تحليل المنهج المدرسي وتقويمه أوًل :تحليل محتوى المنهج: بدأ ظهور أسلوب تحليل المحتوى بوصفه أداة منهجية وأسلوبًا علميًا للبحث في مجال العلن ,ولكن ما لبث أن طبق في المجال التربوي حيث استخدم في كثير من الدراسات في مجال المناهج وخاصة في مجال المناهج وخاصة في تحليل المقررات والكتب الدراسية ,لنه يعتمد اعتمادًا كبيرًا على عملية التحليل بأتباع خطوات وإجراءات علمية محددة بقصد الوصول إلى هدف البحث وتحقيق مطالب الدراسة. وتبدأ بتحديد مشكلة البحث ففرض الفروض ثم تحديد فئات المحتوى ووحداته محققًا المعايير العلمية في اختيار أداة البحث وعينته متحريًا الصدق والثبات والموضوعية في عمليات القياس والوصف والتفسير. تعريفه: ويمكن تعريف أسلوب تحليل المحتوى بأنه أسلوب للبحث العلمي يستخدم لتحليل محتوى ل موضوعيًا ومنهجيًا وكميًا وكيفيًا ,ووصفه وصفًا علميًا دقيقًا. المنهج الدراسي تحلي ً وحدات تحليل المحتوى: يدخل في تكوين هذا السلوب وحدات تحليل المحتوى وهي عناصر محددة تستخدم كأساس للتحليل فيمكن استخدام وحدة الكلمة ووحدة الفكرة. فئات تحليل المحتوى: التصنيفات والتقسيمات الفرعية لمحتوى المقرر وهي المهارات القرائية والمهارات الكتابية والقيم والتجاهات وتستخدم في وصف المحتوى وتصنيفه لتحقيق أعلى درجة من الموضوعية والشمول وتسهيل استخراج النتائج).السميري ,ص (114,112 ,108 ويمكن استخدام أسلوب تحليل المحتوى في تحليل محتوى مقرر دراسي معين ووصفه وصفاً موضوعيًا وفق قوائم تحليل المحتوى ,ثم تقويمه وفقًا لمعايير المحتوى يتم تحديدها في قائمة تقويم المحتوى.
ثانيا :تقويم المنهج مفهوم التقويم التربوي: يرجع علماء التقويم ظهور مفهوم التقويم عمومَا إلى ماقبل أربعة الف سنة تقريبًا.و يعد التقويم التربوي من أكثر المجالت المزدهرة في الحقل التربوي,فقد نمت الدبيات المتعلقة ف جامٍع به كما ونوعا.وأظهر علماء التقويم و القياس وبالخص التقويم التربوي أختلفًا في تحديد تعري ٍ لمصطلح التقويم التربوي . فقد ضمن هؤلء العلماء والخبراء أدبيات التقويم التربوي عدد كبير من التعاريف حددوا فيه ى الفلسفية ,والنماذج ,والمنهجيات العلمية. وأفكارهم التي تمثل مدى عريضًا ومتنوعًا من المباد ْ ف )تايلر( التقويم التربوي بأنه"عملية تحديد مدى التحقيق الفعلي للهداف التربوية ) إذ عر ّ (Tyler,1950 أما )كورنباخ ,الكين ,ستافليم(فقد عرفوه بأنه "توفير معلومات هامة تساعد في اتخاد القرار. 1
ي بنا التعرف على آراء الخبراء العرب بعد أن تعرفنا على آراء الخبراء العالميين في و حر ٌ هذا المجال .للخروج بحصيلة معرفية نظرية تلم أطراف الموضوع الشائك. يعرف )حمدان (المشار إليه في )عاشور 2004,م ,ص (25تقويم المنهج بأنه "المقياس الذي يحدد فيما إذا كان التلميذ قد حققوا الهداف المنشودة ,كما أنه عملية تربوية تثمينية يجري التركيز على أهميتها نظرًا للدور الذي يمارسه المنهج في تقدير هوية التربية المدرسية و تحقيق أهدافها ". ويستخلص )نشوان 1992 ,م ,ص ( 178تعريف من عدة تعاريف مفاده أن التقويم عملية تشخيصية تعاونية مستمرة تهدف إلى إصدار الحكام عما إذا كان النظام التربوي قادرًا على تحقيق الهداف لدى التلميذ ,وتستخدم من أجل ذلك كافة البيانات والمعلومات التي يمكن الحصول عليها حول النظام التربوي من أجل تصحيح أو تعديل أو تغيير المسار من أجل بلوغ الهداف التربوية) .نشوان , 1992م ,ص ( 178 أما عبد النور )عبد النور 1977,م ,ص ( 283فيبين أن التقويم هو"العملية التي يتم بها إصدار حكم على مدى وصول العملية التربوية إلى أهدافها ,ومدى تحقيقها لغراضها ,والعمل على كشف نواحي النقص في العملية التربوية أثناء سيرها ,واختيار الوسائل والنشطة لتحقيق هذه الهداف ,ثم تقوم الوسائل وأوجه النشاط في ضوء الهداف المنشودة .وبذلك يصبح التقويم وثيق الصلة بالهداف والتخطيط ,والتنفيذ والنتائج .فهو يسعى إلى تحسين النتائج وهذا بدوره يستدعي تغيير الهداف والوسائل والنشاط ,ومن ثم تغيير التخطيط والتنفيذ تبعًا لذلك. يتضح من هذه التعاريف والراء السابقة ,التجاهات المختلفة للمربين حول مفهوم التقويم, واتجاهاته وأدواره .فلم يعد التقويم يركز على أ هداف البرنامج ,بل اتسع مداه واهتماماته ليتضمن عملياته ,وأنشطته ,ومخرجاته ,وتفاعلته مع الجمهور ,وهكذا يستطيع المقومون أن يختاروا من بين هذه النماط و المعايير ما يساعدهم في بناء تصوراتهم الخاصة في عملية التقويم ,والستفادة منها في ل للمشكلت التي قد يواجهونها في تخطيط البرامج والمشاريع وتنفيذها).رجب, استيعاب أفض ٍ 1995م,ص ( 10, 9
تقويم المنهج المدرسي: مفهوم تقويم المنهج: إن مفهوم تقويم المنهج المدرسي يدور في فلك مفهوم التقويم التربوي عمومًا فغايته الساسية هي إصدار الحكام عن مدى صلحية المنهج قبل تطبيقه على نطاق واسع .و من هنا فأن هذه العملية يجب أن تتناول جانبين هما:تقويم تصميم المنهج و بناءه ,وكذلك مكونات المنهج .ولصدار الحكام على هذين الجانبين لبد من تبني جملة من المعايير التي تؤخذ بعين العتبار عند إصدار هذه الحكام,ومضمونه ,أي محتوياته. و ل تقتصر عملية التقويم على إصدار الحكام حول صلحية المنهج وملءمته للفرد والمجتمع ولكن لبد أن تصل إلى عملية اتخاذ القرارات ,ومن هنا ,فإن كل نوع من أنواع التقويم له هدف معين, فالبعض يرى أن غاية التقويم تشخيص جوانب القوة والضعف ,في حين يرى البعض الخر أن الهدف النهائي يجب أن يكون اتخاذ قرارات بشأن المنهج وتحديد ما أذا كان بالمكان الخذ به وتطبيقه كما هو أم تطبيقه بعد تعديله. و لما كان التقويم بوجه عام يحتاج إلى معلومات وبيانات فإنه يحتاج إلى أدوات للحصول على هذه البيانات ,وهنا لبد من استخدام طرائق بحثية علمية مصممة من أجل الحصول على أدق المعلومات والبيانات لكي تكون القرارات المبنية عليها سليمة ويوثق بها .ولهذا لبد من استخدام الطرائق العلمية الرصينة في البحث والستقصاء .وهذا ما جعل المعرفة الخاصة بالتقويم معرفة علمية تخضع لطار فكري محدد .فبعد أن كان التقويم يخضع للممارسة الشخصية العلمية ,أصبح علمًا يقود الممارسة ويوجهها بحيث تعطي أفضل النتائج الممكنة) .نشوان1992 ,م ,ص (233 ,232 2
أما عميرة )عميرة1991 ,م ,ص (250فيعد تقويم المنهج " العملية التي تستخدم فيها نتائج القياس ,وأي معلومات يحصل عليها بوسائل أخرى مناسبة ,في إصدار حكم على قيمة خاصة معينة لدى المتعلم أو على جانب المنهج". و يعرف )مرعي( تقويم المنهج )مرعي وآخرون ,1995,ص (180بأنه "عملية تحديد قيمة المنهاج ,لتوجيه مسيرة تصميمه وتنفيذه ,وتطويره ,وتوجيه عناصره وأسسه نحو القدرة على تحقيق الهداف المرجوة في ضوء معايير محددة سلفًا.". في حين أن )فرج( )فرج 2002 ,م ,ص ( 35, 34و)زكي( )زكي وآخرون , 1993م ,ص ( 23يقصدون به " عملية منظمة جمع وتحليل البيانات و المعلومات والدلة و الشواهد التي تكشف في مجملها عن مدى فاعلية المنهج في بيئات وثقافات متعددة ,وفي إطار أهداف محددة ,وذلك إعداد التقارير الخاصة بالمعلومات التي لها علقة بمنهج معين ,باستخدام كافة الساليب .وذلك لغرض المساهمة في اتخاذ القرار ". ومما ذكر يمكننا الخروج بتعريف عن تقويم المنهج بأنه "عملية منظمة يستعان فيها بالسلوب العلمي في الستقصاء عن المعلومات والبيانات وتحليلها بغرض دراسة وثيقة المنهج والتعرف على أوجه القصور والنواقص فيها ومدى تحقيق الهداف التعليمية وتطويرها بما يتناسب والتراكم المعرفي والعلمي الجاري عالميَاً ,ويسمح لتحويل المحتوى العلمي إلى محتوى دراسي يناسب مستويات المتعلمين.
دراسة المنهج المدرسي كفرع في التربية: مدخل تاريخي : تعد دراسة المنهج المدرسي من الميادين الحديثة نسبيًا ,رغم ورود مصطلح )المنهج المدرسي( في كتابات الفيلسوف اليوناني في القرن الرابع قبل الميلد )أفلطون( وبعض رجال التربية أمثال )كومنيوس( في القرن السابع عشر و)فروبل( المربي اللماني في القرن التاسع ل أن الدراسة المتخصصة والنظامية في المناهج ,وظهور متخصصين في هذا الميدان عشر ,إ ّ ل في القرن العشرين ,فجذور ميدان المناهج تمتد إلى أفكار )جوهان فردريك لم يحدث إ ّ ل واسعًا في الوليات المتحدة المريكية في هربارت( الفيلسوف اللماني الذي لقت أفكاره تقب ًُ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ,وكان )هربارت( ينادي في كتاباته عن التدريس بالهتمام باختيار وتنظيم المادة الدراسية .وقد أدى هذا إلى بعث الهتمام بمحتوى المنهج في ميدان التعليم في الوليات المتحدة في بداية القرن العشرين ,و أصبح النقاش في المناهج من المور التي تلقى جماهيرية .فخلل السنوات الخيرة من القرن التاسع عشر والسنوات الولى من القرن العشرين حدثت بعض التطورات التربوية التي ضاعفت من الهتمام بالمناهج ,فقد شكلت برئاسة )شارلز اليوت( رئيس جامعة هارفارد تقريرها أصدرت لجنة العشرة التي ُ المشهور عام 1893م و تناول هذا التقرير أمور مثل المقررات الجبارية والختيارية ,و المواد المؤهلة لللتحاق بالجامعة ,والمواد العملية ,كما تكونت رابطة هربارت )التي تسمى الرابطة القومية لدراسة التربية( عام 1895م ,و كان لعضاء هذه الرابطة اهتمام بقضية اختيار محتوى المنهج وتنظيمه ,وظلوا على اهتمامهم هذا لكثر من عشرين سنة .كذلك كان )جون ديوي( يجري تجاربه في تطوير المناهج في المدرسة التجريبية بجامعة شيكاجو. و يعد ظهور كتاب )المنهج( لمؤلفه )فرانكلين بوبيت( في عام 1918م بداية تبلور المناهج كمجال متخصص للدراسة ,ثم توالى ظهور كتب في المناهج و متخصصين فيها في عشرينات القرن العشرين الميلدي .فظهر عام 1923م كتاب شارترز الموسوم ب)تشييد 3
المنهج( كما ظهر الكتاب الثاني ل)فرانكلين بوبيت( عام 1924م تحت اسم )كيف تضع منهجًا( و أصدرت الرابطة القومية لدراسة التربية مرجعًا هامًا عام 1926م بعنوان )أساسيات تشييد المناهج وتقنياتها( يقع في جزأين و قد أعدته لجنة من علماء المناهج والمتخصصين فيها ضمت )فرانكلين بوبيت, شارترز جد برئاسة هارولد رج(. ثم كان الدعم الكبير للمناهج كميدان للدراسة في التربية ,بإنشاء أول قسم للمناهج والتدريس في أحد معاهد إعداد المعلمين ,وكان هذا في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا بنيويورك عام 1937م ,و اعتبر هذا علمة بارزة في الميدان) .عميرة 1991 ,م ,ص (16,15 مع تطور دراسات المناهج المدرسية وأدبيات المناهج برزت مفاهيم عن المناهج المدرسية تتناول المنهج باعتباره نظام فرعي ضمن النظام التربوي. المنهج المدرسي كنظام فرعي: يمكن تعريف النظام بأنه الكل المركب من عدد من العناصر ,ولكل عنصر وظيفة ,تقوم بينها علقات تبادلية شبكية ,تجري ضمن قوانين محددة ,وترتبط بعضها ببعض بشكل وظيفي متكامل ,بحيث إذا حدث أي خلل في أي عنصر من عناصر النظام أنعكس هذا الخلل على النظام كله. و المنهج المدرسي بوصفه نظامًا يتضمن مفهوم تنظيم المنهج .وهذا يعني أن نقوم بعملية التحليل والتخطيط.لن ذلك يساعد على تحقيق الهداف بسرعة أكبر وجهود وكلفة أقل. وعلى هذا الساس يتكون المنهج بوصفه نظامًا من عناصر هي ) :الهداف ,المحتوى ,النشطة التعليمية ,التقويم().الدليمي وزميله2008 ,م ,ص ( 9 تقويم المنهج المدرسي كمنظومة فرعية:
والملحظ من عناصر نظام المنهج المذكورة آنفًا أن التقويم يشكل عنصرًا فرعيًا من عناصر نظام المنهج المدرسي وفي هذا الطار يفصل )شوبن )(Choppin, 1748المذكور في زكي وآخرون, 1993م ,ص " ( 23الحتفاظ بمصطلح التقويم التربوي للستخدام في حالة الماهيات المجردة في أشياء مثل البرامج والمناهج والمتغيرات ذات الطبيعة التنظيمية .ويتضمن استعماله إعطاء وزن كقيمة أو جدارة شيء ما "..المر الذي يدعم استخدام مصطلح )تقويم المنهج( في الطار الشمل لعملية التقويم. ومن المتفق عليه في مجال تقويم المنهج أن مكونات المنهج هي المذكورة آنفًا ولكن يختلف هنا العنصر ل على استراتيجيات وطرائق الثالث وهو النشطة يسميها )زكي 1993,م ,ص ( 23التدريس مشتم ً التدريس والوسائط و المناشط التعليمية بالضافة إلى العناصر الثلثة الخرى ,ولكن تناولها للعلقات بين هذه العناصر أو المكونات قد ل يوضح كثيرًا مما تتصف به تلك العلقات من تأثير بالعديد من العوامل التي تخرج عن حدود مكوناته والتي تشمل المكونات الخرى للنظام التعليمي ,وتأثيرات الثقافة القومية)المجتمع( وتأثيرات الثقافات القليمية والنسانية ولعل النظر إلى المنهج المدرسي كمنظومة أو نظام ,أي أن مكوناته ذات علقات فيما بينها وبين خصائصها ,يؤدي إلى تفادي أوجه القصور السابقة ويساعد على تقديم نماذج يمكن استخدامها بفاعليه في تخطيط المناهج المدرسية وتطويرها).زكي1993 , م ,ص ( 24, 23ويؤكد عميرة )عميرة 1991,م,ص ( 257, 256أن تقويم المنهج ذاته يعد جزءًا أو جانبًا من جوانب تقويم المنهج ,وهو أشمل من تقويم المتعلم ,أو نتاج المنهج. علوة على ذلك فان تقويم المنهج ذاته ,يتميز عن تقويم نتاج المنهج بأنه ل ينتظر حتى يتم تعرض المتعلم لكل المنهج وتفاعله معه. ويشير عميرة إلى وجود اتجاهين في تقويم المنهج:تقويم المنهج الخامل أو المنهج الكامن ,وتقويم المنهج الوظيفي أو الفعال. تقويم المنهج الكامن: ويعني هذا تقويم الخطة المكتوبة للمنهج ,أو وثيقة المنهج وهذا التقويم هو الخطوة الولى في تقويم المنهج ,ويشمل هذا :
4
.1تقويم المنطق الذي تقوم عليه الوثيقة ,والسس الفلسفية التي يقوم عليها بناء المنهج ,والساسيات المجتمعية عليه ,وتصوراته عن طبيعة المتعلم واحتياجاته ,و ارتباط التربية والمنهج ,بهما ,ونظرة المنهج للمعرفة. .2تقويم كيفية اشتقاق أغراض التربية أو مقاصدها ,وأهداف المنهج ومدى دقة وملءمة ومنطقية هذا المحتوى ,وصدقه و دللته ,والمعايير التي روعيت في اختياره ,وكيفية تنظيمه أفقيًا ورأسيًا ,ومدى ارتباط هذا كله بالهداف ,وبالمحتوى ,وترجمته لها ترجمة سليمة. .3تقويم نشاطات التعليم والتعلم ,ومدى ما تعكسه من شروط الختيار السليم لها ,وتحقيق التنوع والتوازن بينها ,وعلقتها بالهداف وبالمحتوى ,ويدخل في هذا المواد التعليمية. تقويم وسائل التقويم التي تقترحها الوثيقة ,ومدى تنوعها وكفايتها وشمولها ,وملءمتها ,للحكم على تحقيق الهداف ,وشمولها لتقويم جوانب المحتوى ,ونشاطات التعليم والتعلم. .4تقويم التماسك والترابط والتوافق في بناء وثيقة المنهج ,وإبرازها للروابط الوثيقة بين عناصر المنهج, وتكاملها معًا في وحدة متماسكة متناغمة. .5تقويم الشكل العام لوثيقة المنهج ,ومظهرها ,وتنظيم الغرض ,وتنظيم العرض ,وتبويبه ,وتقويم أسلوبه ,ومدى ملءمته لجمهور المعلمين ,ووسائل تشجيعهم وجذبهم للستفادة من الوثيقة أقصى استفادة ممكنة. أما عن المساهمين في عملية تقويم المنهج فيحددهم عميرة )عميرة 1991,م ,ص ( 257بخبراء المنهج والتخصصين في المادة ,وبعض رجال الفكر المهتمين بالتربية ,ويعد اشتراك المعلمين و الموجهين التربويين وغيرهم من العاملين في الحقل التربوي والتعليمي أساسي في كل مرحلة من مراحل عمليات تقويم المنهج ومنها وثيقة المنهج ,وقد يحصل منهم على ملحظات مفيدة وقيمة تساعد في تحسين المنهج وتطويره. و قد يكون من المفيد عدم النتظار حتى تكتمل وثيقة المنهج ,وتأخذ صورتها النهائية ,ثم يبدأ في تقويمها ,فقد تشكل لجنة استشارية موسعة تضم معلمين ,وموجهين ,ورجال فكر ,وبعض أولياء المور, يعرض عليها ما يتم النتهاء منه من الوثيقة في مراحل إستراتيجية في بنائها ,وذلك حتى يمكن تعديل المسار والوقت ما زال متاحًا لذلك).عميرة 1991 ,م ,ص ( 257 تقويم المنهج الوظيفي: المنهج الوظيفي ,أو الفّعال ,ليس محددًا محسوسًا كوثيقة المنهج ,أو المنهج الكامن ,ذلك أنه يمر من خلل وسط التدريس قبل أن يتحول إلى منهج وظيفي فعال. وبالطبع ,قد تكون هناك صور متعددة لمناهج وظيفية فعالة مصدرها منهج كامن واحد ,أو وثيقة واحدة ,ويرجع هذا بالطبع إلى اختلف المعلمين والمدارس والمواقف التعليمية ,والبيئات التربوية, وغيرها ...مما يؤثر في ترجمة المنهج الكامن إلى منهج وظيفي. وتقويم المنهج الفّعال يشمل العديد من الظواهر:يشمل التفاعل بين التلميذ والمعلمين ,والمواد التعليمية, والبيئات التعليمية ,والمنهج ,التي كثيرًا ما تكون نتائجه غير محسوسة ,أو سهلة القياس مثل عمليات التفكير, والتجاهات ,والمعاني والعلقات ,والمشاعر ,والتي يستدل عليها بطريق غير مباشر عن طريق الستنباط من السلوك الظاهر. و هناك مشكلة أخرى تتعلق بتقويم المنهج الوظيفي ,فإنه كثيرًا ما يجري بمعرفة المعلمين الذين يقومون بتطبيقه ,ولسباب إنسانية طبيعية ,تكون هناك محاولت لخفاء نواحي القصور في فعالية المنهج ناشئة عن قصور من هيئة التدريس ,ومحاولة إرجاعها إلى أسباب أخرى) .عميرة 1991 ,م ,ص (258 مصادر المعلومات لتقويم المنهج: عملية تقويم المنهج عملية علمية تعتمد على مدى الكفاءة في بحث الصلت بين مكونات المنهج وما يجري بينها من عمليات مركبة ,ولذلك فأن هذا المر يحتاج إلى معلومات وبيانات وأدلة عن مدى الكفاءة أي منهج دراسي ,وفي ضوء ذلك يصبح من الميسور اتخاذ القرارات المناسبة .وتساعد المصادر التي يرجع إليها في عملية تقويم المنهج وتطويره بدور كبير في هذا الصدد ,والمقصود بتلك المصادر أولئك
5
المختصين الذين يمكن الستناد إلى أرائهم وما يقدمونه من معلومات وبيانات وأدلة حول المناهج الدراسية موضع التقويم والتطوير).سليم وآخرون 2006 ,م ,ص (179 ول تعد هذه المعلومات والبيانات تقويمًا بحد ذاتها إنما هي وسط مساعد لعملية التقويم والتطوير يستفيد منه القائمون على عملية التقويم ,ويمكن تحديد المصادر بالتي: .1أحكام الخبراء: ُيرجع عادة إلى الخبراء لستقاء المعلومات والراء حول المناهج الدراسية في جميع مراحل تخطيطها وبنائها وتقويمها وتطويرها) .سليم وآخرون2006 ,م ,ص (180 , 179وهم المتخصصون في تصميم المناهج ,والمتخصصون في المادة الدراسية ,وفي القياس والتقويم ,وفي علم النفس التربوي.بالضافة إلى منفذي العملية التعلمية والتعليمية من معلمين ومتعلمين) .نشوان1991 ,م ,ص ( 356 وفي بعض الحوال يعتمد على آراء الخبراء المتخصصين في التصميم والمادة الدراسية عندما يكون المر متعلق بتقويم المواد التعليمية للمنهج من حيث سلمتها من الناحية العلمية واللغوية ,ومن حيث اتصالها بمجرى الحياة المعاصرة ,أو متعلق بتحديد الهداف المرغوب فيها وعن مدى أهمية الموضوعات أو المحاور المختارة من المادة العلمية ومدى ملءمة تلك المادة لمرحلة عمرية معينة) .سليم وآخرون, 2006م ,ص (180علوة على ذلك يتم الستعانة بخبراء في القياس والتقويم ,وفي علم النفس التربوي وبمنفذي العملية التعلمية التعليمية من معلمين ومتعلمين فهم المنفذين الفعالين للمنهج) .نشون1991 ,م ,ص ل أن خبراء التقويم يفضلون العتماد على أحكام الخبراء في حالتين على وجه الخصوص ,الحالة .(356إ ّ الولى عندما ل يكون هناك فسحة من الوقت للحصول على المعلومات والدلة من خلل نتائج التطبيق الميداني ,والحالة الثانية حينما يصعب تجريب كل ما اقترحه الخبراء في مرحلة تخطيط المنهج ,وهذا يعني أن الرتكان إلى أحكام الخبراء فقط كثيرًا ما يكون بسبب عدم كفاية الوقت المتاح للتجريب ,كما قد يكون بسبب قلة المكانات المادية المتاحة لهذا الغرض وفي جميع الحوال تستخدم أحكام الخبراء كأسس لتخاذ القرارات بشأن كافة عمليات المنهج. ويستخدم الخبراء في هذا الشأن مقياس متدرج)0إلى ( 5لعطاء درجات لكل وحدة من وحدات المنهج ل في ح أكثر تفصي ً على تلك المحاور المختارة ,وإذا كانت هناك حاجة إلى تعرف آراء والخبراء حول نوا ٍ محتوى المنهج تقدم لهم عادة أسئلة من أمثلتها: .1إلى أي حد حددت معاني المصطلحات والمفاهيم المتضمنة في كل وحدة بحيث تساعد التلميذ على التعلم؟ . 2إلى أي حد تحتوي المادة التعليمية على ما يكف المتعلمون للسترشاد به في الجابة عن السئلة المتضمنة بالمنهج؟ .3إلى أي حد تم مراعاة التكامل في معالجة الموضوعات التي تحتويها كل وحدة؟ .4إلى أي حد تساعد المادة التعليمية والتوجيهات الواردة في كتاب المعلم ,المتعلم على التفكير والستقصاء والمقارنة بين وجهات النظر المختلفة؟ التقويم و مراحل بناء المنهج المدرسي: إن الطريقة التي تتبع في تقويم المنهج في إطاره الكلي طريقة علمية.فعملية التشخيص والعلج ل علميًا يجب أن تتم وفق خطة معينة تتوافر فيها الشروط العلمية بقدر المستطاع ,سواء كان لكي تكون عم ً التشخيص والعلج متعلقًا بمشكلة صغيرة من مشكلت المنهج أم كان متعلقًا بتقويم المنهج من كافة جوانبه, حقيقة أن المنطلقات قد تختلف ولكن يبقى الجوهر في النهاية واحدًا وهو اللتزام بالتخطيط المبني على أسس علمية. وبصورة عامة يمكن إتباع الخطة التالية في تقويم المنهج: .1تحديد أهداف المنهج: وهو منطلق تقويم المنهج ,فبدون معرفة واضحة لما تتوقعه من المنهج ل تستطيع أن نصدر حكمًا صادقًا عن مدى فعالية أو قيمة هذا المنهج بمعنى آخر فإنه لكي ندرك قيمة المنهج لبد و أن نعرف ماذا نتوقع منه .وكثيرًا ما فشلت محاولتنا في تقويم مناهجنا لننا لم نكن دائمًا نبدأ بتحديد واضح للهداف التي
6
نرغب في الوصول إليها .وعندما ل نعرف الهداف التي نسعى إليها تتبدد الجهود ويصل التفكير وتأتي النتائج خالية من المعنى والمضمون. و الهداف التي تهدى وترشد في عملية التقويم هي تلك التي تكون واضحة ومحددة وسلوكية ومنسقة فيما بينها. .2تحديد المشكلة أو المشكلت التي تدعو إلى تقويم المنهج: ل موجهًا لمواجهة مشكلت واضحة ومحددة ,وهي المشكلت يجب أن يكون )تقويم المنهج( عم ً والسباب الداعية لهذا التقويم فيجب أن تكون هذه المشكلت )السباب(واضحة في أذهان المقومين وقد يكون أحد هذه السباب هو مجرد الحساس بأن المنهج ل يواكب التقدم والتطور العلمي بما يحقق آمال المجتمع في التطور وعبور الفجوة.المهم أنه فيكل هذه الحالت هناك سبب أو أكثر يدعو إلى تقويم المنهج. .3تحديد المجالت التي تتناولها: في هذه الخطوة تحدد الجوانب التي ستتناولها عملية التقويم .هل سيوجه التقويم أساسًا إلى عوامل ترتبط بالتلميذ أم بالمدرس أم بالبرنامج الدراسي أم بالدارة والمكانيات المدرسية أم ببعض هذه الجوانب أو كلها.وهذه المرحلة تمثل مرحلة اقتراح الفروض أو الحتمالت التي يمكن أن يكون لها علقة بالموضوع الذي من أجله سيقوم المنهج.وعلى هذا الساس تكون لخبرة العاملين في مجال التربية والتعليم بوجه عام والمتخصصين في المناهج بوجه خاص قيمة في اقتراح حلول تتميز بالصدق والواقعية .ومما يساعد في الوصول إلى مثل هذه القتراحات إتاحة الفرصة للقائمين على التقويم بتبادل الفكار والراء ومناقشة الجوانب المختلفة التي ترتبط بالمشكلة ,ومن خلل هذا التفاعل تتضح المشكلة وأبعادها والحلول المقترحة لحلها. .4تحديد الوسائل التي ستستخدم في جمع المعلومات: يتم تحديد واختيار الوسائل المناسبة المستخدمة في جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلت وموضوع الدراسة ولكل موقف التقويم أدواته ووسائله.ولما كانت هذه المواقف تتعدد وتتنوع.لهذا فأن أدوات التقويم و وسائله نجدها عديدة ومتنوعة. واختيار وسائل التقويم يرتبط بنوع المشكلة .فاختيار الوسيلة يتوقف على الهدف الذي من أجله ستستخدم هذه الوسيلة وعلى إمكانياته في جمع المعلومات المناسبة. و اختيار الوسائل المناسبة في موقف معين عملية مهمة وجادة ,وذلك لن الحكام التي سنصل إليها في عملية التقويم ستتوقف في المكانة الولى على البيانات والمعلومات ستمدنا بها هذه الوسائل. وكلما كانت البيانات صادقة كلما زادت احتمالت الصدق في أحكامنا.ولهذا فأن توخي الدقة في اختيار وسائل التقويم المناسبة يعتبر من المور الساسية التي يتوقف عليها سلمة عملية التقويم كلها. ولعل المشكلة الحقيقة التي تواجهنا الن عند التفكير في تقويم مناهجنا هو عدم توفر الدوات المناسبة .فهي ل تكون متوفرة بصفة دائمة وكاملة.فالمنهج دائم التغير.والظروف والمشكلت وكل ما يرتبط بالعملية التربوية في تغير مستمر.و الداة التي تصلح لنفس الغرض تحت ظروف مختلفة.ولهذا فل محالة من التفكير الجاد في بناء الوسائل والدوات ستتغير كل يوم.فالمنهج والظروف ل تتغير بمثل هذه السرعة ولكن مع تطور المنهج على مدى فترة من الزمن سيكون ضروريًا إجراء التغييرات المناسبة في وسائل وأدوات التقويم الموجودة .وستكون هناك حاجة إلى بناء أدوات جديدة تتفق مع ما يجد من أهداف ومشكلت) .سليم وآخرون2006 ,م ,ص (178 , 177 .5تفسير البيانات: تحتاج هذه الخطوة الهامة والضرورية أيضًا إلى النظرة الفاحصة وذلك بتعاون بين المتخصص في القياس النفسي والتربوي والمتخصص في المناهج ضرورة يتطلبها تقويم المنهج بطريقة سليمة. وتكمن أهمية وقيمة هذه الخطوة باقتراحها حلول للمشكلة أو المشكلت موضوع البحث.وكلما كانت البيانات صادقة ,وعمليات التحليل والتفسير مبنية على نظرة شاملة وواعية ,كلما كانت الحلول المقترحة أقرب إلى الواقعية والصدق والموضوعية ,وبالتالي تريد احتمالت النجاح في أن تعطي مثل هذه المقترحات إجابات كافية للسئلة المطروحة. .6تجريب الحلول المقترحة: 7
و يتم ذلك بوضع خطة لتنفيذ المقترحات وملحظة أثرها ,وهذا يتطلب إشراك كل المعنيين بعملية التغيير .وما لم يقتنع كل المشتركين في هذه العملية بقيمة التغيير والسباب التي دعت إليه.فان فرص النجاح تكون ضئيلة جدًا إن لم تكن معدومة ,فالقتناع بالفكرة والتحمس لها من الشروط الضرورية لضمان ل يكون مشكلة لو أن المعنيين بهذا إمكانية تنفيذها في المنهج بنجاح.والواقع أن القتناع بالتغيير يمكن أ ّ التغيير قد اشتركوا منذ البداية في عملية التقويم.ولعل هذا هو أحد السباب الرئيسة التي يطالب خبراء ومتخصصو المناهج المدرسية بإشراك المعلمين من بداية العملية. .7متابعة النتائج: ل تنتهي عملية التقويم بانتهاء تنفيذ المقترحات الجديدة بل هي مستمرة بمتابعة تقدير أثرها في تحقيق الهداف المرجوة.وقد يظهر التطبيق مشكلت لم تكن متوقعة.وهذه بدورها لبد وأن تكون موضع بحث ودراسة .وهكذا نجد أن عملية التقويم مستمرة وإن اختلفت البعاد والهداف من موقف إلى آخر. )سليم وآخرون2006 ,م ,ص (179,178 اتجاهات تقويم المنهج: إن تقويم المنهج يتخذ عدة طرق واتجاهات وذلك بتعدد الهداف والمشكلت والمنطلقات التي تبدأ منها فكرة التقويم.ويميزا)مجاور و الديب1977 ,م ,ص (515أربعة اتجاهات رئيسة هي: تقويم المنهج عن طريق دراسة نتائج التعلم باستخدام برنامج متكامل من الختبارات. .1 تقويم المنهج عن طريق دراسة قدرة المدرسة على الحتفاظ بتلميذها حتى التخرج. .2 تقويم المنهج عن طريق متابعة الخريجين. .3 تقويم المنهج عن طريق الدراسة التجريبية. .4 إذًا فعملية تقويم المنهج تقود إلى تصحيح الخطاء وتحسين طرق التعلم ,وتعديل المنهج المدرسي وتطويره ,بحيث يتلءم وطموحات المتعلمين المستمرة ومستوياتهم)الدليمي والهاشمي2008 ,م ,ص (116 فعندما تتم عملية تخطيط وبناء المنهج قد يراعى فيها جميع السس التربوية والنفسية والجتاعية نظريًا ولكن عند التطبيق قد تظهر بعض المشكلت والثغرات التي تحول دون تحقيق الهداف لذلك تتم عملية تقويم المنهج على أسس علمية سليمة حتى يتم التطوير والتحسين للمنهج بالضافة إلى أنها تحدد نواحي اليجاب ل )مجاور و الديب1977 ,م ,ص فتدعمها وتسترشد بها في معالجة نواحي الضعف وتدارك الخطاء مستقب ً 490ــ (492 تقويم وتطوير المناهج في الجمهورية اليمنية: تناولت دراسة عقيل )عقيل 2007 ,م,ص 16ــ (23المراحل التي مرت بها تجربة تطوير المناهج منذ قيام الجمهورية اليمنية إذ يتبين من خلل السرد التاريخي لهذه التجربة ,أن بدايتها لم تكن عملية تطوير حقيقية للمناهج القائمة آنذاك بل تمت عملية دمج للكتب المدرسية بمعطيات تلك المناهج بحسب إشارة عقيل )عقيل ,المرجع السابق,ص ( 16وكان ذلك في المرحلة النتقالية الممتدة ) ل أن استمرار النظامين التعليميين السابقين يقلل 1990ـــ . (1994وبالرغم من حسانات هذا الدمج أ ّ من تلك الجهود. تعد المرحلة الثانية المرحلة الحقيقية لتطوير المناهج وهي الممتدة ما بين )1997م ــ 2006م(ففيها تم تبني صيغة التعليم الساسي وُأقيمت عدد من المشاريع والبرامج التطويرية مثل برنامج التعليم للجميع ,وبرنامج التعليم الكوني ومشاريع اليونسكو والمشروع اللماني ,GTZوبرنامج النماء التربوي ـ E.D.Cــ USوغيرها من المشاريع الدولية المساندة لعملية التجديد التربوي في مناهج التعليم العام التي بحاجة إلى تطوير) .عقيل 2007 ,م ,ص ( 18 وفي إطار تطوير المناهج عقد العديد من الورش التدريبية للكوادر الوطنية لتطوير مناهج التعليم وتم تبني مشروع الميدست) 94ــ 1997م(لتطوير مناهج الحلقة الولى من التعليم الساسي
8
) 1ــ ( 3بمساعدة خبراء من الردن.أما مناهج الحلقة الثانية للصفوف ) 4ــ ( 6من التعليم الساسي فتولى مركز التطوير التربوي)(E.D.Cالمريكي عملية تطويرها بكوادر وطنية).عقيل 2007 ,م, ص ( 19 ويتم في كل مرحلة من مراحل تطوير المناهج مراجعة)تقويم( وثيقة المنهج تتبعها الكتب المدرسية المجسدة لها. طبعًا واكبت تلك المرحلة الكثير من الفعاليات المرتبطة بتطوير محتوى المنهج بالمفاهيم والقيم النسانية .وعن المرحلة الثانية الممتدة )1990ــ (1993من عملية مراجعة المناهج )تقويمها( وتطويرها في اليمن تم تطوير المناهج القائمة بإجراء دراسة تقويمية لمناهج القراءة والعلوم والرياضيات للصفوف الثلثة الولى من التعليم الساسي ثم تله إعداد وثيقة المنهج لكل مادة ثم دليل التأليف ثم تأليف الكتب المدرسية مع أدلة المعلمين ثم تجريب الكتب المطورة ,ثم تعميمها إ ّ ل أنه لم يتم مراعاة جميع تلك الخطوات والجراءات نظرًا لتوقف لمشروع تطوير تلك المواد فتم تجريب جزء من كتب الصف الول ,كما أن كتب الصف الثالث تم تأليفها ولكن لم ُتطبع أو تعمم. في كل ما تم من أعمال أعتمد المشروع على أسس ومعايير محددة مع توفر دعم مالي وفني ل أنه تمثل في الخبرات المتخصصة من اليمن والردن برأي )المخلفي2002 ,م ,ص . (131إ ّ يطرح عدد من السلبيات رافقت هذا المشروع وهي عدم اكتمال كافة الخطوات في المشروع مثل التجريب والتعميم.أما ايجابياته فتتمثل في استفادة الكوادر المشتركة من التدريب وإن لم تكن بدرجتها القصوى . وفي الفترة من )1995م ــــ 1996م( تم القيام بثلث دراسات تحليلية تقويمية للمناهج والكتب ل أنه لم يتم الستفادة منها المدرسية أجراها مركز البحوث والتطوير التربوي إ ّ وفي الفترة)1996م ــــ 2002م( تم تشكيل عدد من اللجان للقيام بمهام مراجعة المناهج وتطويرها ,فقامت بتشذيب وتصحيح عدد من الكتب وإعادة كتابة بعض موضوعاتها,بالضافة إلى تحديث بعض الكتب وتحديث البعض الخر أو إعادة تأليف البعض الخر. وأخيرًا قامت تلك اللجان بعملية تطوير جذري شامل للمناهج ورغم ما رافق هذه المرحلة من بعض ل أنها ل تزال مستمرة وشملت عدة مشاريع أبرزها مشروع تطوير مناهج الصفوف جوانب التعثر إ ّ السنة الولى من التعليم الساسي ,وبدأ المشروع بإجراء دراسة تقويمية للمناهج الحالية تم إعداد الخطوط العريضة لمناهج التعليم الساسي عمومًا ومناهج هذه الصفوف خصوصًا ,وبعد إقرار الخطوط العريضة تم إعداد وثائق مناهج المواد المختلفة ثم النتقال إلى مرحلة تأليف الكتب المدرسية ومراجعتها من قبل فرق العمل. أما المشروع الخر في تطوير مناهج الصفوف ) 7ـــ ( 12فتم القتصار على مادتي العلوم والرياضيات فقط وابتداء المشروع بإجراء دراسة تقويمية لمناهج هاتين المادتين وتمت بقية الخطوات المماثلة لخطوات مشروع التعليم الساسي.ولكن اختلفت آليات وإجراءات التطوير نتيجة لعدم تحديد واضح من الوزارة لهذه الجراءات والليات).المخلفي2002 ,م ,ص ( 133 ويوجه كل من )المطلس1996 ,م ,ص 232ـــ (236و)المخلفي2002,م ,ص 134ـــ (136جملة من النتقادات على إجراءات المشاريع التطويرية يمكن تلخيصها في التي: .تعد عملية تقويم المناهج والكتب المدرسية عملية بيروقراطية )مكتبية( تتم باقتراح الخبراء خطة إعداد المنهج المطور التي تبدأ بتحديد المحتوى وتنتهي بطباعة الكتاب المدرسي وتعميمه.
.
عدم اعتراف النموذج التجريبي بالمنظومة القيمية للمجتمع إذ يعتبر تخطيط المنهج وتطويره عمليات فنية بحتة ل شأن لها بقيم المجتمع.فيجري نقل النموذج إلى مجتمعنا بصورة مشوهة . 9
.
القروض الخارجية ومشورة الخبراء هو المقصد الول لهذه المشاريع فالجراءات التي تتم في كل مراحل المشروع تتطلب استشارة وإشراف الخبراء الذين تدفع لهم مبالغ من أصل هذه المشاريع.
.
افتراض النموذج التجريبي أن ما سوف يحققه التلميذ من تعلم بفعل عامل واحد هو الكتاب المدرسي الذي يمكن تصميمه وإعداده وتنفيذه.
.
افتراض إمكانية برمجة أداء المعلم بدقة وفقًا لتصورات الخبراء مع إسقاط من الحساب العوامل الخرى المؤثرة في التعليم والتعلم كالعوامل البيئية والثقافية والجتماعية والقتصادية . .تجاهل النموذج أثناء التجريب الظروف الواقعية والبيئية للتعليم ,بل يجري في مواقف تعليمية مصطنعة ,أي تجريبية ,كما يحدث في التجارب المعملية. .تكون توصيات الخبراء عادة بعيدة عما يجري في الواقع من ممارسات وعما يواجهه المعلمون من مشكلت.
. .عدم توفر القناعة والرغبة لدى القيادات التربوية ,بأهمية مراجعة المناهج وتطويرها مما يؤدي إلى اتخاذ عدم وضوح السياسة التربوية ,وعدم توفر وثيقة مكتوبة تحدد الفلسفة التربوية ومرتكزاتها.
قرارات غير حاسمة لدعم عملية تطوير المناهج بشكل دوري ومستمر.
.
عدم وضوح أهداف عمليات المراجعة والتطوير لدى القائمين عليها ,وهذا يؤدي إلى عدم تحمسهم في توفير ما تحتاج إليه من إمكانات بالضافة إلى عدم متابعتهم للعمال أول بأول.
.
ضعف التنسيق بين مشروعات تطوير المناهج السابقة مما أدى إلى إهدار كثير من المكانات والجهود.
المراجع: .1الدليمي,طه حسين و الهاشمي ,عبد الرحمن:المناهج بين التقليد والتجديد ,ط , 1دار أسامة للنشر والتوزيع,عمان ,الردن2008 ,م. .2السميري ,لطيفة صالح :تحليل محتوى كتاب تعليم القراءة والكتابة للصف الول البتدائي للبنات في المملكة العربية السعودية وتقويمه في ضوء معايير الخبرة التربوية ,كلية التربية, جامعة الملك سعود .3الغامدي ,صالح بن عبد ال بن غرم ال آل داغش:تقويم نشاطات التعلم في مقرر الكفايات اللغوية للصف الول الثانوي في ضوء مهارات التفكير الناقد المناسبة للطلب),رسالة ماجستيرغير منشورة( ,قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية ,جامعة أم القرى ,الرياض, المملكة العربية السعودية1429 ,هـ. .4المخلفي ,محمد حاتم:معوقات مراجعة المناهج وتطويرها في الجمهورية اليمنية وكيفية مواجهتها ,مجلة البحوث والدراسات التربوية ,العدد السابع عشر ,السنة الثامنة ,مركز البحوث والتطوير التربوي2002 ,م. .5المطلس ,عبده:المناهج التعليمية و واقعها في اليمن ,الطبعة الولى ,المنار للطباعة ,صنعاء, الجمهورية اليمنية1996 ,م. 10
.6رجب ,مصطفى:التقويم التربوي:تطورات واتجاهات مستقبلية ,المجلة العربية للتربية ,العدد الول ,المجلد الخامس عشر ,المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ,تونس ,تونس1995 ,م. .7زكي ,سعد يس وآخرون:تقويم منهج الصف الرابع البتدائي والنشطة التعليمية للعام الدراسي 1992/1993م ,المركز القومي للمتحانات والتقويم التربوي ,القاهرة ,مصر, 1993م. .8سرحان ,الدمرداش عبد المجيد سرحان:المناهج المعاصرة ,الطبعة غير معروفة ,دار النهضة العربية1988 ,م. .9سليم ,وآخرون :بناء المناهج وتخطيطها ,ط ,1دار الفكر ,عمان ,الردن2006 ,م1426/هـ .10عاشور ,راتب قاسم و أبو الهيجاء ,عبد الرحيم عوض:المنهج بين النظرية والتطبيق, الطبعة الولى ,دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ,عمان ,الردن2004 ,م142/هـ. .11عبد النور ,فرنسيس:التربية والمنهاج ,الطبعة الرابعة ,نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع1977 ،م. .12عقيل ,عبد الباسط عبد الرقيب:تطور مناهج التعليم العام الجمهورية اليمنية بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ))معالم التطور ومسوغات التطوير(( ,مجلة البحوث والدراسات التربوية,العدد الثاني والعشرون ,السنة الثالثة عشرة ,مركز البحوث والتطوير التربوي ,صنعاء ,الجمهورية اليمنية2002 ,م. .13علي ,محمد السيد:تطوير المناهج الدراسية في منظور هندسة المنهج ,الطبعة غير معروفة, دار ومكتبة السراء للطبع والنشر والتوزيع ,المنصورة ,مصر2003,م. .14عميرة ,إبراهيم بسيوني :المنهج وعناصره ,الطبعة الثالثة ,دار المعارف ,القاهرة ,مصر, 1991م. .15فرج ,عبد اللطيف بن حسين :صناعة المناهج وتطويرها في ضوء النماذج ,ط ,1دار الثقافة للنشر والتوزيع ,عمان ,الردن2007 ,م 1428/هـ . .16مرعي ,توفيق أحمد وآخرون :تصميم المنهاج ,ط ,1وزارة التربية والتعليم ,صنعاء, الجمهورية اليمنية1995 ,م141/هـ . .17نشوان ,يعقوب حسين:المنهج التربوي من منظور إسلمي ,دار الفرقان ,عمان ,الردن, 1992م1412/هـ.
11