـــادها أو علـــى التجـــارة الدوليـــة؛ فتشـــتري (تســـحب) الدولـــة المســتخدمة للمــوارد العامــة للصــندوق عملت الــدول العضــاء ذات الصحة المالية الجيدة أو حقوق ســحب خاصــة باســتخدام مبلــغ معــادل بعملتها الوطنية مقابل رسوم يتقاضاها الصندوق ،علــى أن تعيــد شــراء عملتها الوطنية مــن هــذا الخيــر خلل فــترة زمنيــة محــددة ،باســتخدام عملت بلدان أعضاء آخرين أو ح.س.خ. إل أن أبرز وأهم استخدامات الصــندوق هــي تلــك التســهيلت التمويليــة الميســرة الــتي تهــدف إلــى التخفيــف مــن الثــار المترتبــة عــن تطــبيق ما عــن برامجه التصحيحية في إطار ما يسمى باتفاقات الدعم ,الناتجة إ ّ أزمة اقتصادية فعلية أو على وشك الوقوع فيها . و تستخدم موارد الصندوق من خلل ثلثة أنواع من سياسات القراض، ويتعلق المر باتفاقات الستعداد الئتماني الــتي تعتــبر محــور سياســات القراض في الصندوق هـدفها معالجـة المشـاكل الظرفيـة الـتي تمـس ميزان المدفوعات البلد العضو واتفاقات ممددة متوسطة الجل هــدفها تصحيح الختللت الهيكلية في ميزان مدفوعات الدولة المعنيــة وأخيــرا اتفاقات خاصة بالبلدان العضاء الكثر فقرا في الصندوق. الـكفـاءات المـستـهـدفـة يهــدف هــذا المحــور إلــى تمكيــن المتعلــم مــن اكتســاب المهــارات والقدرات التالية :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
62
مكن من الليات المتعددة التي يستعين بها الصندوق فــي الت ّ حشــد وتكــوين مــوارده الماليــة و إجــراءات الحفــاظ علــى هــذه الخيرة. مكــن مــن الســتعمالت المختلفــة للمــوارد مــن حيــث الت ّ الهداف والجراءات و خاصة الشروط أو ما يسمى بالمشروطية عـناصـر المـحـور /1موارد الصندوق 1/1مساهمات الدول العضاء 1/2الــــذهــب 1/3القــتــراض 1/4مـوارد أخـرى /2استخدامات موارد الصندوق 2/1إجراءات الستفادة من الموارد 2/2أدوات قروض الصندوق 2/2/1تسهيلت عادية 2/2/2تسهيلت استثنائية وطارئة 2/3/ 2تسهيلت تصحيحية /1موارد الصندوق
Les Ressources du Fonds
بالعودة إلى ميزانية الصندوق نجد أن الموارد تتشكل أساســا مــن ( حصـــص الـــدول والـــذهب والقـــتراض ومـــوارد مـــوارد عاديـــة أخرى) وحقوق السحب الخاصة. 1/1مساهمات الدول العضاء Quotes-parts des pays membres تعتبر مساهمات الدول العضــاء المــورد الساســي للصــندوق ،إذ يجــب على كل دولة عضو أن تساهم بمقدار حصتها مــن المــال الــتي تشــكل في مجموعها رأســمال الصــندوق الــذي بلــغ 7.5مليــار $عــام ،1945 ليتطور إلى 146مليارحقوق سحب خاصة في عــام ،1998ليصــل فــي نهاية جويلية 2006إلــى 213,5مليــار حقــوق ســحب خاصــة ]حــوالي 317،3مليار دولر[ بحيث تلتزم الدولة بدفع 25 %مــن حصــتها ذهبــا، ثم أصبحت فيما بعــد ح.س.خ أو عملت قويــة قابلــة للتحويــل ,و أل % 75المتبقية تلتزم بدفعها من عملتها الوطنية؛ و تتحدد حصة كــل دولــة
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
63
بشكل يتناسب مع أهمية هذه الخيرة في العلقات القتصــادية الدوليــة مــن خلل صــيغ عديــدة تأخــذ بعيــن العتبــار حجــم الــدخل الــوطني احتياطات الصرف حجم التجارة الخارجية و غيرها. تساهم الوليات المتحدة بأكبر حصة إذ تقــدر ب 37,1مليــار ح.س.خ ] 55,1مليار دولر[ بينما أقل حصة هي من نصيب دولة بــالو بمســاهمة تقدر ب 3,1مليون ح.س.خ]حوالي 4,6مليون دولر[. تعـرف مسـاهمات الـدول العضـاء مراجعـة شـاملة دوريـة تأخـذ بعيـن العتبار بعدين أساسين وهما : حجم الزيادة الشاملة الواجب استحداثها. كيفية توزيع هذه الزيادة على الدول العضاء. وتتيح المراجعة الشاملة لحصص الدول العضاء: لصندوق النقد الدولي بتقييم مدى تناســب الحصــص احتياجـات التمويـل الـتي تتطلبهـا مـوازين بالنظر إلى مــدفوعات الــدول العضــاء وقــدرته علــى تلبيــة هــذه الحتياجات. الخــذ بعيــن العتبــار تطــور المكانــة النســبية للبلــد العضو في القتصاد الدولي. يبين الجدول التالي الزيادات الهامة التي عرفهــا رأس مــال الصــندوق من خلل المراجعات الشاملة لحصص الدول العضاء. المراجعات الشاملة للحصص تاريخ اتخاذ قرار الزيـــادة الشـــاملة المراجعة للحصص% الزيادة ــــ المراجعــــة الخماســــية عدم اقتراح الزيادة الولى ــــ المراجعــــة الخماســــية عدم اقتراح الزيادة الثانية 60,7 فيفـــري و افريـــل 1958/19591 1959 ــــ المراجعــــة الخماســــية عدم اقتراح الزيادة الثالثة 30,7 المراجعــــة الخماســــية مارس 1965 الرابعة 35,4 المراجعــــة الخماســــية فيفري 1970 الخامسة 33,6 المراجعـــــة الشـــــاملة مارس 1976 السادسة
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
64
50,9
المراجعـــــة الشـــــاملة ديسمبر 1978 السابعة 47,5 المراجعـــــة الشـــــاملة مارس 1983 الثامنة 50,0 المراجعـــــة الشـــــاملة جوان 1990 التاسعة ــــ المراجعـــــة الشـــــاملة عدم اقتراح الزيادة العاشرة 45,0 المراجعـــــة الشـــــاملة جانفي 1998 الحادي عشر ــــ المراجعـــــة الشـــــاملة عدم اقتراح الزيادة الثاني عشر 1أول مراجعة تحدث خارج الدورة الخماسية وعند زيادة الحصص ،يتم في العادة دفـع 25بالمـائة مـن هــذه الزيـادة بوحدات حقوق السحب الخاصة ,ويمكن أن يوصي الصندوق بــدفع كــل المبلغ أو جزء منه بالعملــة المحليــة للبلــد أو بعملت بلــدان أخــرى بعــد موافقة هذه الخيرة. 1/2الــذهــــبL’OR: يعتبر صندوق النقد الدولي من أكبر الحائزين الرسميين للــذهب في العالم بامتلكه لحتياطات ذهبية قدرت في جويليــة 2006بحــوالي 65مليار دولر بسعر السوق ,لكن القوانين المسيرة للصندوق وضــعت حدودا ضيقة لستعمال هذا الخير ,حيث يمكن للصــندوق ,فــي ظــروف محددة ,أن يبيع الذهب دون الشراء أو يقبل مدفوعات ذهبية من طرف البلد العضو. 1/3القـتـــراض Les emprunts باعتبار أن %75من حصص الدول العضاء هي عملت محلية اغلبها غير قابل للتحويل بحرية ،في حين بإمكان الدول أن تطلب قرضا يتجاوز حصصها في الصندوق ،عندها قــد يقــع هــذا الخيــر فــي مشــكلة سيولة وهو الشئ الذي حدث خلل الزمات الماليــة الحــادة مثــل أزمــة مديونية الدول النامية و ما بعد الزمــة البتروليــة؛ فلجــا الصــندوق وفــق أحكام اتفاقيته لتكميل موارده من لدن الحكومات والبنوك المركزيــة و
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
65
بنك التسويات الرسمية التابع للبنك العالمي ,كما يمكن له أيضا اللجوء إلى مصادر خاصة و ذلك قصد تجنب أي ضرر قد يلحق بالنظام النقدي الدولي. ففي ظل التفاقيات العامة للقتراض ][AGEالتي عقدت ســنة ،1962 وافق 11بلدا صناعيا ]الوليات المتحدة,ألمانيا,اليابــان,فرنســا,المملكــة المتحدة,ايطاليا,كندا,هولندا,بلجيكا والسويد ثم أضيفت إليها سنة 1984سويسرا[ على إقــراض الصــندوق مبالغ بعملتها الوطنية ،لستخدامها فــي ظــروف خاصــة بأســعار فــائدة م التفـاق ,بمـوجب عقــد مسـتقل ,مـع مرتبطة بأسعار السـوق؛ كمـا تـ ّ المملكــة الســعودية تحريــر مــا مقــداره 1,5مليــارح.س.خ .وفــي ســنة 1997أســتحدث مــا يســمى بالتفاقــات الجديــدة للقــتراض ][NAE يشارك فيها 26دولة . أصبح ,بموجب هــاتين التفــاقيتين] AGEو [ NAEبإمكــان الصــندوق أن يقترض ما مقداره 34مليار ح.س.خ ]حوالي 50مليار. [ $ 1/4الموارد الخرى
Autres ressources
يتعلق المر أساسا ب : الحتياطــات الــتي ينشــئها صــندوق النقــد الــدولي مــن اليرادات التي يحصل عليها من جراء تقديم القروض للدول العضاء. فرض رسوم على القروض المقدمة الــتي تتحــدد فــي بداية كل سنة مالية نسبة من سعر الفائدة علــى وحــدة .DTS حقــوق الســحب الخاصــة للــتي ســنتناولها بالتفصــيل لحقا. على العموم يمكن تقــديم مــوارد الصــندوق بتاريــخ 13/07/2006مــن خلل الجدول التالي:
موارد الصندوق 317مليار $ مجموع المساهمات
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
66
مجمـــــوع المـــــوارد 227مليار $ المستعملة قدرة الصــندوق علــى 175مليار $ اللتزام خلل السنة الموجـــــودات مـــــن 103,5مليــون أوقية صافية الذهب ومن أجل المحافظة على هذه الموارد وضمان الستعمال المؤقت لهــا, من الفصل السابع من قوانين الصندوق جملة مــن إجــراءات تمثلــت تض ّ فيما يلي: جعــل حــدود لطلبــات التمويــل ,والتحفيــز لتفــادي الستعمال المكثف ولفترات طويلة لقروض الصندوق؛ تسطير برامج تصحيحية و فرض جملة من شــروط في إطار ما يسمى بالمشروطية؛ تقييم التقارير المقدمة من طرف البنوك المركزيــة للبلدان المقترضة؛ معالجة المعلومات الخاطئة؛ متابعة الوضعية القتصادية للبلد المعني حتى فــترة ما بعد تطبيق البرنامج؛ /2استخدامات موارد الصندوق
L’Emploi des Ressources
عرفت عمليــات القــتراض مــن الصــندوق تطــورا ملحوظــا مــن ناحية الحجم في بداية السبعينيات مــن القــرن الماضــي بســبب الزمــة البتروليــة ثــم مرحلــة الثمانينيــات بســبب أزمــة المديونيــة وأيضــا خلل التسعينيات نتيجة التحولت النظامية لبلدان أوروبا الشرقية و كذا أزمــة السواق السيوية الناشئة ،وعليه كان لزاما علــى الصــندوق أن يــواكب هذه التطورات من خلل إجراءات الستفادة من القروض وكذا الليــات المتاحة. 2/1إجراءات الستفادة من الموارد في حالة عــدم تمكــن البلــد العضــو فــي الصــندوق مــن الحصــول علــى التمويل الكافي بشروط ميسرة لتسـوية مـدفوعاته الدوليـة ,يلجـأ إلـى طلب مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
67
وجه إلى المــدير هذا الخير يحث البلد المعني,من خلل خطاب نوايا ي ّ العــام للصــندوق,علــى ضــرورة عقــد اتفــاق حــول برنامــج مفصــل للسياسات القتصادية يرمي إلى تحقيق أهداف كمية محددة لها علقــة مباشــرة باســتعادة التوازنــات الخارجيــة و تكــوين الحتياطيــات الدوليــة ومواصلة تسديد فاتورة الواردات والستقرار النقدي و المالي و إرســاء شروط النمو القوي و المتواصل ,و بمجــرد قبــول هــذا البرنامــج ,الــذي يشارك في صياغته خبراء الصندوق بالتعاون الوثيق مع ســلطات البلــد, من طرف المجلس التنفيذي للصندوق يوضع القرض تحت تصرف هذه الخيرة على شكل شرائح تسحب إتباعا وفق ما يتم تنفيذه من مراحل البرنامج المسطر ,الــذي كــثيرا مــا تــدخل عليــه بعــض التعــديلت الــتي تتماشى مع الظروف المستجدة. 2/2أدوات قروض الصندوق ما يجب ملحظته أنه ليس كل أنواع القروض المقدمة من طرف الصــندوق هــي حاليـا سـارية المفعــول ,بـل ألغـي بعضـها بعــد مراجعـة المجلس التنفيذي لتسهيلت الصندوق في عام .2000 2/2/1التسهيلت العادية هي مجموع القروض التي يتعامل بها الصندوق بشكل آلي :ودوري مع الدول العضاء و هي كالتالي شريحة الحتياط Tranche de Réserve هي تسهيل اعتيادي يحصل عليه البلد العضو في أي وقت ،من أجل تسوية ميزان المدفوعات فقط ،و يمكن أن يصل السحب إلــى حدود .حصته في الصندوق ،دون أن يخضع لي رسم أو عمولة الشرائح الئتمانية
Tranches de Crédit
تسمى أيضا باتفاقات الستعداد الئتماني أو اتفاقات التأكيــد ,هــي عبارة عــن قــروض تمنــح علــى أربــع فــترات ) 04شــرائح( ،تمثــل كــل شريحة %25من حصة العضو ،وتســحب الشــريحة الولــى إذا أظهــر هذا الخير مجهودات للتغلب علــى مشــكلت ميــزان المــدفوعات أثنــاء مدة البرنامج ،و الشراء ل يتم بالتقسيط و ل يخضع لمعايير الداء ،أمــا
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
68
الشرائح العليا ،فتتطلب من البلد العضو الــدخول فــي اتفــاق اســتعداد ائتماني " " Accord Stand - byأو Accord de confirmationيعكس عزم البلد العضو في التغلب على مشكلت ميزان المــدفوعات ،و الســحب يتم بالتدرج تماشــيا مــع مــدى تطــبيق السياســات المتفــق عليهــا وفــق معــايير أداء محــددة مســبقا ،تســمى برامــج الســتقرار أو التثــبيت" Programmes de Stabilisation؛ في العادة يتم تسديد هذا النــوع مــن التسهيل في فترة تمتد بين سنتين ونصف السنة إلى أربع سنوات. و يتضــمن هــذا البرنامــج الــذي يمتــد عــادة مــن ســنة إلــى 24شــهرا، مجموعة من التدابير التي تهدف إلى الستقرار القتصادي مثــل تحريــر التجارة الخارجية و تحرير السعار و تخفيض العملة و مكافحة التضخم. إذا لــم يتمكــن البلــد المســتفيد مــن تحقيــق معــايير الداء ُيحــرم مــن عمليات السحب من الشرائح العليا و يشرع في مفاوضــات جديــدة مــع الصندوق.
تسهيل التمويل الممدد Facilité de Financement
Elargie
بدأ العمل بهذه اللية سنة ،1974وهــو تســهيل يقــدم المســاعدة للبلدان العضاء لفترات تتراوح بين 3إلــى 4ســنوات ،و تنحصــر فــترة السداد بين أربــع سـنوات ونصـف وسـبع سـنوات ,و تصـل مبـالغه إلـى حدود % 300من حصة الدولــة العضــو ,وتطبــق عمــولت إضــافية فــي حالة سحب مبالغ مرتفعة. ويحدد البرنامج السياســات والجــراءات الــتي تســتهدف التغلــب علــى الختللت الهيكلية التي تحدث على مستوى ميزان المــدفوعات والــتي تحتاج إلى فترة تصحيحية أطول مقارنــة باتفــاق الســتعداد الئتمــاني ، وتعرف باسم برامج التصحيح الهيكلي ،الــتي تهــدف إلــى التــأثير علــى جانب العرض وتحقيق النمو ،ول يستطيع البلد المســتفيد ســحب جميــع الشرائح الممتدة خلل فترة القرض إل في حالة احترامه لمعــايير الداء التي يتولى الصندوق مراقبتها عن طريق خبرائه في عين المكان. ومنذ 30أفريل ، 1997استفادت ستة ) (06دول مــن هــذا النــوع مــن التسهيل بالتزامات يصل مبلغها إلى 12.3مليار وحــدة ســحب خاصــة ؛ وتجدر الشارة إلى أن فترة تسديد هذا النوع مــن اٌلقــروض تــتراوح مــا بين أربع سنوات ونصف و عشر سنوات. 2/2/2تسهيلت استثنائية وطارئة
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
69
قــد ل تنفــع القــروض الســالفة الــذكر فــي تحقيــق المبتغــى, فاستحدثت بعض التسهيلت التي تقدم على أساس استثنائي أو طــارئ حسب الحالة القتصادية للبلد؛ كما ألغيــت بعــض التســهيلت لســباب مختلفة ,منها ما هو متعلق بانتفاء السبب المؤدي إلى تقــديم التســهيل, ومنها ما هو متعلق بالتسهيل في حد ذاته ,حيــث أصــبح عــديم الجــدوى في ظل تطور الزمات التي تعاني منهــا الــدول المدينــة والفقيــرة فــي نفس الوقت. تســهيل التمويــل التعويضــي F. de Financement Compensatoire أستحدث هذا التسهيل فــي شــهر فيفــري ،1963هــدفه تعــويض الخسائر الناجمة عن انخفاض مفاجئ ليــرادات الدولــة مــن التصــدير و ارتفــاع تكــاليف الــواردات مــن الحبــوب والســلع الساســية و انخفــاض عائدات قطاع السياحة الذي تعتمد عليــه بعــض الــدول ،وكــذا تحــويلت أموال العمال المهاجرين وارتفاع أسعار الفائدة . على العموم ,فإن هذا النوع من التســهيل مــوجه لتمويــل عجــز ميــزان المدفوعات الناتــج عــن متغيــرات خارجيــة مســتقلة عــن إرادة الدولــة, ويقــدم التســهيل التعويضــي بنفــس الشــروط الماليــة المتضــمنة فــي اتفاقات التأكيد إل أنه غير خاضع لعمولت إضافية. أما عن نسبة التسهيل ،فقد تصل إلى % 122من حصــة البلــد العضــو، والتسديد يتم في فترة تتراوح بين ثلث وخمس سنوات. تسهيل الحتياط الضــافي Supplémentaire
Facilité de Réserve
جــه أنشئ سنة 1997لتلبيــة حاجيــات التمويــل القصــير الجــل ,و ّ بالدرجة الولى للدول العضاء التي تعــاني مــن إختللت اســتثنائية فــي موازين مدفوعاتها نتيجة لفقدان ثقة السوق بشكل مفاجئ ورهيب كان من وراءه أزمة السواق الناشــئة فــي آســيا ,الشــئ الــذي أفضــى إلــى الخروج المكثف لرؤوس الموال. دد هذا التسهيل بعد عامين أو عامين ونصف العام ,مع إمكانية طلب ٌيس ّ تمديد ل يتجاوز الستة أشهر ,كما يضاف رسما إلى سعر الفائدة العادي لهذا النوع من القروض. تسهيل تمويل المخزونات الحتياطية F.F.des Stocks de Réserves
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
70
أستحدث هذا التسهيل في جوان ، 1969هــدفه تمويــل مســاهمة البلــد العضــو فــي البرامــج الدوليــة ،فيمــا يخــص تكــوين المخزونــان الحتياطية من السلع ،قصد العمل على اسـتقرار السـعار الدوليـة ،إذ أن استعمال هذا النوع من التمويل غير مشروط ،ويمكن أن يصل قيمته إلى حدود % 35من حصة البلد العضــو ،و التســديد يتــم في فترة تتراوح بين ثلث وخمس سنوات. تسهيل التحــولت النظاميــة Systémique
F.pour la Transformation
عرف هذا التسهيل النور في أفريل ، 1993وهو تسهيل مؤقت موجه لبلدان المعسكر الشتراكي بصفة عامة ،ويعتــبر كتمويــل مســبق ( (Préfinancementيمنح قبل عقد اتفاق الستعداد الئتماني أو تسهيل التمويل الممتـد ،يتـم بموجبـة تقـديم مسـاعدات ماليـة للبلـدان الـتي تعاني من إختللت حــادة و إضــطربات خطيــرة علــى مســتوى تجارتهــا مــل الخارجية نتيجــة تطــبيق أسـعار ل تتوافــق وحقيقـة السـوق ،أو ت ّ ح ُ وارداتها لتكاليف ضــخمة ،خاصــة الــواردات مــن الطاقــة؛ تــتراوح مــدة سداد القرض ما بين أربع سنوات ونصف وعشر سنوات و ل تخضع لية شروط .
مساعدات الطوارئ
Aide d’Urgence
بدأ الصندوق فــي تقــديم مســاعدات طــارئة ســنة 1962للبلــدان العضاء التي تعاني من اضطرابات في موازين مدفوعاتها نتيجة حدوث كوارث طبيعية مفاجئة ,ثم فيمـا بعـد ] [1995توسـعت لتشـمل الــدول العضاء التي تأثرت مقدراتها القتصادية نتيجة الصراعات المسلحة. دد هذه القروض خلل فترة تمتد بين ثلث سنوات وثلث أشهر إلــى ٌتس ّ خمس سنوات مــع إمكانيــة تخفيــض ســعر الفــائدة المطّبــق بالنســبة للبلــدان الــتي استفادت من تسهيل النمو و الحد من الفقر].[FRPC 2/2/3التسهيلت التصحيحية
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
71
تسهيلت يواكبها وضع برامج تصحيح هيكلية على المدى المتوسط وهي: تســهيل التصــحيح الهيكلــي Facilité d'Ajustement Structurel اســتحدث هــذا التســهيل ســنة ، 1986كتكملــة لبرامــج التصــحيح الهيكلي المعتمدة من طرف البنك العــالمي ,و هــو مــوجه أساســا إلــى الــدول الناميــة المنخفضــة الــدخل ،والــتي تعــاني مـن مشـاكل مزمنـة )دائمة( فــي مــوازين مــدفوعاتها ،شــروط هــذه الليــة يســيرة مقارنــة بالتســهيل التمويــل الممــدد ،بحيــث أن معــدل الفــائدة المطبــق هــو ، %0.5وفترة التسديد تمتد إلى غاية 10ســنوات ،مــع فــترة ســماح تصل إلى خمس سنوات ونصف. يقوم العضو مع مجموعة خبراء الصندوق والبنك العــالمي بإعــداد إطــار للسياســات القتصــادية علــى المــدى المتوســط ،فــي شــكل برنامــج تصـحيحي يمتـد لفـترة أقصـاها ثلث سـنوات مـع إعـداد برامـج سـنوية م إنجازه ،ومنه تحرير المبالغ المخصصة. للّتمكن من تقييم ما ت ّ
تسهيل التصحيح الهيكلي المعزز
F.A.S.Renforcé
نظرا لضعف الموارد التي يتيحها تســهيل التصــحيح الهيكلــي وكــذا عدم قــدرتها علــى معالجــة نتــائج المديونيــة الخارجيــة ،أســتحدث هــذا التسهيل في ديسمبر ، 1987الذي يعتبر من حيــث أهــدافه و شــروطه وخصائصــه الساســية ،مماثــل لتســهيل التصــحيح الهيكلــي ويتطلــب برنامج مفصل لكل سنة في إطار وثيقة موجهة للسياســة القتصــادية ) ( D.C.P.Eيختلف عن تسهيل التصحيح الهيكلي FASمن حيث صرامة تنفيذ البرامج وطريقة تمويل هذه الموارد. تســتهدف إجــراءات التصــحيح تعزيــز النمــو ،وتقويــة وضــع ميــزان المدفوعات ،وتصل نسبة هذا النوع من التسهيل إلى حدود % 190من حصة البلــد العضــو ،وتقــدم علــى أســاس ســتة أشــهر ،وتــتراوح فــترة الســداد بيــن 5و 10ســنوات ،ويمكــن وقــف القــروض مــن طــرف الصــندوق إذا ثبــت أن الدولــة المســتفيدة ل تحــترم شــروط النجــاز و النجاعة . تسهيل النمو والحد من الفقر F.Pour la Réduction de la Pauvreté et pour la Croissance
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
72
سدد في فــترة تمتــد تسهيل ذو سعر فائدة منخفض يبلغ %0,5ي ّ وض تســهيل التصــحيح بين خمس سنوات ونصف إلى عشر سنوات ,ع ـ ّ الهيكلي المعزز في نوفمبر ،1999هدفه مساعدة الدول العضــاء ذات الدخل الضعيف التي تعاني من مشــاكل هيكليــة ]دائمــة[ فــي مــوازين مدفوعاتها ,وذلك في إطار استراتيجيات شاملة للحد من انتشار الفقــر في العالم. الـخـلصـة الـعامـة على ضوء ما تقدم ,يتضح جليا أنه رغم كل النشاطات و المساعدات المختلفة التي يقدمها صندوق النقد الدولي منذ نشأته إلى غاية اليوم ,فإن نظام التصويت المرجح الذي يرتكز عليــه الصــندوق يكـّرس هيمنــة الــدول المصنعة من خلل الحصة المتغيرة في اشتراكات الدول ,إذ تم ّ كــن هــؤلء وعلــى رأســهم الوليـات المتحــدة المريكيــة ,مـن الّتحكــم فــي القــرارات المّهمة بل والمصيرية ووضع استراتيجيات الصندوق والستئثار بأكبر حصة في المبادلت التجارية و المالية الدولية. ل ٌتمنح موارد الصندوق لتمويل مشاريع أو أنشطة معينة على غــرار بنــوك التنميــة ,إل أنهــا مقترنــة بمشــروطية تتعلــق أساســا بسياســات اقتصــادية قاسية تضمن ,حسب منظري الصندوق عدم استخدام القــروض فــي غيــر محلها ,وهذه الخيرة ل تمنح دفعة واحدة بل على شــكل دفعــات تحريرهــا مرتبط بمدى تحقيق جملــة مــن الهــداف المتضــمنة فــي معــايير النجاعــة والداء و إل ّ عّلقت شرائح القرض. بروز آثار اجتماعية سلبية ,خاصة على الدول الفقيرة ،نتيجة تطبيق برامج التصحيح الهيكلي التي ركزت بالدرجة الولى على جانب الطلــب وفشــلت نسبيا في التأثير على جانب العرض ,فتجد بلدا كــالجزائر مثل حقــق نتــائج ايجابية على مستوى التوازنات المالية الكبرى ,لكن بالمقابل حدث تــدهور رهيب للحالة المعيشية للمواطن البسيط جراء استفحال ظاهرة البطالة. أضــف إلــى ذلــك,حــدوث تــداخل بيــن كــل مــن صــلحيات البنــك العــالمي ؤقتة فــي والصندوق ,باعتبار أن هذا الخير انتقل من معالجة الختللت الم ِ موازين مدفوعات الدول العضاء]المدى القصير[ إلى المعالجــة مــن خلل برامج التصحيح وغيرها ,والتي تتطلب فترات أطول. أيضا فشل الصندوق في إيجاد حلول عملية لظاهرة تفاقم المديونية الــتي وصلت إلى مستويات رهيبة أدخلت اقتصاديات الدول الفقيرة في حلقــات مفرغة رغم التسهيلت المستحدثة في هذا الشأن. الوحدة السابعة :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
73
الــسيـولـة الـدوليـة La Liquidité Internationale تمــهــيـد كان الذهب ،ولفترة طويلة ،يحتل الصـدارة فـي مكونـات السـيولة الدولية باعتباره وسيلة دفع دولية حققت الكثير مــن الســتقرار لســعار صرف العملت بفعــل حريــة تصــدير واســتيراد هــذا المعــدن ومــن ثــم تغطية العجــز فــي مــوازين المــدفوعات،ومــع تعــاقب النظمــة النقديــة ظهرت الى جانب الــذهب عملت قويــة كــان لهــا مفعولهــا واثرهــا فــي اجمالي السيولة الدولية واختلف دورها باختلف النظــام النقــدي المتبــع وقــوة اقتصــاد البلــد صــاحب العملــة ،فنجــد مثل :الجنيــه الســترليني و الدولر المريكي ثم فيما بعد حقوق السحب الخاصة. /1مفهوم السيولة الدولية نعني بالســيولة الدوليــة كــل الحتياطــات الرســمية الــتي هــي بحــوزة البنوك المركزية مثل الذهب ،حقــوق الســحب الخاصــة ،العملت الجنبيــة وكل التسهيلت الئتمانية الممنوحة فـي اطـار التعـاون ,فهـي بـذلك تشـبه الكتلة النقدية المتداولة في زمن معين لبلد معين . وقد تتوسع لتشمل جميع وسائل الدفع الدولية بما فيها تلــك الصــول الــتي تتحول بسرعة فائقة الى نقود حاضرة تستعمل لتسوية المدفوعات الدولية أي لتمويل التجارة الخارجية لقطار العالم .يحتفــظ البنــك المركــزي بهــذه الحتياطات لستخدامها عند الضرورة ،كان تلجــا الحكومــة الــى احتياطاتهــا الدولية عندما يحصل عجز طارئ او مــؤقت فــي ميــزان مــدفوعاتها نتيجــة تذبذب عائدات الصادرات مثل. وتتصف السيولة الدولية بما يلي : * -موارد السيولة هي موارد مالية رســمية ،والتــالي ل تأخــذ بعيــن العتبــار موارد القطاع الخاص. * -تتمتع عناصرالسيولة بحرية مطلقة على التحرك والستعمال دون وجود أي عائق سواء كان قانوني أو مادي أو غيرهما. *-تمتع عناصرها بالقبول غير المحدود او المشروط على المستوى الــدولي . أمــا عــن المســتوى المثــل للحتياطــات الدوليــة الــتي يجــب علــى البلــد الحتفــاظ بهــا حــتى يــأمن الحــد الدنــى مــن الحتياجــات الضــرورية ،فهــي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
74
امكانية تغطية اليرادات بما ل يقل عــن 3الــى 4أشــهر،فحينمــا ل تســتطيع الحتياطات الدولية المتوفرة لدى القطر من تغطيــة الــواردات لمــدة هــذه الفترة ،فهو يعد مؤشرا سلبيا يعكــس ضــعف قــدرة هــذا البلــد فــي اليفــاء بالتزاماته المالية والعكس بالعكس. /2الذهب والعملت الحتياطية الدولية L’Or et les Monnaies Internationales de Réserve يعتبرالذهب اكثرالعناصرثباتا في السيولة الدولية ،نظرا للدور الذي لعبه في ظل قاعدة الذهب باشكالها الثلثــة ،ثــم فــي ظــل نظــام بروتــن وودز ،ومــازال لحــد الســاعة يكتســي الهميــة البالغــة ،باعتبــاره يشـكل احتياطيــا اسـتراتيجيا يسـتنجد بـه عنــدما تقــع ازمـات اقتصـادية واضـــطرابات نقديـــة وتذبـــذبات حـــادة فـــي اســـعار صـــرف العملت الحتياطية,مما جعل في الوقت الحالي العديد من القتصــاديين يلحــون على ضرورة العودة الـى الربـط بيـن النقـود والـذهب ،واسـتعمال هـذا الخير في المدفوعات الدولية ،حجتهــم فــي ذلــك ،ان الخســائر الجمــة التي تكبدتها الدول عند حدوث ازمات نقديـة حـادة مـرده الـى احتفـاظ هذه الخيرة بكميات هائلـة مـن العملت الحتياطيــة كـان مـن الممكـن تفاديها لو استعمل الذهب . لقــد فــرض واقــع التعامــل بنظــام الصــرف بالــذهب ســيادة الجنيــه السترليني والدولر المريكي علــى العملت الخــرى ،فاصــبحت الكــثير من الدول تحتفظ باحتياطات ضخمة من هــاتين العملــتين علــى اســاس ان الوليات المريكية والمملكة المتحدة تملكان احتياطات ضــخمة مــن الــذهب يمكــن تحــويله الــى مــا يقــابله مــن كميــات الــدولر والجنيــه المتواجدة لدى الدول الخرى ال ان التخفيضات التي عرفتهما العملتان تسببت في خسائر معتــبرة ،بحيــث ادى انخفــاض قيمــة الجنيــه بمقــدار %30في عــام 1931الــى خســائر بنفــس النســبة مســت كــل الــدول المحتفظة بهذه العملة من بينها فرنسا وبلجيكا. عند بداية الستينيات ارتفعت اسعار الذهب فــي الســوق الحــرة مقابــل الســعر الرســمي ،اذ انتقلــت مــن $35الــى $41للوقيــة ،ولــم تنفــع تدخلت بنك انكلترا ول تدخلت مجمع الــذهب الــذي اســتحدث خصيصــا من اجل تثبيت السعر الرسمي للذهب ،المـر الـذي ادى الـى اسـتقرار الحتياطــات الذهبيــة مــن مجمــوع الســيولة الدوليــة وارتفــاع العملت الجنبية بداية من ذلك التاريخ .ولقد تدحرجت الحتياطات مــن الســيولة الذهبية خلل فترة 1968-1962مــن 41.9مليــار $الــى 38.9مليــار$ ،اماالعملت القابلة للتحويل بحريــة فقــد تضـاعفت بحيــث وصــلت عــام 1971الى حوالي 80مليار $بعدما كانت 20.1مليار $عام .1962
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
75
وبلغة المعدلت فان نســبة الحتياطــات الذهبيــة الــى مجمــوع الســيولة الدولية قد بلغت %52عام ،1962وقد انخفضت هذه النسبة الــى ان وصلت عام ، %34.5 : 1978والسبب في ذلك هو ان تغيرات اسعار الذهب في الســوق الحــرة واســعار صــرف العملت ،طبعــا الــى جــانب كمية الذهب والعملت الجنبية ،اثرت نوعــا مــا فــي تلــك الهميــة الــتي تمثلها نسبة الحتياطات الذهبية الى اجمالي السيولة الدولية. لقد كان الدولرالقابل للتحويل الى ذهــب اساســا محوريــا يرتكــز عليــه نظــام بروتــن وودز و بدايــة مــن ســنة ، 1958بــدا ميــزان المــدفوعات المريكي يعــاني مــن العجــز المســتمر ،ال ان وضــعية الــدولر ســمحت للوليات المريكيــة بتغطيــة هــذا العجزبنســبة %75عــن طريــق زيــادة المديونية المريكية اتجاه الخارج ،أي بزيــادة اصــدار الــدولرات ،الشــئ الذي انجر عنه تراكم الموجودات الدولرية في البنوك المركزية للــدول الخرى ،هذا التراكم الكبير جعل من هذه الخيرة تشك في قــدرة البلــد صاحب الدولرات في تحويلها كلها الى ذهب ،عندئذ ضعفت الثقــة فــي ،$فتعرضــت قيمتــه لتذبــذبات حــادة ادت الــى اســتنزاف الحتيــاطي الذهبي المريكي وتراجع الدولر في مجال التعامل النقدي الدولي ممــا جعــل امريكــا فــي ســنة 1971تتخلــى عــن تحويــل الــذهب الــى دولر، وبالتالي شهد التعامل النقــدي الــدولي مرحلــة عــدم الســتقرار،طبعتــه التقلبات الحادة في اسعارالصرف الرئيسية وضعف الثقة بها وبالمقابل تزايد الطلب علىالذهب. /3حقوق السحب الخاصة Droits de Tirage Spéciaux ادى التوسع الهام الذي عرفتــه المبــادلت الدوليــة الــى عــدم قــدرة الســيولة الدوليــة فــي مواكبــة هــذا التوســع بالقــدر الــذي تتطلبــه هــذه الخيرة ،مما اعاق فــي اغلــب الحيــان الكــثير مــن اللتزامــات الدوليــة ،الشئ الذي اثر سلبا على نمو التجــارة الخارجيــة،وعلــى هــذا الســاس لجا الصندوق النقدي الدولي الى البحث عن حلول للتخفيــف مــن حــدة هذه الضغوط ،فدعى الى التعاون بين البنوك المركزية و توسيع وتوثيق التعاون فيما بينها ،ال ان هذا لم يجد نفعــا بحيــث ظــل الركــود الصــفة الغالبة فــي الحتيــاطي الرســمي للصــندوق عامــة والــذهب علــى وجــه الخصوص وذلك بدايــة مــن منتصــف الســتينيات ،هــذه المؤشــرات ادت بالصندوق سنة 1967الى انشاء اصل احتيــاطي دولــي ســمي بحقــوق السحب الخاصــة وذلــك خلل الجمعيــة العامــة الــتي انعقــدت فــي ريــو ديجنيرو. فوحدة حقــوق الســحب الخاصــة هــي عملــة حســابية دوليــة واداة دفــع تستخدم في المعاملت بين الصندوق والبلدان العضاء ،ليس لها وجــود
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
76
مادي كالعملت الــتي تصــدرها البنــوك المركزيــة بــل عبــارة عــن قيــود محاسبية فــي حســابات الصــندوق وحســابات البنــوك المركزيــة للــدول العضاء فــي شــكل بنــود مدرجــة فــي الصــول( موجــودات )DTSوفــي الخصوم( مخصصات ) DTSوتتميزعن غيرهــا مــن الحتياطــات بكونهــا تنشا اداريا و ل تستند الى عجز ميزان مدفوعات الدولة . يمكــن اســتعمال حقــوق الســحب الخاصــة فــي تســوية عجــز ميــزان المدفوعات بشكل نهــائي تنــوب عــن الــذهب فــي تــداولها بيــن البنــوك المركزية او بين هذه الخيرة والصندوق النقدي الدولي،لكل دولة عضو الحق في الستفادة من هذه الحقوق التي يمكن ان تحولها كلها او جزء منها الى عملت قابلة للتحويل ،كما يجوز استخدامها في العمليات التي تتــم بمــوجب التســهيل التمــويلي المعــزز للتصــحيح الهيكلــي ، FASR واستعمال هــذه الحقــوق ل يقتصــر فقــط علــى الــدول المشــاركة فــي الصندوق النقد الدولي بل يتعداه الى الـدول غيـر العضـاء باعتبـار انهـا قابلة للستبدال بعملة قابلة للتحويل. /3/1تخصيص ح.س.خ Allocation des DTS ظهرت الحاجة الماسة الى DTSفي الوقت الذي كان فيه توسع القتصاد العالمي يتطلب الى المزيد من الدولرات ،فبادر الصندوق الى اول تخصيص ما بين 1970و 1972و ذلك عن طريق اقتراح يتقــدم بــه المدير العــام الــى مجلــس المحــافظين الــذي يقــرر التخصــيص باغلبيــة %85من الصوات. قام الصندوق الى حد الن بعمليتي تخصيص للبلدان العضــاء باجمــالي 21.4مليار DTSوفي 30/04/1998بلغ نصــيب البلــدان العضــاء مــن حقــوق الســحب %1.8مــن مجمــوع الحتياطــات الدوليــة مــن دون الذهب ،وهي نسبة ضعيفة تمنع هذه الوسيلة من ان تصبح اداة احتيــاط هامة في النظام النقدي الدولي ،لكن يمكــن لهــا ان تســتجيب للحتيــاج الشامل في المدى البعيد من خلل تكملة دورادوات الحتياط الموجودة اصل ،والحتياج الشامل يقتضي تخصيص حقوق السحب الخاصة لتلبيــة حاجيات القتصاد العالمي ككل دون استئثار بلد او مجموعة بلــدان دون غيرها ،اما المقصود من ان الحتياج يكون على المــدى الطويــل فيعنــي انه ليس باستطاعة الصــندوق التــاثير علــى الســيولة الدوليــة مـن خلل تخصــيص والغــاء DTSكمــا يــؤثر البنــك المركــزي علــى كميــة النقــود المتداولة في السوق النقديــة ،بــل يجــب ان تحــدث هــذه التخصيصــات واللغاءات في كل سنة وتحمل على فترات اســاس تمتــد عــادة الــى 5 سنوات.وحتى يمكن ان تلعب هذه الداة دور المكمــل لدوات الحتيــاط الموجودة يجب على الصندوق ان يقيم الحتياج حتى يتمكن مــن تحديــد
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
77
المخصصات اللزمة ،فبالنسبة لفــترة الســاس الولــى ،قــام الصــندوق بتقييم الطلب على السيولة الدولية للسنوات الثلث التية انطلقــا مــن تطور التجارة الدولية مــن الــواردات ومــن رصــيد مــوازين المــدفوعات وقدر السيولة المعروضة ،اخذا بعين العتبــار انتــاج الــذهب و ســحوبات الــدول العضــاء و ارتفــاع موجــودات البنــوك المركزيــة مــن العملت، فانتهى الى انه ينقص من 2الى 5مليــارات دولر ومنــه قــرر تخصــيص 3.5مليـــار DTSفـــي الســـنة الولـــى ،ثـــم 3مليـــارات فـــي الســـنتين المواليتين.وقد تمت اخر عملية تخصيص في 1/01/1981حين خصـص الصــندوق مبلــغ 4.1مليــار وحــدة DTSلجميــع العضــاء المقدرعــددهم انذاك 141دولة. 3/2حساب وحدة ح.س.خ
Calcul des DTS
في البداية عند انشاء هذه الوحدة كانت قيمتها تحدد على اســاس وزن معيــن مــن الــذهب وهــو 0.888671غ ،أي مــا يعــادل $1 امريكي ،لكن بداية من عام ،1971مـع تخفيـض الــدولر،انتقلـت قيمـة وحدة ال DTSالى $1.0857ثم $1.20635مع بقاء قيمة هــذا النــوع من الحقوق مضمون من طرف الذهب،لكن سرعان ماتلشــت طريقــة الحساب هذه بمجرد التخلي عن اليــة الصــرف الثــابت القابــل للتعــديل واضمحلل دور الذهب ،عندئذ وبالضــبط فــي 28/06/1974اســتحدثت صيغة السلة التي تضم عملت 16دولة التي تحقق انــذاك علــى القــل %1من الصادرات العالمية في مجال السلع و الخدمات وهي الوليــات المريكيــــة المتحــــدة ،انجلــــترا ،الــــدانمارك ،المانيــــا التحاديــــة، فرنســـا،كنـــدا،ايطاليـــا،هولنـــدا ،بلجيكـــا النمســـا،الســـويد ،اســـتراليا، اليابان،النرويج،اسبانيا و جنوب افريقيا.ولقد رجحت هذه العملت علــى اساس التجـارة الخارجيـة لكـل دولـة والـوزن الفعلـي لكـل عملـة فـي القتصاد العالمي وعليــه اصــبح الصــندوق يحــدد يوميــا قيمــة الســلة باســتعمال تســعيرة العملت الستةعشر في سوق الصرف ،علىــان تعــدل محتويــات الســلة كل سنتين ان استدعى المر ذلك ،وهــو الشــئ الــذي حصــل فــي ســنة 1978عنــدما اســتبدل رون جنــوب افريقيــا وكــرون الــدنمارك بالريــال الســعودي والريــال اليرانــي علــى التــوالي ،وتــم ايضــا تعــديل اوزان مختلــف العملت ممــا افضــى الــى توحيــد الوزان النظريــة مــع الوزان الفعلية. ومنذ 1981تتحدد قيمة وحدة ال DTSيوميــا علــى اســاس ســلة مــن العملت القوية وعددها 5هي الدولر المريكي،المارك اللماني،الفرنك الفرنسي،الين الياباني والجنيه السترليني ،ثم أخذ الورومكان الفرنــك
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
78
الفرنسي والمارك اللماني ،مع العلم انه لكل عملة وزنا نســبيا محــددا يعكس اهمية هذه الخيرة في العلقــات النقديــة الدوليــة ،الشــئ الــذي مكن وحدة حقوق السحب الخاصة من التميز بنوع مــن الســتقرار فــي سعر صـرفها اذا مـا قـورنت مـع العملت المكونـة للسـلة علـى حـدى، باعتباران أي انخفاض في سعر صرف عملة معينة قد يقابله ارتفاع في قيمة عملة اخرى .ويلجا الصندوق مرة كل 5سنوات الى اعــادة تقييــم وحــدة ال DTSمــن خلل ترجيــح و اعــادة النظــر فــي وزن العملت المكونة للسلة وفق تغيراهميتها النسبية على مستوى التجارة العالميــة والحتياطات الدولية . والجــدول ادنــاه يوضــح كيفيــة حســاب وحــدة حقــوق الســحب الخاصــة بالدولر المريكي في منتصف عام 1998 تحديد قيمة ال DTSفي 31/8/98 الوزن سعر قيمة مقدار العملت النسبي صرف مقدار العملة في المكونة للعملة في الدولر لوحدة DTSوحدة DTSالعملة في حساب وحدة DTSالمريكي وحدة DTS بالدولر 4 3 2 1 43.36 % 1.000 0.582000 0.5820 الدولر المريكي 18.91 % 1.75820 0.253669 0.4460 المارك اللماني 10.24 % 5.91350 0.13482 0.8130 الفرنك الفرنسي الين الياباني 14.38 % 140.8900 0.193058 27.2000 0 13.11 % 1.67630 0.176012 0.1050 السترليني 100 % 1.342221 المصدر :نشرة الصندوق مع بعض التصرف. ان الجدول في عموده الثاني( ) 2يبين لنا قيمة وحدة حقــوق الســحب الخاصــة بدللــة الــدولر المريكــي $1.207بعــد جمــع مقــدار العملت المكونة للسلة المعبر عنهافي العمود الول( )1وتحويلها الى ما يقابلهــا من دولرات على اساس العمود ( ،)3ومنه تظهر لنــا نســبة كــل عملــة من العملت الخمسة في العمود الرابع( )4من نفس الجدول. اذن فــي ســنة 1998بلغــت قيمــة وحــدة حقــوق الســحب الخاصــة .$ 1.342221
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
79
هذا ويمكــن معرفــة قيمــة الــدولر بدللــة وحــدات مــن ال DTSبعمليــة القسمة التالية : ، DTS 0.745034= 1/1.342221كما يمكن لنا معرفــة قيمــة هــذه الوحدة بالعملت الخـرى مـن خلل الـدولر ،حيـث نجـد ان قيمـة هـذه الوحدة من DTSتســاوي 2.359893ماركــا مثل),(1.75820X1.342221 وهكذا بالنسبة لبقية العملت فنتحصل على الجدول التالي : قيمة الوحدة ال DTSبدللة اهم العملت الرئيسية الدولية الين الفرنك المارك التاريخ السترلي الدولر الفرنس الياباني ني ي 259.2 5.973 2.581 1.287 0.553 81/01/2 2 260.8 6.174 2.613 1.209 0.559 81/03/0 2 259.9 6.603 2.785 1.137 0.604 81/06/0 8 259.8 6.579 2.751 1.151 0.592 81/07/0 2 259.3 7.505 2.649 1.085 0.720 83/03/0 2 245.3 8.980 2.922 1.018 0.777 84/08/2 8 209.6 8.127 2.650 1.125 0.796 86/02/1 4 187.3 8.106 2.470 1.209 0.816 86/08/2 8 178.9 8.290 2.443 1.248 0.801 89/06/3 0 نفس المصدر اعله من خلل تتبع هذا الجدول يتبين انه حتى تاريخ 1984/08/28كانت قيمة الوحـدة مـن هـذه الحقـوق ترتفـع بالنسـبة لكـل مـن السـترليني والمارك و الفرنك الفرنسي ،و تنخفض مقارنة بالدولر و الين اليابــاني و هذا راجــع الــى انخفــاض قيــم العملت الثلثــة الولــى مقابــل ارتفــاع قيمتي الين و الــدولر ،ولكــن ابتــداء مــن التاريــخ المــذكورتغير الوضــع وبدات قيمة الوحدة من حقوق السحب الخاصة ترتفع بالنسبة للدولر و
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
80
السترليني و تنخفض بالنسبة للمارك و الفرنــك و اليــن اليابــاني و هــذا بسبب ارتفاع قيمة هذه العملت.
الوحدة الثامنة : النظام النقدي الوروبي في ظل وحدة اليكو SYSTEME MONETAIRE EUROPEEN تـمـهـيـد ل يمكن بأي حال من الحوال أن نتناول موضوع النظام النقدي الدولي دون التطرق إلى نظام اثر وتأثر بهذا الخير إلى درجة التداخل خاصة منذ السبعينيات من القرن الماضي ،باعتبار أن الفاعلين في النظام النقدي الدولي هم مؤسسو النظام محل الدراسة ،و يتعلق المر بالنظام النقدي الوروبي قي ظل الوحدة النقدية المعروفة باليكو. لكن وجب ابتداء التطرق الى ما يعرف بالثعبان النقدي الوروبي. /1الثعبان النقدي الوروبي Serpent Monétaire Européen عرف النظام النقدي الوروبي ،قبل إدخال نظام الثعبان الوروبي حيز التطبيق عدة محاولت لدعم التعاون النقدي الوروبي ،ففي عام ، 1865وبهدف إصلح نظام المعدنين،أسس ما يسمى التحاد الوروبي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
81
اللتيني ومع نهاية الحرب العالمية الثانية ظهر التعاون النقدي بشكله الحديث الذي تجسد أساسا في الوحدة القتصادية الوروبية. إلى غاية ديسمبر من سنة ، 1971حدد التحاد النقدي الوروبي هامشا (الثعبان ) للتذبذب بين العملت الوروبية ،يقدر ب %0.75-+ عن سعر التعادل الذي يعمل داخل هامش آخر(النفق) يمكن العملت من أن تتأرجح قيمها في مجال %1-+المفروض من طرف الصندوق النقدي الدولي. أما بداية من 12افريل ، 1972بعد اتفــاق بــال ،الــذي جــاء كــرد فعــل لعلن نيكسون الشهير إيذانا منــه بانهيــار أســاس محــوري مــن أســس نظام بروتــن وودز ومــا تبعــه مــن تخفيــض لقيمــة الــدولر و إجــراءات عديدة تعرضنا إليها سالفا ; أعيد النظر فــي هــوامش التقلبــات ،ســواء فيما بين العملت الوروبية في حد ذاتها ،بانتقــال عــرض الثعبــان الــى ، % 2.25وهــو مــا يمثــل الحــدود الــتي يجــب أن تحــترم بيــن أقــوى واضعف عملة أوروبية وكــذا انتقــال عــرض النفــق الــى %4.50وهــو المجــال الــذي يمكــن أن تتقلــب فيــه أســعار صــرف العملت الوروبيــة مقابل الدولر ،أي %2.25ارتفاعا و انخفاضا ,وبذلك يتحقق ما سمي بالثـعبان الوروبي داخل النفــق ،المــر الــذي أتــاح للبنــوك المركزيــة ، صاحبة العملت المتضادة فــي القيمــة ،التــدخل لتصــحيح الوضــع ،بيعــا مقابــل الــدولر فــي حالــة انخفــاض قيمــة العملــة الوروبيــة الــى مستوىالســقف ) (plafondأي ظهــر الثعبـان أو شـراء فـي حالـة ارتفـاع قيمة العملة الوروبية مقابل الدولر ببلوغها مستوى الرضية ( ) Plancherأي بطن الثعبان ،وهو الشيء الذي مكن ،نوعا ما ،من تحرير اقتصاديات البلدان الوروبية من سلطة الدولر المريكي عليها . والشكل الموالي يبين كيفية تحرك الثعبان الوروبي داخل النفق : الثعبان الوروبي داخل النفق اتباع الدولرات من طرف بنك فرنسا لدعم الفرنك و الحفاظ على الثعبان داخل النفق 2.25+ سعر الدولر مقابل الفرنك 2.25 سعر الدولر مقابل المارك
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
82
-2.25 يتدخل بنكي فرنسا وألمانيا حتى ل يرتفع الفارق بين العملتيــن
على
يشتري البنك اللماني دولرات لدعم هذه الخيرة و الحفاظ الثعبان داخـل النفــق
بهذه الطريقة تمكن هذا النظام من ضــمان اســتقرار أســعار الصــرف وتفادي التذبذبات الشديدة إل أن حياة الثعبان لم تعمر طويل ،باعتبــار أن الكثير من العملت انســحبت مــن هــذا النظــام عنــدما لحظــت فيــه التقييد ،فلجــأت بدايــة مــن جويليــة ،1972كــل مــن بريطانيــا ،ايرلنــدا والدانمارك إلى تعويم عملتهــا ثــم تبعتهــا فيمــا بعــد إيطاليــا ،فرنســا و النرويج . لكن بمجــرد أن أعلنــت الوليــات المريكيــة بتاريــخ 26/01/1973عــن عجز في الميزان التجاري الــذي قــدر ب 6.4مليــار $ممــا تســبب فــي إحداث أزمة مضاربة عنيفة جدا كانت نتيجتها ،بالضافة إلى ضــغوطات الدول الوروبية ،أن خفضت مرة أخرى الوليــات المريكيــة مــن قيمــة عملتها بمقـدار %10؛ قـرر وزراء الماليـة لتسـعة دول أوروبيــة بتاريـخ 11/03/1973خـروج الثعبـان مـن النفـق وتـرك الثعبـان حـرا ،بحيـث تتذبذب عملتها بحرية اتجاه الدولر وتعوم تعويما مشتركا في حدود -+ ، %2.25باستثناء الليرة اليطاليــة والجنيــه الســترليني اللــتين واصــلتا التعويم بمفردهما إلى أن يعود إليهمــا الســتقرار ،ومــن اجــل أن ينضــم المارك اللماني ثانية إلى الثعبان فقد أعيد تقييمه نحــو العلــى مقارنــة ببقية العملت الوروبية.وهكــذا قــررت الــدول المعنيــة صــاحبة العملت القويــــــة( ألمانيــــــا،فرنســــــا،هولنــــــدا،التحــــــاد البلجيكــــــي- اللوكســومبورغي،الــدانمارك والســويد) بتاريــخ 13/03/1973تحريــر بنوكها المركزية من إلزامية دعم الدولر ،وبذلك انهــار النظــام النقــدي القائم على أسس مؤتمر بروتن وودز. /2
النظام النقدي الوروبي في ظل اليكو ECU
نتيجة للفشل الــذريع الــذي ميــز عمــل الثعبــان النقــدي ،ومــن اجــل تفادي لجوء الدول إلى تخفيض أسعار صرف عملتهــا ،ظهــرت الحاجــة الماســة إلــى توحيــد العملت الوروبيــة .لكــن توحيــد العملت يقتضــي نظاما نقديا متكامل يتطلب تــوفير ،إلــى جــانب العملــة ،مجموعــة مــن قوانين ومؤسسات مسؤولة عن تسيـير تلك العملة؛ فبذلك ظهر نظــام نقدي جديد الى الوجود ،عرف بالنظام النقدي الوروبي حيــث اعتمــدت
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
83
وللمرة الولى عملة أوروبية موحدة سميت بوحــدة النقــد الوروبــي " ." European Currency Unit :2/1نشأة النظام النقدي الوروبي SME رغم محاولتها العديدة ،فان دول التحاد الوروبي وقفــت عــاجزة عــن تصحيح نظامهـا النقـدي خلل ،1976-1973فـي سـنة 1978و أمـام المضاربات الجديدة التي عرفها الدولر والتذبــذب المزمــن فــي أســعار الصرف ،أخذت الدول تفكر في كيفيــة بنــاء نظــام نقــدي أوروبــي مــن خلل عقــد 3مجــالس أوروبيــة ،بدايــة مــن كوبنهــاكن ( Copenhague أفريل )1978اين طرحت فكــرة إنشــاء منطقــة نقديــة مســتقلة عــن المحيط الخارجي ؛ ثم برام ( Brèmeجويلية ) 1978الذي تبنى مشروع النظام النقدي الوروبي SMEبهدف تجسـيد تعـاون نقـدي قـوي يمكـن من بعث منطقة مستقرة في أوروبا يجسدها اســتقرار نقــدي يســتطيع مواجهة الظــروف الخارجيــة الصــعبة ؛ و بروكســل (Bruxellesديســمبر .)1978 بدا العمل الفعلي بهذا النظام في 13مــارس ،1979واختــارت 8دول النضمام إلى هذا الخير باستثناء بريطانيا التي اختارت البقاء خارج النظام لفترة غير محددة . على العموم يهدف النظام النقدي الوروبي إلى : * /التحكم في استقرار أسعار الصرف. * /التحكم في الستقرار النقدي واستقرار السعار. * /التنسيق بين السياسات النقدية والمالية. * /النشاء التدريجي لعملة أوروبية تقف في وجه الدولر والين.
: 2/2أسس قيام النظام النقدي الوروبي -2/2/1وحدة النقد :المتمثلة في أل "ECU" European Currency Unit؛ أنشـــئت وحـــدة النقـــد الوروبيـــة الحســـابية فـــي ، 5/12/1978تصدر على أساس ما يتلقاه الصندوق الوروبــي للتعــاون النقدي ) (FECOMمن ودائع ذهبية و أرصدة بالــدولر تمثــل %20مــن احتياط\ت البنــوك المركزيــة للــدول العضــاء ،ليســت عملــة حقيقيــة تتداول كغيرها من العملت ،بل اصل احتيــاطي داخــل النظــام النقــدي الوروبي و وسيلة للتسويات المالية بين دول التحــاد الوروبــي فقــط ، مثلها مثل ، DTSإذ هي عبــارة عــن سـلة مـن الوزان النسـبية لعملت
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
84
دول الوحدة الوروبية بقيمة مســاهمة كــل عملــة فــي الــدخل القــومي والتجارة الخارجية لدولتها ،و يتم تحديــد علقــة كــل عملــة مــن عملت الدول العضاء بوحدة النقد الوروبية التي تتشكل من مجموعة كميــات ثابتة من العملت ،مع إمكانية تغيير النسب المكونــة للســلة مــن خلل تعديل حصة الدولة أو بإضافة عملة أو عملت أوروبية جديــدة بمــا فــي ذلك إمكانية انضمام الجنيه السترليني رغم بقائه خارج النظام النقــدي الوروبي ،باعتبار أن بريطانيا أرجأت مشاركتها إلى وقت لحق . على العموم يمكن القول أن وزن كل عملة فــي هــذه الوحــدة النقديــة يتوقف أساسا على : * /الهمية النسبية للناتج الوطني الخام للبلد. * /التجارة الخارجية البينية لدول المجموعة الوروبية. * /حصة الدول العضاء في الدعم القصير الجل الموجه لبعض الدول العضاء. -2/2/2آلية الصرف : كل عملت المجموعة القتصادية الوروبية لها تسعيرة مركزيــة مقابــل أل ، ECUبمعنــى أن كــل دولــة مــن دول التحــاد تعتمــد ســعر صــرف مركزي لعملتها مقابل هذا الخير ثم تدون هذه السعار في جدول يضم كل عملت التحاد ،و منه تحدد أسعار صــرف مركزيــة ثنائيــة بيــن كــل دولتين من دول التحاد ،عملة بعملة ،كما يبينه الجــدول التــالي بتاريــخ :6/4/1990 السعار المركزية الثنائية لبعض العملت الوروبية الفرنــــــــــك الفلـــــــــورين الفرنـــــــــك المــــــــــارك اللماني الفرنسي الهولندي البلجيكي 0.04779 0.16259 0.05393 42.6263 بلجيكا 0.88630 3.01489 2.29886 18.5424 هولندا 0.29397 6.93082 0.23169 6.1503 فرنسا 2.03748 3.40166 1.12828 20.9211 ألمانيا الرقام الموضوعة داخل المستطيلت هي السعار المركزيــة للعملت المذكورة أي سعر الوحدة من العملة مقابل .ECU عندما تكون كل العملت مساوية لتسعيرتها المركزية الثنائية فهذا يعني أن ECUمطابق لتسعيرته المحورية ؛ ويتدخل كل بنــك مركــزي عنــدما تبتعــد تســعيرة عملتــه عــن التســعيرة المركزيــة الثنائيــة بمقــدار -+ ، %2.25وهذا يعني أن النظام النقدي الوروبي يسمح بالحفاظ علــى هامش تقلبات أسعار صرف مختلف عملته في مجال قدره ، % 4.50
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
85
باستثناء بعض العملت الضـعيفة مثـل الليـرة اليطاليـة الـتي يمكـن أن تصل إلى حدود . %6 -+ولما يفــوق تقلــب العملت الحــدود القصــوى للتغيير والتي تعرف "بنقطتي التدخل "( يمكــن الحصــول علــى نقطــتي التدخل بضرب السعر المركــزي الثنــائي ب 1.022753و 0.977753 بالنسبة لكــل العملت باســتثناء الليــرة الــتي يضــرب ســعرها المركــزي الثنائي ب 1.06180و ) 0.941798يعمد الصندوق الوروبي للتعــاون النقدي إلى إشعار البنوك المركزية للدول المعنية بالخلل حـتى تتمكـن من تصحيحه من خلل تسهيلت ائتمانية متبادلة فيما بينها وتكون بدللة أل ECUطبعا. -2/2/3مؤشر النحرافIndicateur de Divergence: مـن اجـل فعاليـة اكــبر ،لــم يكتـف النظــام النقـدي الوروبـي بنقطــتي التدخل ،بل استحدث تقنية جديدة تدعى مؤشر النحراف ،الذي يعمل على تنبيه الدول مبكرا في حالة اختلف الســعر الحقيقــي للعملــة عــن السعر المركزي النظري إلى حدود %75من الحد القصى المســموح به مع ضرورة الخذ بعيــن العتبــار وزن العملــة فــي الســلة ؛ ويحســب مؤشر النحراف وفق المعادلة التالية : p) *2.25 – 1) % 0.75 : pتعبر عن وزن العملة في ال . ECU و هذا يعني أن انحراف العملة مقابل ال ECUيكون ضــعيفا كلمــا كــان وزن هذه العملة في ال ECUمرتفعا. و هكذا فان مؤشر النحراف بالنسبة للفرنك الفرنسي مثل هو : 2.25 ( 1 – 19%) * 0.75 = 1.82. ومؤشر النحراف بالنسبة للمارك اللماني هو : 2.25 ( 1 – 32%) * 0.75 = 1.53. و على أساس ما سبق ،فان تذبذبات أي عملة نحو العلى أو السفل ،متجاوزة بذلك مؤشر النحراف وجب على السلطات النقديــة التــدخل للتصحيح بأحد الشكال التالية : *مباشرة في سوق الصرف ببيع العملة القوية مقابل الضعيفة . *وضــع سياســة داخليــة نقديــة كــان تعمــد مثل إلــى تغييــر أســعار الفائدة ،أو اقتصادية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
86
-5/2/2/3آلية الئتمان : في حالة حدوث تقلبات تفوق حدود التدخل فان الدول المعنية تتــدخل للتصحيح من خلل تسهيلت ائتمانية ،وهنا يمكن التفرقة بين 3أنواع : * /تسهيلت ذات الجل القصير جدا : تمنح بدللة ، ECUتكون مدتها عادة 45يوما فقط ابتــداء مــن تاريــخ منحها ،وقد تمدد إلــى 3اشــهر فــي بعــض الحــالت ،وحــتى إلــى 6 اشهر و ذلك بموافقة البنوك المركزية الدائنة وتقدم مقابل فائدة . * /الدعم النقدي القصير الجل : تمنح للدول التي تواجه عجز مفاجئ ومؤقت في ميــزان مــدفوعاتها ، مدتها تتراوح بين 3و 9أشهر. * /التسهيلت الئتمانية المتوسطة الجل : هذه التسهيلت مرتبطة بمدى تحقيق الدولة المستفيدة من التمويــل لبعض الشروط الخاصة بالسياسة القتصادية ،تتراوح مدته ما بين 2و 5سنوات ،وهي تستعمل عادة لمواجهة مصاعب ميزان المدفوعات. : 2/3تقييم النظام النقدي الوروبي لقــد طبعــت صــيرورة النظــام النقــدي الوروبــي جملــة مــن النجاحات وأيضا بعض الخفاقات وذلك مرتبــط أساســا بمزايــا وعيــوب هذا النظام. :2/3/1مزايا النظام لقد حقق النظام النقدي الوروبي قفزة نوعية عندما استطاع أن يصمد في وجه الضطرابات النقدية الدولية ،خاصة تلك التي شهدها الدولر المريكي ،و يحقق نوعا ما الستقرار النقدي بتصديه للموجة التضخمية التي اجتاحت دول التحاد الوروبي ،و سمح بتقريب معدلت التضخم و أسعار الفائدة ،وذلك من خلل التعديلت الثني عشر التي مست عملت هذه الخيرة خاصة في الفترة الممتدة بين ، 1992-1979الشيء الذي جعل النظام النقدي الوروبي لن يمهد الطريق ويشكل الخطوة الولى في إرساء الوحدة النقدية و طرح العملة الوروبية الموحدة. :2/3/2عيوب النظام
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
87
عرف النظام بعض النقائص نتيجــة للزمــة الــتي نشــأت بسبب ضغوطات مختلفة تعرضت لها مختلف العملت الوروبيــة وذلــك لسببين رئيسيين : /1حركة رؤوس الموال الدولية :ففي ظل برنامــج الســوق الوروبية الموحدة تم تحريرحركــة رؤوس المــوال وكــذلك الســواق الماليــة مــن القواعد التي تحكمها وكذا القيود المختلفة ،ممــا أدى إلــى القــتراض بــالعملت ذات أسعار فائدة منخفضة واستثمارها في الدول ذات عــوائد مرتفعـة ،والسـبب يعود إلى تدهور أسعار صرف بعض العملت وارتفــاع مفــرط فــي قيــم عملت أخرى. /2توحيد اللمانيتين عام : 1990كان للوحدة اللمانية الثر البالغ في زعزعة استقرار آلية الصرف ،فعنــدما كــانت تلجــأ الحكومــة اللمانيــة للقتراض يزيد الطلب على سلعها وخدماتها فترتفع أسعارها ومن ثــم معــدل تضــخمها ليصل إلى % 4سنة ،1992مع العلــم أنهــا كــانت تتبــع سياســة نقديــة متشددة ؛ ومن جهة أخرى أخذت دول النظام النقدي الوروبــي تخفــض مــن حجــم كتلتهــا النقديــة وترفــع أســعار فائدتهــا تفاديــا لتخفيــض قيــم عملتها ،مما أدى إلى حدوث فوضى كبيرة في النظام النقدي الوروبي جسده توسيع هامش تذبذبات اسعار الصــرف ليصــل فــي أوت 1992 إلى . %15-+ على العموم يمكن القول أنــه رغــم مــا اعــترض عمــل النظــام مــن مصاعب و عراقيل إل أنه نجح في الحفاظ على الستقرار النقدي لكثر من عشر سنوات ,ولعل ذلك من الدواعي التي دفعت التحاد الوروبي الى عدم الستسلم ,بل كانت الحافز لن تجعله تفكر في المرور الــى مرحلة أخرى و هي مرحلة التكامل القتصادي و النقدي.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
88
الوحدة التاسعة : النـظام النقـدي الوروبي فـي ظـل وحـدة الورو
تـمـهــيد لقد تعرضنا فيما سبق الى مختلف المحاولت الــتي قــامت بهــا دول أوروبا للوصول إلى الوحدة النقدية ،ولم تثنها كل تلك الخفاقــات في التفكير مجددا في إرســاء محـاولت متجــددة والخـروج فـي الخيـر بعملة أوروبية هي’ الورو ‘ . : 1مرحلة البناء النظري يتطلب الوصول إلى التكامل القتصادي والنقدي إحداث تغيرات جذريــة على المديين الطويل والمتوسط ،مــن خلل تســطير خطــوط عريضــة للتعديلت اللزمة ،ثم محاولة وضع آجــال لتحقيقهــا وتجســد ذلــك فــي تقرير دلور و معاهدة ماستريخت . :1/1تقرير دولور
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
89
فــي إطــار الســوق الوروبيــة الموحــدة الــتي أنشــئت عــام ، 1986اصــبح التكامــل النقــدي ضــرورة ملحــة باعتبــار أن اختلف العملت يشــكل عائقــا يحــول دون اســتكمال الوحــدة القتصــادية ،لــذا ارتأت الدول الوروبية اعتماد سياسة الوحــدة النقديــة لن ذلــك يمكنهــا مما يلي : * – إزالة تكاليف المعاملت والصرف ما بين الدول العضاء . * -استقرار السعار ،ويعني ذلك تجنيب الموردين مخــاطر الصرف . * – شفافية اكبر للسعار ما بين الدول المعنية. * – زيادة فعالية طرق التسديد ومنه الرفع من وتيرة المبادلت البينية . وعلى هذا الساس اجتمع في جوان 1988بهـانوفر رؤســاء المجموعــة الوروبية للنظر في إمكانية تحقيق الوحدة النقديـة المنشـودة ،أوكلــت مهمة إعداد تقرير في هذا الشان إلى "جــاك دولــور" الــذي اعــد خطــة تضمنت مجموعة من اقتراحات مبنية على خطوات تتــم فــي مراحــل ، تمكن من الوصـول إلـى المبتغـى ،وقـد تمـت الموافقـة علـى التقريـر بالجماع في مؤتمر مدريد المنعقد في . 27/06/1989 ولعل من أهم النقاط المدرجة في الخطة كمرحلة أولى هو: *انضـــمام ،كـــل دول المجموعـــة الوروبيـــة إلـــى النظـــام النقـــدي الوروبي . *مناقشة وضع الدول غير المتبعة للية الصرف في هذا النظام. *إلغـــــــــــاء الرقابـــــــــــة علـــــــــــى النقـــــــــــد فـــــــــــي بلجيكالوكسمبورغ،الدانمارك،إيطاليا،إسبانيا،أيرلندا،البرتغال واليونان. * إعطاء صلحية اكبر للجنة محافظي البنوك المركزية بهدف تنسيق السياسات النقدية و كمرحلة ثانية : * إنشاء نظام للبنوك المركزية الوروبية يدعى ) (SEBCحيث يعمل هذا الخير على الحفاظ على استقرار السعار ،تضييق هوامش تقلبات اسعار الصرف في إطار نظام آلية الصرف في النظام النقدي الوروبي ،أيضا التنسيق بين السياسات المصرفية والنقدية للدول ومراقبة تنفيذ السياسات القتصادية الكلية المتفق عليها . *إنشاء البنك المركزي الوروبي الذي يترأس مستقبل ،نظام البنــوك المركزية الوروبية : 1/2معاهدة ماستريخت
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
90
من اجل تنسيق العمل بين دول المجموعــة الوروبيــة ووضــع جدول زمني لتحقيق تقرير دولور ،اجتمــع المجلــس الوروبــي المكــون مــن رؤســاء 11دولــة بتاريــخ 4/12/1991فــي مدينــة ماســتريخت الهولندية و تم التوقيع على اتفاقية حملــت اســم المدينــة ،وفــي / 25 03/1992تم القرار و المصــادقة عليهــا رســميا ،و قــد تضــمنت هــذه التفاقيــة نصوصــا و مراســيم تنظيميــة تخــص كافــة مجــالت الحيــاة الوروبية. على العموم استهدفت المعاهدة ما يلي : * -تطبيق سياسة خارجية مشتركة و التحرك نحو إقامة نظام دفاعي مشترك في إطار اتحاد أوروبا الغربية. * -العمل من اجل إقامة اتحاد فدرالي يشمل 340مليون نسمة يمثلون سكان دول المجموعة الوروبية. * -التحرير الكامل لحركة السلع و الخدمات و إلغاء كافة الحواجز و العوائق فيما بين دول المجموعة. * -إقامة الوحدة النقدية الكاملة على عدة مراحل ،تنتهي بإقامة بنك مركزي أوروبي موحد بتاريخ 1/1999/ 1ويتحكم في إصدار العملة الوروبية الموحدة التي اصطلح على تسميتها بالورو. ومن اجل بلوغ الوحدة بكل أبعادها ،تضمنت المعاهدة مجموعة من المعايير التي يجب على الدول تحقيقها إن أرادت النضمام و يتعلق المر بما يلي : *-استقرار السعار :يجب أل يتعد متوسط معدل التضخم نسبة 1.5 %من متوسط أدنى نسبة تضخم في ثلث دول أعضاء في التحاد . *-استقرار اسعار الصرف :أن يكون تحرك قيمة العملة في الحدود المسموح بها في آلية ضبط اسعار صرف العملت( التثبيت) لدول الوحدة الوروبية ERMلفترة ل تقل عن سنتين قبل طرح العملة الوروبية الموحدة ،أي أن تكون التقلبات اقل من 15بالمائة عن التسعيرة المركزية للعملة ،دون اللجوء إلى تخفيض سعر العملة مقابل عملة أخرى من الدول المعنية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
91
*-استقرار اسعار الفائدة :يجب أل يتجاوز معدل الفائدة طويل الجل نسبة 2 % من متوسط أدنى نسبة لسعار الفائدة المعمول بها في 3دول أعضاء ،وذلك في السنة السـابقة لفترة الختبـار و هـي .7.8 % *-العجز في التمويل العام :تلزم المعاهدة جميع الدول العضاء بضرورة الضغط على عجز الميزانية في مستوى ل يتجاوز نسبة 3 %من إجمالي الناتج المحلي ) ، (PIBإل في حالت طارئة مؤقتة. *-نسبة الدين العام :يجب أن ل يتعدى مستوى الدين العام نسبة 60 %من إجمالي الناتج المحلي. * -استقللية البنك المركزي :يجب أن تنص عليه الدولة صراحة عن طريق التشريع. و نصت معاهدة ماستريخت على أن الدول التي تفشل في تحقيق هذه المعايير ل يمكنها اللتحاق بالوحدة النقدية التي تدخل حيز التنفيذ بداية من ، 01/01/1999على أن يعاد النظر في وضعيتها كل سنتين أو عند تقديم طلب النضمام. كما تم أيضا تحديد تواريخ المراحل الثلثــة الــتي تضــمنها تقريــر دولــور، حيث تنطلق المرحلة الولى في 01جويلية 1990أما المرحلــة الثانيــة فتبدأ من 01جانفي 1994وفيها يتــم إنشــاء النظــام الوروبــي للبنــوك المركزية ،ولتسهيل تلك الخطوة سيتم إنشاء مؤسسة نقدية أوروبية ) (IMEلتعزيز أوجه التعاون بين البنوك المركزيــة فــي تنفيــذ سياســاتها النقدية ،وستدوم هذه المرحلة حتى نهاية سنة .1996وإن اســتطاعت 07دول مــن بيــن 15دولــة تحقيــق معــايير التقــارب ،عنــدها ســيقرر المجلس الوروبي النتقــال إلــى المرحلــة الثالثــة الــتي حــدد لــه تاريــخ ، 01/01/1997و ال انتظـــرت حلـــول 01/01/1999للـــدخول فـــي المرحلة الثالثة. : 1/3السياسة النقدية الموحدة حتى يتسنى للمجموعة الوروبية إدارة العملــة الموحــدة ،وجــب عليهــا بداية توحيد سياساتها النقدية وتبني نظام مصرفي مشترك يترأسه بنك مركزي واحد ووحيــد ،لــذلك الغــرض تقــرر ،اثــر معاهــدة ماســتريخت ، تسيير العملة الموحدة وفق النظام الوروبي للبنوك المركزيــة )(SEBC والبنوك المركزية الوطنية ). (BCN
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
92
وتمهيدا لتأسيس البنك المركزي الوروبي ) ، (BCEتم إنشاء المؤسسة النقدية الوروبية ) (IMEفي جانفي ،1994التي أوكلت إليها المهام التالية : * -التنسيق بين السياسات النقدية الوطنية للدول العضاء بهدف الوصول إلى استقرار السعار. * -تسطير و متابعة تنفيذ سياسة نقدية مشتركة. * -توفير و تسيير الحتياطات النقدية و التحضير لصدار العملة الوروبية الموحدة. * -المساهمة في الرقابة البنكية و المشاركة في التعاون النقدي الدولي. * -تحديد القواعد المنظمة لعمليات النظام الوروبي للمصارف المركزية. * -نشر تقارير دورية عن التقدم المنجز قصد التوجه إلى المرحلة الثالثة من الوحدة النقدية الوروبية. وستعوض هذه الخيــرة بالبنــك المركــزي الوروبــي عنــد النتقــال الــى الوحــدة القتصــادية والنقديــة " " L’UEMفــي 1998؛ وبدايــة مــن 01/01/1999تتخلى دول التحاد على ســلطاتها النقديـة لصـالح البنــك المركزي الوروبي الذي يكــون مقــره فــي فرانكفــورت ليقــود سياســة نقدية موحدة تعتمد فقط على وحدة الورو التي ســتحل محــل العملت المحلية بالتدريج إلى غاية . 2002 : 2مرحلة الجراءات الميدانية يقصــد بــالجراءات الميدانيــة كــل التــدابير و الخطــوات الــتي تحققت فعل باتجاه قيام وححدة اقتصادية نقدية اوروبيــة وفــق الســس التي تم تسطيرها في المراحل الولى. : 2/1بالنسبة للدول المؤهلة للوحدة حسب شروط المعاهدة ،كان لزاما على الدول التي تريد اللتحاق بالوحدة القتصادية والنقدية أن تحقق جملة من المعايير التي رأيناها فيما سبق ،ولقد تمكنت 14دولة من بين 15دولة من التأهيل في حين أن اليونان لم يتمكن من استيفاء المعايير التي استوجبتها المعاهدة؛ إل أن القمة الوروبية صادقت فقط على 11دولة على أن تلتحق الدول المتبقية في مراحل لحقة باعتبار أن كل من المملكة المتحدة ،الدانمارك و السويد قرروا لسباب سياسية عدم النضمام إلى الوحدة في مرحلتها الولى التي تبدأ في ،01/01/1999وعرفت
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
93
الدول المتأهلة ( بلجيكا ،ايرلندا ،النمسا ،إيطاليا فنلدا ،اسبانيا، لوكسمبرغ ،البرتغال،المانيا ,فرنسا وهولندا ) .باسم مجموعة الوحدة القتصادية و النقدية أو منطقة الورو .و ستنضم إلى هذه الدول ،فيما بعد ،باقي الدول العضاء حاليا في التحاد الوروبي ثم دول من وسط و شرق القارة الوروبية ،ومن اجل بلوغ هذا الهدف فانه يتعين على هؤلء أن يتأهلوا أول إلى عضوية التحاد الوروبي ثم فيما بعد إلى عضوية الوحدة النقدية الوروبية.
الجدول التالي يوضح معايير النضمام الى الوحدة النقدية الوروبية المحققة بتاريخ 01/1998. البلد/المؤ شر
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
المعايير المتفق عليها بلجيكا اسبانيا المانيا فلندا فرنسا ارلندا ايطاليا لوكسمب رغ هولندا النمسا
نسبة نسبة عجز نسبة الموازنة الدين الى الناتج التضخم %الى الناتج المحلي المحلي % 60.0 3.0 2.7
معدلت الفوائد الطويلة الجل % 7.8
1.4 1.8 1.4 1.3 1.2 1.2 1.8 1.4
2.4 2.6 2.7 0.9 3.0 0.9 2.7 1.7
122.2 68.8 61.3 55.8 58.0 66.3 121.6 6.7
5.7 6.3 5.6 5.9 5.5 6.2 6.7 5.6
1.8 1.1
1.4 2.5
72.1 66.1
5.5 5.6
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
11 مقصاة دول ترفض النضمام
البرتغال اليونان الدانمار ك بريطانيا السويد
94
1.8 5.2 1.9
2.5 4.0 0.7
62.0 108.7 65.4
6.2 9.8 6.2
1.8 1.9
1.9 0.8
53.4 76.6
7.0 6.5
الملفت للنتباه في هذا الجــدول هــو عــدم تمكــن أغلــب الــدول مــن استيفاء معيار الدين العام المحدد ب 60بالمئة إل أنه تمــت الموافقــة على قبول تأهيلها في منطقة اليــورو بــالنظر الــى النجــاح فــي تحقيــق بقية معايير معاهـدة ماسـتريخت خلل السـنوات القليلــة الماضـية ممـا سينعكس باليجاب على الجهود الخاصة بتحقيق شرط الدين العام . : 2/2بالنسبة لوحدة الورو حتى ســنة ، 1995لــم تقــم دول التحــاد الوروبــي بخطــوة ملموسة بخصـوص العملـة الموحـدة ذاتهـا ،بـل اكتفـت فقـط بتسـطير جدول زمني لقيام نظام نقدي أوروبي ؛ لكــن بدايــة مــن هــذه الســنة و بالضبط في 15و 12/1995/ 16أخذت المور تسير بسرعة ورسمت للعملة الموحــدة طريــق أدق عنــد انعقــاد قمــة مدريــد واتفــاق رؤســاء الدول على تسمية العملة الموحدة بـ الورو ،كما حددت هــذه القمــة 3 تواريــخ أساســية قصــد التجســيد الفعلــي للعملــة بتــداولها فــي الســوق النقدية الوروبية . في الثلثي الول من سنة ، 1998وعلــى أســاس أرقــام• ميزانية ،1997سيقر مجلس ا لوزراء الوروبي للدول الــتي تحقــق معــايير التقــارب تبني عملة الورو. – 01جــانفي ، 1999يتــم تحديــد اســعار صــرف العملت • المشــاركة بالنســبة للورو بصــفة نهائيــة ويبــدأ البنــك المركــزي الوروبي ) (BCEبمباشرة مهامه . – 01جــانفي ، 2002تتــداول عملــة الورو( أوراق نقديــة • وقطع مساعدة ) بالموازاة مع العملت الوطنية لمدة 06أشــهر على الكثر ثم يبقى الورو وحده المتداول. قام المجلس الوروبي والمؤسسة النقدية الوروبية خلل الثلثي الول من عام 1997بدراسة مدى تحقيــق معــايير التقــارب فــي الــدول ،15
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
95
ووجد أن 11دولة تنطبق عليها المعايير فتم قبولها ،مــع العلــم أن كــل من بريطانيا ،الدانمارك والسويد لم يطلبوا النضمام بعد . و قد تم بالفعــل تحديــد ســعر صــرف العملت الوروبيــة لــدول منطقــة الورو بالورو ،واعتــبرت هــذه الســعار نهائيــة ،وحــدد البنــك المركــزي الوروبــي فــي 31/12/1998اســعار صــرف مختلــف العملت مقابــل الورو و جاءت على الشكل التالي : 1EURO=10.3399BEC=1.95583DEM=166.386ESP=6.55957FRF=0.7 8564IEP=1926.27ITL=2.20371HFL=40.3399LUF=13.7503ATS=200. .482NOK = 5.94573FIM وبداية من 01/01/1999تجسدت الوحدة النقدية واستبدل ECUبــال EUROعلى أساس : . ECU=1 EURO1وهكــذا احــدث الورو بــدخوله الســوق النقديــة الوروبية جملة من التغيرات هي كالتالي : أصــبحت السياســة النقديــة معــبر عنهــا بــالورو ،تمارســها• السلطة النقدية الجديدة المتمثلة في البنك المركزي الوروبي. يســعر الورو فــي ســوق الصــرف كغيــره مــن العملت• الوروبيــة ويــدخل نظــام ) (SEBCو تســعر المــوال و الصــول المنقولة والسهم بدللته. تحول النقود الكتابية شــيئا فشــيئا الــى الورو خلل المــدة• النتقالية ما بين 1999و 2002وكان ذلــك اختياريــا ،حيــث أتيــح للخواص والمؤسســات حريــة التعامــل بشــيكات اورو أو شــيكات في عملتها الوطنية وذلك حتى 31ديسمبر .2001 أما بداية من 01/01/2002فاستبدلت شيئا فشيئا العملت الوطنية بالورو،وتداولت جنبا إلى جنب إلى أن سقطت الصفة القانونية عن العملت الوطنية وذلك بتاريخ 30/06/2002ليبقى الورو العملة القانونية الوحيدة السائدة في جميع الدول العضاء. بعد هذا التاريخ ،لم يعد باستطاعة الفراد من تحويل ما قد يكــون بقــي عندهم من قطـع نقديـة محليـة إل مـن قبـل البنـك المركـزي الـوطني وذلك إلى غاية 17/02/2005على أن يســتمر هــذا الخيــر فــي تحويــل الوراق النقدية إلى غاية .17/02/2012 : 2/3بالنسبة للبنك المركـزي الوروبي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
96
مكن عمل النظام الوروبي للبنوك المركزية من إيجاد مناخ ملئم لقيام وحدة نقدية فعلية وذلك منذ انعقاد مؤتمر القمة الستثنائي في ماي 1998أين تقرر دخول الوحدة النقدية مرحلتها الخيرة . و يتالف هذا النظام من : * /البنك المركزي الوروبي ( المؤسسة النقدية الوروبية سابقا) الذي يتكون من : ** مجلس المحافظين :الذي يوجه ويتخذ القرارات اللزمة لتمام مهام SEBC يضع السياسة النقدية ويسير عمليات واحتياطي الصرف ويضمن احترام توجيهات البنك المركزي الوروبي من طرف الدول. ** مجلس الدارة :يتكون من اللجنة التنفيذية للبنك و محافظي البنوك المركزية لدول منطقة الورو فقط ،يسطر السياسة النقدية وفق توجيهات مجلس المحافظين ويوجه بعض الوامر اللزمة للبنوك المركزية. ** المجلس العام :يعمل على إشراك الدول التي لم تشارك بعد في الوحدة النقدية في القرارات المتخذة في إطار هذه الوحدة . * /البنوك المركزية الوطنية لجميع دول التحاد الوروبي :التي تعمل وفقا لتعليمات وتوجيهات البنك المركزي الوروبي هذا بالضافة إلى القيام بوظائفها المعتادة مثل توزيع القروض ،جمع الموارد ،تسيير وسائل الدفع... طبعا صلحيات البنك المركزي الوروبي ل تختلف كثيرا عن تلك الموكلة لي بنك مركزي باعتبار انه يحدد السياسة النقدية المتبعة و أدوات تنفيذها مع تركيزه على عمليات السوق المفتوحة هذا بالضافة إلى إصداره للورو و تعامله مع مؤسسات القرض المقيمة في منطقة الورو .أما بالنسبة لرأس مال البنك المركزي الوروبي ،فيجد مصدره في مساهمات جميع دول الوحدة الوروبية الخمسة عشر و تم تحديد الحصص بالشكل التالي: يدفع نصف المبلغ على اساس نسبة سكان الدولة الى مجموع سكان التحاد الوروبي في سنة .1996
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
97
يدفع نصف الحصة المتبقي على اساس ناتج الدولة المحلي الجمالي الى إجمالي ناتج التحاد الوروبي للسنوات -1991 1995و هو ما يوضحه الجدول التالي: اللماني – % 24.4096 الفرنسي – % 16.8703 اليطالي – % 14.9616 النجليزي – 14.7109 السباني – % 8.8300
الهولندي – % 4.2796 البلجيكي – % 2.8885 السويدي – % 2.6580 اليوناني – 2.0585 % النمساوي – % 2.3663
البرتغالي – % 1.9250 الدانماركي – % 1.6572 الفنلندي – % 1.3991 اليرلندي – % 0.8384 لوكسمبارغ – % 0.1469
: 3تقييم الوحدة النقدية الوروبية : 3/1محاسن الوحدة النقدية الوروبية * /انخفاض تكاليف ومخاطر الصرف :ان عدم مبادلة العملت الوروبية فيما بينها و اختفاء العمولت التي تتقاضاها البنــوك ، أدى إلى انخفاض تكاليف المعاملت في منطقة الورو أضف إلــى ذلــك ضمور المخاطر المترتبــة عــن تقلبــات اســعار الصــرف وتــوفير المبــالغ الدارية المترتبة عن عمليات التحويل بين عملت دول الوحدة النقدية. * /المزيد من الوضوح في السعار :تمكن الوحدة النقدية المستهلكين من المعرفة التامة للسعار ،باعتبار أن تسعيرة الســلعة أو الخدمــة ســتكون بدللــة عملــة واحــدة تطبــق فــي كــل دول الوحــدة النقدية ،و بذلك يمكن للمستهلك أن يقارن بوضوح ودقة بيــن الســعار في السواق المختلفة لهذه الدول ،و يمكن للمشتري أن يختار ويتخــذ قـراره بسـرعة و بنفـس السـرعة يتمكـن البـائع مـن حسـاب التكلفـة وهامش الربح. * /سهولة نقل رؤوس الموال :إذ يمكن الورو من تسهيل عملية انتقال رؤوس الموال بين المناطق المختلفة ،ذلك لن مســتوى الدخارات يختلف من منطقة إلى أخرى باعتبار أن منــاطق تــدخر اكــثر من الخرى ومنه يمكن نقل الموال باتجــاه الــدول القــل ادخــارا قصــد توفير التمويل اللزم للمشاريع دون التعــرض ليــة مخــاطر بعــد اختفــاء عمليات الصرف بين العملت المختلفــة ،بالضــافة إلــى تماثــل اســعار الفائدة في منطقة الورو.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
98
: 3/2مساوئ الوحدة النقدية الوروبية * /اختفاء المزايا النسبية لبعض الصناعات في بعض المناطق :حيث أن التحول إلى سوق موحــدة بعملــة موحــدة قــد يــؤدي إلى فقدان الميزة النسبية التي تتمتــع بهــا بعــض الصــناعات فــي بعــض مناطق الوحدة النقدية ،مثل الضـرائب المنخفضـة علــى الــديازال فــي فرنسا وإيطاليا وغيرهما كما أن انخفــاض تكــاليف الصــفقات التجاريــة سوف يؤدي إلى التركيز إلى حد بعيد على استخدام الطاقات النتاجيــة الضخمة الشيء الذي يؤدي إلى توفير ميزة نسبية لبعض العمــال فــي بعض المناطق على حساب مناطق أخرى ،و إعادة توزيع الســتثمارات إلى هذه المناطق ستؤدي بطبيعة الحال إلى إعادة توزيع العمال أيضــا بينها. * /تداخل الدورات القتصادية بين الجزاء المختلفة لمنطقة الورو :من المعتقد أن تــداخل الــدورات القتصــادية بيــن مختلــف دول الوحدة الوروبيــة قــد تـذهب بالمزايــا النســبية لبعــض المنــاطق ،علــى القل خلل المراحــل المبكــرة للوحــدة النقديــة ،وفــي حالــة اســتمرار التداخل فان مهمة النظام الوروبي للبنوك المركزية في الحفـاظ علـى استقرار السعار ستكون اصعب. * /زيادة الحساسية للصدمات المؤثرة على المناطق المختلفــة :مــن المعــروف أن مرونــة ميزانيــات الــدول العضــاء تعتــبر مسالة حيوية ووسيلة فعالة للتغلب على الصعوبات التي قد تتعرض لها اقتصاديات تلك الدول نتيجة الصدمات غير المتوقعة ولكن هناك حالت تزداد فيها الحساسية لمثل هذه الصدمات فتتأثر بها دول اكثر مــن دول أخرى وكمثال على ذلك ارتفاع اسعار البترول سيكون تأثيره اقل علــى فرنسا التي يعتمد فيها إنتاج الكهربــاء علــى محطــات التوليــد النوويــة ، بينما التأثير على إيطاليا وأسبانيا سيكون أقوى لعتمــاد محطــات توليــد الكهرباء في الدولتين على البترول والتأثير على السويد ســيكون اشــد نتيجة لزيادة احتياجات التدفئة و التسخين ،وفي حال استمرار مثل هذا التأثير فانه سوف يؤدي إلى تمتع بعض المناطق بمزايا دون غيرها.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
99
الوحدة العاشرة : سعر الصرف ومحدداته )مفاهيم و أسواق( TAUX DE CHANGE ET SES DETERMINANTS )(Concepts et marchés
تـمـهـيـد إن تطور المبادلت التجارية الدولية مرهون إلى حد بعيد بتطور النظام النقدي الدولي ،وهذا الخير يعتمد أساسا على سعر صرف العملت ،إذ ان طريقة تحديد قيم العملت يبين بالضرورة طبيعة النظام النقدي المتبع . :1مفاهيم حول الصرف الجنبي يعتبر الكثير من القتصاديين أ ن النقد الجنبي هو بمثابة سلعة كغيرها من السلــع ،يتــــم تبادلها مع الدول المصدرة او المستعملة لهذه العملت ،يعبر عن ثمنها بوحدات من العملة الــــــوطنية . :1/1مفهـوم سعـر الصرف سعر الصرف هو النسبة التي تحصل على أساسها مبادلة العملة الجنبية بالعملة الـوطنية ،فهو ثمن العملة بالنسبة لعملت مختلف الدول الخرى k .فهو عبارة عن عدد الوحدات من العملة الوطنية التي يـمكن مبادلتها بوحدة واحدة من العملة الجنبية او العكس .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
100
: 1/2صيغ الصرف في الواقع العملي ل يمكن أن تتحدد العلقة بين عملة دولة معينة و عملت أخرى من خلل التسعيرات اليومية المعلن عنها في فترة معينة ،وإنما تدخل إعتبارات أخرى ،تكسب سعر الصرف صيغا عديدة ،لكل منها مدلولها و بالتالي إستعمالها الخاص. : 1/2/1سعر الصرف السمي يقيس سعر العملة المحلية بدللة قيم العملت الخرى على نقاط مختلفة عبر الزمن ،فهو السعر النسبي لعملتين مختلفتين بغض النظر عما يمثله هذا السعر من قوة شرائية ،و بالتالي فهو ل يبين حقيقة قيمة العملة ،إذ ل يعتبر معيارا ميدانيا يقيس الدرجة التنافسية للدولة في السواق الخارجية ،لهماله عنصر التضخم . . : 1/2/2سعر الصرف الحقيقي يمثل سعر الصرف الحقيقي ،ذلك المؤشر المرجح الذي يعمل على الجمع بين كل من تقلبات سعر الصرف السمي و تباين معدلت التضخم ،بإعتبار أنه يأخذ في الحسبان التقلبات التي تطرأ على السعار الجنبية ،و ربطها بمستوى السعار المحلية ،و يمكن التعبير عنه بالعلقة التالية: سعرالصرف الحقيقي= • سعرالصرف السمي × مؤشرالسعارالمحلية / مؤشرالسعار الجنبية. وبما أن مؤشرات سعر الصرف الحقيقي هي ناتجة عن عمليــة ترجيــح أسعار الصرف الثنائية بين البلد و أهم المتعاملين التجاريين الرئيسيين، وة الشرائية المرجحة للعملة نسبة إلى فهي إذن تعبر عن مدى تغير الق ّ فــترة أســاس ،تســمح بقيــاس تــأثيرات أســعار الصــرف علــى ميــزان المــدفوعات ،ومعرفــة مســتوى القــدرة التنافســية لســعار الدولــة فارتفــاع هــذا المؤشــر يــدل علــى انخفــاض هــذه الخيــرة و العكــس بالعكس. سلة مرجعية ألمانية تكلف 100اورو مثال : سلة مرجعية أمريكية تكلف 50دولر سعر الصرف السمي 1مارك = 0.5دولر.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
101
سعر الصرف الحقيقي ) دولر /اورو ( =x 100/ 50 0.5 سعر الصرف الحقيقي ) دولر /اورو ( = 50دولر للسلة اللمانية/ 50دولر للسلة المريكية سعر الصرف الحقيقي ) دولر /اورو = . 1 وهذا معناه أن كل سلة أمريكية تقابلها سلة ألمانية. فإذا حدث تدهور في سعر الصرف السمي للدولر قدره 1)، % 10 اورو = 55..0د ( فإن سعر الصرف الحقيقي يصبح 1.1سلة أمريكية مقابل سلة المانية .هذا التدهور الحقيقي يدل على أن القوة الشرائية للدولر إتجاه السلع والخدمات اللمانية انخفضت بمقدار % 10إذا ما قورنت بقوته الشرائية إتجاه السلع والخدمات المريكية. : 1/2/3سعر الصرف الفعلي عبارة عن متوسط سعر العملة المحلية بالنسبة لمجموعة من العملت الجنبية ،حيث ترجح كل عملة على أساس وزنها وأهميتها في التجارة الخارجية وبالتالي فهو يعطي فكرة عامة عن قيمة العملة الوطنية في السواق الدولية ،باعتبار أن أي تغيير في قيمة العملت التي تتكون منها السلة يؤدي إلى تغيير سعر الصرف الفعلي لقيمة العملة المحلية ،فقد يرتفع الدولر مقارنة بالمارك اللماني وتنخفض قيمته بدللة الفرنك الفرنسي ،ويبقى ثابتا بالنسبة للين الياباني ،فيأتي سعر الصرف الفعلي ليقيس متوسط التغيرات التي حدثت في قيمة .الدولر : 1/2/4
سعر الصرف الفعلي الحقيقي
هو مؤشر السعار النسبية مخفض بمؤشر سعر الصرف الفعلي ,يقيس التغير في السعار النسبية للدولة المعنية مقارنة بالخارج ،و يقيم مدى التغير في القدرة التنافسية للسلع المحلية مع نظيرتها في البلدان الجنبية. :2
سوق الصرف الجنبي
يعتبر الطار التنظيمي الذي يقوم فيه الفراد ،والشركات والبنوك بتبادل مختلف العملت ،من خلل عمليات العرض و الطلب، بهدف تلبية احتياجات العوان القتصادية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
102
نشأ هذا النوع من السواق نتيجة لتطور المبادلت الدولية ،وتميز عن غيره من السواق من حيث تطابق الدوات المتداولة فيها و اقترابها من المنافسة الكاملة و اعتمادها على وسائل اتصال متنوعة ومتطورة، خاصة في المراكز المالية الكبرى مثل لندن ،نيويورك ،طوكيو وفرانكفورت . من أهم الوظائف التي تقوم بها سوق الصرف هي تسهيل التبادل بين العملة المحلية والعملت الجنبية ،حيث تسمح بنقل القوة الشرائية من بلد إلى آخر ،من خلل مقابلة العرض بالطلب على العملت الجنبية، ومنه تحديد أثمان جميع العملت. : 2/1عرض العملة الجنبية تتمثل مصادر عرض العملة الجنبية في مختلف صادرات السلع والخدمات والتحويلت للداخل و حركات رؤوس الموال الداخلة و صادرات الذهب. إن المعروض من الصرف الجنبي تربطه علقة طردية مع سعر الصرف ،إذ ترتفع الكمية المعروضة منه بإرتفاع السعر ،وتنخفض بانخفاض هذا الخير وهو ما يوضحه الشكل الموالي ؛ كما يمكن أن تكون لعوامل أخرى ،دور في التأثير على عرض العملة الجنبية مثل تغير حجم أو أذواق المستهلكين الجانب ،تغير مستوى دخولهم ،تغير مستويات السعار في الدول المنافسة ،وتغير مستويات السعار المحلية.
عرض العملة الجنبية
ع
سعر صرف الدولر مقدرا بالدينار س
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
103
الكميات المعروضة من الدولرات ك : 2/2الطلب على العملة الجنبية يمكن حصر عوامل أو مصادر الطلب على العملة الجنبية في واردات السلع والخدمات ،التحويلت للخارج ،صادرات رؤوس الموال وواردات الذهب . يتأثر الطلب المحلي على العملة الجنبية بسعر الصرف ،إذ تربطهما علقة عكسية فكلما ارتفع سعر العملة الجنبية مقارنة بالعملة المحلية ازدادت معها تكاليف الستيراد وبالتالي انخفاض الطلب على العملة الجنبية ،أما في حالة انخفاض سعر الصرف الجنبي فإن الطلب على العملة الجنبية سيتجه نحو الرتفاع ويتأثر الطلب على العملة الجنبية بعوامل عديدة ،على غرار عوامل العرض مثل تغير عدد المستهلكين المحليين ،تغير أذواقهم إتجاه السلع والخدمات الجنبية ،تغير مستوى دخولهم ،و تغير مستويات السعار في الدول المنافسة. سعر صرف الدولر الطلب على العملة الجنبية مقدرا بالدينار
س
ط الكميات المطلوبة من الدولرات : 2/3توازن سوق الصرف
ك
يكون سوق الصرف الجنبي في حالة توازن ،عندما تتطابق الكمية المطلوبة مع الكمية المعروضة من العملة الجنبية عند سعر صرف معين ،ويمكن التعبير عنه بيانيا من خلل الشكل الموالي ، بنقطة تقاطع منحنى العرض مع منحنى الطلب عند مستوى سعر الصرف التوازني ..
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
توازن سوق الصرف
سعر صرف الدولر مقدرا ع 1ع بالدينار
س س س2
ط1 ط كمية الدولرات
104
1
ك
: 2/4المتدخلون في سوق الصرف / 2/4/1البنوك التجارية تعتبرالبنوك التجارية مركز ثقل سوق الصرف ،وأهم متدخل من ناحية عدد العمليات التي تضطلع بها ،إذ تقوم بعمليات لحساب زبائنها ،بيع وشراء العملت ،إقراض العملت ،عمليات لحسابها الخاص ،عمليات التحكيم } ) {Arbitrageفي سوق الصرف ،تمويل احتياجات البنوك الجنبية بالعملة المحلية ...إلخ. وتستعين البنوك التجارية بأنظمة اتصال جد متطورة ،تمكنها وبطريقة سريعة ،من إيجاد المتعاملين معها في كل العمليات التي تقوم بها، سواء كانت لصالح زبائـنها أو لصالحها ،ومن جملة التجهيزات التي تحتويها قاعات الصرف ،نجد خطوط هاتفية متعددة خاصة بالسماسرة والبنوك الخرى ،التلكس وشاشات متصلة بوكالت النباء بهدف معرفة التسعيرة المطبقة في البنوك وكذا الطلع على المعلومات القتصادية والمالية الملحة التي تمكن الصيرفي} {l(Cambisteمن معرفة أسعار العملت الجنبية المطبقة في السوق ،و التدخل من خلل هذه التجهيزات . . مثل: تستورد شركة فرنسية تجهيزات من الوليات المتحدة المريكية بقيمة $ 10.000فتطلب هذه الشركة من بنكها ) (Credit Lyonnaisبأن تجعل حسابها مدينا بالمبلغ المذكور بالفرنك الفرنسي وتحويله إلى
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
105
حساب المورد المريكي ،ببنك أمريكي ،فإذا كان سعر الصرف المطبق من طرف البنك الفرنسي هو 4فرنكات لكل 1دولر ،فإن حساب الشركة يصبح مدينا بمقدار 40.000ف .ف. النتيجة النهائية من هذه العملية هي تبادل وديعة تقدر ب 40.000ف. ف لدى ) (C.Lوديعة أصبحت ملك للبنك المريكي الذي عرض الدولرات( ،مقابل وديعة تقدر ب $ 10.000إستعملها ) (C.Lلتسديد المورد المريكي . / 2/4/2سماسرة الصرف هم الوسطاء الذي يعملون على تجميع الوامر الصادرة من مختلف البنوك التجارية ،بخصوص بيع وشراء العملت الجنبية من خلل تقديمهم لمعلومات حول تسعيرة العملت عند الشراء وعند البيع وتسهيل عملية مقابلة الطلب بالعرض لصالح مؤسسات أخرى دون أن يكونوا طرفا في العقد الذي يبرم من جراء هذه المقابلة نشاطهم يتعدى حدود إقليم الدولة ،ويتقاضون أجورهم بخصم نسبة من كل عملية صرف يقومون بها . / 2/4/3الشركات التجارية والمؤسسات المالية غيرالمصرفية في أغلب الحيان ،تتعامل الشركات التجارية المتواجدة في مختلف البلدان الجنبية عند تسديد أو إستلم مدفوعاتها ،بعملت أجنبية تختلف عن تلك العملة التي تستعملها الشركة الم ،فمثلا قد تلجأ هذه الخيرة ،من أجل تسديد أجور عمال إحدى فروعها في بلد أجنبي إلى سوق الصرف لبيع عملتها مقابل عملة البلد الذي ينشط فيه الفرع .كما أصبحت المؤسسات المالية غير البنكية تقدم خدمات مرتبطة بمبادلة العملت ،ونجد هذا منتشرا في كل من الوليات المتحدة المريكية ،اليابان وبريطانيا . / 2/4/4البنوك المركزية يهدف تدخلها إلى: £/دعم أو حماية العملة المحلية من خلل مراقبتها للسعار ،والعمل على إحترام مجالت تقلبات سعر صرف العملة المحلية مقابل العملت الجنبية ،من خلل بيع وشراء العملت الجنبية مقابل العملة المحلية. £/تلبية حاجيات الدولة من العملت الصعبة .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
106
£/تنفيذ الوامر الصادرة عن الدارات ،البنوك المركزية الجنبية و المنظمات الدولية. : 3أنواع سوق الصرف : 3/1سوق الصرف العاجل يسود التعامل فــي هــذه الســوق علــى أســاس ســعر صــرف حاضر ،أين يتم التسليم بعد يومين على أكثر تقــدير مــن تاريــخ عمليــة بيع وشراء العملة الجنبية. وتتميز عن غيرها بكثافة العمليات التي تتم على مستواها واستمرارية نشاطها طيلة اليوم ؛ يعبر عن التسعيرة المطبقة في سوق الصرف العاجل بدللة الدولر المريكي فمثل للحصول على تسعيرة الجنيه السترليني مقابل الدولر الكندي ،وجب المرور على الدولرالمريكي حسب تقنية السعار المتقاطعة ،باعتبار أن أغلب المبادلت الدولية تتم على أساس هذه العملة ، .و التوازن في سوق الصرف العاجل يتحقق من خلل العمليات التي يقوم بها المتدخلون ،وهي كالتالي : / 3/1/1المراجحة يتحقق التوازن عندما تتساوى الكمية المطلوبة مع الكمية المعروضة من العملت الجنبية ،إل أنه قد تنحرف أسعار الصرف في المراكز المالية المختلفة عن أسعار الصرف التوازنية ،ولتفادي ذلك تقوم البنوك الكبيرة خاصة ،بعمليات مراجحة الصرف التي تعني إستغلل النحرافات في أسعارعملة من العملت على مستوى أسواق متعددة في زمن معين ،ولن سعر صرف الدولر منخفض في سوق لندن مقابل الفرنك الفرنسي ،بينما يعرف إرتفاعا نسبيا في سوق نيويورك ،فإن المراجح سوف يشتري كمية من الدولرات مقابل الفرنكات في السوق الولى وبيعها في السوق الثانية ،وبالتالي يحقق أرباحا من جراء هذه العملية .ويتحقق معه التوازن في السوقين ،إذ يؤدي الطلب على الدولر في سوق لندن إلى إرتفاع سعره ،بينما زيادة عرضه في نيويورك يؤدي إلى خفض ثمنه ،وبالتالي تقريب أسعار تعادل العملت بين مختلف المراكز المالية . / 3/1/2عمليات المقاصة قليل ما يلجأ المصدرون إلى التعامل المباشر فيما بينهم ،بل يتعاملون مع البنوك المقيمة في بلدانهم حيث تقوم هذه
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
107
الخيرة بعمليات البيع و الشراء فيما بينها أو مع سماسرة الصرف .و فغي هذه الحالة يقوم البنك بعملية مقاصة بين المبالغ الدائنة والمدينة حسب العملة التي يريدها المصدر.
3/2
:سوق الصرف الجــل
يتم على مستوى هذه السوق ،التفاق على تأجيل تسليم العملت إلى وقت لحق ،وذلك على أساس سعر صرف مستقبلي، يتحدد في الوقت الذي يتم فيه العقد . . تقوم هذه السوق بتسعير عدد قليل من العملت ،إذا ما قورنت بالسوق العاجلة ،وهي العملت المستعملة بقوة في عقود البيع والشراء ،ويلجأ إليها المتعاملون لتفادي التذبذبات التي تحدث على مستوى أسعار الصرف العاجل . ويحدد السعر الجل لعملتين بدللة علقته بالسعر العاجل لتلك العملتين ،من خلل إضافة علوة ) (reportإلى سعر الصرف العاجل أو طرح خصم) (déportمن هذا الخير. السعر الجل = السعر العاجل +علوة السعر الجل = السعر العاجل -خصم فمثلا :السعر العاجل للورو مقابل الدولر المريكي هو 1 :دولر = 1أورو. وفي حالة ما إذا سجل الورو خصم مقــداره 20نقطــة ،يصــبح الســعر 0.80 = 0.20-1.00 الجل للورو مقابل الــدولر كالتــالي: اورو . مما سبق ،يتضح أن سعر الصرف الجل يرتبط باحتمالت توقع إنخفاض أو إرتفاع العملة الجنبية في المستقبل ،فيقع الخصم على السعر الحالي في الحالة الولى وتضاف علوة إلى السعر الحاضر في الحالة الثانية .. أما عن العمليات التي تتم على المستوى السوق الجل، فيمكن التمييز بين ثلثة أنواع: / 3/2/1التغطيــة قد تتعرض قيمة الصادرات أو الواردات لخطار ،ناجمة عن تذبذب أسعار الصرف العاجلة باعتبار أن عملية التسديد تستغرق في أغلب الحيان فترة من الزمن ،الشيء الذي يؤدي إلى زيادة
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
108
تكاليف الستيراد عند إرتفاع سعر الصرف ،ويقلل من حصيلة المصدر عند إنخفاض هذا الخير ،لذلك وجب التغطية ضد مخاطر الصرف الناجم عن العمليات التجارية والمالية ،من خلل إبرام إتفاق يتضمن شراء أو بيع كمية معينة من العملة الجنبية في تاريخ لحق ،يتفق عليه اليوم إذ يبيع المصدر في الجل قيمة صادراته إلى بنكه الخاص، وبالتالي يتحدد حاضرا المبلغ بدللة العملة الوطنية المستحق في تاريخ لحق ،ويقوم المستورد بشراء آجل لمبلغ معين من عملة الستيراد، تتوافق ومجموع ديونه ،وهكذا يعلم المستورد بالضبط المبلغ الذي سيدفعه لحقا معبرا عنه بالعملة المحلية . .
/ 3/2/2المــضاربــة إذا كانت التغطية تهدف إلى تجنب المخاطرة خوفا من تحمل الخسارة ،فإن عملية المضاربة تهدف إلى محاولة الستفادة من إمكانية حدوث تذبذبات على مستوى سعرالصرف العاجل لعملة من العملت ،فالمضارب يتقبل المخاطرة ويسعى إليها بترك وضعيته بالعملة الجنبية مكشوفة طالما أنه يتوقع حدوث تباين بين أسعار الصرف الجلة المتفق عليها في الحاضر ،و السعار العاجلة عند تواريخ الستحقاق ،الشيء الذي يمكنه من تحقيق ربحا ،فيتقدم المضاربون إلى شراء كميات أكبر من العملة ،التي يتوقعون إرتفاع سعرها، وبيعها عندما يتحقق هذا الرتفاع و يحدث العكس عندما يتوقعون إنخفاض سعرها ،إذ يتم بيعها في الحال و شرائها بعد ان يتحقق النخفاض. تتميز المضاربة عن المراجحة في أن الولى هدفها الستفادة من التباين في سعر العملة في سوق واحدة لفترات زمنية مختلفة ،بينما الثانية )المراجحة( ،تهتم بالستفادة من التباين في سعر العملة في أسواق متعددة عند نقطة زمنية واحدة . / 3/2/3المراجحة في أسعار الفائدة يؤدي إختلف معدلت الفائدة بين الدول ،إلى تحويل الرصدة السائلة من مركز نقدي ذو معدل فائدة منخفض ،إلى آخر يطبق معدل فائدة مرتفع ويستدعي ذلك تحويل العملة المحلية إلى عملة أجنبية ،مع القيام بعملية التغطية الجلة ضد مخاطر الصرف .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
109
مثلا ،إذا كان سعر الفائدة المطبق في فرنسا هو % 10سنويا ،وفي الوليات المريكية ، % 15فإن المستثمر الفرنسي ،يقوم بتحويل مقدار معين من الورو إلى دولرات على أساس سعر صرف عاجل، ويستثمرها في الوليات المريكية ليحصل على عائد يقدر ب % 5 سنويا ،وقد يتجاوز أحيانا هذه النسبة عند تحويل الدولرات إلى اورو إذا صادف هذا التحويل إرتفاع في سعر صرف الورو مقارنة بسعرالبيع ،وقد ينخفض أو حتى ينعدم هذا العائد من جراء إنخفاض قيمة الورو مقابل الدولر ،ولتجنب خسارة الصرف هذه ،يقوم المستثمر عند شرائه للدولرات في السوق العاجلة ،بعملية التغطية من خلل بيع الدولرات الجلة ،بإ برام عقد آجل يحدد سعر الصرف الذي يتم على أساسه إستعادة المبلغ المستثمر والفائدة بالعملة المحلية )الورو ( ،وبالتالي الحفاظ على عائد الستثمار.
الوحدة الحادية عشر : سـعـر الـصـرف ومـحـدداتـه )النظريات والنظمة( TAUX DE CHANGE ET SES DETERMINANTS )(TEHORIES ET REGIMES : 1النظريات المحددة لسعار الصرف لقد تعددت النظريات بتعدد النظمة النقدية الدولية ،التي إتخذت مقاييس مختلفة يتم على أساسها إختيار القاعدة النقدية ،هذا بالضافة إلى إختلف المؤشرات القتصادية و المالية المستعملة في تحديد قيمة العمـــلة. : 1/1نظرية تعادل القوة الشرائية
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
110
برزت أهمية نظرية تعادل القوة الشرائية بعد التخلي عن قاعدة الذهب ،أين إرتبطت قيمة العملة بما تحتويه من ذهب ، وانتشار التعامل بالعملة الورقية و ما إنجر عنه من إختلف في السعار و تعويم العملت . فحسب هذه النظرية ،فإن سعر أية عملة يتحدد وفق قوتها الشرائية في السوق المحلية بالنسبة لمقدرتها في السواق الخارجية ،و من ثم فإن العلقة بين عملتين تتحدد تبعا للعلقة بين مستويات السعار السائدة في كل من الدولتين ،ومنه فإن التغيرات التي تحدث على مستوى أسعار الصـرف تعكس التباين في السعار النسبية لكل الدولتين أما سعر التوازن الذي يستقر عنده سعر الصرف في زمن معين يعني تساوي القوة الشرائية للعملتين ،و تعتمد هذه النظرية على صيغتين مختلفتين: : 1/1/1الصيغة المطلقة تفيد هذه الصيغة أن سعر صرف التعادل لعملتين مختلفتين يساوي العلقة بين مستويات السعار ،بمعنى أن القوة الشرائية لعملة ما ،هي مماثلة لقوتها الشرائية في بلد آخر ويعبر عنها بالعلقة البسيطة التالية : سعر الصرف = مستوى • السعار المحلية /مستوى السعار الجنبية.
: 1/1/2الصيغة النسبية تم إشتقاق هذه الصيغة ،إنطلقا من الصيغة المطلقة إذ ل يفترض في سعر الصرف تساوي الرقام القياسية للسعار في أي وقت ،بل يمكن لها أن تتغير نسبيا في نفس الفترة ،آخذة بعين العتبار معدلت التضخم التي لها تأثير مباشر على سعر الصرف بحيث أن إرتفاع معدلت التضخم ،يعني إنخفاض الطلب على منتجات الدولة المعنية ،وبالمقابل إزدياد الطلب على منتجات دول أخرى ،تكون معدلت التضخم فيها أقل نسبيا .وهذا يعني إرتفاع الطلب على عملت هذه الدول ،وبالتالي إنخفاض سعر صرف العملة المحلية ،و في هذه الحالة يكون سعر الصرف التوازني الجديد على الشكل التالي ::
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
111
سعرالصرف التوازني الجديد = • نسبة تغير سعر الصرف × سعر الصرف القديم علما أن : نسبة تغير سعرالصرف = نسبة • التضخم المحلي ـ نسبة التضخم الجنبي عرفت هذه النظريات عدة انتقادات أهمها صعوبة تحديد أرقام قياسية للسعار بصفة دقيقة ،باعتبار أنها تأخذ بعين العتبار منتجات ل علقة لها بالتجارة الخارجية واهمالها لعوامل أخرى تؤثر على تحديد سعر الصرف مثل أسعار الفائدة المطبقة في مختلف الدول و التي تؤثر على حركة رؤوس الموال و مستويات الدخول ،التي تؤثر على الطلب على العملت الجنبية . : 1/2نظرية الرصدة ) حالة ميزان المدفوعات( تقوم هذه النظرية على أساس أن سعر صرف عملة دولة ما، يتحدد وفق حالة ميزان مدفوعاتها ،فاذا حقق ميزان المدفوعات عجزا، بمعنى رصيدا سالبا ،هذا يدل على زيادة الكميات المعروضة من العملة المحلية ،مما ينتج عنه إنخفاضا في قيمتها الخارجية ،و يحدث العكس عندما يحقق ميزان المدفوعات فائضا ،أي رصيد موجب ،فهذا يعني إرتفاع الطلب على العملة المحلية ،الشيء الذي يؤدي إلى إرتفاع قيمتها الخارجية. و يستدل البعض على صحة هذه النظرية ،من خلل تجربة ألمانيا مع المارك خلل الحرب العالمية الولى ،بحيث أنه رغم الزيادة المعتبرة في كمية النقود المتداولة و سرعة تداولها و ارتفاعها ،فإن العملة اللمانية لم تتأثر و لم تعرف قيمتها الخارجية النخفاض ،و السبب في ذلك هو تعادل جانبي ميزان المدفوعات ،الذي مكن ألمانيا من عدم اللجوء إلى الواردات . ال ان هذه النظرية ل تأخذ بعين العتبار الرقام القياسية للسعار النسبية ،كمحدد هام لتفسير حركة التجارة في الجل الطويل.. : 1/3النظرية الكمية إن ارتفاع المعروض النقدي و سرعة تداوله في اقتصاد دولة ما ،يؤثر في تحديد سعر صرف العملة من خلل ارتفاع مستوى أسعار السلع والخدمات المحلية وبالتالي ارتفاع تكلفة الصادرات مما يجعلها غير قادرة على منافسة نظائرها من سلع و خدمات الدول الخرى، الشيء الذي ينتج عنه تباين واضح في معدلت التبادل الدولي ،باعتبار
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
112
أن الطلب عليها في السواق العالمية قد انخفض و إقبال المقيمون على اقتناء هذه السلع من الخارج ،و هذا يعني زيادة الطلب على العملة الجنبية وبالتالي تدهور سعر صرف العملة الوطنية ،و يحدث العكس تماما في حالة نقص كمية النقود ،و إنخفاض سرعة تداولها ،إذ تقل تكلفة الصادرات ،فيزداد الطلب عليها فتزيد القيمة الخارجية ، إذن فتغيرات الكتلة النقدية ذات تأثير على معدلت الصرف،و تجدر الشارة إلى أن المبالغة في العرض النقدي ،يؤدي إلى التضخم المحلي المتسبب الرئيسي في إحداث الختلل على مستوى ميزان المدفوعات ،و يتجلى هذا التضخم من خلل زيادة معدلت النفاق ،إرتفاع السعار و زيادة الكتلة النقدية، مقارنة بمعدلت الزيادة فــي الســلع و الخــدمات ،ممــا يســتدعي تغييــر سعر الصرف بما يتوافق ومستوى السعار السائد في القتصاد . : 1/4نظرية النتاجية يرى أصحاب هذه النظرية ،أنه من أجل تحقيق التوازن القتصادي والستقرار النقدي للدولة ،يجب أن يسير سعر الصرف في نفس إتجاه القوى النتاجية لهذه الدولة ،باعتبار أن لحجم وكفاءة الجهاز النتاجي ،الثر البالغ في تحديد سعر صرف العملة المحلية.؛ فكلما ازدادت إنتاجية القطاعات المختلفة للقتصاد الوطني كلما ازدادت حركة رؤوس الموال الجنبية إلى الداخل قصد الستثمار، ومنه الطلب على العملة المحلية وبالتالي تحسين سعر صرف العملة، ويحدث العكس تماما في حالة انخفاض مستوى النتاجية بحيث يؤدي ذلك إلى خروج رؤوس الموال الجنبية ارتفاع تكاليف النتاج وبالتالي انخفاض القوة التنافسية للدولة ومنه انخفاض الطلب على العملة المحلية ،مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض قيمة العملة . وتشير هذه النظرية إلى ضرورة تقويم العملة المحلية بالشكل الذي يناسب مستوى إنتاجية القتصاد الوطني في قطاعا ته المختلفة ،وإل إنعدم أو اختل التوازن القتصادي المنشود. : 1/5نظرية سعر الفائدة تعتمد هذه النظرية على أسعار الفائدة في تفسير التغيرات التي تحدث على مستوى القيمة الخارجية للعملة ،وأن مستوى أسعار الفائدة المطبقة في بلدين مختلفين يجب أن يعكس العلقة في تغيرات أسعار الصرف بحيث أن التباين في معدلت الفائدة لبلدين يساوي معدل التدهور أو التحسن في العملة إتجاه العملة الخرى .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
113
إذ أن الرفع من سعر الخصم في دولة ما ،من شأنه أن يدفع بسعر الفائدة إلى الزيادة مما يؤدي إلى تنشيط حركة رؤوس الموال نحو هذه الدولة قصد الستثمار ،باعتبار أن سعر الفائدة المطبق هو أعلى منه في الدول الخرى ،مما يؤدي إلى زيادة الطلب الجنبي على العملة المحلية ،ومنه ارتفاع سعر الصرف ،ويحدث العكس عند انخفاض سعر الخصم ،إذ يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة المحلي ومنه زيادة العرض من العملة الوطنية وخروج رؤوس الموال بحثا عن سعر فائدة مرتفع ،فتقل بذلك القيمة الخارجية للعملة المحلية فينعكس ذلك على ميزان المدفوعات. :2أنظمة الصرف يقصد بنظام الصرف تلك الكيفية التي حددت على أساسها أسعار صرف العملت ؛ ولقد عرف القتصاد العالمي خلل القرن العشرين عدة أنظمة نقدية عالمية تهدف كلها إلى تنظيم صرف المبادلت الدولية المتعددة ترتكز أساسا على أنظمة مختلفة جميعها يهدف إلى إيجاد أو توفير قاعدة يمكن من خللها تحويل عملة بلد مـا إ لى عملة أخرى : 2/1نظام ثبات سعر الصرف هو ذلك النظام الذي ساد في ظل ما يعرف بقاعدة الذهب ، حيث كان وإلى غايــة ، 1914يتحــدد ســعر صــرف وحــدة النقــد وفــق الكمية من الذهب الــتي تحتويهــا العملــة فــإذا كــان وزن الــذهب الــذي يحتــويه ’ دولر أمريكــي واحــد يمثــل 1.55غــــــــرام وكميــة الــذهب الموجودة في الفرنك الفرنسي تقـدر بــ .0,29غــرام ،فهــذا يعنــي أن عــــدد الوحدات من الفرنكات الفرنسية مقابل دولر واحــد هــو5,18,, فرنك ،وهو سعر التعادل . إل أن هــذا التعــادل بيــن العملت ليــس ثابتــا ،باعتبــار أن العملت هــي خاضعة مثلها مـثـــل السلع الخرى لقانون العرض و الطلب ،وبالتــالي يتحــدد ســعر صــرف فعلــي للعملت فــي ســوق الصــرف ،إل أن هــذه التقلبات ل يمكن لها أن تبتعد كثيرا عن ســعر التعــادل فهــي محصــورة في حدود ضيقة ضمن ما يسمى بحدي دخول وخروج الذهب إذ ل تتعدى نفقات تأمين وشحـن هذا المعـــدن . . ويقصد بحدي الذهب ،المجال الذي تحصل فيـه تقلبـات سـعر الصـرف الخارجـي فــي الـبــلد المتبعة لقاعدة الذهب ،والتي ل يمكن لهــا أن
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
114
تتجاوز نفقات نقل الذهب ،وعمومــا يــمكــــن تفســير العمليــة علــى النحو التالي: لو إرتفع الطلب على الدولر المريكي في فرنسا مثل نتيجة للعجــز الحادث على مســتوى ميـــــزان المــدفوعات الفرنســي مــع الوليــات المتحــدة المريكية ،مما يعني إرتفاع ســعر صــرف الــدولر .وقــد يفــوق هــذا الرتفــاع ســعر التعادل مضافا إليه نفقات التأمين والشحن ،الشئ الذي يستوجب على المستورد الفرنسي شراء الــذهب مـن فرنســا وتحمــل نفقـاته قصــد إرســاله إلــى المصـــــدر المريكي ،بدل من شراء دولرات أمريكية فــي ســوق الـــصرف .وهــــذا السـعـــر يـؤدي إلــى خروج الذهب من فرنسا )حد خروج الذهب( مما يمكن ميزان مدفوعات هذا البلد من استعــادة التوازن ،ومنه ارتفاع سعر الفرنك والعــودة بسعر الدولر إلى حدوده الولى ،وعند انخفاض سعر الــدولر إلــى مــا دون الحــد الدنى ،سيتم خروج الذهــــب مــن الـــوليات المريكيــة باتجــاه فرنســا ) دخــول الذهب إلى فرنسا ( ،الشيء الذي يعيد لميزان المدفــوعـــــات المريكيــة توازنه و بالتالي ارتفاع سعر الدولر و العودة به إلى حدوده الولى .. : 2/2نظام سعر الصرف الثابت القابل للتعديل لقد إتفق المشاركون في مؤتمر بروتن وودز على ضرورة تبني أسعار صرف ثابتة يمكن تعديلها بشروط ،مــن خلل تثبيت قيم العملت على أساس وزن معين من الذهب و اللتزام بالمحافظة على اسعار تـعــادل العملت ،على أن يكون الدولر العملة الوحيدة القابلة للتحويل إلى ذهب ،فارتبطت عملت البلدان العضاء في الصندوق بهذه العملة ،وأصبحت إلى جانب الذهب أداة للحتياط والتسوية ،تحظى بقبول البنوك المركزية ،لتأكدها من إمكانية تحويلها إلى ذهب في أي وقت .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
115
لقد حدد صندوق النقد الدولي مجال تقلب أسعار صرف العملت بدللة الدولر ب %2 (ثم عدل اثر اتفاق واشنطن في ديسمبر 1971ليصبح ) %4.50مع التزام الدول ،من أجل الحفاظ على أسعـار الصرف ضمن هذا المجال ،إتباع سياسات اقتصادية ونقدية مناسبة من خلل تدخلت البنوك المركزية ،إما بشراء أو بيع العملت في سوق الصرف ويمكن للدولة أن تخفض أو ترفع من سعر عملتها إلى حدود % 10من سعر التعادل دون استشارة الصندوق إذا حدث اختلل أساسي ) هيكلي( في ميزان مدفوعاتها ،أما إذا تجاوز التعديل هذه النسبة فإن الدولة العضو ملزمة بأخذ موافقة الصندوق. ومنه نستنج أن استقرار أسعار الصرف في ظل نظام بروتن وودز، ل يعني الجمود المطلق ،بل يتغير وفق ظروف ميزان المــدفوعات ،إل أنه ل يطلق العنان للدولة في التصرف في تحديد أسعار الصــرف ،بــل يســتوجب حصــولها علــى موافقــة الصــندوق حــتى ل يكــون اســتقرار الصــرف عـرضـة للنتهاك من جراء التعديلت المتوالية. : 2/3نظام سعر الصرف المرن إن تحديد سعر صرف العملت في ظل نظام التعويم، يختلف باختلف الطريقة التي يتم من خللها ربط العملة الوطنية بأشكال الربط المختلفة أو تركها حرة تتحدد وفق ظروف السوق، ويمكن التميز بين ما يلي : -2/3/1التعويم المطلق)الحر( :ا لذي ل يستلزم تدخل السلطات النقدية في تحديد سعر صرف العملت بحيث يتغير هذا الخير على مستوى سوق الصرف يوميا حسب قوى العرض والطلب ،وتخــضــع التقلبات لتأثير توقعات وحاجيات المتعاملين في السوق وكذا المؤشرات القتصادية والنقدية للبلد. ويتميز هذا النظام بالتعديل الذاتي حيث أن كل اختلل يؤدي إلى تغيير أسعار الصرف، مما يستلزم حدوث آثار كمية على مستوى الصادرات ،وبالتالي تخفيض الختلل الولي . -2/3/2التعويم المقيد ) المدار( : ونقصد به تقييــد التعــويم مــن خلل تــدخل البنــك المركــزي فــي ســوق الصرف ،إما بائعا أو مشتريا للعملت الجنبية ،أو قصد الحفاظ ـ ـ ربــط العملة الوطنية بعملة أحادية :وهــو أســلوب اعتمــدته 46دولــة ،نصــف
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
116
هذا العدد يمثل الدول النامية ،حيث يتم الربط غالبا بالدولر المريكــي أو إحدى العملت الرئيسية التي يتم من خللها إرساء القيمــة المحــددة يوميا في سوق الصرف للعملة الوطنية . -2/3/3ربط العملة الوطنية بسلة من العملت : فإمــا أن يكــون الربــط نســبة إلــى حقــوق الســحب الخاصــة ،الــتي يصدرها صندوق النقد الدولي أو ينسب الربط إلى سلة من عملت أهم المتعــاملين التجــاريين مــع البلــد ،ويتحــدد الســعر علــى أســاس حجــم المبادلت وتدفقات رؤوس الموال. -2/3/4المرونة المحدودة إتجاه عملة الربط : هذا النظام يحدد ضمن مجال معين ،مســتوى تذبــذب العملــة الوطنيــة إتجاه عملة الربط وقد أعتمد هذا نظام أربعة دول خليجية . -2/3/5المرونة المحدودة في إطار التعاون النقدي : ويقصد به النظام النقدي الوروبي الذي يضم 10دول أوروبية ،عملت علــى ربــط عملتهــا ببعضــها البعــض مــع تركهــا معومــة إتجــاه العملت الخرى. -2/3/6مرونة بدللة مجموعة مؤشرات : إن البلدان الخمسة التي إنتهجــت هــذا النظــام تعمــد إلــى تعــديل آلــي ) أوتومــاتيكي ( لعملتهــا وفــق التغيــرات الــتي تحــدث علــى مســتوى المؤشرات المنتقاة ،وهو ما يعرف بسعر الصرف الفعلي الحقيقي . . : 2/4نظام الرقابة عــلى الصرف ذهب الكثير إلى ضرورة تدخل السلطات النقدية قصد تلطيف التذبذبات الحادة الناتجة عن التعويم أو ربط العملة الوطنية بالشكال التي بيناها سابقا ،والبعض منهم أكد على ضرورة فرض رقابة على عمليات الصرف الجنبي للحفاظ على القيمة الخارجية للعملة. : 2/4/1مفهوم الرقابة على الصرف يقصد بالرقابة على الصرف ،ذلك الشراف الحكومي الذي ينظم عمليات طلب وعرض العملت الجنبية ،فل تتيح للمتعاملين حرية التصرف بها بل تفرض إجراءات تقييدية بخصوص ما يتحصلون عليه من حقوق أجنبية وما يدفعونه للخارج . تعني الرقابة على الصرف أيضا ،إشراف الدولة على سوق الصرف من خلل تقييد حركات العرض و الطلب على النقد الجنبي ،بواسطة تثبيت أسعار صرف العملة كما هو الحال في قاعدة الذهب ،وقد إنتشر هذا النظام على نطاق واسع بعد الحرب العالمية الولى خاصة مع
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
117
انهيار قاعدة الذهب .فاعتمدته روسيا سنة 1929ثم ألمانيا في بداية الثلثينات من هذا القرن ثم ساد بلدان أوروبا الوسطى والشرقية وبلد أمريكا اللتينية ثم لجأت اليه أغلب الدول الناميـــة التي تسعى إلى تطبيق سياسة إنمائية. : 2/4/2أهداف الرقابة على الصرف اهم ما تهدف اليه الرقابة على الصرف هو : * حماية القيمة الخارجية للعملة الوطنية المهددة بالتدهور في السواق الخارجية ،باعتبار أن التذبذب في سعرالعملة الوطنية يؤثر في حركة الصادرات والواردات وكذا روؤس الموال ،مما يدفع السلطات النقدية إلى تثبيت سعر الصرف الرسمي بإتخادها لجراءات تخص بيع وشراء العملت الجنبية ،وبالتالي الحيلولة دون المضاربة في العملة الوطنية . * تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات ،من خلل الحد من الواردات بفرض تراخيص الستيراد التي تمنح وفق شروط تحددها السياسة التنموية ،وإحتياطات الصرف وغيرها ،وتشجيع الصادرات من السلع والخدمات ،عوض أن تلجأ إلى تخفيض سعر صرف العملة الوطنية أو اتخاذ إجراءات إنكماشية. * حماية الصناعة من المنافسة الجنبية ،وترقيتها من خلل المتناع مثل عن بيع العملت الجنبية من أجل شراء سلع منافسة لتلك المنتجة محليا أو بيعها بسعر صرف مرتفع عن السعر العادي ،أو تخصيص حصصا لستيراد السلع الضرورية وفرض ضرائب ورسوم على الكمالية منها. * منع نزوح رؤوس الموال إلى الخارج ،عن طريق سن إجراءات قانونية وتنظيمية تقيد أو تمنع هروب رؤوس الموال الوطنية إلى الخارج و توجه إستثمارات النقد الجنبي في المشروعات ذات الولوية و المتضمنة في خطط التنمية القتصادية . تعتبر هذه الهداف جميعها متداخلة ومتكاملة ،تسعى إلى تحقيقها خاصة البلدان النامية من خلل تقنيات و أساليب محددة . : 2/4/3تقنيات الرقابة على الصرف تم التركيز هنا على أكثر التقنيــات شــيوعا إل أنهــا تســعى جميعهــا إلــى تحقيق نفس الهداف المذكورة آنفا. * /اتفاقيات المقايضة :من خلل قيام الدولة باستبدال سلعها مقابل سلع معادلة لدولة أخرى ،دون أن يترتب عن ذلك أي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
118
تحرك نقدي ،وهذا النوع من التفاقيات طبع علقات الدول الشتراكية سابقـا وكذا الدول النامية .. * /اتفاقيات الدفــــع :ويقصد بها التفاق بين بلدين على تخصيص قروض ثنائية لمدة معينة وعلى أساس سعر صرف محدد وثابت ،هدفها تمويل المتبادلت المختلفة . * /اتفاقيات القائـمـــة :تتفق بلدان في إطار المبادلت التجارية الثنائية على منع وضع قائمة مــن السلع ،التي يمكن استيرادها من خلل اللتزام بتقديم ترخيص الستيراد فيما يخص المنتجات التـــي تم التفاق عليها. . * /نظام سعر الصرف الموحد :يتم تحديد سعر صرف إداري رسمي يوميا ،و يكون موحدا لجميـع المعاملت مقابل العملت الجنبية ،تحدده السلطات النقدية على أساس السعر الحقيقي ،لكن بالزيادة قصد تشجيع الصادرات و دخول رؤوس الموال الجنبية و الحد من الواردات. * /سـعــر الـصـرف الــمتـــعدد :تعتمد الكثير من الدول النامية سـعــر الـصـرف الــمتـــعدد ،بهدف تخفيف وقع التقلبات الحــادة في أسعار المواد الولية على القتصاد الوطني وتعديل ميزان المدفوعات ،من خلل توجيه التجـارة الخارجية ،ويقوم هذا النظام على أساس تحديد سلسلة من أسعار صرف العملة الوطنية بالنسبـة لكـل عــمـلة أجـنـبـيـة بغرض شراء وبـيـع الـسلـع الـمخـتلـفة بأسعار مختلفة من طرف فئات عديدة من المستهلكين والمنتجين حسب أهمية كل سلعة في القتصاد الوطني. إل أن الواقع العملي اثبت ان الرقابة على الصرف تقف عائقا في وجه نمو المبادلت التجارية،وتعرقل حرية تنقلت رؤوس الموال من وإلى الخارج ،مما يسبب تخوف المستثمرين من عدم إمكانية تحويل أرباحهم ،كما يؤدي هذا النظام إلى التضخم المحلي و المغالة في تقييم العملة الوطنية مما يساعد على ظهور سوق الصرف الموازي.
الوحدة الثانية عشر :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
119
مـيـزان الـمـدفـوعـات BALANCE DES PAIEMENTS تـمــهـيــد إن تعامل البلدان فيما بينها في مجال المعاملت القتصادية ،يقتضي حصول الدولة مقابل صادراتها من السلع والخدمات ،والذهب ،دخول رؤوس الموال الجنبية ،تستخدم هذه العملت للوفاء بإلتزاماتها المتعلقة بجميع أنواع الواردات ،هذه المعاملت الدولية تحتاج إلى سجل محاسبي يظهرالمركزالمالي للدولة إتجاه بقية العالم ،ومستوى النشاط القتصادي ،داخل الدولة ،إنه ميزان المدفوعات. عـناصـر المــحـور /1مفهوم الميزان واهميته 2
/مكونات ميزان المدفوعات /3التفسير القتصادي لميزان المدفوعات /4إختلل ميزان المدفوعات
/1مفهوم الميزان واهميته قبل التطرق إلى مكونات ميزان المدفوعات و التفسير القتصادي لمختلف أرصدته ،يجدر بنا التطرق إلى مفهوم و أهمية هذا الميزان. 1/1مفهوم ميزان المدفوعات يعرف دومنيك سالفاتور ميزان المدفوعات على أنه "سجل منتظم لجميع المعاملت القتصادية للبلد مع العالم الخارجي في سنة معينة". و يعرف سامويلسون] ) SAMUELSONميزان المدفوعات ،بأنه "سجل منظم لجميع العمليات التجارية ،المالية و النقدية بين المقيمين و غير المقيمين ،في فترة زمنية معينة عادة ما تكون السنة".و يبرز لنا
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
120
من خلل التعريفين ،بعض المصطلحات الساسية التي يجب الوقوف عندها ،و هي : 1/1/1ـ المعاملت القتصادية :طبيعتها مختلفة ،فمنها ما يستلزم تصدير أو إستيراد السلع و الخدمات ،و منها ما يستلزم بيع أو شراء الصول بجميع أشكالها ) النقود ،المخزونات ،المصانع...الخ( بحيث أن ميزان المدفوعات يسجل جميع المدفوعات والمتحصلت التي تؤدي حاضرا أو مستقبل إلى تسوية نقدية ،هذا بالضافة إلى تسجيل المعاملت التي ليس لها مقابل . 2/1/1ـ عنصرالقامة :يقصد بالمقيمين ) مهما كانت جنسيتهم (، جميع الشخاص الطبيعيين و المعنويين الذين تربطهم علقات وثيقة بإقليم الدولة ،و يخضعون لقوانينها و لهم مصلحة ) un centre ( d’intérêtعلى القليم القتصادي الجمركي و السياسي للبلد من خلل قيامهم بالعمليات القتصادية لمدة سنة أو أكثر ،أما غير المقيمين فهم أولئك الذين يعيشون خارج إقليم الدولة بما فيهم المواطنون الذين يزاولون نشاطهم الساسي خارج حدود البلد ، كالسواح ،أعضاء السلك الدبلوماسي ،المنظمات الدولية...الخ ،و منه تعتبر المعاملت القتصادية التى تتم بين هذه الوحدات القتصادية والمقيمين ،بمثابة التعامل بين الداخل و الخارج ،فتسجل في ميزان المدفوعات. 3/1/1ـ سنوية الميزان :يغطي عادة الميزان المعاملت القتصادية التي تتم خلل السنة الميلدية ،و ليس هناك قاعدة تحدد تاريخ بداية السنة ،فمن البلدان من يتخد بداية شهر جانفي لتقييد العمليات في ميزان المدفوعات ،و منها من يبدأ خلل السنة . 2/1ـ أهمية ميزان المدفوعات يحظى ميزان المدفوعات بإهتمام السلطات العمومية ،ذلك أنه يمثل أهمية قصوى في مجالت عدة بحيث أنه: ♦ يسمح بالحكم على الوضعية القتصادية والمالية للبلد خاصة في المدى القصير ،فإذا سجل الميزان حالت عجز معتبرة ، إستوجب على البلد إتخاد الجراءات اللزمة للحد من الواردات. ♦ يوفر معلومات عن المعاملت القتصادية التي يترتب عنها إلتزمات إتجاه الغير ،ويوضح تلك المعاملت التي تتيح وسائل نقدية لتغطية هذه اللتزامات . ♦ يوضح أثر المعاملت القتصادية على الدخل القومي.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
121
يسمح بتوقع تطور أسعار الصرف ،إذ أن تحقيق الفائض ♦ بصفة مستمرة ينعكس إيجابا على سعر صرف عملة البلد )تحسين قيمة العملة في حالة سعر صرف مرن والرفع من قيمة العملة في حالة ثبات سعر الصرف( ،وتحقيق العجز معناه تدهور قيمة عملة البلد في حالة سعر صرف مرن والتخفيض في حالة ثبات سعر الصرف . ♦ يساعد السلطات العمومية على صياغة السياسات القتصادية المناسبة وفق المعلومات التي يتيحها ميزان المدفوعات عن الوضع الدولي للبلد ،فقد يلجأ بلد ما ،نتيجة العجز الهام الذي يعانيه الميزان ،إلى فرض الرقابة على الصرف مثل. ♦ يسمح أيضا ،بتحديد طبيعة وبعد العلقات القتصادية الدولية للبلد مع بقية العالم إذ يظهر ميزان مدفوعات الوليات المريكية ،الحصة الهامة التي يحوزها هذا البلد في التجارة العالمية ،الشيء الذي أكسب الدولر ثقله المعروف في تسوية المدفوعات الدولية . ♦ هو أداة لتقييم وتفسير الظواهر القتصادية المختلفة المرتبطة بالقتصاد العالمي من خلل البيانات الواردة فيه . ♦ يعتبر مؤشرا لتخاد وسائل تصحيحة في حالة عدم توازنه أو اختلله الدائم . 2/مكونات ميزان المدفوعات إن المعاملت القتصادية التي تتم بين الدولة والعالم الخارجي تنشئ متحصلت ومدفوعات من العملت الجنبية ،إل أن هذه المعاملت تختلف من حيث طبيعتها ،وبالتالي تختلف البنود التي تقيد فيها هذه المعاملت ،إل أن جميعها يخضع نظريا لمبدأ القيد المزدوج، إذ أن كل معاملة من المعاملت الدولية تسجل مرتين ،في الجانب الدائن ) ، (+إذا ترتب عليها زيادة دائنية الدولة أو نقص مديونيتها إتجاه الخارج ،و في الجانب المدين ) ،(-إذا ترتب عليها زيادة مديونية الدولة أو نقص دائنيتها إتجاه الخارج .و هكذا ،مبدئيا ،يكون مجموع القيود الدائنة يساوي مجموع القيود المدينة ،و منه فإن الرصيد الحسابي هودائما مساو للصفر. و مما تجدر الشارة إليه ،أن هياكل موازين مدفوعات الدول متباينة فيما بينها ،من حيث كيفيات تصنيف بياناتها ،مما يصعب عملية تقييم آثار المعاملت القتصادية الخارجية على الوضاع المحلية ،بالضافة إلى صعوبة القيام بمقارنة بيانات الموازين لمختلف الدول .لذا يحاول
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
122
صندوق النقد الدولي جاهدا ،توحيد المفاهيم و إتباع طريقة موحدة في إعداد ميزان المدفوعات. على العموم ،يمكن تقسيم بنود ميزان المدفوعات إلى ما يلي: -1/2الحساب الجاري يعتبر من أهم مكونات ميزان المدفوعات ،و يشمل المعاملت المنظورة )الميزان التجاري( والمعاملت غيرالمنظورة )ميزان الخدمات( و كذا حساب التحويلت من جانب واحد. ـ الميزان التجاري 1/1/2 يسمى أيضا ميزان التجارة الخارجية ،و بياناته متاحة في أي وقت ،يشمل هذا البند عمليات تصدير و إستيراد السلع التي يتم تقييمها على أساس .F.O.B ما تفوق قيمة الصادرات قيمة الوردات ،و و يعتبر في حالة فائض ،ل ّ يسجل حالة عجز عندما تزيد الواردات عن الصادرات ،و عادة ما يتم حساب معدل تغطية الصادرات للواردات من خلل العلقة التالية : (الصادرات /الواردات) . X 100 /2/1ـ ميزان الخدمات 2 يقيد هذا الحساب جميع الحقوق و الديون المترتبة عن تبادل مختلف أنواع الخدمات )مصاريف النقل و التأمين ،خدمات البنوك، عوائد الستثمارات ،رسوم الموانئ ،الرحلت إلى الخارج ،(....التي تقدمها الدولة إلى الدول الخرى ،فتسجل في الجانب الدائن ،أو التي تستفيد منها الدولة من طرف الغير ،فتقيد في الجانب المدين . حساب التحويلت من جانب واحد 2/1/3يقيد هذا الحساب مجمل التحويلت الخاصة و العمومية ،من و إلى الخارج بدون مقابل ،سواء كانت في شكل موارد حقيقية أومالية ،و تشمل التحويلت الخاصة الهبات ،التبرعات ،و العانات التي تقوم بها هيئات خاصة غير حكومية )دينية ،ثقافية ،خيرية (...أو أشخاص ،مثل تحويلت دخول المهاجرين إلى بلدهم الصلي ،أما التحويلت العمومية ،فيقصد بها الهبات و العانات القتصادية و المالية و العسكرية والفنية ،التي يقوم بها القطاع العمومي من خلل هيئاته الرسمية إلى الدول الجنبية .وفيما يخص تسجيل هذه العمليات ،فإن التحويلت الحكومية الحقيقية كالمعونات الغذائية مثل ،تقيد في الجانب الدائن من الميزان التجاري و القيد الخر يظهر في الجانب المدين من حساب التحويلت الحكومية بالنسبة للدولة المانحة ،أما بالنسبة للدولة المستفيدة من هذه العانات ،فإن حساب السلع يصبح مدينا ،و حساب التحويلت الحكومية دائنا بقيمة هذه العانات.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
123
2/2ـ حساب رأس المال يضم هذا الحساب جميع المعاملت الدولية التي تتضمن إنتقال رأس المال ،سواء كانت أصول حقيقية أو مالية ،يترتب عنها إلتزامات إتجاه الدولة أو حقوق ،فهي مدينة في الحالة الولى ،و دائنة في الحالة الثانية. و يميز عادة بين نوعين من المعاملت الرأسمالية :طويلة الجل وقصيرة الجل. 1/2/2ــ حساب رأس المال طويل الجل يسجل الحقوق و الديون الناشئة عن تلك التدفقات الرأسمالية من وإلى البلد ،والتي تزيد مدة إستحقاقها عن السنة .و تشمل : كل معاملت الستثمار الجنبي المباشر في الداخل والستثمار المحلي في الخارج. القروض التجارية التي تفوق مدتها سنة . شراء المقيمين لسهم و سندات الشركات الجنبية ،وشراء غير المقيمين لسندات الحكومة الوطنية ،أو لسهم و سندات الشركات الوطنية . القروض طويلة الجل التي تقدمها السلطات الحكومية في دولة ما للسلطات العامة في دولة اخرى. القروض الطويلة الجل التي تحصل عليها حكومة أو هيئة عامة في دولة ما ،من السوق المالي لدولة اخرى. و تقيد الموال التي تتدفق إلى داخل البلد ) القروض الجنبية الممنوحة ،الستثمارات الجنبية ،أقساط سداد القروض التي يمنحها الوطنيون للخارج (...في الجانب الدائن من حساب رأس المال ،فهي تمثل أرصدة من العملت الجنبية ،أما فيما يخص رؤوس الموال التي تنزح إلى الخارج ) القروض الممنوحة للجانب ،الستثمارات المباشرة في الخارج ،(...فتقيد في الجانب المدين من حساب رأس المال الطويل الجل . ـ حساب رأس المال قصير الجل : 2/2/2 تشمل رؤوس الموال القادمة من/أو المحولة إلى الخارج بهدف إستثمارها لفترة معينة تقل عن السنة ،مثل القروض التجارية ،الودائع البنكية بالخارج أو الجنبية في االداخل ،و عادة هي أموال تبحث عن معدلت عليا لسعار الفائدة أو تهدف إلى المضاربة من خلل التذبذبات التي تحدث في أسعار الصرف عبرمختلف البلدان. أما عن التسجيل المحاسبي ،فهي تخضع لنفس المبدأ الذي ذكرناه في حساب رأس المال الطويل الجل.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
124
على العموم فإن العملة المحلية تثأثر بوضعية االميزان الجاري وحساب رأس المال ،إذ أن صادرات السلع والخدمات والهبات المقدمة والمتحصلت من رؤوس الموال ،تؤدي إلى عرض العملة الجنبية في سوق الصرف ،و منه الطلب على العملة المحلية ،فترتفع قيمتها ،و في الحالة المعاكسة يزداد عرض العملة المحلية فتميل قيمتها إلى النخفاض. 3/2ـ حساب التسويات الرسمية يشمل هذا الحساب صافي التغيرات في الحتياطات الدولية الرسمية ،والتغيرات في الصول و الخصوم الدولية للسلطات النقدية الرسمية للقطر خلل السنة بهدف إجراء التسوية الحسابية للعجز أو الفائض الذي حققه ميزان المدفوعات ،عن طريق إجراء تعادل حسابي بين مجموع العناصر الدائنة والمدينة ،من خلل تحركات الحتياطات الرسمية ) الذهب ،عملت قابلة للتحويل ،حقوق السحب الخاصة ، حصة البلد من الذهب في صندوق النقد الدولي( .حيث يمكن للدولة صاحبة العجز أن تصحح ميزان مدفوعاتها عن طريق : إما تسديد قيمة العجز ذهبا أو عملت قابلة للتحويل و بالتالي تخفيض مستوى إحتياطاتها من الصرف . أو طلب قرض قصير الجل من البلد الدائن ،و منه إرتفاع مديونية البلد صاحب العجز. أو تخفيض دائنية البلد اتجاه القتصاد الدولي . أو الستقراض ،إما من بلد آخر أو من السوق المالية الدولية ،أو من منظمة دولية كصندوق النقد الدولي من خلل حقوق السحب الخاصة. أما الدولة التي تحقق فائضا في ميزان مدفوعاتها ،فيمكنها أن تلجأ إلى إحدى الطرق التالية: زيادة إحتياطاتها من الذهب و العملت القابلة للتحويل. تقديم قروض قصيرة الجل للدول المدينة ،و بالتالي ترفع من دائنيتها الدولية. تسديد الديون السابقة المترتبة على البلد صاحب الفائض. على العموم يمكن القول ،أن التحركات في الحتياطات الدولية تستخدم لتسوية العجز أو الفائض في ميزان المدفوعات ،إذ يتحقق التوازن الحسابي بين مدفوعات الدولة و متحصلتها ،لما يساوي
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
125
بالقيمة المطلقة ،رصيد حساب التسويات الرسمية مع مجموع الرصيد الصافي لكل من الحساب الجاري و حساب راس المال. و مما تجدر الشارة إليه ،إن الواقع العملي يفرض إستعمال بند مستقل يسمى "السهو و الخطا" ،يلجأ إليه محاسبوا ميزان االمدفوعات عندما ل تتطابق مجموع الحسابات الدائنة مع مجموع الحسابات المدينة ،نظرا لعدم قدرة النظام الحصائي حصر قيم جميع المعاملت القتصادية التي تتم مع العالم الخارجي. 3/التفسير القتصادي لميزان المدفوعات يشمل ميزان المدفوعات ثلث ) ( 03أنواع أساسية من الرصدة ،يحمل كل منها دللة إقتصادية واضحة ،وهي الرصيد التجاري ،رصيد العمليات الجارية والرصيد الجمالي. ـ الرصيد التجاري: 1/3 يعبر الفرق بين الصادرات والواردات من السلع عن مكانة الدولة في التقسيم العالمي للعمل ،وتخصصها في التجارة الدولية ،و يبين أيضا درجة إرتباطها أوتبعيتها للخارج ،وكذا درجة تنافسية صادراتها. 2/3ـ رصيد ميزان العمليات الجارية يعتبر هذا الرصيد ذا أهمية قصوى من الناحية القتصادية ،إذ يبرز ما إذا كان البلد يعيش "تحت أوفوق قدراته" ) Au-dessus ou Au- ، ( dessous de ses moyensففي حالة تحقيق رصيد موجب ،يعني أن دخار صافي من خلل البلد له قدرة التمويل بإعتبار أنه إستطاع تكوين إ ّ تعامله مع الخارج. أما في حالة تحقيق رصيد سالب ،يعني ذلك أن البلد له إحتياج تمويل دخارالغير(. دخار خارجي )إ ّ كونه يلجأ في هذه الحالة إلى إ ّ مما سبق يمكن إعتبار المعاملت الجارية مؤشرا مهما لقياس قدرات وإحتياجات التمويل لقتصاد ما. 3/3ـ الرصيد الجمالي يشمل رصيد الميزان الشامل ) الجمالي( مجموع رصيد ميزان العمليات الجارية ،تدفقات رؤوس الموال طويلة الجل ،وتدفقات رؤس الموال قصيرة الجل للقطاع الخاص غير البنكي. يعكس الرصيد الجمالي التأثيرات المطبقة على أسعار الصرف، باعتبار أن كل ما هو مسجل في الجانب الدائن من الميزان ،يمثل
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
126
طلبا على العملة المحلية مقابل عرض العملة الجنبية ،الشيء الذي ينتج عنه تحسن في قيمة العملة المحلية مقابل العملت الجنبية المتعامل بها . في الحالة المعاكسة ،إذا ما سجلت العمليات الجارية )واردات( وعمليات رؤوس الموال)صادرات( في الجانب المدين من الميزان، هذا يعني أن عرض العملة المحلية قد إرتفع وإرتفع معه الطلب على العملت الجنبية ،مما يؤدي إلى تدهور قيمة العملة المحلية مقابل هذه العملت. مما سبق ،يتضح أن مختلف بنود الميزان الشامل تظهر بصفة جلية التطور ،وكذا العوامل المحددة لسعر صرف العملة. 4/إختلل ميزان المدفوعات إذا كان التوازن الحسابي كما بّيناه سابقا ،هو تساوي مجموع الحسابات المدينة مع مجموع الحسابات الدائنة ،فإن التوازن القتصادي يّركز على بنود معينة لها دللتها القتصادية دون أخرى، ومنه يظهر العجز والفائض )الختلل( في ميزان المدفوعات. 1/4ـ مفهوم الختلل إن التوازن القتصادي لميزان المدفوعات ،يعني الحالة التي يتحقق فيها التوازن بين الجانب الدائن والمدين في العمليات المستقلة ،إذن فالختلل هو تلك الحالة التي يظهر فيها فائض أوعجز في هذه العمليات المستقلة ل غير . ويقصد بالعمليات المستقلة ،كل المعاملت القتصادية التي تتم مع الخارج دون النظر إلى حالة ميزان المدفوعات أو توجيهه في إتجاه معين ،كالسعي وراء تحقيق التوازن فيه وتشمل هذه العمليات : جميع أنواع الصادرات والواردات المنظورة وغير المنظورة، قصد تحقيق رغبات المستهلكين. التحويلت من جانب واحد للتقليل من التفاوت في مستويات الدخول. حركات رؤوس الموال طويلة الجل التي تهدف إلى التمّلك وتحقيق الرباح ونسب الفائدة المرتفعة. بعض رؤوس الموال قصيرة الجل التي تبحث عن المضاربة والستفادة من تغيرات أسعار الصرف ،أو تهريبها بدافع الحيطة و الحذر. أما باقي المعاملت فهي تابعة موازنة ،هدفها إعادة التوازن في الميزان عندما يحدث إختلفا بين الجانب الدائن و الجانب المدين، فهي ليست عمليات مستقلة ولكنها مشتقة من العمليات المستقلة،
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
127
كحركات الذهب في تسويته للميزان التجاري و كذا زيادة الحتياط من العملة الجنبية أو إستعمالها. نشير فقط الى أن التقسيم بين العمليات المستقلة ،و عمليات الموازنة ليس ثابتا ،فقد يتغير من دولة إلى أخرى وأحيانا حتى في نفس الدولة )فرق بين الماضي والحاضر ( . على العموم ،فإن تحقيق فائض في ميزان المدفوعات يعني أن مجموع العمليات المستقلة الدائنة أكبر من مجموع العمليات المستقلة المدينة ،و العجز في الحالة المعاكسة ،لذا يلجأ عادة إلى تقسيم بنود ميزان المدفوعات وفقا لعناصره التي يمكن إتخاذها كأداة لقياس حالة التوازن القتصادي أوعدمه ،إلى قسمين : ـ عمليات إقتصادية فوق الخط) عمليات مستقلة ( . ـ عمليات إقتصادية تحت الخط ) عمليات مشتقة ( . 2/4ـ قياس الختلل في ميزان المدفوعات هناك عدة طرق عملية لقياس العجز والفائض في الميزان ،و هي: 1/2/4ـ طريقة الرصيد الساسي يعرف بالميزان الساسي ،و هو يمثل المجموع الجبري لصافي أرصدة حساب المعاملت الجارية وحساب رأس المال طويل الجل، وهي عمليات مستقلة في ميزان المدفوعات ،وتتميز هذه البنود بالستقرار النسبي في الجل القصير والدورية والتكرار ،لذلك توضع فوق الخط ،أما المعاملت الخرى فتوضع أسفل الخط ،كونها عمليات موازنة ،ففي هذه الحالة يعرف الختلل أو التوازن في الميزان بأنه إختلل أو توازن الميزان الساسي. ـ طريقة رصيد السيولة الصافية 2/2/4 تنتهج الوليات المريكية المتحدة هذا السلوب الذي يتضمن حسابات ما فوق الخط )العمليات المستقلة( ،ونعني بها مجموع الرصيد الساسي و رصيد رأس المال الل سائل الخاص قصير الجل وحقوق السحب الخاصة بالضافة إلى السهو والخطأ وماعدا ذلك، فهي عمليات موازنة. ـ طريقة التسويات الرسمية 3/2/4 إن وجود معاملت التسوية الرسمية يمكن أن يكون مؤشرا لختلل في ميزان المدفوعات ،فصافي معاملت التسوية الدائنة تعتبر مؤشرا على تجاوز قيمة البنود المدينة البنود الدائنة المستقلة ،وهو ما
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
128
يعبر عن العجز في ميزان المدفوعات ،بينما تعني صافي معاملت التسوية المدينة تحقيق فائض في ميزان المدفوعات. وهذه الطريقة في قياس العجز والفائض ،أوصى بها الصندوق النقدي الدولي ،إذ يعتبر العمليات المستقلة مجموع العمليات المستقلة في رصيد السيولة ،مضافا إليها رصيد رأس المال السائل الخاص قصير الجل. ويمكن تلخيص ما سبق ذكره ،في الشكل التالي: ـ الرصيد الساسي= رصيد الحساب الجاري +رصيد حساب رأس المال طويل الجل . ـ رصيد السيولة = الرصيد الساسي +رصيد رأس المال اللسائل الخاص قصيرالجل +حقوق السحب الخاصة + الخطأ و الحذف. ـ رصيد التسوية الرسمية =رصيد السيولة +رصيد رأس المال السائل قصير الجل. لقد بّين الواقع العملي ،أن إتخاذ طريقة الفصل بين العمليات القتصادية المستقلة والموازنة كمعيار لقياس الفائض والعجز في قدة نسبيا و يكتنفها الغموض عند ميزان المدفوعات ،هي عملية مع ّ محاولة التفرقة بين العمليات المستقلة والموازنة ،فعلى سبيل المثال، جها لتسديد إذا إقترضت دولة ما من الخارج ،فقد يكون هذا المبلغ مو ّ العجز في ميزانية الدولة)عملية مستقلة( ،وقد يكون الغرض من ذلك زيادة الحتياطي المركزي من الذهب والعملت الجنبية )عملية تابعة( أومن أجل تحقيق كل الهدفين . ومن النتقادات أيضا ،لجوء بعض الدول إلى فرض رقابة على الصرف أو تقييد الواردات لسد العجز في ميزان المدفوعات ،وهذه الجراءات الحمائية تعمل على إحداث توازن مصطنع لميزان المدفوعات. 3/4ـ أنواع الختللت في ميزان المدفوعات تتنوع الختللت التي يمكن أن يتعرض لها ميزان المدفوعات، باختلف أسباب حدوثها ،وليقتصر الختلل على حالة العجز فقط ،كما .يظنه البعض ،ولكنه يشمل أيضا حالة الفائض يتحقق الفائض عندما يفوق مجموع إيرادات الدولة إلتزاماتها من العملت الجنبية ،وهذا يعني أن الدولة دائنة إتجاه باقي العالم ،ولديها
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
129
طاقات غير مستغلة ،لكن الطلب المتزايد على صادراتها يعمل على الرفع من مستويات السعار ،ومنه إنتشار ظاهرة التضخم . حيث يدخل النشاط القتصادي حلقة توسعية ،تتضمن إختلل بين السعار والجور ،فتضطرب العلقات بين فئات المجتمع ،كما أن الفائض يم ّ كن العوان القتصادية من اللجوء إلى الستيراد لرتفاع دخولهم ،ويم ّ مالها ،أي كن الجانب بإستغلل موارد الدولة ومجهودات ع ّ عملية إستنزاف لطاقاتها وخيراتها النتاجية . أما العجز ،فهو تلك الحالة التي تكون فيها حقوق الدولة إتجاه العالم الخارجي غير كافية لتغطية إلتزاماتها ،مما يعني أن الدولة مدينة للخارج ،بحيث أنها تعتمد على وارداتها من السلع و الخدمات رغم أن قدراتها و طاقتها الذاتية ل تسمح بذلك ،فهي تعيش في مستوى يفوق إمكانيتها الحقيقية ،و يؤدي هذا الوضع إلى تدهور قيمة العملة المحلية و إنخفاض الطلب الجنبي على صادراتها من السلع و الخدمات ...الخ، و كما تجدر الشارة إلى أنه ليس كل عجز هو شر وجب تفاديه ،فمثل تحقيق العجز في ميزان مدفوعات دولة نامية ،يعمل على تطوير إقتصادياتها خاصة في المراحل الولى من التنمية ،بحيث تستورد دات و تجهيزات لبناء جهازها النتاجي. مع ّ نميز عادة بين نوعين من الختللت ،إختلل مؤقت يحدث نتيجة بعض التغيرات القتصادية قصيرة الجل ،و ل يتكرر في السنة الموالية، أو فيما يليها من السنوات و ل يستدعي هذا الوضع القيام بأية سياسة للتخلص منه ،باعتبار أنه يزول بزوال السباب المنشئة له. أما الختلل الدائم ،فهو ذلك الختلل الذي يستمر طوال سنوات عديدة بسبب الظروف القتصادية السيئة التي تسيطر على النشاط القتصادي بصفة دائمة. 1/3/4ـ الختلل المؤقت ينقسم بدوره إلى عدة أنواع نوجزها فيما يلي : الختلل العارض :ناجم عن خلل طارئ أو عارض ،سرعان ما يتلشى بزوال السباب التي أفضت إلى حدوثه ،دون الحاجة إلى تغيير أساسي في الجهاز القتصادي للدولة أو في سياستها القتصادية، كحدوث كوارث طبيعية تصيب المحاصيل الزراعية لبلد معين ،فتقل صادراته مما يسبب عجزا في حسابه الجاري ،بينما يزداد الطلب العالمي على نفس المنتجات في بلد آخر فيحقق فائضا. الختلل الموسمي :يحدث هذا النوع من الختلل في البلدان التي تعتمد صادراتها على منتجات موسمية في فترة معينة من السنة ،كأن ترتفع صادرات الغاز الطبيعي الجزائري خلل فصل الشتاء ،و ل يتطلب
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
130
علج هذا الختلل سياسة إقتصادية معينة ،لنه من الممكن أن يعود التوازن في نفس السنة . الختلل الدوري :عادة يصيب هذا النوع من الختلل البلدان الرأسمالية ،إذ يرتبط بفترات الرخاء و الكساد في القتصاد ،فحدوث العجز أو الفائض ،يعكس اختلل دوريا نسبة إلى الدورة القتصادية، وتساهم التجارة الخارجية بقسط كبير في إنتقال هذه التقلبات من دولة إلى أخرى ،خاصة إذا كان إقتصاد الدولة محل الختلل ذو مكانة هامة في القتصاد الدولي ،ويتم علج هذا الختلل بإتباع سياسات نقدية و مالية ملئمة. الختلل التجاهي :هو ذلك الختلل الذي يظهر في الميزان التجاري على وجه الخصوص ،يصيب عادة موازين مدفوعات الدولة النامية ،التي هي بصدد النتقال من مرحلة التخلف إلى مرحلة النمو، باعتبار أنه خلل الفترات الولى من التنمية ،يزداد الطلب على الوارات من المواد الولية والتجهيزات النتاجية و السلع الوسيطة ،دون أن يقابل ذلك نفس الوتيرة من الصادرات ،و عندها يحدث الختلل الذي يتم تسويته عن طريق تحركات رؤوس الموال. ـ الختلل الدائم 2/3/4 يعزي خبراء الصندوق النقدي الدولي هذا النوع من العجز إلى الفراط في مستويات الطلب الداخلي الذي ينهك موارد البلد من إحتياطاته الخارجية لتسديد قيمة وارداته ،أو بسبب مستويات التضخم العالية االناشئة من الرتفاع المتواصل في السعار الداخلية مقارنة بالسعار الجنبية ،وهو ما يطلق عليه إسم " الختلل الساسي" ومعالجته تستلزم تصحيح سعر صرف العملة االمحلية ،بإعادة تقييمها نحو النخفاض )تخفيض قيمة العملة( ،و عندما تكون مصادر الختلل خارجية كارتفاع أسعار المواد الولية أوارتفاع معدلت الديون الخارجية، صف العجز بالهيكلي ،حيث أدخل هذا المفهوم بداية من السبعينات و ُو ِ أستحدثت في شأنه عدة أدوات ،قصد تصحيحه كآلية التمويل الممتد وغيرها. على العموم ،فالعجز الدائم هو إختلل جوهري يّتسم بديمومة أسبابه والمتمثل في عدم مرونة الجهاز النتاجي و تغير هيكل العرض و الطلب الخارجيين على السلع ،الظروف القتصادية غير الملئمة و الدائمة ،الصدمات الخارجية .....الخ. دة ،من الختلل الدائم ،مما إنجر عن وتعاني معظم الدول النامية ،بح ّ هذا الوضع إستنزاف الدولة لمواردها من العملت الجنبية و الذهب،
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
131
م اللجوء إلى القتراض الخارجي بشتى أنواعه ،و منه تستقر بين ومن ث ّ أحضان مشروطية الصندوق ،قصد إستعادة توازناتها الخارجية. وحتى الفائض المستمر الذي تسجله موازين مدفوعات الدول المتقدمة ،هو وضع غير مرغوب فيه وجب التخلص منه ،كون أن الفائض لدولة ما ،يعني تحمل دولة أخرى لعجز على مستوى ميزان مدفوعاتها ،ذلك أن كل قيد يسجل في ميزان دولة ما ،يقابله قيد بنفس القيمة في ميزان الدولة الخرى المتعاملة معها.
الوحدة الثالثة عشر : تسعيرة الدينار الجزائري COTATION DU DINAR ALGERIEN تـمـهـيـد باعتبار أن الجزائر بلد نامي ،فلقد تعرض كغيره من الدول إلى الثار التي خلفتها الزمة القتصادية العالمية ،خاصة في العقد الثاني من الثمانينات ،هذا بالضافة إلى أسباب داخلية متعلقة أساسا بطبيعة البنيان القتصادي و تنظيمه ،كان لزاما عليه أن يتخذ أسباب الصلح و التغيير القتصادي و المالي ،و من بين الجراءات التي تم إتخاذها سياسة سعر الصرف ،و ذلك من خلل التخفيض من قيمة الدينار الجزائري ،قصد العودة به إلى قيمته الحقيقية ،و بالتالي تحفيز
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
132
الصادرات التي كان أغلبها مرهونا بالمحروقات ،و كذا الحد من الواردات . 1ـ نظام الصرف و تسعيرة الدينار مباشرة بعد تخلي الجزائر عن منطقة الفرنك الفرنسي في أكتوبر ، 1963عملت على تطبيق نظام الرقابة على الصرف مع جميع البلدان المتعاملة معها ،بحيث كانت قابلة تحويل الدينار محدودة جدا بالنسبة للمقمين فقط ،مما سهل عملية تسيـــير العملة هذا بالضافة إلى أن السلطات النقدية إمتنعت عن فكرة تخفيض القيمة الخارجية للدينار للعتبارات التاليـــــة: * ل يكون للتخفيض أثر على تصدير المحروقات التي تتحدد أسعارها في إطار منظمة الوبيك. * التخفيض ليؤدي إلى تنويع الصادرات ذلك أن القتصاد الجزائري يفتقد إلى الفائض. * يعمل التخفيض على إندثار القدرة الشرائية للمواطن ،كون أن غالبية المواد الغذائية الضرورية هي مستوردة من الخارج . إذن فاستقرار سعر صرف الدينار هي السمة الغالبة التي طبعت القتصاد في ظل نظام اقتصادي يقوم على التخطيط المركزي و صرامة نظام الرقابة على الصرف. إل أن هذا الستقرار كان مبنيا في الصل ،من حيث نظام التسعير و الصرف ،على الفرنك الفرنسي ،فمع تدهور قيمة هذا الخير لجأت الجزائر إلى إستعمال سلسة من العملت لتحديد قيمة الدينار .ثم بعدها إتباع سياسة إنزلق الدينار) (glissementبهدف تخفيف حدة الصدمات التي وقعتها الزمة القتصادية العالمية بداية من سنة .1986 ونحاول في هذا المبحث التعرض لمراحل تطور نظام الصرف الجزائري ،الذي إتسم طوال عشريتين أو يفوق ،بالتسيير الداري و بعده عن الواقع القتصادي ،و تجلى ذلك من خلل أنظمة التسعير التي عرفت فيما بعد مرونة نسبية تجلت في قابلية تحويل الدينار جزئيا قبل الوصول إلى قابلية التحويل بالنسبة للعمليات الجارية. 1/1ـ نظام ثبات سعر الصرف ) 1964ـ ( 1987 إن الكيفية التي تمت بها تسيير سعر صرف الدينار خلل هذه الفترة ،لم تمكن من تحديد قيمة الدينار مقابل العملت الجنبية على أساس معايير إقتصادية و مالية ،قد سبق التطرق إليها في الجانب النظري ،بل هي عبارة عن قيمة إدارية بحتة .ل علقة لها بأداء و كفاءة القتصاد الوطني.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
133
و هنا يمكن التمييز بين مرحلتين : -1/1/1مرحلة 1964ـ : 1973 حدد سعر التعادل للدينار الجزائر 18،0غرام من الذهب عند تداوله سنة 1964وهو الوزن الذي يجب أن تتقيد به الدولة الجزائرية، بصفتها عضو في صندوق النقد الدولي. تجدر الشارة إلى أن سعر الصرف الدينار كان ثابتا مقابل الفرنك الفرنسي و ذلك الى غاية سنة 1969وهو تاريخ تخفيض قيمة الفرنك مقابل الدولر المريكي ،وإستمر إرتباط الدينار الجزائري بالفرنك الفرنسي رغم أن الدينار لم يتبع الفرنك عند تخفيضه . كان من شأن هذا الرتباط أن عرف الدينار إنخفاضا مستمرا مقابل أهم عملت البلدان التي تتعامل مع الجزائر تجاريا ،و ذلك نتيجة الضعف المتواصل للفرنك الفرنسي ،و مع إنهيار نظام بروتن وودز المبني على أساس ثبات أسعار الصرف و إقرار مبدأ تعويم أسعار صرف العملت و عدم ربطها بالذهب حسب ما تنص عليه المادة الرابعة المعدلة لتفاقية صندوق النقد الدولي ،أخذت الجزائر بنظام جديد لتسعيرة الدينار. -1/1/2مرحلة 1974ـ :1987 عقب انهيار نظام بروتن وودز و تعميم تعويم العملت، لجأت السلطات النقدية الجزائرية منذ سنة 1974إلى إستعمال نظام صرف يربط الدينار الجزائري بسلة من العملت وذلك قصد الحتفاظ على إستقراره وكذا استقلليته عن أية عملة من العملت القوية أو منطقة من المناطق النقدية هذا بالضافة إلى سعي السلطات النقدية ،آنذاك ،إيجاد نظام تسعيرة يتفادى السلبيات التي عرفها نظام الصرف في المرحلة السابقة والمتمثلة أساسا في : • عدم خضوع تسعيرة الدينار الجزائري لتطور معدلت التبادل • عدم تأثر التسعيرة بتطور رصيد الميزان الجاري. وبالتالي فإن القوة الشرائية للدينار أصبحت تتحدد عن طريق علقة ثابتة بين هذا الخير وسلة من عملت اختيرت على أساس وزنها وأهميتها في المبادلت والتسويات الخارجية. ويلعب الدولر المريكي دور العملة الوسيطة باعتباره العملة الرئيسية التي يتمحور حولها هذا النظام ،بحيث تسمح تسعيرته على مستوى سوق صرف باريس بتحديد تسعيرة بقبة العملت المكونة للسلة ،ومنه تحديد القيمة الخارجية للدينار.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
134
تحسب معاملت الترجيح المستعملة على أساس هيكلة جانب '' النفقات" لميزان العمليات الجارية ،وتمثل كل عملة من عملت السلة حسب وزنها في جانب النفقات للميزان الجاري الذي يشمل : • الواردات من السلع والخدمات. • الفوائد المدفوعة على خدمة الديون الخارجية. • تسديد رأس مال. يتم حساب سعر صرف الدينار باتباع الخطوات التالية: * حساب التغيرات النسبية للعملت المكونة لسلة الدينار الجزائري بالنسبة للدولرالمريكي. * حساب المتوسط المرجح بالتغيرات النسبية للعملت المكونة للسلة بالنسبة للدولر المريكي . * حساب سعر الصرف اليومي للدولر المريكي بالنسبة للدينار الجزائري بإضافة مجموع التغيرات النسبية المرجحة لكل عملة إلى سعر صرف الدولر المريكي بالنسبة للدينار الجزائري في سنة الساس ).(1974 * باستعمال طريقة أسعار الصرف المتقاطعة ،يمكن حساب أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل باقي العملت المسعرة من طرف البنك المركزي الجزائري والمتضمنة في سلة العملت. وهكذا مكنت هذه الطريقة في تحديد قيمة الدينار من توفير الخصائص التالية: • إمكانية تسعيرة العملت الجنبية يوميا ،وبشكل موحد، إنطلقا من نظام التثبيت Fixingبباريس على الساعة الخامسة مساءا. • يمثل سعر الصرف المحصل عليه ،متوسط أسعار الصرف عند الشراء و البيع. -1/2التسيير الحركي لسعر صرف الدينار إن الزمة ال قتصادية العالمية التي ظهرت بوادرها سنة ، 1986أثرت بشدة على القتصاد الجزائري إلى حد النسداد ،و السبب يعود إلى تزاوج أزمتين ذات منشأ خارجي ،و المتمثلة في التدهور الرهيب و المتواصل لسعار المحروقات ،هذه الخيرة التي تعتبر مصدر العملت الصعبة ،هذا بالضافة إلى تذبذب قيمة الدولر المريكي في أسواق الصرف العالمية ،علما ان إيرادات و الصادرات هي مقومة بدللة الدولر المريكي. أدى هذا الوضع بالسلطات الجزائرية ،آنذاك ،إلى التفكير في إدخال إصلحات هيكلية عميقة تمس كافة مجالت القتصاد الوطني ،بما فيها
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
135
المجال النقدي و المالي ،مع التركيز على امتصاص اختلل التوازنات النقدية و المالية الكلية إن على المستوى الداخلي أو الخارجي. و من أجل بلوغ هذا الهدف ) القضاء على الختللت( ،لجأت السلطات النقدية بداية من سنة 1987إلى تعديل سعر صرف الدينار بهدف الموافقة بين المتاح من العملت الصعبة و حجم الطلب على السلع و الخدمات الجنبية ،و ذلك بإتباع الجراءات المرحلية التالية : : 1/2/1النزلق التدريجي هو إجراء يستهدف خفض قيمة الدينار الجزائري بطريقة تدريحية و مراقبة تم العمل به طيلة الفترة الممتدة من نهاية 1987الى غاية بداية 1991و يعود سبب النزلق الى : ضعف إحتياطات الصرف المتاحة. • زيادة ثقل خدمة الدين . • و يمكن تتبع عملية النزلق من خلل الجدول التالي: تطورسعرصرف الدينار الجزا ئري بين 1991_ 1987 بالنسبةللدولر المريكى الملحظــــــــــة سعرصرف تاريخ عملية الدينارمقابل النزلق واحددولر 4’824 نهاية بدايةعمليةالنزلق التدريجي . 4’936 1986 8’032 نهاية تسريع عملية النزلق تماشيا مع ’1191 1987 الصلحات وتيرة تطبيق 12 نهاية . ’8889 1989 استمرار النزلق السريع بهدف 15 نوفمبر استقراره و امكانية تحريرالتجارة ’5949 1990 الخارجية. 16 جانفي 1991 ’7653 استقراره عند هذا المستوى لمدة فبراير 17 ستة أشهر . 1991 22’5 تخفيض بمقدار %22بموجب اتفاق مارس مع صندوق النقد الدولي و استمرار 1991 الوضع الى غاية .1994 سبتمبر 1991
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
136
الملحظ أنه من خلل الجدول أعله ،أن عملية النزلق التدريجي عرفت تسارعا معتبرا بداية من شهر نوفمبر 1990و هي المرحلة التي طبعتها إصلحات إقتصادية مكثفة و سريعة ،و الهدف من وراء ذلك هو بلوغ مستوى مقبول يمكن الدينار من إستقراره. في نهاية سبتمبر ’1991قامت السلطات النقدية ممثلة في مجلس النقد و القرض بتخفيض قيمة الدينار بنسبة %22مقابل الدولر ) ستاندباي( المبرم المريكي ،و ذلك بموجب التفاق الثاني مع صندوق النقد الدولي في جوان ،1991و الهدف من عملية التخفيض هو تحقيق ما يلي: • محاولة تقريب سعر الصرف الرسمي من سعر الصرف الموازي. • جعــل الصــادرات الجزائريــة أكــثر تنافســية فــي الســوق العالمية. • العمل على جعل الدينار قابل للتحويل. • رفع الدعم عــن المنتجــات المحليــة و تــرك أســعارها تتحــدد حسب قوى العرض و الطلب . • الحصول على مساعدات مالية مــن جــراء تطــبيق الشــروط الواردة في إتفاقية الستعداد الئتماني ).(STAND BY إستمر الدينار على هذا الوضع ) 22,5دينار مقابل دولرأمريكــي واحــد( إلى غاية التفاق الذي أبرم مع الصــندوق بتاريــخ أفريــل 1994و الــذي تمخض عنه تخفيض يقدر ب % 40,17أقره مجلس النقــد و القــرض بتاريــخ 10/04/1994و بــذلك يصــل عــدد الوحــدات المقابلــة لــدولر أمريكي واحد إلى 36دينار. :1/2/2نظام جلســـات التثبيت " إن العملت غير القابلة للتحويل ل يمكن أن تكون موضــوع سوق حقيقية وأسعارها تتحدد مــن طــرف البنــك المركــزي" علــى هــذا الساس ،فــإن تحويــل الـدينار و لـو جزئيـا يتطلـب وضــع نظـام يتحـدد بمــوجبه الســعر وفــق قــوى العــرض و الطلــب ،الشــيء الــذي يســمح بالرتفاع التدريجي لحجم المبــادلت الخارجيـة ،فبــادر البنــك المركـزي بتاريخ 01/10/1994إلى تنظيم جلسات أســبوعية " التثــبيت" "هــدفها تحديد سعر صرف الدينار و هي مرحلة انتقالية بغية الوصول في النهاية الى وضع سوق بينية )بين البنوك( للصرف.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
137
و مما ساعد على إنشاء هذا النظام الجديد مايلي : * نجاح برنامج الستقرار و التحكم في الوضع النقدي. * إتجاه معدلت التضخم نحو النخفاض. * تحسن مستوى الحتياطات من العملة الصعبة . كان الــهدف من جلسات " التثبيت": * /تحديد سعر الدينار من خلل المناقصات .Adjudications * /تعزيز قابلية تحويل الدينار في إطار سعره الرسمي. * /خفض قيمة الدينار على مستوى السوق الموازية . اما بخصوص طريقة عمل نظام " التثبيت" فكانت جلسات تضم ممثلي البنوك التجارية المقيمة تحت إشراف البنك الجزائري التي كانت أسبوعية في البداية ،ثم أصبحت يومية في مرحلة لحقة ،أين يقوم البنك الجزائري عند فتح الجلسة بعرض المبلغ المتاح من العملت الصعبة معبرا عنه بدللة العملة المحورية وهي الدولر المريكي ،على أساس سعر صرف أدنى ) ،(Plancher T.Cحينها ،تقوم البنوك بعملية عرض soumissionللمبلغ المراد الحصول عليه و بالسعر الذي يناسبها ،و يتم تعديل سعر صرف الدينار تدريجيا من خلل عرض العملت الصعبة من طرف البنك الجزائري و الطلب عليها من طرف البنوك التجارية ،إلى أن يتحدد سعر صرف الدينار عند أقل سعر معروض من طرف البنوك المشاركة. إن آلية تنظيم هذه السوق من خلل عمليات العرض و الطلب أدت إلى أفول نظام التحديد الداري لقيمة الدينار و بروز سعر صرف شبه حقيقي ،ناتج عن تضارب قوى لعرض و الطلب ،إل أن عرض العملت مازال حكرا على البنك الجزائري و ذلك لوجود عوامل عديدة ،تحدد مبلغ العملت المعروضة ،و بالتالي تؤثر في تسعيرة الدينار ،و نذكر على سبيل المثال: * الحتياطات من العملة الصعبة . * تســديـــد الـديـــــــون الخارجية. * تطور سعر صرف الدولر المريكي على مستوى السوق الدولية. * إيرادات الصادرات من المحروقات قبل إفتتاح الجلسة. و لقد دام العمل بنظام جلسات " التثبيت" طوال مرحلة إنتقالية تجريبية إمتدت إلى غاية ديسمبر ’ 1995لتترك المجال إلى سوق الصرف البينة في تحديد قيمة الدينار. :1/2/3سوق الصرف البينية في إطار برنامح التصحيح الهيكلي الذي يغطي الفترة الممتدة بين أفريل 1995و مارس 1998و إيمانا بالهمية البالغة التي تمثلها
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
138
أسواق العملت الجنبية و دورها في تأمين عمليات عرض و طلب العملت و من ثم تحديد أسعار صرف حقيقية للعملة المحلية ’ أصدر بنك الجزائر بتاريخ 23/12/1995لئحة رقم 95ـ 08تتضمن إنشاء سوق صرف بينية ،يتدخل فيها يوميا جميع البنوك بما فيها البنك الجزائري و المؤسسات المالية ،من أجل بيع و شراء العملت الجنبية القابلة للتحويل ،مقابل الدينار الجزائري. و ينقسم سوق الصرف البينية ،إلى سوق فورية عاجلة و أخرى لجل ، وقد إنطلق نشاطها بصفة فعلية بتاريخ . 02/01/1996 و أصبح من الممكن للبنوك و المؤسسات المالية أن تقوم بما يلي : * /بيع العملة الوطنية ) الدينار الجزائري( للبنوك غير المقيمة مقابل عملت أجنبية قابلة للتحويل. * /بيع العملت الجنبية القابلة للتحويل مقابل العملة الوطنية المودعة في حساب الدينارات المحولة. * /بيع و شراء عملت أجنبية قابلة للتحويل مقابل عملت أجنبية قابلة للتحويل. * /بيع و شراء بين المتدخلين في سوق الصرف البينية العملت الجنبية القابلة للتحويل بحرية مقابل العملة الوطنية. إن أسعار الصرف تتحدد في هذا السوق بقانون العرض و الطلب ،و يقوم الوسطاء المعتمدون ،باستمرار ،بإعلن أسعار صرف العملت الجنبية مقابل الدينار الجزائري و يمكن لهؤلء الوسطاء إجراء مقاصة المدفوعات المتبادلة بنفس تواريخ الستحقاق. : 2نظام الرقابة على الصرف في الجزائر " الرقابة على الصرف ،هو نظام تكون فيه العملة غير قابلة للتحويل و يكون كل شكل من أشكال المبادلت التي تتم بواسطة عملة أجنبية ،مراقبا بصفة شديدة من طرف السلطات النقدية ". و تعني الرقابة " تأمين إستخدام الموارد من العملت الجنبية المتوفرة و المرتقبة طبقا للمصالح الوطنية ،و السهر على عمليات التنازل و الحيازة على بعض عناصر الملك الوطنية من قبل الشخاص المقيمين بالخارج "... مما سبق ،يتضح أن نظام الرقابة على الصرف الجنبي هي أداة في يد السلطات النقدية المركزية لمراقبة حركات العملت الجنبية بإتجاه سعر الصرف للعملة المحلية ،و الخارج و الداخل ،من خلل تحديد يشمل نظام الرقابة على الصرف في الجزائر ،الذي بدأ تطبيقه في أكتوبر ، 1963العديد من المجالت التي تمس المبادلت و التسويات
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
139
الخارجية .و إذ يختلف نظام الرقابة الجزائري عن غيره لتمييزه بالخصائص التالية: • صرامة القوانين فيما يخص شروط حيازة العملت الصعبة ، و كذا تحقيق المبادلت الخارجية. • باعتبار أن الدينار غير قابل للتحويل ،فإنه غير مسعر رسميا في سوق الصرف الدولية. • غياب سوق للصرف داخل التراب الوطني ،أين يتم فيه مقابلة العرض بالطلب وبالتالي تحديد سعر السوق التوازني . و إختيار نظام الرقابة مباشرة بعد الستقلل لم يكن إعتباطيا بالنظر إلى الحالة المزرية التي كان يعاني منها القتصاد الجزائري في جميع مجالته ،فتطبيقه كان يهدف في مجمله إلى : • إعادة هيكلة القتصاد الوطني بعزل هذا الخير عن العالم الخارجي ،و توجيه وسائل الدفع الخارجية المتاحة إلى النشاطات النتاجية ذات الولوية. • حماية الصناعات الناشئة من خلل منع الواردات من السلع المنافسة. • ترشيد استعمال الموارد من العملة الصعبة و المحافظة عليها بمنع هروب رؤوس الموال إلى الخارج . • الحفاظ على استقرار سعر صرف الدينار الجزائري. للشارة فقط ،فإن الهداف كثيرة و متشعبة تختلف باختلف المراحل التي مر بها القتصاد الوطني .و لقد تطور نظام الرقابة على الصرف في الجزائرعبر فترات عديدة إرتبطت بمراحل التنمية القتصادية ،و يمكن تقسيمها إلى فترتين متباينتين يفصل بينهما قانون 90ـ 10 المتعلق بالنقد و القرض الصادر بتاريخ 14أفريل .1990 2/1ـ مرحلة ما قبل سنة :1990 في حقيقة المر ،إن هذه الحقبة ،بدورها عرفت جملة من الفترات التي عرف فيها نظام الصرف بعض التعديلت الناتجة عن قوانين و تنظيمات متميزة. فالفترة الممتدة بين 1962و 1970تميزت بنظام رقابة يهدف لحماية القتصاد الوطني من المنافسة الجنبية و من الدوات المستعملة في هذا النظام : * نظام الحصص الذي قيد التجارة الخارجية ،و كل العمليات المسددة بالعملت الجنبية من خلل خضوعها إلى ترخيص من طرف وزارة المالية.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
140
* الحتكار المباشر للتجارة الخارجية و إبرام التفاقيات الثنائية قصد تنويع و توسيع العلقات القتصادية مع الخارج. و تميزت الفترة الممتدة بين 1971و 1977بتكثيف عملية إنشاء الحتكارات المسيرة من طرف الشركات الوطنية لحساب الدولة، حيث أنه في جويلية 71تم إصدار سلسلة من الوامر تعطي لبعض الشركات حق إحتكار الواردات من سلع الفرع التي تنتمي إليه .كما ألغي المرسوم المتعلق التعاون المالي و القتصادي مع فرنسا ،و تم إقرار غلف مالي سمي بالترخيص الجمالي للواردات ) (A.G.I للستجابة لحتياجات الشركات في مجال مدخلتها من الواردات . و لقد نتج عن هذه الجراءات جملة من السلبيات: * ـ تمركز الصلحيات و بروز نزاعات بين مؤسسات الدولة و الوصاية. * ـ غياب برمجة صارمة فيما يخص واردات المؤسسات المحتكرة و إنتشار أزمة الندرة. * ـ تدهور خدمات ما بعد البيع التي مست المنتوجات الصناعية المستوردة. إن صدور قانون 78ـ 02بتاريخ فيفري ’1978تضمن تأميم جميع عمليات بيع و شراء السلع و الخدمات مع الخارج و نص صراحة على إقصاء الوسطاء الخواص في مجال التجارة الخارجية ،حيث خص الهيئة العمومية وحدها بمباشرة العلقات القتصادية والمالية بين الجزائر و باقي العالم ،هذا و قد مكن هذا القانون مصالح الجمارك من التدخل للسهر على عدم دخول و خروج السلع الممنوعة و غير المسموح بها من التراب الوطني. ثم صدر بعد ذلك قانون 86ـ 12بتاريخ 19/08/1986المتعلق بتنظيم البنوك التجارية والبنك المركزي ،و الذي حدد إطار المنظومة البنكية، و مكن البنوك من إستعادة صلحياتها في مجال الصرف ،إذ خول إلى البنك المركزي الجزائري صلحية التشريع والتنظيم المتعلقين بالصرف في مجال التجارة الخارجية. إل أن هذا النظام أظهر حدوده في خضم أزمة الديون الخارجية لسنة 1986أين دخل القتصاد الجزائري في دوامة ،مست كيانه بسبب النخفاض الرهيب لسعار المحروقات و تدهور قيمة الدولر في أسواق الصرف العالمية . ان القانون 88ـ 01الصادر بتاريخ 12/01/1988المتضمن استقللية المؤسسات العمومية أعطى نتائج ملموسة بخصوص تنظيم و تحديد مهام النظام البنكي والمالي الجزائري ’ و ذلك بالنظر الى المهام الجديدة التي أنيطت الى مؤسسة البنك المركزي المتمثلة في مشاركته في تحضير القوانين المتعلقة بالصرف و التجارة الخارجية ،ثم
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
141
السهر على تطبيقها.وتم أيضا الغاء الترخيص الجمالي للستيراد وتعويضه بميزانية العملت الصعبة .و أصبحت البنوك التجارية ’ بالتعاون مع لجنة القتراض الخارجي بتمويل واردات المؤسسات الخارج في اطار القروض التي تتم بين الحكومات . -2/2مرحلة ما بعد سنة 1990 عرفت مرحلة التسعينات منعرجا كبيرا من حيث التوجه القتصادي إذ كرس قانون 90ـ ’ 10الصادر بتاريخ 14أفريل 1990 المتعلق بالنقد و القرض ميكانيزمات إقتصاد السوق ’ فلقد أحدث ثورة معتبرة في مجال تنظيم المؤسسات النقدية والمالية و أعطى نظرة مختلفة تماما عن النظام الذي ساد قبل صدور هذا القانون ،باعتبار أنه منح صلحيات مطلقة للبنك الجزائري و جعلها مستقلة تماما عن السلطة السياسية. وإشتملت مهامه’ إلى جانب إصداره للنقود في توفير أفضل الشروط لنمو منتظم للقتصاد و الحفاظ عليها بإنماء جميع الطاقات النتاجية الوطنية ،مع السهر على الستقرار الداخلي و الخارجي للنقد ،من خلل تنظيم و توجيه و مراقبة الحركة النقدية و توزيع القرض والسهر على حسن إدارة التعهدات المالية إتجاه الخارج وإستقرار سوق الصرف. و فيما يخص الرقابة على الصرف فقد مسته تعديلت جذرية التي تسمح بانفتاح القتصـاد الجزائري على العالم الخارجي .و قصد تدعيم هذا التجاه ،فقد أسندت مهمة مراقبة الصرف و تنظيم سوقه إلى مجلس النقد و القرض ،باعتباره مجلس إدارة البنك المركزي ،كما يرخص بتمويل نشاطات إقتصادية عن طريق تحويل رؤوس أموال أجنبية إلى الجزائر ،و بالتالي فان قانون 90ـ 10قد جسد مبدأ حرية الستثمار الجنبي و نظم حركة الرساميل من و إلى الخارج ،و جمد القانون رقم 82ـ 13المتعلق بالشركات المختلطة .و لقد أعقب صدور هذا القانون عدة نصوص قانونية تتضمن كيفية تنظيم الصرف و التجارة الخارجية ،من بينها النظام رقم 92ـ 04الصادر بتاريخ 22 مارس 1992المتعلق بمراقبة الصرف الذي أكد على الصلحيات الكاملة المخولة للبنك الجزائري الذي في مجال تطبيق إجراءات مراقبة الصرف ،وإن هذه الجراءات تمس جميع التدفقات المالية التي تتم بين الجزائر والعالم الخارجي. هكذا يظهر جليا أن قانون النقد و القرض أحدث قفزة نوعية في المجال القتصادي والمالي و بالضبط فيما يخص الصرف و التجارة الخارجية ،و قد سمح بتلطيف و تليين تلك النصوص القانونية الصارمة في مجال مراقبة الصرف ،و أسند كل الصلحيات التي تتعلق بالصرف للبنك الجزائري ،من خلل مجلس النقد و القرض ،الذي يمارس
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
142
رقابته على الستثمارات الجنبة في الجزائر و الوطنية في الخارج بطريقة تمكنه من النفتاح على الستثمار الجنبي و تحرك رؤوس الموال الجنبي ،ة في اطار سياسة صرف مناسبة ،قد حظيت بموافقة صندوق البنك الدولي من خلل إقراره لبرامج التصحيح المختلفة المطبقة من طرف الحكومات الجزائرية المتعـاقبة.
الوحدة الرابعة عشر : علقة الجزائر بصندوق النقــد الدولـــي RAPPORT DE L’ALGERIE AVEC LE F.M.I تـمـهـيـد لقد تضررت الجزائر مثلها مثل بقية الدول النامية من الزمة القتصادية العالمية ،التي إرتسمت ملمحها منذ بداية الثمانيات ، و تجسد ذلك من خلل الختللت المثالية ،التي أصابت ميزانية الدولة بداية من سنة 1983و كذا ميزان المدفوعات بداية من سنة 1986 مباشرة بعد إنهيار أسعار البترول في السوق العالمية ،و تدهور قيمة الدولر في أسواق الصرف ،الشيء الذي دفع بالسلطات العمومية إلى إتخاذ إجراءات نقدية و ميزانية قصد إسترجاع التوازنات القتصادية الكلية ،و محاربة التضخم ،العودة إلى حقيقة السعار و كذا خفض العانات الموجهة للمؤسسات ،إل أن واقع القتصاد الجزائري كان يعاني من إختللت هيكلية حالت دون نجاح تلك الصلحات . من أهم تلك الختللت نجد: * إرتفاع الطلب على السلع و الخدمات الموجهة للستهلك و الستثمار. * إرتفاع عرض العمل ) البطالة(. * عدم إستغلل القدرات النتاجية المتوفرة ،ارتفاع التكاليف وضعف المردودية. * تدني النتاج الزراعي. * عجز متواصل لميزان التجاري و مديونية خارجية ضخمة. * تنظيم سيء و غير فعال للقتصاد ،بالضافة الى إستفحال ظاهرة البيروقراطية التي شلت النشاط القتصادي.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
143
هذه السباب و غيرها ،دفعت بالجزائر إلى الستنجاد بصندوق النقد الدولي ،بعد أن إستنفذت جميع الطرق للحصول على قروض خارجية من جهات حكومية أو خاصة ,و سوف نتعرض لمختلف التفاقات التي أبرمت في هذا الشأن . : 1اتفاق الستعداد الئتماني لسنة 1989 من أجل النهوض بالقتصاد و مواجهة الصدمات الخارجية خاصة ،سطرت الجزائر سنة 1989برنامج اقتصادي و مالي مفصل، يهدف الى ضبط القتصاد مع التحكم في المجمعات القتصادية الكبرى.
/1/1المحاور الكبرى للبرنامج * مراقبة صارمة للنقد و القرض . * تحسين وضعية المالية العامة. * العودة الى حقيقة السعار و خاصة ساسة سعر الصرف. و من أجل تمويل هذا البرنامج الطموح ،لجأت الجزائر إلى عقد إتفاق تثبيت سري مع صندوق النقد الدولي لمدة سنة كاملة ،تحصل الجزائر بموجبه على شريحة قرض تقدربـ 155.7مليون حقوق سحب خاصة ) ( DTSإستعملت كليا ،مرة واحدة في شريحة واحدة بتاريخ 30ماي .1990 /1/2مكانة سياسة سعر الصرف في البرنامج من جملة الجراءات التي شملها البرنامج المقترح في رسالة النية المؤرخة في 28مارس ، 1989العمل على تطبيق سياسة سعر صرف مرنة ،تشجع سياسة إحلل الواردات وتوفير مستويات مناسبة من إحتياطات الصرف الدولية ،وتاتي ذلك حسب البرنامج بمواصلة السلطات في تطبيق سياسة النزلق التدريجي المتجه نحو المرونة والتي تسمح بتحقيق الهدف المنشود وهو توحيد التدريجي لسوقي الصرف الموازي والرسمي في خلل 03سنوات . وحسب البرنامج فإنه بمجرد أن يصبح سعر الصرف الرسمي اكثرتعبيرا عن الندرة الحقيقية للعملت الصعبة ،فإنه يمكن السراع في تحرير نظام التجارة والمدفوعات،
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
144
وجعله اكثر اتفتاحا على العالم الخارجي ،خاصة فيما يتعلق بمدفوعات المبادلت الخارجية الجارية. ولقد فقد الدينار اكثر من % 30من قيمته خلل الفترة الممتدة من ديسمبر 1986الى غاية ديسمبر ، 1988لذلك فلقد اتخذ البرنامج إجراءات من شأنها إمتصاص جزءا من السيولة الفائضة في القتصاد، قصد تخفيض الضغط ،المتجه نحو النخفاض ،على سعر الصرف الموازي وتقريب سعر الصرف الرسمي إلى حدود هذا الخير. : 2إتفاق الستعداد الئتماني لسنة 1991 بتاريخ 03جوان ’ 1991عقدت السلطات الجزائرية ’ ثانية ’ اتفاق تثبيت مع صندوق النقد الدولي يمتد الى غاية مارس 10 ) 92 أشهر ( تحصلت بموجبه الجزائر على شريحة قرض بمبلغ 300مليون وحدة سحب خاصة موزعة على أربعة أقساط ’ قيمة كل قسط 75 مليون وحدة سحب خاصة سحبت الجزائر القساط الثلثة الولى في جوان 1991ثم سبتمبر 1991ثم ديسمبر ، 1991بينما القسط الرابع الذي كان من المفروض أن يسحب في مارس 1992تم تجميده من طرف الصندوق لعدم احترام حكومة غزالي محتوى رسالة النية التي تم تحريرها في 27أفريل .1991
/2/1أهداف التفاق الثاني من جملة الهداف التي تضمنها هذا التفاق مايلي: * /إنسحاب واضح للدولة من الحياة القتصادية ،و ترقية النمو القتصادي عن طريق المؤسسات العمومية و الخاصة التي يجب أن تعمل على تنويع الصادرات قصد التقليل من هشاشة التوازنات المالية الخارجية. * /القضاء على التشوهات التي يعرفها الستهلك و الدخار ....الخ ، الناتجة عن الضبط الداري لسعار السلع و الخدمات ،عن أسعار الصرف و كذا تكلفة النقود . */تحرير التجارة الداخلية و الخارجية التي تمكن على المدى القصير من تحقيق قابلية تحويل الدينار. /2/2مكانة سياسة الصرف في البرنامج فيما يخص السياسة المتبعة في مجال تسعيرة الدينار الذي عرف تخفيضا معتبرا من نهاية 1990الى مارس ، 1991فكان للجزائر خيارين :
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
145
* إما أن يعوم الدينار ابتداء من منتصف شهر أوت من سنة 1991 مع العلم أن الجزائر تفتقد الى أدنى تجربة في هذا الميدان ،فالتعويم في هذه الحالة ،الى جانب ضعف الحتياطات الخارجية ’ يؤدي ل محالة الى تدهور رهيب في قيمة الدينار ،و الى نتائج وخيمة على القطاع النتاج ،تكلفة المعيشة و كذا الستقرار السياسي. * إما تخفيض الدينار بحيث ل يتجاوز الفرق بين تسعيرة الدينار الرسمية و تسعيرته في السوق الموازية % 25وهو ما طبقته السلطات الجزائرية . إل أن خبراء الصندوق عند مراجعتهم للتفاق شددوا على بعض النقاط من بينها ،جعل سعر صرف الدولر في حدود 24’5دج ،ثم المواصلة في اتباع سياسة صرف مرنة من خلل تخفيضات جزئية ،و تثبيت الدولر في حدود 26’5دج في نهاية ديسمبر 1991 : 3اتفاق الستعداد الئتماني لسنة 1994 بداية من سنة 1992ـ 1993عرفت الجزائر أوضاعا سياسية و اجتماعية صعبة ،تميزت على الخصوص ب: * /تدهور المالية العامة الذي ازداد حدة بظهور عجز اجمالي للخزينة قدرب % 9من الناتج الداخلي العام المر الذي أحدث ضغوطا تضخمية و زيادة حجم الدين العام. * /تدهور شروط التبادل و اختلل على مستوى ميزان المدفوعات . * /نمو مفرط للكتلة النقدية قدر ب % 212و بالمقابل انخفاض في حجم النتاج. * /وصل معدل التضخم الى حدود قصوى بلغ نسبة % 32سنة 1992و % 20.8 سنة .1993 * /تخصيص سيء للموارد الناتج عن اللجوء من جديد لجراءات تقيدية في وجه المدفوعات و التبادلت الدولية. * /انخفاض اليرادات المتأتية من الصادرات و اللجوء المكثف للواردات. * /ظهور صعوبات هيكلية خاصة في القطاع الفلحي وقطاع البناء. * /ضعف متواصل لنسبة استغلل الطاقات الصناعية ،بحيث أن 50 %فقط من الطاقات هي قيد الستغلل . * /تجاوزت نسبة خدمة الدين سنة % 86 ، 1993من صادرات السلع و الخدمات مقابل % 76سنة .1992
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
146
بداية من سنة ’1994فان الوضعية القتصادية ازدادت تأزما ،و تجذرت الختللت على مستوى القتصاد الكلي نتيجة إنهيار أسعار البترول ،مما دفع السلطات الجزائرية الى عقد اتفاق ثالث في أفريل 1994مع صندوق النقد الدولي ،مدته سنة كاملة ،يسمح باعادة جدولة الديون الخارجية. /3/1أهداف التفاق لقد تمحورت أهداف التفاق حول ما يلي: * العودة إلى النمو القتصادي و العمل على ترسيخ الستقرار المالي. * تشجيع الستثمارات و توفير مناصب جديدة. * الهتمام بقطاع البناء و التركيز على توفير مساكن جديدة من شأنها امتصاص البطالة وتحريك بقية القطاعات. * رفع مستوى معيشة الفئات الجتماعية الكثر حرمانا. * الوصول بنموالناتج المحلي ) الداخلي(الى معدل مستهدف %3 لسنة ، 1994و %6 لسنة .1995 وعليه ،فان البرنامج يسعى الى عودة وثيرة النمو و تحقيق التوازنات الداخلية و الخارجية و تقليص معدلت التضخم. /3/2مكانة سياسة الصرف في البرنامج كان لسياسة سعر الصرف ضمن برنامج الستقرار الثالث ، تركيز خاص بالنظر إلى مايلي: * /تسوية سعر الصرف من خلل تخفيض الدينار مقابل الدولر المريكي بنسبة %40.17وهذا معناه ان قيمة الدينار يجب ان تعكس الواقع القتصادي وهو اجراء من شأنه تسوية المبادلت الخارجية عند مستوى يضمن توازن السوق. * /الوصول الى قابلية تحويل الدينار على المدى المتوسط حتى يتمكن جميع المتعاملين الذين تتوفر لديهم رؤوس اموال بالعملة المحلية ) الدينار( الحصول على العملة الصعبة ،ويتاتى ذلك من خلل توفير احتياطات صرف كافية. * /ربط سياسة سعر الصرف بحجم الواردات ،إذ ل يمكن حسب صندوق النقد الدولي ،اختيار سعر الصرف وحجم الواردات بصفة مستقلة ،وإل ادى ذلك الى احداث الختللت خطيرة في القتصاد ويتوقف الختيار من بين التوليفات المختلفة لسعر الصرف وحجم الواردات على الهداف القتصادية المراد تحقيقها .
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
147
* /اصلح نظام تسعيرة الدينار من خلل اعتماد طريقة التثبيت ) ( fixing : 4اتفاق القرض الموسع للفترة 1998 - 1995 هو برنامج متوسط المدى ،بدأت الجزائر تطبيقه انطلقا من 1أفريل 1995يمتد الى غاية مارس ، 1998تحصلت بموجبه على قرض قدره 1.169.28مليون وحدة حقوق سحب خاصة ،وهو ما يعادل %127.9من حصة الجزائر ،ويتم تحرير هذا المبلغ وفق اقساط بمجرد الموافقة على رسالة النية المتضمنة برنامج التصحيح الهيكلي. / 4/1أهداف البرنامج تمحورت أهداف التفاق الموسع المبرم بين الجزائر والصندوق فيما يلي: * تحقيق نسبة عالية من النمو ،تمكن من امتصاص الزيادة في اليد العاملة وتخفيض البطالة ،بحيث تسعى السلطات الوصول الى معدل حقيقي متوسط للناتج المحلي) (PIBالداخلي الخام خارج المحروقات بنسبة %5خلل فترة البرنامج . * جعل التضخم في نفس المستوى الذي تعرفه البلدان الصناعية ،مع التركيز على سياسة الضبط المالي التي انتهجتها السلطات منذ سنة والتي بدأت تظهر ثمارها. * التخفيف من الثار الظرفية للتصحيح الهيكلي على الطبقات المحرومة. * ضبط سلوك ميزان المدفوعات ،من خلل التركيز على التخفيض التدريجي لعجز الميزان الجاري الخارجي بإنتقال هذا العجز من %6.9 من الناتج الداخلي المحلي الخام لسنة 1994/1995الى %2.2سنة . 1997/1998 * العمل على إرساء نظام الصرف وإستقراره والسعي من أجل تحويل الدينار الجزائري لجل المعاملت التجارية الخارجية. * العمل على تحرير التجارة الخارجية ،برفع القيود المفروضة والمتمثلة أساسا في الضريبة الجمركية ،وجعل هذه الخيرة في مستوى الدول المجاورة. * ترقية زيادة الدخار الوطني ب 5.5نقطة بالنسبة للناتج الداخلي المحلي الخام للفترة الممتدة بين 1994/1995و . 1997/1998 * توجيه الجهود نحو توزيع الموارد ،مع مراعاة القطاع النتاجي ، والمساهمة كذلك في نمو حقيقي للستهلك الفردي خلل فترة البرنامج ،هذا بالضافة الى تفضيل الستثمارات المباشرة النتاجية خارج المحروقات.
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
148
/4/2مكانة سياسة الصرف في البرنامج لقــد أولــى هــذا البرنامــج ،عنايــة فائقــة بــأداة الصــرف ،إذ أقــر سياســة صــرف مرنــة تــدعم تنافســية القتصــاد الــوطني فــي مجــال الصادرات وكذا إحلل الواردات ،ومــن اجــل ذلــك ســطرت الســلطات النقديــة مســعى يتضــمن وضــع ســوق بينيــة للعملت الصــعبة ،وانشــاء مكاتب صرف بداية من شهر جانفي ، 1996ليتم التخلي تــدريجيا عــن نظــام الربــط لســعر الصــرف ،لياخــذ مكــانه نظـام تعــويم مـدار يمكــن السلطات النقدية من مواجهة الصدمات الناشئة عن شروط التبادل. اما فيما يخص قابلية تحويل الدينار ،فإنه تقرراستكمال قابلية تحويله في نهاية فترة البرنامج أي بين سنتي 1997و ، 1998وهي الفترة التي يتم فيها انضمام الجزائر الى المنظمة العالمية للتجارة ،وكذا التفاوض في شأن الشراكة الورو متوسطية. : 5تقييم شامل لبرامج التصحيح إن المتمعن في النتائج المحققة من جراء تطبيق الجراءات المتضمنة في التفاقيات الربعة المتعاقبة ،وبخاصة تلك المتعلقة بالتفاقين الخيرين ،يجد ان هناك ايجابيات يستدل بها خبراء الصندوق في كل مناسبة ،وذلك بتركيزهم على مؤشرات اقتصادية ومالية ،كمية ،تعبر عن مدى التزام السلطات الجزائرية بالهداف المسطرة في البرامج المختلفة ،الشيء الذي يدفع بصندوق النقد الدولي على لسان رئيسها م .كامديسيس الى التفاؤل المفرط بخصوص نجاح برنامج الستعداد الئتماني ،ال ان الواقع الجتماعي للمواطن الجزائري ،يثبت العكس ،من خلل الندثار المتواصل للقدرة الشرائية للجير وتحرير السعار والتسريح المتزايد للعمال ،مما اثر سلبا على مستوى ادخار العائلت التي خصصت ،كلية، دخلها المتاح للستهلك سنة 1995و بالمقابل ،اظهرت الجراءات الخاصة بالحماية الجتماعية حدودها في ضمان حد ادنى من الحماية لمواجهة الحتياجات المتزايدة. أما عن النتعاش القتصادي ،رغم الجراءات الجريئة التي مست اغلب اوجه النشاط القتصادي ،فلم يتحقق بعد وليزال قطاع المحروقات هو المحرك الرئيسي في تطوير القتصاد ،والدليل على ذلك هو ارتباط جميع القطاعات بما يذره هذا ا لقطاع من ايرادات بالعملة الصعبة ،وان أي انخفاض لسعار البترول في السواق العالمية ،كما هو عليه الحال في هذه اليام ،يؤثر سلبا على عملية النطلق المنتظرة للنشاط القتصادي .الى غاية الن ،لزالت مساهمة الصناعة في النمو
سعيدي نعمان – مقياسالنظام النقدي –التقنيات النقدية والبنكية-ت.ع.ب/السنة الولى 2006/2005
149
القتصادي محتشمة جدا ،رغم عمليات اعادة الهيكلة التي عرفها هذا القطاع. وفي الخير ،يجدر بنا الى ان نشير الى ان النتائج المحققة هي ليست وليدة تحسين فعالية النظام النتاج الوطني ،ولم تفض إلى تحسين التشغيل ول الى توزيع امثل للدخل الوطني.