منهجية الكتابة الأكاديمية و الكتابة المهنية

‫مـنـهجـيـ ُة‬ ‫الكتابة األكاديـمية‬

‫املهنيـة‬ ‫والكتابة ّ‬

‫حممد الديوري‬

‫منهجية‬ ‫الكتابة األكاديمية‬ ‫والكتابة املهنية‬ ‫ترمجة عبد اجلليل ناظم‬

‫دار توبقال للنرش‬

‫عامرة معهد التسري التطبيقي ـ ساحة حمطة القطار‬ ‫بلڤدير‪ .‬الدار البيضاء ‪ 20300‬ـ املغرب‬ ‫اهلاتف‪)212(022.34.23.23 :‬‬ ‫الفاكس ‪)212(022.40.40.38 :‬‬ ‫املوقع ‪www.toubkal.ma :‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‪[email protected] :‬‬

‫ثم نرش هذا الكتاب ضمن سلسلة‬ ‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫تصدر هذه السلسلة بنرش مشرتك بني‬ ‫دار توبقال واملعهد العايل للهندسة التطبيقية‬

‫الطبعة االوىل ‪2008‬‬ ‫©مجيع احلقوق حمفوظة‬

‫الإهداء‬

‫ ‬ ‫ذكريات‬

‫ ‬ ‫من‬

‫‪5‬‬

‫مريم‬

‫ربام كانت ذكراك‬ ‫عذبة‬ ‫ربام كانت ذكراك‬ ‫أليمة‬ ‫وغالب ًا ما جتمع بني احلالتني‬ ‫إهنا تقدم أصعب اللحظات‬ ‫فهي جتمع بني البكاء والفرح‬ ‫ربام كانت ذكراك‬ ‫غائمة‬ ‫ربام كانت ذكراك‬ ‫واضحة‬ ‫وغالب ًا ما جتمع بني احلالتني‬ ‫إهنا تقدم أصعب اللحظات‬ ‫فهي جتمع بني الغموض والوضوح‬

‫ربام ُّ‬ ‫حتل ذكراك‬ ‫عىل ُب ٍ‬ ‫عد‬ ‫ربام َ ُت ُْل ذكراك‬ ‫عىل ُق ٍ‬ ‫رب‬ ‫وغالب ًا ما جتمع بني احلالتني‬ ‫إهنا تقدم أصعب اللحظات‬ ‫فهي جتمع بني التذكر والنسيان‬

‫‪6‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬

‫العنوان األصلي للكتاب‬ ‫‪MÉTODE‬‬

‫‪DE L‘ÉCRIT ACADÉMIQUE‬‬ ‫‪ET DE L‘ÉCRIT PROFESSIONNEL‬‬

‫الـمحتويات‬


‫تقديم‬ ‫تـمهيد‬ ‫الفصل األول‪ :‬أنواع املكتوب‬ ‫‪ . 1.1‬الكتابة األكاديمية‬ ‫‪ . 2.1‬الكتابة املهنية‬ ‫العام للكتابة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬ ‫التصميم ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ . 1.2‬املقدمة‬ ‫‪ . 2.2‬العرض يف البحث املكتوب‬ ‫‪ . 3.2‬خامتةالبحث‬ ‫‪ . 4.2‬العنارص األخرى للبحث‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬عنارص الصياغة‬ ‫‪ . 1.3‬صياغة تقرير تدريب‬ ‫‪ . 2.3‬الصياغة يف رسالة هناية الدروس‬ ‫‪ . 3.3‬الصياغة يف كتابات أخرى أكاديـمية‬ ‫‪ . 4.3‬الصياغة يف تقرير اجتامع‬ ‫‪ . 5.3‬الصياغة يف تقرير النشاط‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬


‫‪ . 6.3‬الصياغة يف كتابات مهنية أخرى‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬كيفية تقديم البحث‬ ‫‪ . 1.4‬صفحات الوقاية‬

‫اخلامتة‬

‫بيبليوغرافيا‬

‫‪ . 2.4‬رأس الصفحات‬ ‫‪ . 3.4‬الرتقيم‬ ‫‪ . 4.4‬اخلط‬ ‫‪ . 5.4‬تركيب صفحات الطبع‬

‫تقديـم‬

‫‪9‬‬

‫تـقديم‬ ‫الكتـاب الـذي طلب منـي حممـد الديـوري تقديمه «مقـال» حـول «املنهج»‬ ‫املتعلـق ببنـاء «اخلطابـات» املكتوبـة‪ .‬إنه مشروع طمـوح‪ ،‬يذكرنا‪ ،‬قبـل كل يشء‪،‬‬

‫بالفيلسـوف ديـكارط‪ ،‬وأبعـد منه‪ ،‬يذكرنـا بقدماء علماء البالغـة‪ ،‬وبالبالغة التي‬

‫تعلقت هبـا الديكارطيـة يف حماولتهـا املنهجية‪.‬‬

‫يقتضي األمـر إذن التذكري هبـذه القواعد البالغيـة والديكارطيـة ذات القيمة‬

‫الكونيـة قبـل الدخـول يف كتـاب حممـد الديـوري‪ ،‬الذي يسـتحرضها ولـو بدون‬ ‫ذكرهـا ويوسـع فائدهتـا يف زماننا‪.‬‬

‫ماهـي البالغـة؟ إهنـا قبـل كل يشء جمموعـة مـن القواعـد التعليميـة لفـن‬ ‫اإلقنـاع واالقتنـاع‪ .‬لقد اسـتطاعت بتعاليمها خلـق ُك َّت ٍ‬ ‫اب كبار يف العهـود القديمة‬

‫ويمكنهـا أن تفعـل ذلـك ً‬ ‫جـاد نـكاد نتناسـاه اليوم‪،‬‬ ‫دائما حتـى يف زمننـا‪ .‬إهنا فن ٌّ‬ ‫أرسـاه عباقـرة مثـل أرسـطو وشـيرشون وكنتليان ِ‬ ‫ـم‬ ‫وتاسـيد وباسـكال‪ ،‬لقد ُو ِس َ‬

‫خطـاب البالغيني ً‬ ‫تثيره الكتابة التي هي فـن االقناع‪،‬‬ ‫دائما بالطابـع الثالثي الذي ُ‬ ‫والبالغـة يف احلقيقـة ُتع ِّلـم فن القـول وفن الكتابة معـ ًا‪ .‬ونحن ال نكتـب إ ّ‬ ‫لنعب‬ ‫ال ّ‬

‫عـن أفـكار وحني نود كتابتهـا فنحن مدعـوون إىل ترتيبها وإعطائها الشـكل الذي‬ ‫يالئمهـا؛ يعنـي كل هـذا بأننـا نبـدأ بإجياد األفـكار ثم ننظمهـا بحذاقـة وننتهي إىل‬

‫‪10‬‬


‫التعبير عنهـا‪ ،‬مـن هنا كان هـذا التقسـيم الثالثي‪ :‬اإلجيـاد والنظـم والبيان‪.‬‬ ‫اإلجيـاد يعنـي رضورة البـدء بتحضري احلجج‪ ،‬وهـو مبدأ ظـل معروف ًا يف كل‬

‫األزمـان‪ ،‬فهـذا ْب َوا ُلـو الـذي مل يفعل سـوى أن أعطـاه صيغتـه النهائية حين قال‪:‬‬

‫«قبـل الكتابـة‪ ،‬جيب تعلـم التفكري»‪ .‬لقـد كانت احلجج كلها مسـتمدة مـن املنطق‬ ‫ومـن بينهـا القياس‪ ،‬والقيـاس ذو الوجهين‪ ،‬وامل َثل‪ ،‬واالسـتقصاء… ومصطلحات‬

‫أخـرى كثرية‪.‬‬

‫لقـد توصـل أرسـطو وأتباعـه من خلال الرباهين بمعناهـا اخلالـص إىل ما‬

‫سـموه املواضيـع املشتركة أو تطويـر آراء عامـة‪ ،‬مـن بني هـذه املواضيع املشتركة‬ ‫ماهـو داخلي أي ُيتنـاول مـن املوضـوع نفسـه مثـل التحديـد وضبـط األجـزاء‬ ‫واملقارنـة‪ ،‬والتضـاد‪ ،‬والسـياقات‪ ،‬والسـوابق والسـبب والنتيجـة‪ ،‬ومنهـا ماهـو‬

‫خارجـي مثـل القانـون‪ ،‬واملوعظةوالشـاهد‪ ،‬الـخ‪.‬‬

‫وبفضـل املصـادر التـي يوفرها العنصر السـابق أي اإلجياد‪ ،‬يمتلـك الكاتب‬ ‫كل الوسـائل التـي حيتاجهـا‪ ،‬لكـن حرجه سـيكون كبير ًا إذا مل يسـتطع اسـتعامهلا‬

‫لبنـاء رصح متين ومجيـل يف الوقـت ذاتـه‪ .‬النظـم اذن هو ذلـك اجلزء مـن البالغة‬ ‫الـذي يعلـم الكاتـب كيفية التصنيـف ووضع االسـتدالالت واملواضيع املشتركة‬ ‫يف مكاهنـا‪ .‬جيـب أن يكـون اخلطاب مبني ًا؛ ويبين التحليل اجلـا ّد للبالغيني القدماء‬

‫كيـف يمكـن أن تكـون خمتلـف أجزائـه‪ ،‬ونحـن ال يمكـن لنـا القفـز عليهـا ألهنا‬ ‫الزالـت مطلوبـة إىل اليـوم كما يدل على ذلك مقـال حممـد الديوري‪.‬‬ ‫هنـاك أو ً‬ ‫ال التقديـم‪ ،‬الـذي ّ‬ ‫حيضر القـارئ لقـراءة باقـي اخلطـاب‪ ،‬والـذي‬

‫يفترض أن يثير االنتبـاه‪ .‬ثم هنـاك القضيـة والتقسـيم املوجهان؛ األوىل لإلشـارة‬

‫إىل موضـوع اخلطـاب والثـاين لإلشـارة إىل خمتلـف األجـزاء‪ .‬وإذا كانـت القضية‬ ‫بسـيطة فالتقسـيم يكـون كذلـك بسـيط ًا‪ .‬وإذا كان مركبـ ًا فـإن املؤلـف يعلـن عن‬

‫خمتلـف أجـزاء خطابـه‪ .‬أمـا السرد فلا يتواجـد ً‬ ‫دائما‪ ،‬إنه جيـد مكانـه خاصة يف‬ ‫املواجهـة‪ .‬أمـا الربهـان فيهدف إىل توضيـح متني للحقيقـة املعرب عنهـا يف القضية‪.‬‬

‫تقديـم‬

‫‪11‬‬

‫ال نحتـاج إىل القـول بـأن على املؤلـف أن خيتـار حججـه برباعـة وأن يقدمهـا عىل‬ ‫نحـو يبرز قيمتهـا وأن يلح عىل أبرزهـا قوة‪ ،‬وأن يضعهـا أخري ًا برتتيب متسلسـل‬

‫يشـكل حزمة قويـة‪ .‬ويتوجه النقض بطبيعتـه إىل حتطيم االعرتاضـات املحتملة أو‬ ‫الفعليـة التـي ينتظرهـا املؤلف‪ .‬وأخري ًا تـأيت اخلامتة التـي جيب بتلخيصهـا املوجز‪،‬‬

‫الوصـول إىل اإلقنـاع واالقتناع‪.‬‬

‫هـذه هـي تقسـيامت الفصـل كما رآه البالغيـون القدمـاء يف النظـم‪ .‬أمهيتهـا‬ ‫واضحـة‪ ،‬وقـد ثمنها ُبو ُف ْ‬ ‫ون يف خطابه الشـهري حول األسـلوب حين قال‪«:‬يرجع‬

‫سـبب احلـرج الـذي يصيـب املفكـر حين ال يعـرف كيـف يبـدأ الكتابـة إىل عدم‬ ‫ً‬ ‫تصميما وحين‬ ‫وجـود التصميـم‪ ،‬إنـه يظـل إذن‪ ،‬يف ارتبـاك؛ لكـن حين يضـع‬ ‫جيمـع ويرتـب كل األجزاء املهمـة ملوضوعه‪ ،‬حينها سـيحس ببسـاطة بوصوله إىل‬ ‫نقطـة نضـج اإلنتـاج الفكـري وسـيهرع إىل إبرازها وسـتتواىل األفكار بـدون عناء‬ ‫وسـيكون األسـلوب طبيعيـا وسـه ً‬ ‫ال»‪ ،‬بمعنـى أن جـودة النظـم تـؤدي إىل جودة‬ ‫البيان‪.‬‬

‫نعنـي بالبيـان ذلـك اجلـزء مـن البالغةاملختـص باألسـلوب‪ .‬ال يشير اليس‬

‫حممـد الديـوري إىل هـذا املوضـوع يف الكتـاب ألننـا ال نعتنـي بـه اليـوم كما كان‬

‫عليـه احلـال عنـد القدمـاء‪ .‬جيـب التذكير مـع ذلـك‪ ،‬بـأن مجيـع الصورالبيانية قد‬ ‫حـددت وصنفـت ورتبـت مـن طـرف البالغيني الكبـار بعنايـة ورصامـة منهجية‬

‫متاثـل مـا يقوم بـه علماء الطبيعـة‪ .‬كان يقال عن حـق بأن البيـان بالنسـبة للخطابة‬

‫كاللـون بالنسـبة للرسـم‪ .‬كان ينظر لألسـلوب كموضـوع علمي‪ ،‬جيـب أن تكون‬ ‫لـه خصائـص بعضهـا عـام ينطبق على كل األنـواع يف حني يكـون بعضهـا خاص ًا‬ ‫ويتناغـم مـع املوضوعـات التـي يتناوهلـا‪ .‬هـذه اخلصائـص العامة هـي‪ :‬األصالة‬

‫متيز الكتـاب الكبار وتفاضل‬ ‫والوضـوح والدقـة والبسـاطة والنبالة والتناغم وهبـا َّ‬ ‫بعضهـم عـن بعـض‪ .‬أمـا اخلصائـص اخلاصـة فهـي تتنـوع بحسـب املوضوعات‬ ‫وهلـذا ُم ِّيـز منـذ القديم بين األسـلوب البسـيط واملتوسـط والراقي حيـث يطلب‬

‫‪12‬‬


‫من األسـلوب البسـيط احلميمية واإلجياز ومن املتوسـط الرشـاقة والغنـى واللباقة‬ ‫والتلقائيـة ومـن الراقـي القـوة واحلـدة واملهابـة‪ ،‬جيـب على الكاتـب علاوة عىل‬

‫ليحسـن‬ ‫ذلـك‪ ،‬حسـب قـول بوالو‪«:‬التنويـع يف خطابـه باسـتمرار أثنـاء الكتابة»‬ ‫ّ‬

‫خطابـه بالنعـوت املختـارة وليغنيه بفضـل اسـتعامله للمجازات… بـأي يشء يتعلق‬ ‫األمر؟‬

‫الصـور املجازيـة آخر عنصر مـن جغرافيـة البيـان يف البالغة الكالسـيكية‪،‬‬

‫وهـي تسـتحق اإلشـارة يف تصديـر حيـدد كيفية بنـاء مكتـوب أكاديمـي أو مهني‪.‬‬

‫وتسـمى باإلغريقيـة ‪ Tropes‬التـي تعنـي االنحـراف‪ ،‬ومؤداهـا يف الـكالم تغيير‬ ‫داللـة الكلمات كامهـو معرب عنه يف االسـتعارة والكناية واملجاز املرسـل ونسـميها‬

‫جمـاز الكلمات أو املجـاز العقلي‪ ،‬ويمكـن أن نضيـف إليهـا عمليـات احلذف أو‬ ‫التكـرار‪ ،‬كما يمكـن أن نضيف صيغ االسـتفهام والتعجـب واملبالغـة واإلطناب‬ ‫املتعلقـة باملجـاز العقيل‪.‬‬

‫البالغـة اذن فـن االقنـاع بواسـطة الكتابـة كيفما كان شـكل اخلطـاب‪ ،‬وال‬

‫نحتـاج إىل القـول بـأن وصايا البالغيين من أرسـطو وسيشيرون وكانتليان تظل‬ ‫راهنـة اليـوم‪ ،‬واجلامعيـون يف املغـرب أو يف فرنسـا يوصـون طلبتهـم باسـتعامهلا‪،‬‬

‫لكنهـم ينسـون يف الغالـب أصوهلـا وأسماءها كامهـو حال السـيد جـوردان؛ فهم‬

‫يشـتغلون بالبالغـة بـدون علـم بذلـك‪ ،‬إن احلديـث جيـري اآلن حين التعـرض‬

‫للمكتـوب األكاديمـي أو املهنـي عـن التصميـم الـذي هـو التنظيـم أو النظـام يف‬ ‫البالغـة‪ .‬وعـن القضيـة والتقسـيم التي أصبحـت هي املقدمـة‪ ،‬وعـن اخلامتة التي‬

‫كانـت مدجمـة يف النظام‪ .‬أما البيـان فقد انحصر يف أزمان التثاقـف والالثقافة هاته‬ ‫يف البحـث عـن تطبيـق القواعـد اإلمالئيـة‪ ،‬غالبـ ًا بـدون جدوى‪.‬‬ ‫فـوق هـذه السـفينة القديمـة جـاءت النزعـة الديكارطيـة يف القـرن السـابع‬

‫عشر التـي قدَّ مـت‪ ،‬بـدون أن تفرط يف فـن البالغـة‪ ،‬منهجية جديدة مؤسسـة عىل‬

‫املنطـق وحـده‪ ،‬يعنـي عىل منهـج وطريقـة يـؤدي اتباعهـا إىل معرفة احلقيقـة‪ .‬هلذا‬

‫تقديـم‬

‫‪13‬‬

‫يعطـي ديـكارط للمنهـج أمهية قصـوى‪ ،‬حيث يقول بـأن «األهم ليـس هو امتالك‬ ‫الفكـرة الصائبة بل هو تطبيقها بشـكل جيـد»‪ ،‬وقد ذهب إىل ارجـاع االختالفات‬ ‫املالحظـة بين الذهنيـات ال إىل اختلاف مكوناهتـا الفطريـة واألصليـة ولكن إىل‬

‫اختلاف مناهجهـا‪ .‬لكـن‪ ،‬هـل هناك منهـج قابـل للتطبيـق يف كل املناسـبات من‬

‫أجل اكتشـاف احلقيقـة يف العلوم؟‬

‫لقـد اعتقـد ديـكارط ذلـك يف املنطـق احلديـث ولقد وقـع الرتاجع عـن هذا‬

‫اخلطـأ‪ ،‬وحصـل القبـول بتعـدد املناهـج وبتنـوع املوضوعـات‪ .‬مـع ذلـك فهنـاك‬ ‫إجـراءات منهجيـة عامـة للفكـر تسـتعمل يف كل العلـوم‪ ،‬ومـن هـذه الزاوية كان‬

‫طعـم البالغـة وسـمح بإكمال فـن الربهنة واالسـتدالل‪.‬‬ ‫اسـهام ديـكارط الـذي ّ‬

‫علينـا أن نسـتحرض إسـهام هـذا الفيلسـوف الكبير داخـل سـياقه الزمنـي ويف‬

‫الظـروف التـي أحاطـت به‪.‬‬

‫نحـن يف شـتاء ‪ ،1620-1619‬وكان الرشفـاء السـعديني حيكمـون املغـرب‪،‬‬

‫وكان ديـكارط يتواجـد آنئـد يف أملانيـا‪ .‬ال عالقـة هلذا بذلـك‪ ،‬لكنه تذكير بموقعة‬

‫احلـدث يف «الزمـن» املغـريب… يف ‪ 10‬نونبر سـنة ‪ 1619‬وحيـث كان ديـكارط يعمل‬ ‫ً‬ ‫كضابـط يف فيالـق الـدُّ ْ‬ ‫«علما رائعـ ًا»‪ ،‬علـم سـيعلن عنـه بعد‬ ‫وق َباڤيير‪ ،‬اكتشـف‬

‫عرشيـن سـنة بعـد ذلك‪ ،‬إنـه خطاب يف املنهج الذي قسـمه إىل سـتة أجـزاء‪ .‬اجلزء‬

‫الثـاين هـو الذي تضمنه يف شـكل «مبـادئ» سماها «القواعد األساسـية للمنهج»‪.‬‬ ‫واملنهـج هـو «العلـم الرائـع»؛ هكـذا قدمـه كبنيـة حتتيـة ملعمار أي بحـث علمي‪،‬‬

‫يقـول دريـكاط يف شـأنه «بأنه ال يمكن إخضاعـه إىل مادة خصوصيـة وآمل تطبيقه‬

‫بشـكل نافـع ملواجهـة عقبـات كل العلوم»‪.‬‬

‫لكـن ماهـي هذه الدعامـات األربعة التي تسـمح بضامن كل مسـعى علمي؟‬ ‫يعبر عنها ديـكارط قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«األوىل‪ :‬أن ال أتقبـل شـيئ ًا على أنـه حقيقة مـامل أ َتعرف عليه على أنه كذلك‪،‬‬

‫يعنـي جتنـب التسرع واحلكـم املسـبق‪ .‬وأن ال أتقبـل مـن أحكامـي إال مـا كان‬

‫‪14‬‬


‫أفـوت أي فرصـة لوضعـه موضع الشـك‪.‬‬ ‫واضحـ ًا ومميـز ًا يف ذهنـي حيـث ال ّ‬

‫الثانيـة بتقسـيم كل مشـكل من املشـاكل الـذي أعاجله إىل أكرب عـدد ممكن أو‬

‫رضوري مـن األجزاء أل تــمكن من حلـه بطريقة أفضل‪.‬‬

‫الثالثـة بتوجيـه أفـكاري وترتيبهـا‪ ،‬وذلـك باالبتداء باألشـياء األكثر بسـاطة‬ ‫واألكثـر سـهولة يف معرفتهـا حتى أرتقي شـيئ ًا فشـيئ ًا وتدرجييـ ًا إىل املعرفـة األكثر‬

‫تركيبـ ًا‪ ،‬ويمكـن افتراض هذا اإلجراء حتى بالنسـبة لألشـياء التـي ال تتجاور فيام‬ ‫بينها علــى هـذا النحو‪.‬‬

‫واألخيرة‪ ،‬بالقيـام بإحصـاء شـامل ومراجعـة جامعة حتـى أتأكد مـن أين مل‬ ‫أغفل شـيئ ًا»‪.‬‬ ‫مل يكـن «هلـذا العلـم الرائـع» الـذي أخصـب البالغـة إال أن يضـع أحسـن‬ ‫املقدمـات وأحسـن التنظيمات وأحسـن اإلبداعات وأخير ًا أحسـن اخلواتم؛ وال‬ ‫يمكـن للمؤلفين أيـ ًا كان نوعهـم إال اسـتخالص الفائدة مـن منهج علمـي ُط ِّعم‬

‫على فـن البلغـاء القديم‪.‬‬

‫إنـه الطريـق الـذي اقرتحـه حممـد الديـوري للطلاب يف املغـرب ويف غير‬

‫املغـرب مـن أجل بنـاء كتاباهتـم‪ .‬وتاريخ هـذا املرشوع الطمـوح اسـتلزم التجربة‬ ‫املتنوعـة لتصـوره‪ .‬إن حممـد الديـوري القارئ الشـغوف الـذي تغـذى طوي ً‬ ‫ال من‬

‫ثقافتين‪ ،‬ثقافـة البالغين وثقافة ديـكارط التي تشـكل امتدادهـا‪ ،‬ثم ثقافـة الفكر‬ ‫اإلسلامي‪ ،‬توجـت بشـهادة الدكتـوراه التي ناقشـها يف جامعـة ْك ُرو ُنو ْبـل‪ .‬كام أن‬ ‫لـه جتربـة مهنية اسـتثنائية فقد كان إطار ًا ملؤسسـة عموميـة ثم كاتب ًا عامـ ًا ملجموعة‬

‫مـن املقـاوالت اخلاصـة‪ ،‬وهو يشرف منذ سـبعة وعرشين سـنة عىل مدرسـة تعد‬

‫مـن أهـم مؤسسـات التعليـم العـايل اخلـاص يف املغـرب‪ ،‬املعهـد العايل للهندسـة‬ ‫التطبيقيـة التـي أسسـها ومل يتوقـف عـن التدريـس فيها‪ ،‬وهلـذا فهو يرأس سـنويا‬

‫عشرات الرسـائل للطلبـة يف هنايـة تكوينهم‪.‬‬

‫هـذا الكتـاب يضـع موضـع التطبيـق الفـن القديـم للبالغـة وتعاليـم معلم‬

‫تقديـم‬

‫‪15‬‬

‫الفالسـفة‪ ،‬إن املكتـوب األكاديمـي واملهني أنـواع وأصناف خمتلفـة فكيف يمكن‬

‫التوفيـق بين هذا االختلاف وبني منهـج مشترك؟ إقتـداء باملبـادئ الديكارطية‪،‬‬ ‫يذهـب حممـد الديـوري أوال إىل حتديـد العنـارص املشتركة جلميـع أنـواع الكتابـة‬

‫يعرفهـا ويبرز صياغتهـا‪ ،‬وبعـد ذلـك خيصـص عنـارص كل نـوع منهـا‪ ،‬يعرفهـا‬ ‫ويبرز أيضـ ًا صياغتهـا اخلاصـة هبا‪ .‬املنهـج هنا عقلاين‪ ،‬ويف هـذا تكمـن كونيته‪.‬‬

‫هلـذا الكتـاب فائـدة كبيرة خاصـة بالنسـبة للطالبـات والطلاب املغاربـة‪،‬‬ ‫درسـت يف املغـرب اثنـي عرشة سـنة‪ ،‬وهـم غالب ًا ما‬ ‫الذيـن أعرفهـم جيـد ًا ألننـي َّ‬ ‫يظلـون أسـارى لقواعـد مدرسـية تقليدية تنحصر يف تتبـع ِّ‬ ‫خطي ملختلـف النقط‬ ‫املشـارة يف السـؤال بدون السـعي إىل صياغة القوانني املشتركة التـي يمكنها إغناء‬ ‫خمتلـف العنارص ِّ‬ ‫املشـكلة للصـورة الكليـة للموضـوع املدروس‪.‬‬ ‫فرانسوا بول بالن‬ ‫أستاذ اجلامعات‬

‫عميد رشيف لكلية احلقوق والعلوم االقتصادية‬ ‫بِربنيون‪ ،‬فرنسا‬

‫‪16‬‬


‫تـمهيد‬

‫‪17‬‬

‫تـمهيد‬

‫تقدر كل منهجية بمدى تطبيقاهتا‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب يقدم منهج ًا وتطبيق ًا يف الوقت ذاته‪.‬‬ ‫أحسن طريقة للمنهج هي التي جتمع بني النظرية والتطبيق‪.‬‬

‫ُيشكل التقرير الذي نقدمه حول تدريب معني‪ ،‬أو رسالة ملرشوع أو مرشوع‬

‫مصغرأو أطروحة للدكتوراه يف اجلامعة أو مدرسة عليا‪ ،‬وسائل تواصلية مكتوبة‬

‫نطالب بتحضريها أو إنجازها طيلة حياتنا الطالبية واملهنية‪ .‬عىل أن التواصل ليس‬ ‫شيئ ًا سه ً‬ ‫ال واملكتوب منه ال يقل عنه صعوبة‪ ،‬خاصة‪ ،‬بالنسبة للطالب املغاربة‬ ‫الذين خيضعون لتقلبات نظام تربوي مل يمكنهم من التحكم يف لغة التعبري والكتابة‪.‬‬ ‫إضافة هلذا املشكل اللغوي تزداد الصعوبة يف عدم التحكم يف املبادئ‬

‫التواصلية ذاهتا‪.‬‬

‫هذه هي األسباب اجلوهرية التي اقنعتنا بأمهية توضيح جدوى املنهجية التي‬

‫ّ‬ ‫متكن أي شخص كان إنجاز بحث مكتوب أكاديمي أو مهني من طبيعة راقية‬

‫ومقبولة‪.‬‬

‫هدف هذا الكتاب إذن عرض هذه املنهجية وتوضيح لبعض تطبيقاهتا‪.‬‬

‫يتجىل التواصل املكتوب‪ ،‬عىل عكس التواصل الشفوي عىل هيئة سلسلة‬

‫‪18‬‬


‫متقطعة‪ ،‬بني زمن الكتابة وزمن القراءة‪ .‬اخلطاطة اآلتية توضح هذه الفكرة‪.‬‬ ‫اخلطاطة ‪: 1‬‬

‫التواصل الشفوي‬ ‫قناة‬ ‫صوت‬

‫مرسل‬

‫متلقي‬

‫املتلقي حارض يف التواصل الشفوي وقت االرسال‪.‬‬ ‫اخلطاطة ‪: 2‬‬

‫التواصل املكتوب‬

‫ ـ املرحلة األوىل ‪ :‬كتابة الرسالة‬ ‫املرسل‬

‫املكتوب‬

‫ـ املرحلة الثانية ‪ :‬قراءة الرسالة املكتوبة‬ ‫املكتوب‬

‫املتلقي‬

‫املتلقي غري حارض يف وقت انجاز الرسالة أي كتابتها‬ ‫فالعالقة بني املرسل واملتلقي غري متزامنة‪.‬‬

‫انقطاع السلسة التواصلية يف التواصل املكتوب يفرض جمموعة من القواعد‬

‫حتى يتم التواصل بشكل كامل وناجح‪.‬‬

‫إن التواصل الشفوي بفعل احلضور املتزامن لطريف االتصال يسمح للمرسل‬

‫بالتأكد من وصول رسالته وفهمها‪ ،‬كام يسمح للمتلقي بالتأكد من أن الرسالة التي‬

‫توصل هبا مطابقة ملقصدية املرسل‪ .‬ويف حالةعدم التفاهم فإنه يف إمكان املرسل‬ ‫أن يضيف ما يراه مكم ً‬ ‫ال ورضوري ًا‪ ،‬واملتلقي بدوره يمكنه يف هذه احلالة وضع‬ ‫التساؤالت للتأكد من صحة الرسالة‪.‬‬

‫تـمهيد‬

‫‪19‬‬

‫باملقابل ال يسمح التواصل املكتوب‪ ،‬بفعل عدم التواجد املتزامن للرسالة‬

‫حني كتابتها وحني قراءهتا‪ ،‬بالتأكد من وصول الرسالة وفهمها الفهم التام من قبل‬ ‫ٌ‬ ‫مطابق ملقصدية املرسل من قبل املتلقي‪.‬‬ ‫املرسل‪ ،‬وال من التأكد بأن مضمون الرسالة‬

‫من هنا تظهر صعوبة التواصل املكتوب بالنسبة للمرسل امللزم يف حالة الكتابة‬

‫بالوعي بسريورة التلقي والربهنة عىل معرفته باملتلقي بوضع نفسه وضع التلقي‬ ‫وذلك بتبني‪:‬‬

‫‪ r‬خطاب قابل للفهم بالنسبة للمتلقي‪.‬‬

‫‪ r‬إستدالل مقبول من طرف الـمتلقي‪.‬‬

‫‪ r‬وسيلة تواصل مالئمة للمقام وملقصدية التواصل‪.‬‬ ‫إن املتلقي قد يرفض الرسالة مجل ًة وتفصي ً‬ ‫ال إذا اعرتضتها األفكار املسبقة‬

‫أو االعتقادات أو استعملت فيها أنواع ذاتية من االستدالل‪ ،‬يف هذه احلالة يفشل‬ ‫التواصل وال يتقاسم املرسل واملتلقي خالصات وأهداف الرسالة‪.‬‬

‫إن التواصل املكتوب ال حيتل املكان املفضل يف عامل اليوم الذي هتيمن عليه‬

‫الوسائل السمعية ـ البرصية‪ ،‬لكن املفارقة التي يعكسها هذا الوضع تظهر يف‬ ‫تصاعد احلاجة للتواصل بالكتابة‪ ،‬اذ ال يتصور وضع القرارات موضع التنفيذ بل‬ ‫وحتى اختاذ هذه القرارات بدون اإلستناد إىل ماهو مكتوب‪.‬‬

‫إن االهتامم بالطرف اآلخر يف العملية التواصلية ال ينحرص يف املرسل‪ ،‬بل‬

‫يسحب كذلك عىل املتلقي الذي جيب عند قراءته للمكتوب أن يضع نفسه موضع‬

‫الطرف األول وأن ال يتوقف عن التساؤل فيام إذا كان املعنى الذي توصل إليه‬ ‫مطابق ًا لرغبة ومقصد املرسل‪.‬‬ ‫تؤثر عىل هذه املتطلبات املتعلقة باالهتامم الثنائي املتبادل جمموعة من‬

‫اإلكراهات يمكن اختصارها يف ثالث متطلبات تبدو لنا مهمة أكثر من غريها‪:‬‬

‫‪20‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫‪r‬‬

‫اإلجياز ‪ :‬ال جيب االنسياق يف العرض نحو كالم ال أمهية له بالنسبة‬

‫للموضوع‪ ،‬والذي يمكن أن يفوت عىل املتلقي اخليط الرابط للرسالة التي يود‬ ‫اخلطاب إيصاهلا‪ ،‬قد يكون اإلجياز رضوري ًا يف سياق تواصل معني مثل املعلومات‬ ‫اإلدارية والنصوص املهيأة للصحافة‪.‬‬ ‫‪r‬‬

‫االستدالل ‪ :‬كل خطاب‪ ،‬سواء كان من طبيعة أكاديمية أو مهنية يبنيه كاتبه‬

‫بناء‪ ،‬وأي استخالص يصل إليه يكون نتيجة استدالل متني‪ ،‬وبدون هذا الصنيع‬ ‫يصبح اخلطاب معرض ًا للرفض‪.‬‬ ‫االستدالل إكراه ال حميد عنه حني يود املرء التعبري عن فكرة أو أفكار معينة‬

‫يوجهها للقارئ وعندما خيلو اخلطاب من االستدالل فإننا نكون بصدد أوامر‬ ‫نطالب املتلقي بتنفيذها‪.‬‬ ‫‪r‬‬

‫الوضوح ‪ :‬ليصل املكتوب بنجاح إىل املتلقي جيب أن يكون مفهوم ًا من‬

‫طرفه‪ ،‬من أجل ذلك عىل املرسل أن يتوخى الوضوح بتبني لغة يف متناول املتلقي‪.‬‬ ‫غالب ًا ما ينتج الوضوح تلقائي ًا من توافر اخلاصيتني السابقتني أي اإلجياز‬ ‫واالستدالل‪ ،‬فالنص املكتوب بدقة وتركيز واملستدَ ل عىل أفكاره يصل إىل مرتبة‬ ‫الوضوح‪ ،‬عىل أن األمر يتعلق أيض ًا بدرجة معرفة اجلمهور القارئ‪ ،‬فكلام كانت‬

‫هذه املعرفة متينة استعمل املرسل لغة متواضع عليها بينه وبني هذا اجلمهور‪ ،‬إن‬

‫الوضوح عملية جيب السعي يف إنجازها باستقالل عن اإلجياز واالستدالل من‬

‫طرف املرسل حتى يتمكن القارئ من قراءة الرسالة بسهولة‪.‬‬

‫وقبل أن نختم هذه التقديم بعرض التصميم الذي نتبناه‪ ،‬نود أن نتجنب لبس ًا‬

‫يمكن أن يترسب إىل ذهن القارئ بالنظر لعنوان هذا الكتاب‪ .‬إن هدفنا‪ ،‬يف احلقيقة‬ ‫مل يكن أبد ًا عرض جمموع من الكتابات األكاديمية واملهنية كنامذج ليس عىل القارئ‬ ‫إال تكييفها حلاجاته عىل منوال كتب «الرسائل»‪ ،‬التي نجد فيها رسائل نموذجية‬ ‫يمكن تكييفها بمعطياهتا‪ ،‬أو عىل منوال تلك التي تقدم نـمو َذج ًا للسرية العلمية‪،‬‬

‫تـمهيد‬

‫‪21‬‬

‫التي يمكن احتذاؤها باالكتفاء بملء املعلومات الشخصية‪.‬‬

‫هدفنا يتامشى مع املثل الصيني الذي ينصح بمدّ املرء اجلائع بقصبة وتعليمه‬

‫الصيد عوض إعطائه سمكة يأكلها‪ ،‬إنه عرض منهج للقارئ والعمل عىل استيعابه‪،‬‬

‫منهج صالح لكل أنواع املكتوب األكاديمي واملهني‪ ،‬حتى يستطيع أن ينتج بدوره‬ ‫اخلطاب املكتوب الذي يرغب يف إنجازه‪.‬‬

‫من أجل عرض منهج الكتابة األكاديمية والكتابة املهنية قسمنا الكتاب إىل‬

‫أربعة فصول‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫األول خمصص ألنواع اخلطابات وأنواع الكتابة األكاديمية واملنهجية؛‬

‫‪ r‬الثاين سيتناول تصميم البحث املكتوب والعنارص التي تشكل هذا التصميم‬

‫العام لكل خطاب؛‬

‫‪ r‬الثالث سيتناول بالتفصيل مكونات كل نوع من اخلطاب‪.‬‬ ‫‪r‬‬

‫السابقة‪.‬‬

‫الرابع سيعطي االعتبار لكيفية تقديم املكتوب بعد اكتامل كل مراحله‬

‫ستبني اخلامتة االستعامل األمثل هلذا الكتاب حتى يتم تطبيق املنهج تطبيق ًا‬ ‫مالئ ًام‪ .‬إن املرحلة األوىل من هذا االستعامل تتشكل أو ً‬ ‫ال يف القراءة الكلية للكتاب‬

‫فور احلصول عليه‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫الف�صل الأول ‪� :‬أنواع املكتوب‬

‫‪23‬‬

‫الفصل األول‬

‫أنواع املكتوب‬ ‫ُ‬ ‫تتوزع الكتابة إىل عدة أنواع‪ ،‬سنميزها‪ ،‬قبل كل يشء‪ ،‬حسب املؤلف وبعد‬

‫ذلك حسب الغاية من انتاجها كامييل‪:‬‬

‫‪ .1‬الكتابة األكاديمية‪.‬‬ ‫‪ .2‬الكتابة املهنية‪.‬‬

‫سنبني فيام ييل وبتفصيل تعريف الكتابة وأهدافها سواء األكاديمية منها‪،‬‬

‫أواملهنية‪:‬‬

‫‪ .1.1‬الكتابة األكاديمية‬

‫الكتابة األكاديمية هي الكتابة التي يطلب من كل الطلبة واألساتذة اجلامعيني‬

‫والباحثني إنجازها‪.‬‬

‫هلذه الكتابة طابع أسايس مميز‪ ،‬هو أهنا موجهة بصفة عامة إىل الفئة نفسها من‬

‫القراء‪ ،‬يعني طلبة التعليم العايل وأساتذة اجلامعة والباحثني‪ ،‬مما يفرس بعضا من‬ ‫خصائصها‪:‬‬

‫‪ r‬استعامل مصطلحات خاصة (أدبية‪ ،‬فلسفية‪ ،‬علمية‪ ،‬تقنية…) باملجال الذي‬

‫ُيبحث فيه من طرف املرسل واملتلقي‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫‪r‬‬

‫االستناد إىل حتليل مفصل وطويل بالنسبة للكتابة املرتبطة باملجاالت‬

‫العلمية والتقنية واملالية الخ‪.‬‬

‫هناك خاصية أخرى هامة للكتابة األكاديمية‪ ،‬وهي كوهنا أطروحات أو رسائل‬

‫ُتناقش أمام جلان علمية مكونة من عدة أشخاص‪ ،‬مما جيعل السلسلة التواصلية ذات‬ ‫صبغة حضورية يتقاسمها املرشح وأعضاء اللجنة من خالل السؤال واجلواب‪.‬‬

‫لكن رغم الطابع احلضوري املشار إليه فإن كل اإلكراهات املتعلقة بنوعية‬ ‫املكتوب تبقى واردة‪ ،‬فاجلامعي الباحث الذي ينتج مكتوب ًا ليدافع عنه شفوي ًا ملزم‬

‫تقوم األطروحة يف مستواها‬ ‫باعتبار قواعد الكتابة ألن أعضاء اللجنة املمتحنة ِّ‬ ‫الكتايب باستقالل عن مرحلة الدفاع الشفوية‪.‬‬ ‫يتشكل املكتوب األكاديمي من‪:‬‬

‫‪r‬‬ ‫‪r‬‬

‫تقارير التدريب؛‬ ‫األبحاث؛‬

‫‪ r‬الكتابات األكاديمية األخرى‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪ r‬مقاالت معدّ ة للنرش‪،‬‬ ‫‪r‬‬

‫أطروحة الدكتوراه‪.‬‬

‫سنفصل فيام ييل تعريف وأهداف هذه األنواع من الكتابة األكاديمية‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬تقارير التدريب‬

‫يعترب التدريب مرحلة هامة يف تكوين مستقبل الطالب التقني أو اإلطار‬

‫اإلداري أو املهندس… نميز يف هذا السياق نوعني من التداريب‪:‬‬

‫‪ r‬التداريب األولية أو التعرفية التي ُينجزها الطلبة يف هناية السنة األوىل من‬ ‫التعليم العايل حيث يتم تعرفهم عىل عامل املقاولة الذي سيلجونه مستقب ً‬ ‫ال قصد‬

‫العمل‪.‬‬

‫‪r‬‬

‫التداريب اإلنجازية التي حيقق فيها الطلبة طيلة السنوات األخرى (الثانية‬


‫‪25‬‬

‫والثالثة والرابعة واخلامسة) مشاريع‪ ،‬إما باملشاركة يف تنفيذها أو إنجازها كلية‬

‫بأنفسهم‪.‬‬

‫إن التداريب التي تنجز يف هناية الدروس املربجمة خالل السنة اخلامسة ذات‬ ‫أمهية كربى ألن املشاريع التي ينجزها الطلبة تعتمد أحيان ًا بشكل أسايس يف حتويل‬

‫تداريبهم إىل إحلاق كيل بقطاع الشغل‪.‬‬

‫يف هذه الرشوط‪ ،‬من الطبيعي أن ختتلف تقارير التدريب يف شكلها ومضموهنا‬

‫حسب انتامئها إىل التدريب األويل أو التدريب اإلنجازي‪.‬‬ ‫‪ .1.1.1.1‬تقرير التدريب األوىل‬

‫األويل خاصة يف طابعه الوصفي‪ ،‬فالطالب حياول يف مثل‬ ‫ينحرص هذا التقرير َّ‬

‫هذا التقرير‪ ،‬وصف املقاولة التي يقيض فيها فرتة تدريبه‪ ،‬فيدقق يف هيكلها العام ويف‬

‫أقسامها املختلفة‪ ،‬ويف نوعية اخلدمات التي تؤدهيا هذه األقسام بالنسبة للمقاولة‪.‬‬ ‫‪ .2.1.1.1‬تقرير التدريب اإلنجازي‬

‫تقرير التدريب اإلنجازي تقرير تقني أساس ًا‪ ،‬فالطالب الذي يشارك يف مثل‬

‫هذا التدريب خيصص تقريره للمرشوع الذي أسهم فيه أو الذي أنجزه بعد أن‬

‫اقرتحه عىل املقاولة التي قىض هبا تدريبه‪.‬‬

‫التقرير املتعلق بنهاية الدراسة نوع من بحث هناية الدروس الذي ينتمي إىل‬

‫املكتوب األكاديمي الذي سنتناوله فيام ييل‪:‬‬ ‫‪ .2.1.1‬البحوث‪ .‬نميز نوعني من البحوث‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫البحوث املنجزة إثر تدريب يف املقاولة‪ ،‬أو بحوث هناية الدروس‪.‬‬

‫‪ r‬البحوث املنجزة بدون تداريب‪ .‬إهنا البحوث التي يطالب هبا الطالب يف‬

‫‪26‬‬


‫دراسته اجلامعية يف السنوات النهائية‪.‬‬

‫تشكل هذه البحوث بصفة عامة موضوع ًا للمناقشة أمام جلان علمية‪ ،‬لكن‬

‫هذا األمر‪ ،‬ال يمنع‪ ،‬كام أرشنا سابقا‪ ،‬بكوهنا تقدّ ر عىل أساس قيمتها املكتوبة التي‬ ‫تفحصها اللجنة العلمية باستقالل عن فرصة الدفاع عنها شفوي ًا‪.‬‬

‫يمكننا أن نتساءل يف هذه املرحلة‪ ،‬عن الفرق بني تقرير للتدريب اإلنجازي‬

‫وبحث منجز عن تدريب معني‪ .‬سنجيب عن هذا التساؤل يف الفصل الثالث‪ ،‬حني‬

‫سنتناول عنارص صياغة كل نوع من الكتابة‪ ،‬لكن يمكن أن نشريمن اآلن إىل ما ييل‪:‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪r‬‬

‫أسلوب ومقاربة التقرير املتعلق بالتدريب اإلنجازي مهني‪.‬‬

‫أسلوب ومقاربة البحث املتعلق بتدريب معني أكاديمي‬

‫سنرشح هذه الفروق يف الفصل الثالث‪.‬‬ ‫‪ .3.1.1‬أنواع أخرى من الكتابة األكاديمية‬

‫لن نتناول يف هذه الفقرة إال نوعني من الكتابة األكاديمية؛‬

‫‪ r‬املقاالت املعدّ ة للنرش يف املجالت املختصة؛‬ ‫‪r‬‬

‫أطروحات الدكتوراه‪.‬‬

‫يتوج هذان النوعان مسرية طالب التعليم العايل‪.‬‬ ‫‪ .1.3.1.1‬مقاالت معدة للنرش‬

‫حني يكون الطالب مكب ًا عىل حتضري شهادة الدكتوراه يف إطار اختصاصه‪،‬‬ ‫يطا َلب أثناء سنوات البحث بإنجاز مقاالت ونرشها يف جمالت متخصصة انطالق ًا‬

‫من املختربات أو من جمموعات البحث التي ينتمي إليها‪ ،‬وذلك ليظهر أن عمله‬

‫يؤدي إىل نتائج حتظى بتقدير املتخصصني يف جمال بحثه والتي تتمثل يف جلان القراءة‬ ‫التي تعتمدها هذه املجالت‪.‬‬


‫‪27‬‬

‫هلذا النوع من الكتابة إكراهاته التي متيزه عن أنواع الكتابة األكاديمية األخرى‪.‬‬ ‫‪ .2.3.1.1‬أطروحات الدكتوراه‬

‫يتعلق األمر هنا بمكتوب حيظى بقيمة كبرية يف حياة الطالب لكونه خيتم حياته‬

‫الدراسية‪ .‬وخيول له احلصول عىل أعىل شهادة يف اجلامعة وهي شهادة الدكتوراه‪.‬‬

‫تقدم الدكتوراه يف شكل بحث موسع لنهاية الدراسة أو حتى يف شكل كتاب‪،‬‬

‫وحيرتم فيها املؤلف إكراهات البحث اجلامعي من جهة وقواعد تأليف الكتاب من‬

‫جهة أخرى‪ ،‬ويف مجيع األحوال‪ ،‬يتعلق األمر يف األطروحات بوضع بحث يقوم‬ ‫ال استدالليا كام ً‬ ‫عىل حتديد إشكال معني وحتليله حتلي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫‪ .2.1‬الكتابة املهنية‬

‫إهنا الكتابات التي يطالب هبا كل موظف يف مقاولة أو يف إدارة أو يف مؤسسة‬

‫ما طيلة حياته املهنية‪.‬‬

‫هذه الكتابات املقدمة من طرف مهنيني موجهة عامة‪ ،‬عىل خالف املكتوب‬

‫األكاديمي‪ ،‬إىل مجهور موسع يمكن أن يكون مكونا من مهنيني أو أفراد أعضاء من‬

‫املجموعة نفسها التي ينتمي إليها صاحب املكتوب‪ ،‬أو أعضاء ينتمون إىل مقاوالت‬ ‫أخرى أو جامعات أو أعضاء من اإلدارة‪ ،‬الخ‪.‬‬

‫بعض الكتابات املهنية قد تكون موضع عروض أمام أعضاء من املجموعة‬

‫نفسها أو أمام أفراد من خارج املقاولة؛ هذا ال يمنع من كون وظيفتها األساس هي‬

‫ُ‬ ‫فرتض حضورهم يف هذه العروض‪.‬‬ ‫إبالغ رسالة مكتوبة إىل أشخاص ال ُي‬ ‫ينقسم املكتوب املهني أساس ًا إىل ‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪r‬‬

‫تقارير االجتامعات؛‬

‫‪28‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫ ‬

‫‪r‬‬

‫تقارير عن األنشطة‪.‬‬

‫‪ r‬أنواع من املكتوب أخرى‪:‬‬ ‫ـ مذكرات عمل؛‬

‫ ‬

‫ـ دوريات إدارية داخلية؛‬

‫ ‬

‫ـ تقرير تقني للخربة‪.‬‬

‫ـ نصوص مسطرية؛‬

‫ ‬

‫سنعطي فيام ييل تعاريف مفصلة وأهداف خمتلف أنواع املكتوب املهني‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬تقرير االجتامع‬

‫يعيد هذا التقرير بشكل مكتوب ما دار يف اجتامع معني بشكل كامل وموضوعي‬

‫وذلك ليتضمن‪ :‬ـ النقاش الذي دار يف االجتامع؛‬ ‫ـ مواقف خمتلف املشاركني؛‬

‫ ‬

‫ـ القرارات املتخدة؛‬

‫ ‬

‫يعكس تقرير االجتامع عادة القدرة عىل التوفيق بني الصياغة الرتكيبية‬

‫«امللخصة» من جهة‪ ،‬و اإلعادة احلرفية الكاملة لكل ما يدور يف االجتامع من نقاش‬ ‫ومن مواقف وقرارات من جهة أخرى‪ ،‬ويشكل هذا التوفيق إكراه ًا يواجهه املكلف‬ ‫بإعداد التقرير‪.‬‬

‫‪ .2.2.1‬تقرير للنشاط‬

‫تقرير النشاط خطاب مكتوب ودوري تنتجه جمموعة (قسم‪ ،‬مديرية‪ )…،‬لتستعرض‬ ‫أنشطتها يف تواريخ معينة‪.‬‬

‫يتعلق األمر هنا‪ ،‬داخل املقاولة أو إدارة أو مؤسسة‪ ،‬بنوعني من التقارير‪:‬‬

‫‪r‬‬

‫ ‬

‫تقرير لنشاط حمدد من أمثلة‪:‬‬

‫ـ تقرير حول اإلنتاجية الشهرية؛‬

‫الف�صل الأول ‪� :‬أنواع املكتوب‬ ‫ ‬

‫ـ تقرير حول املبيعات األسبوعية؛‬

‫ ‬

‫ـ الخ‪.‬‬

‫ ‬ ‫‪r‬‬

‫‪29‬‬

‫ـ تقرير حول املداخيل اليومية؛‬

‫تقرير مكتوب حول األنشطة‪.‬‬

‫ال هيمنا إال النوع الثاين من النشاط باعتبار أن النوع األول يتحقق عادة‬

‫عىل شكل لوحة بخانات متأل باألرقام‪ ،‬من هنا جاءت تسميتها بالتقارير املحدّ دة‬

‫لألنشطة‪.‬‬

‫ينجز التقرير املكتوب لألنشطة التي تنجز عادة ملدة شهر‪ ،‬أو دورة‪ ،‬أو سداسية‬

‫أو سنة‪ ،‬وتنرش املقاوالت الكربى (أبناك‪ ،‬مؤسسات التأمني‪ )…،‬واملؤسسات‬ ‫الكربى (حكومية أو غري حكومية من منظامت دولية وأحزاب سياسية) تقارير‬ ‫سنوية ألنشطتها وذلك لتحقيق أهداف عديدة من أمهها‪:‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪r‬‬

‫اإلعالم الداخيل إلخبار أعضائها؛‬

‫اإلعالم اخلارجي‪ ،‬إلخبار العامل اخلارجي وإلشهار جمموعاهتا‪ .‬تكتيس‬

‫التقارير السنوية للمؤسسات الكربى (التأمينات‪ ،‬األبناك…) واملنظامت الكربى‬

‫الوطنية والدولية‪ ،‬أمهية كبرية‪ .‬وتقتيض يف أسلوهبا تقنية وعناية خاصتني‪.‬‬ ‫‪ .3.2.1‬أنواع أخرى من املكتوب املهني‬

‫نشري يف هذه الفقرة ألنواع أخرى من املكتوب املهني‪:‬‬

‫‪ r‬التقرير التقني؛‬

‫‪ r‬نص املساطر اإلدارية‪.‬‬ ‫‪ .1.3.2.1‬التقرير التقني‬

‫التقرير التقني وثيقة يلتزم هبا مسئول معني أو قسم أو جمموعة معينة‪( ،‬خمترب أو‬

‫‪30‬‬


‫مكتب الدراسات الخ) إلنجاز مهمة ُو ِّكلت إليه من مثل ‪:‬‬ ‫‪ r‬مهمة احلسابات أو املراقبة املالية؛‬ ‫‪r‬‬ ‫‪r‬‬

‫مهمة اخلربة التقنية؛‬

‫مهمة البحث والتحليل؛‬

‫‪ r‬الخ‪.‬‬

‫‪ .2.3.2.1‬مذكرة عمل‬

‫وثيقة داخلية وظيفتها فسح املجال لإلدارة إلخبار األعضاء بمجموعة من‬

‫املعلومات أو القرارات‪ .‬هلذه الوثيقة أسلوهبا وشكلها وطريقتها اخلاصة‪.‬‬ ‫‪ .3.3.2.1‬نص املسطرة اإلدارية‬

‫تقو ُم من طرف عامل‬ ‫أصبحت املصداقية منذ عقد من الزمن حلبة للسباق َّ‬

‫املقاولة واإلدارة‪ ،‬مما أدى إىل لزوم التحكم يف النصوص املسطرية من طرف كل‬

‫مسئول عن مرشوع للجودة ملقاولته أو إدارته أو أي جمموعة أخرى‪ .‬ختضع صياغة‬ ‫النص املسطري ملجموعة من القواعد من األمهية بمكان التأكيد عليها‪.‬‬

‫إن االختالف اهلائل للكتابات األكاديمية واملهنية الذي بينته هذه األنواع‬

‫املفصلة للمكتوب تسمح لنا بلمس صعوبة استعامل منهجية انشائية مشرتكة لكل‬

‫هذه األنواع‪ ،‬والسؤال املطروح هو التايل‪ :‬كيف يمكن التوفيق بني هذا التنويع‬ ‫األكاديمي واملهني واملنهجية املوحدة لكل هذه الكتابات؟‬

‫لتجنب هذا األشكال يمكننا طرح السؤال عرب مرحلتني‪:‬‬ ‫‪ r‬حماولة حتديد العنارص املشرتكة التي تشكل قاس ًام مشرتك ًا لكل الكتابات‪.‬‬ ‫‪r‬‬

‫بعد ذلك حماولة حتديد العنارص اخلاصة لكل مكتوب‪.‬‬

‫وهذا ما سنخصصه ملوضوع الفصلني القادمني‪.‬‬

‫الف�صل الثاين ‪ :‬الت�صميم العام للكتابة‬

‫‪31‬‬

‫الفصل الثاين‬

‫العام للكتا َبة‬ ‫التصميم ّ‬ ‫ُ‬

‫التصميم عنرص ثابث يف كل كتابة‪ ،‬هبذا املعنى ال نحسب أننا يمكن أن نجد‬ ‫مكتوب ًا يبتعد كثري ًا عن املخطط الذي سنعرضه‪.‬‬ ‫هذا التصميم يتمفصل يف املضمون والشكل حول ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ r‬املقدمة؛‬

‫‪ r‬العرض؛‬ ‫‪ r‬اخلامتة‪.‬‬

‫وتنضاف عنارص أخرى تكميلية إىل هذه األقسام الثالثة مثل‪ :‬التمهيد‪،‬‬

‫الفهرس‪ ،‬املعجم‪ ،‬اإلحاالت‪ ،‬املالحق‪ ،‬البيبليوغرافيا‪ ،‬التشكرات‪ .‬ونشري إىل‬

‫أن كل قسم من هذه األقسام خيضع بداهة وبدوره إىل التصميم الثالثي‪ :‬مقدمة‪،‬‬

‫عرض‪ ،‬خامتة‪.‬‬

‫ولكي نوضح األفكار املتعلقة هبذا التصميم فإننا سنرجع للمؤلفات األدبية‬

‫والفلسفية والسياسية الخ والتي ال تصنف عادة ضمن الكتابة األكاديمية وال‬

‫ضمن الكتابة املهنية‪ ،‬هذه اخلطة املنهجية‪ ،‬والتي قد تزعج القارئ احلريص عىل هذا‬ ‫التصنيف‪ ،‬ليست بعيدة عن هذه التصنيفات إال يف الظاهر‪ ،‬ألن األمثلة املختارة ال‬

‫تكون كذلك إال ألن هلا مقومات مشرتكة تقرهبا يف الواقع من التصنيف األكاديمي‬

‫‪32‬‬


‫واملهني أدبي ًا كان أو فلسفي ًا أو تارخيي ًا أو سياسي ًا الخ‪.‬‬

‫‪ .1.2‬املقدمة‬

‫توضع املقدمة للتعبري عن اإلشكالية التي سيعاجلها التحليل وتوضيح‬

‫املنهجية املعتمدة والتصميم الذي يسري عليه‪.‬‬ ‫تنقسم املقدمة أيض ًا‪ ،‬ككل مكتوب‪ ،‬كام أرشنا سابق ًا‪ ،‬إىل مقدمة وحتليل‬ ‫وخامتة‪ .‬إستناد ًا إىل ذلك يمكن أن نميز نوعني من املقدمات‪:‬‬ ‫ـ مقدمة خطية؛‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ r‬املقدمة اخلطية‬

‫هي‪:‬‬

‫ـ مقدمة دورية‪.‬‬

‫يتعلق األمر بالتقديم الكالسيكي‪ ،‬وهو املستعمل يف الغالب ومكوناته الثالثة‬

‫ ‬

‫ـ تقديم ‪ :‬اإلشكالية واملعاجلة؛‬

‫ ‬

‫ـ خامتة ‪ :‬تصميم عام للبحث‪.‬‬

‫ ‬ ‫‪r‬‬

‫ـ عرض ‪ :‬املنهجية املعتمدة ملعاجلة اإلشكالية؛‬

‫املقدمة الدورية‬

‫يتعلق األمر هنا‪ ،‬باإلضافة إىل التقديم اخلطي‪ ،‬بعرض معلومات حول النتائج‬

‫املتوصل إليها من طرف الباحث‪ .‬واألقسام الثالثة هلذه املقدمة املسامة الدورية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ ‬

‫ـ تقديم ‪ :‬اإلشكالية املعاجلة؛‬

‫ ‬

‫ـ خامتة ‪ :‬تصميم عام للبحث وملخص للنتائج املتوصل إليها‪.‬‬

‫ ‬

‫ـ عرض ‪ :‬املنهجية املعتمدة؛‬

‫مل نرش يف كل هذا إىل الرشوط التي متكن من اختيار إحدى املقدمتني‪ .‬يف الواقع‬

‫يمكن اختيار أي مقدمة نريد ألي نوع من الكتابة؛ لكن علينا أن ال ننسى‪:‬‬


‫‪33‬‬

‫‪ r‬املقدمة اخلطية‪ ،‬الكالسيكية‪ ،‬تستلزم انشاء ًا متابع ًا لكل املكتوب‪ ،‬وبالتايل‬

‫تستلزم قراءة كلية للبحث‪.‬‬

‫يمكن القول بأن هذا النوع من املقدمة ال يمكن استبعاده بالنسبة للبحث‬

‫األكاديمي حيث تكون القراءة الشاملة مطلوبة يف غالب األمر‪.‬‬ ‫‪ r‬املقدمة الدورية التي تتضمن إعالن ًا قبلي ًا للنتائج املتوصل إليها تسمح‬

‫بالتعرف الرسيع عىل مضمون البحث وال تتطلب بالتايل قراءة شاملة ملراحله‪.‬‬

‫يمكن القول هنا بأن هذا النوع من املقدمة منصوح به يف البحوث املهنيةالتي‬

‫تفضل عادة االختصار يف زمن القراءة‪.‬‬

‫لنوضح اآلن كل قسم من هذه األقسام الثالثة للمقدمة ولنبني كيفية بنائها يف‬ ‫النوعني مع ًا‪.‬‬ ‫‪ 1.1.2‬تقديم املقدمة ‪ :‬اإلشكالية‬

‫يبدأ كل بحث‪ ،‬يف غالب األمر‪ ،‬بالتعبري عن اإلشكالية التي سيعاجلها‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫إذا تعلق األمر بتقرير عن تدريب‪ ،‬فالبداية تكون بتقديم موضوع التدريب‬

‫‪r‬‬

‫إذا تعلق األمر ببحث هناية الدراسة متعلق بإنجاز مرشوع يف اإلعالميات‬

‫والعمل املطلوب من املتدرب من طرف املسؤول عن هذا التدريب‪.‬‬

‫أو الكهرباء أو التجارة أو التسويق مثال‪ ،‬حينها نبدأ بتقديم دفرت التحمالت املتعلق‬

‫باملرشوع‪.‬‬ ‫‪r‬‬

‫إذا تعلق األمر بأطروحة الدكتوراه‪ ،‬فالبداية تكون بتحليل موضوع‬

‫البحث وجدواه مع طرح لكل التساؤالت املطلوب اإلجابة عنها‪.‬‬

‫‪ r‬إذا تعلق‪ ،‬األمر بتقرير عن اجتامع فالبداية تكون بعرض للنقط املعاجلة يف‬

‫جدول األعامل‪.‬‬

‫‪ r‬إذا تعلق األمر بإعالن إداري أو دورية إدارية فالبداية تكون بعرض موضوع‬

‫اإلعالن أو الدورية‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫هكذا‪ ،‬كام رأينا‪ ،‬يمكن عرض اإلشكالية يف البحث بطرق متعددة أي‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫دفرت التحمالت املفصل بالنسبة للمرشوع؛‬

‫‪ r‬سؤال موضوع بالنسبة لبحث علمي أو تقني؛‬ ‫‪ r‬جدول لألعامل الجتامع معني بالنسبة لتقرير؛‬ ‫‪ r‬موضوع إعالم أو إخبار إداري‪.‬‬

‫لكن التعبري والتلفظ بإشكالية ّما يف املقدمة ال يتخد طريقة مبارشة و«فورية‬

‫فجة»‪ ،‬بل يتخذ يف الغالب صفة تدرجيية تستدرج املتلقي بإثارة انتباهه عىل نحو ما‬

‫يفعله اخلطاب اإلشهاري‪ ،‬وذلك لتبيان جدوى البحث وراهنية اإلشكالية التي‬ ‫يعاجلها‪ ،‬وتقوم إثارة االنتباه هاته أساس ًا إما عىل اإلحالة عىل بعض األحداث‬ ‫التارخيية أو اآلنية وإما اقرتاح مفارقة تؤدي إىل طرح اإلشكالية‪.‬‬

‫سنحاول يف األمثلة التي سنقدمها تبيان‪ ،‬ما أمكننا ذلك‪ ،‬كيف استعمل‬

‫املؤلفون هذه الطريقة يف طرح إشكاليتهم بعد استدراجهم للمتلقي وشدّ انتباهه‪.‬‬ ‫وسنعود هلذه الطريقة اخلاصة يف التعبري عن اإلشكالية عند تناولنا للمكونات‬ ‫اخلاصة بالكتابة األكاديمية‪ ،‬واملهنية‪ ،‬وذلك يف الفصل الثالث‪.‬‬ ‫لنأخذ بعض أمثلة املقدمات اإلشكالية يف نامذج خمتلفة‪:‬‬

‫املثال ‪ :1‬يبدأ ادغار موران يف تقديمه لكتاب الفكر واملستقبل هبدف شدّ‬ ‫(‪)1‬‬

‫اإلنتباه‪ ،‬بالتذكري ببعض األحداث املتعلقة بالعلم وبطبيعته املركبة‪ ،‬ويسرتسل يف‬

‫طرح إشكاليته عىل النحو التايل‪:‬‬

‫«إن الصيغ املبسطة للمعرفة تشوه أكثر مما تعرب عن الوقائع أو الظواهر التي‬

‫تعرض هلا‪ ،‬وإذا أصبح من البدهيي أهنا تنتج العمى أكثر مما تسهم يف التوضيح‪ ،‬اذ‬ ‫ذاك تربز املشكلة التالية‪ :‬كيف ننظر إىل التعقيد بكيفية غري تبسيطية؟‬

‫إال أن هذه املشكلة ال يمكن أن تفرض نفسها مبارشة‪ .‬جيب عليها أن تقدم‬

‫الدليل عىل مرشوعيتها‪ ،‬ألن كلمة تعقيد ال يسندها إرث فلسفي أو علمي أو‬ ‫‪ )1‬ادغار موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ ،‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،‬دار توبقال للنرش‪. 2004،‬‬


‫‪35‬‬

‫إبستمولوجي نبيل»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 2‬يرصح مالك شابال يف كتابه اإلسالم والعقل بإشكاليته كاملة ممهد ًا‬ ‫بالتذكري بحدث تارخيي بأسلوب تساؤيل قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫«فكرة هذا الكتاب بسيطة‪ .‬حيتفظ تاريخ اإلسالم بذكرى جتربة ابتكار وثورة‬ ‫وذكاء فتحت طرق ًا ومهدت للفكر‪ .‬لكن من يتذكر هذا املايض؟ من يبعث التأمالت‬ ‫احلرة للمفكرين وعلامء الدين الكونيني الذين عملوا عىل ختصيص الدين التوحيدي‬

‫الثالث بمقاربة عقالنية يف مواجهة واقع زماهنم‪ .‬هذا هو مرشوع هذا الكتاب»‪.‬‬ ‫املثال‬

‫‪3‬‬

‫‪ :‬يرصح فرناند بروديل يف تقديمه لكتابه طموحات التاريخ‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫بإشكاليته كام ييل‪« :‬وكان طموحي أن أرى وأظهر األشياء واألشخاص بأقىص ما‬

‫يمكن من املوضوعية‪ .‬أقبل احلكم عىل األشخاص‪ ،‬والدول ـ أصدقاء وأعداء ـ‬

‫ووطني نفسه بقلب ـ بالرغم من كل يشء خيلو من الغضب وبدون مرارة»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 4‬يعرب جان بول سارتر يف تقديمه لكتابة ماهو األدب‪ ،‬عن إشكاليته‬ ‫يف صيغة تساؤلية مشري ًا يف الوقت ذاته إىل فصول كتابه‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫«بام أن النقاد يتهموين باسم األدب‪ ،‬وبدون أن يرصحوا بام يفهمونه من هذا‬

‫اللفظ فإن أحسن جواب هو فحص فن الكتابة‪ ،‬بدون آراء مسبقة‪ .‬ماذا تعني‬

‫الكتابة؟ وملاذا نكتب؟ وملن؟ يبدو أن ال أحد وضع هذه التساؤالت»‪ .‬وكتابه‬

‫يتضمن بالفعل الفصول التالية‪ :‬ما معنى الكتابة؟‪ ،‬ملاذا نكتب؟ ملن نكتب؟‬

‫املثال ‪ : 5‬يرصح فرانسوا پول بالن يف تقديمه لكتابه القانون اإلسالمي‬ ‫بإشكاليته متخذ ًا اإلحالة عىل بعض األحداث اآلنية عنرص ًا لشد انتباه القارئ‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫«اخلط املهيمن عىل العامل اإلسالمي اليوم هو التباين يف تطبيق الرشيعة‪،‬‬

‫‪ )2‬مالك شبال‪ ،‬اإلسالم والعقل‪ ،‬دار بران‪. 2005،‬‬ ‫‪ )3‬فرناند بروديل‪ ،‬طموحات التاريخ‪ ،‬دار فالوا‪. 1997،‬‬ ‫‪ )4‬جان بول سارتر‪ ،‬ما األدب ‪ ،‬داركاليامر‪. 1948،‬‬ ‫‪ )5‬فرانسوا بول بالن‪ ،‬هناية اإلنسان‪ ،‬دار الطاولة املستديرة‪. 2002،‬‬

‫‪36‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫فال أحد ـ وهم قلة حاليا ـ يـميل إىل تطبيق حريف للقانون أو يأمل عىل األقل‬

‫إىل أسلمة القوانني الوطنية التي ُح ِّرفت بفعل التأثر باالستعامر الغريب‪.‬‬

‫واجلميع يتفق‪ ،‬باملقابل‪ ،‬عىل تطبيق قانون األرسة بدون تنازل‪ ،‬فهذا القانون‬ ‫هو الوحيد الذي قاوم اإلصالحات‪ ،‬وظل مطبق ًا يف كل مكان‪ ،‬وظل يف عيون‬

‫الغرب املكون الوحيد للقانون اإلسالمي»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 6‬يقرتح فرنسيس فوكوياما كإشكالية لكتابه هناية اإلنسان ماييل‪:‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫«فكرت منذ زمن يف دور البيولوجيا احلديثة يف فهم السياسة‪ .‬أتى ذلك من جمموعة‬ ‫عمل كنت أديرها منذ سنني عديدة كانت تشتغل حول موضوع تأثري العلوم احلديثة‬ ‫يف هذا املجال»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 7‬يـمهد عبد السالم بنعبد العايل يف كتابه أسس الفكر الفلسفي‬ ‫املعارص إلشكاليته قائ ً‬ ‫ال «ما الداعي إىل البحث يف أسس فكر يقدم لنا نفسه مؤرخ ًا‬ ‫(‪) 7‬‬

‫مؤسس ًا؟… إننا مطالبون باملسامهة يف العاملية والكونية ومدعوون عىل غرار ما فعله‬ ‫أجدادنا إىل اإلدالء بدلونا يف بناء «الفكر البرشي»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 8‬يـرصح حممد بنيس يف كتابه الشعر العريب احلديث‪ ،‬بنياته وإبداالهتا ‪،‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫«بأن اإلشكالية التي يبني عليها أطروحته إشكالية نظرية تكمن يف األسس النظرية‬ ‫للشعر العريب احلديث» ويكمن منطلقها فيام سامه بـ«ميتافيزيقا» التقدم كام هي يف‬ ‫التصور األرويب السائد‪ ،‬وهي يف نظره مرتسخة أيض ًا يف التصور اإلسالمي للتاريخ‬

‫والزمن مع اختالفه عن التصور األرويب الذي يتجه أما فيام يتجه أمام ًا فيام يتجه‬

‫التصور اإلسالمي للاميض…‬

‫كان بإمكاننا تبني طريقة جان بول سارتر وذلك بإدماج إشكالية هذا الكتاب‬

‫بأن نطرح بدورنا جمموعة أسئلة هلا عالقة بتصميم الكتاب مثل‪:‬‬ ‫ـ ماهي أنواع الكتابة؟‬

‫‪ )6‬فرنسيس فوكوياما‪ ،‬القانون اإلسالمي‪،‬دار دالوز‪. 2007 ،‬‬ ‫‪ )7‬عبد السالم بنعبد العايل‪ ،‬أسس الفكر الفلسفي املعارص‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬ط‪.2000 ،2‬‬ ‫‪ )8‬حممد بنيس‪ ،‬الشعر العريب احلديث‪ ،‬بنياته وإبداالهتا‪ ،‬أربعة أجزاء‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬الدار البيضاء‪ .‬ج‪ I‬ص ‪.32‬‬


‫‪37‬‬

‫ـ ماهو التصميم العام لكل ماهو كتابة؟‬ ‫ـ ماهي العنارص املكونة للكتابة؟‬

‫وسنكون باملناسبة قد أعطينا تصميم عملنا‪.‬‬ ‫‪ .2.1.2‬بناء املقدمة ‪ :‬منهج وتصميم‬

‫حني نعرب عن االشكالية فإننا نكون مطالبني بعد ذلك بعرض املنهجية املعتمدة‬

‫لتحليلها‪.‬‬

‫تكتيس املنهجية املعتمدة أمهية كبرية يف الكتابة األكاديمية واملهنية‪ ،‬كاألبحاث‬

‫واألطروحات والتقارير التقنية واخلربات الخ‪.‬‬

‫لنالحظ منذ البداية بأن هذا األمر ال هيم بداهة الكتابة املهنية القصرية مثل‬

‫البالغات اإلدارية والدوريات التنظيمية والتقارير الدورية املتعلقة بنشاط جمموعة‬

‫أو شخص معني‪.‬‬

‫‪ .3.1.2‬خاتـمة املقدمة‬

‫بعد تقديم املنهج املعتمد يمكننا حسب نوعية التقديم املختار‪ ،‬الكالسيكي أو‬

‫الدوري املفتوح‪:‬‬

‫‪ r‬إما اختتام املقدمة بتقديم التصميم يف إطار مقدمة كالسيكية‪.‬‬

‫‪ r‬و إما‪ ،‬بعد تقديم التصميم العام اختتام املقدمة بإعطاء ملخص للنتائج التي‬

‫توصل إليها يف البحث يف إطار املقدمة الدورية‪.‬‬

‫من أجل التوضيح نعطي فيام ييل أمثلة الختتام املقدمات‪:‬‬

‫املثال ‪ : 9‬خيتتم فرناند بروديل مقدمته يف كتابة طموحات التاريخ باإلعالن‬ ‫عن التصميم قائ ً‬ ‫ال ‪« :‬هذا الكتاب ينقسم إىل قسمني هلام نفس األمهية‪ .‬األول دفاع‬ ‫(‪)9‬‬

‫طويل عن شكل من التاريخ وبحث عن منهج وصحته‪ ،‬النشغايل بمسألة الوضوح‪،‬‬

‫‪)9‬‬

‫مرجع سابق‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫بدقة ومن زوايا حية… والقسم الثاين دراسة لسلسة من األسئلة مأخوذة من التجربة‬ ‫ومن اجلدال اليومي»‪.‬‬ ‫املثال‪10‬‬

‫‪ :‬اختتم مؤلفا كتاب ‪ ،‬تاريخ املؤسسات العمومية واألحداث‬

‫االجتامعية بيريكليمون تامبال واندري كاسنالدو تقديمهام بالتصميم‪:‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫«للموضوع أمهية بالغة مما يفرض تقسيمه‪ ،‬من املعقول إذن اتباع تصميم‬

‫من أربعة أقسام‪ :‬دروس التاريخ القديم وامللكية الفرنسية‪ ،‬فرنسا العرص الوسيط‬ ‫والعصور احلديثة‪ ،‬وثورة القرن التاسع عرش»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 11‬اختتم فرنسوا بول بالن كتابه‪ ،‬القانون اإلسالمي بإعالن تصميم‬ ‫(‪)11‬‬

‫الكتاب‪« :‬هذا املفهوم األبوي سيخضع للتنظري بواسطة العلامء املسلمني (الفصل‬ ‫األول‪ ،‬مصادر القانون)‪ ،‬وستنعكس يف الزواج (الفصل ‪ )I‬يف الطالق (الفصل ‪)II‬‬

‫يف النسب (الفصل ‪ )III‬يف محاية القارص (الفصل ‪ )IV‬يف املرياث (الفصل ‪.)V‬‬

‫املثال ‪ : 12‬يـختتم حممد بنيس يف كتابه السالف الذكر مقدمته لكتاب‪ ،‬الشعر‬ ‫العريب احلديث‪ ،‬بإعالنه عن تصميمها قائ ً‬ ‫ال ‪«:‬تتوزع الدراسة عرب أربعة أقسام‬

‫تضبطهام حلطتان للقراءة‪ ،‬تشمل اللحظة األوىل ثالثة أقسام يستقل كل متن من‬ ‫املتون يف واحد منها وينفرد القسم الرابع باللحظة الثانية»‪.‬‬ ‫املثال‬

‫‪13‬‬

‫‪ :‬يـمكن للقارئ أن يرجع إىل مقدمتنا هلذا الكتاب وسريى أننا‬

‫ختمناها بإعطاء تصميم الكتاب‪ ،‬فقد كتبنا ما ييل ‪« :‬لقد قدمنا منهج كتابة اخلطاب‬ ‫األكاديمي واملهني إىل أربعة فصول‪:‬‬

‫‪ r‬األول خمصص ألنواع اخلطابات وأنواع الكتابة األكاديمية واملنهجية؛‬

‫‪ r‬الثاين سيتناول تصميم البحث املكتوب والعنارص التي تشكل هذا التصميم‬

‫العام لكل خطاب‪.‬‬

‫‪ r‬الثالث سيتناول بالتفصيل مكونات كل نوع من اخلطاب‪.‬‬

‫‪ )10‬بيري كليمون تاسبال‪/‬اندري كاننالدو‪ ،‬تاريخ املؤسسات العمومية واألبعاد االجتامعية‪ ،‬دار دالوز‪. 2004 ،‬‬ ‫‪ )11‬مرجع سابق‪.‬‬

‫الف�صل الثاين ‪ :‬الت�صميم العام للكتابة‬ ‫‪r‬‬

‫‪39‬‬

‫الرابع سيعطي االعتبار لكيفية تقديم املكتوب بعد اكتامل كل مراحله‬

‫السابقة‪ .‬و ستبني اخلامتة االستعامل األمثل هلذا الكتاب حتى يتم تطبيق املنهج‬ ‫تطبيق ًا مالئ ًام؛ واملرحلة األوىل من هذا االستعامل تتشكل يف القراءة الكلية للكتاب‬ ‫فور احلصول عليه‪.‬‬

‫لنالحظ بأننا تبنينا يف هذا الكتاب التقديم الكالسيكي‪ ،‬وكان يف االمكان تبني‬

‫التقديم الدوري املفتوح بـمجرد إضافة يف مكان ما يف هناية التقديم النتيجة التي‬ ‫انتهينا إليها عىل أساس أن منهجنا صالح أيض ًا ألنواع أخرى من الكتابة كالرواية‬ ‫واملقال… الخ…‬

‫‪ .2.2‬العرض يف البحث املكتوب‬

‫بعد املقدمة يأيت العرض‪ ،‬إنه القسم املركزي من البحث‪ ،‬ويتموقع بني املقدمة‬

‫العامة واخلامتة العامة‪ ،‬يف هذا القسم تتطور كل أفكار وحتاليل املؤلف املرتبطة‬

‫باإلشكالية التي يعاجلها‪.‬‬

‫يتكون هذا القسم من أقسام تنقسم بدورها إىل فصول مقسمة بدورها إىل‬ ‫َّ‬

‫فقرات وإىل فقرات أصغر… الخ‪.‬‬ ‫ونصادف أيض ًا تطورات أخرى للبحث‪ ،‬تنعكس يف تقسيامت إضافية‬

‫تسمى مباحث أو أجزاء الخ‪ ،‬لكن ننصح بتجنب التقسيامت اإلضافية يف البحث‬ ‫األكاديمي واملهني‪ ،‬إال يف حالة وجود بحث ضخم يستلزم هذه التقسيامت وهي‬

‫حالة نجدها خاصة يف أطروحات الدكتوراه‪ .‬ونشري يف هذه احلالة قصد اإلفادة‬ ‫بأن هذه التقسيامت تنحرص يف ترتيب معني وهو‪ :‬األجزاء‪ ،‬العناوين‪ ،‬الفصول‪،‬‬ ‫األقسام‪ ،‬الفقرات‪ ،‬الفقرات الصغرى‪ ،‬الخ‪.‬‬

‫إن الوحدة التي يتطور البحث عىل أساسها هي الفصل‪ ،‬رغم أننا قد نجد بعض‬

‫األبحاث ترتكز عىل اجلزء عوض الفصل‪ ،‬يبقى الفصل إذن العنرص األساس‪ ،‬وهو‬ ‫يتكون من فقرات وفقرات صغرى‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫وحتى يتم احرتام القانون العام لكل مكتوب جيب أن يتكون كل فصل‬

‫من مقدمة ومن عرض وخامتة‪ .‬وللحفاظ عىل تسلسل العنارص تعلن كل خامتة‬

‫لفصل معني ما سيعالج يف الفصل الذي يليه‪ .‬ينطبق هذا األمر عىل األجزاء حني‬ ‫يتبناها البحث‪ ،‬اذ جيب أن تتضمن مقدمتها وخامتتها وعرضها التحليل املكون من‬

‫فصول‪ .‬هذا التسلسل اخلطي لألجزاء والفصول يسمح للمؤلف بأن يقود القارئ‪.‬‬ ‫إن الكتابة مثلها يف ذلك مثل البناء العقالين جيب أن جتهز بنوع من الرتكيب بحيث‬ ‫ينجز الطابق األول (أو اجلزء أو الفصل أو الفقرة…) قبل أن يتم االنتقال للطابق‬ ‫التايل (أو اجلزء التايل أو الفصل التايل أو الفقرة التالية…)‪.‬‬

‫املثال ‪ : 14‬يبني ادغار موران فصول كتابه الفكر واملستقبل‪ ،‬باحرتام تام هلذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬فهو يبدأ مث ً‬ ‫ال الفصل الثاين املعنون بـ «من التبسيط إىل التعقيد»‪ ،‬بواسطة‬ ‫(‪)12‬‬

‫االشكالية التي ينوي معاجلتها‪.‬‬

‫«إذن ما نبحث عنه هنا هو يف آن وحدة علم ونظرية التعقيد البرشي الشديد‬

‫جد ًا‪ ،‬إنه مبدأ ذو جذور عميقة تتنوع أكثر فأكثر وهي تنمو نحو األعىل»‪.‬‬

‫وهو خيتم الفصل نفسه باعالن عام سيعاجله يف الفصل املوايل‪« :‬وبالفعل‪ ،‬جتد‬

‫بنية نسق التفكري نفسها مزعزعة وحمولة‪ ،‬فتنهار بذلك بنية فوقية هائلة برمتها‪ .‬وهذا‬

‫هو ماجيب االستعداد له»‪.‬‬

‫املثال ‪ : 15‬اليش نفسه نجده عند فرانسوا بول بالن فهو يبدأ الفصل األول‬ ‫من كتابه‪ :‬القانون اإلسالمي‪ ،‬واضع ًا اإلشكالية موضع التساؤل وعارض ًا لتصميم‬ ‫(‪)13‬‬

‫الفصل‪.‬‬

‫«الزواج يف اإلسالم عقد يربم بني الرجل واملرأة ويضع قانونا له طبيعة أخالقية‬

‫تكون ذلك؟ (قسم ‪ )I‬وماهي مؤثراته (قسم‬ ‫ودينية متأثرة بمصالح اجتامعية‪ ،‬كيف َّ‬ ‫‪)II‬؟‬

‫‪ )12‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ )13‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪41‬‬

‫مع األسف‪ ،‬ال نجد هذا األسلوب حمرتما يف مجيع األبحاث‪ ،‬إذ نجد بعضها‬ ‫يستغني يف القسم أو الفصل من الكتاب عن مقدمته وخامتته‪ ،‬وهذا األمر ّ‬ ‫خيل‬ ‫بمصداقية املكتوب وحيول قراءة املتلقي إىل صعوبات يضيع معها هدف البحث‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬نميل دائ ًام إىل نصح الباحث األكاديمي أو املهني إىل مراعاة‬

‫التوازن بني أجزاء الكتاب والعمل عىل أن تتضمن نفس العدد من الفصول‪ .‬نفس‬ ‫األمر نقوله عن الفصول التي جيب أن تكون متوازنة‪ ،‬بمعنى أن تكون متساوية‬ ‫ال وربام كان مستحي ً‬ ‫تقريب ًا يف عدد الصفحات‪ ،‬هذا التوازن املطلوب ليس سه ً‬ ‫ال‪،‬‬

‫يمكننا عىل سبيل املثال أخذ تسعة كتب من بني كل الكتب التي أحلنا عليها حلد‬

‫اآلن ونريد أن نرى كيف استطاع مؤلفوها حتقيق التوازن بني فصول كتبهم‪.‬‬ ‫الكتب السبعة التي اخرتناها هي ‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬

‫‪ .1‬مواران ‪ :‬الفكر واملستقبل‬ ‫‪ .2‬شا َب ْل ‪ :‬االسالم والعقالنية‬

‫‪ .3‬بروديل ‪ :‬طموحات التاريخ‬ ‫‪ .4‬سارتر ‪ :‬ما األدب؟‬

‫‪ .5‬بالن ‪ :‬القانون اإلسالمي‬ ‫‪ .6‬فوكوياما‪ :‬هناية اإلنسان‬

‫‪ .7‬تامبال وكاستالدو‪ :‬تاريخ املؤسسات العمومية واألحداث االجتامعية‪.‬‬ ‫‪ .8‬بنعبد العايل‪ :‬أسس الفكر الفلسفي املعارص‪.‬‬ ‫‪ .9‬حممد بنيس ‪ :‬الشعر العريب احلديث‪.‬‬

‫إحصاء بسيط هلذه الكتب بيني أن فصوهلا ذات طول معني كاآليت‪:‬‬

‫‪)14‬مراجع سبق اإلحالة عليها‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫رقم الكتاب‬ ‫الفصل ‪1‬‬ ‫الفصل ‪2‬‬ ‫الفصل ‪3‬‬ ‫الفصل ‪4‬‬ ‫الفصل ‪5‬‬ ‫الفصل ‪6‬‬ ‫الفصل ‪7‬‬ ‫الفصل ‪8‬‬ ‫الفصل ‪9‬‬ ‫الفصل ‪10‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪21‬‬

‫‪23‬‬

‫‪24‬‬

‫‪34‬‬

‫‪30‬‬

‫‪21‬‬

‫‪27‬‬

‫‪16‬‬

‫‪23‬‬

‫‪53‬‬

‫‪23‬‬

‫‪17‬‬

‫‪36‬‬

‫‪24‬‬

‫‪22‬‬

‫‪10‬‬

‫‪22‬‬

‫‪54‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪49‬‬

‫‪110‬‬

‫‪22‬‬

‫‪23‬‬

‫‪60‬‬

‫‪16‬‬

‫‪9‬‬

‫‪15‬‬

‫‪224‬‬

‫‪156‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪30‬‬

‫‪10‬‬

‫‪7‬‬

‫‪13‬‬

‫‪35‬‬

‫‪10‬‬

‫‪16‬‬

‫‪22‬‬

‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪116‬‬

‫‪20‬‬

‫‪27‬‬

‫‪28‬‬

‫‪15‬‬

‫‪6‬‬

‫‪11‬‬

‫‪27‬‬

‫‪15‬‬

‫‪12‬‬

‫‪26‬‬

‫‪34‬‬

‫‪12‬‬

‫‪18‬‬

‫‪13‬‬

‫‪44‬‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪18‬‬

‫‪----‬‬

‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪----‬‬

‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪----‬‬

‫‪34‬‬

‫‪66‬‬

‫‪12‬‬

‫‪20‬‬

‫‪27‬‬

‫‪----‬‬

‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪---‬‬‫‪----‬‬

‫نالحظ بأن هناك تفاوت ًا يف طول الفصول لنفس الكتاب مما جيعلنا نميل إىل‬

‫القول بأن الباحث األكاديمي أو املهني يتناسى هذا اإلكراه املتعلق بالتوازن بني‬ ‫أجزاء وفصول الكتاب‪.‬‬

‫وهذا الكتاب الذي يقدّ م نفسه‪ ،‬كام قلنا يف البداية‪ ،‬نموذج ًا جيد ًا لتطبيق‬

‫منهجنا يف التأليف‪ ،‬يشمل عىل أربعة فصول غري متناسبة كام هو واضح‪:‬‬ ‫الفصل األول ‪ 11 :‬صفحة‪.‬‬

‫الفصل الثاين ‪ 56 :‬صفحة‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ 18 :‬صفحة‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ 20 :‬صفحة‪.‬‬ ‫حق ًا‪ ،‬إننا ال نرى طريقة متكننا من حتقيق توازن بني الفصول من الناحية‬

‫الكمية‪ ،‬وذلك‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫إما بتمطيط الجدوى منه يف الفصل األول يف تعريف وحتديد مكونات‬

‫أنواع الكتابات األكاديمية واملنهجية‪.‬‬

‫‪ r‬وإما بتكثيف أكرب يف الفصل الثاين حول مكونات خمتلف عنارص املكتوب‬

‫األكاديمي واملهني‪.‬‬


‫‪43‬‬

‫‪ r‬وإما بتوسيع حمدود للفصل األول وتقليص قليل للفصل الثاين ملحاولة‬

‫التوصل إىل تعادل بني الفصلني‪.‬‬

‫‪ r‬وإما بتقسيم الفصل الثاين إىل فصلني أو ثالثة‪ .‬لكن يتعذر هذا احلل بالنظر‬

‫ملوضوع الفصل‪.‬‬

‫‪ r‬يتبقى بعد كل ذلك حالة الفصل الثالث والرابع املطلوب ح ّلها‪ .‬فامذا عسانا‬

‫نفعل؟‬

‫كل هذا سيضايق القارئ أو سيرتكه متعطش ًا ملعرفة احلل‪ ،‬لكن املشكلة املتعلقة‬

‫بتوازن الفصول ستبقى معرضة للنقد واملالحظة (من طرف القراء أو اجلامعيني أو‬

‫أعضاء جلنة املناقشة)‪ ،‬وعىل املؤلف أن يتلقى النقد حوهلا بحكمة مع العمل عىل‬

‫جتاوزها‪.‬‬

‫باملقابل‪ ،‬هناك إكراه البد من مواجته يف كتابة أي فصل كان‪ ،‬وهو املتعلق‬

‫بطريقة الكتابة التي جيب أن تكون سهلة القراءة‪ ،‬وبدون تردد وال ملل من التكرار‬

‫نعيد القول بوجوب جتنب كل تقعر أو تعقيد يف األسلوب يمكنه أن يشوش عىل‬

‫القارئ وجيعل قراءة البحث مملة‪.‬‬

‫للوصول إىل هذا اهلدف‪ ،‬ننصح املؤلف‪ ،‬يف البحث األكاديمي أو املهني‪ ،‬أن‬ ‫يتوخى التوسط يف طول الفقرات وحتى يف قرصها‪ ،‬وأيض ًا هتوية الصفحات بالقدر‬ ‫الذي جيعلها مرحية وجذابة‪ .‬ونظرة واحدة هلذا الكتاب تبني إىل أي حد تكون هذه‬ ‫التهوية مساعدة عىل القراءة املفيدة واملمتعة‪.‬‬

‫‪ .3.2‬خامتة البحث‬

‫اجلزء النهائي من البحث يقف عند اخلامتة‪ ،‬وترتكب كتابتها من التصميم‬ ‫الثالثي أيض ًا‪ ،‬وهو التقديم‪ ،‬فالعرض فاخلامتة‪ .‬ويمكننا أن نميز نوعني من االختتام‪:‬‬ ‫ـ هناية مغلقة؛‬

‫ ـ هناية مفتوحة‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫النهاية املغلقة‬

‫يتعلق األمر بالنهاية الكالسيكية األكثر استعام ً‬ ‫ال‪ ،‬وترتكب من ثالثة عنارص‪:‬‬ ‫ـ تقديم‪ :‬تذكري باالشكالية املعاجلة؛‬

‫ـ عرض‪ :‬تذكري باملنهجية املتبعة وبالتصميم؛‬

‫ـ خامتة‪ :‬تذكري بالنتائج املتوصل إليها‪.‬‬

‫النهاية املفتوحة‬

‫يتعلق األمر بنهاية تتضمن زيادة عىل ما يرد يف النهاية املغلقة‪ ،‬مؤرشات‬

‫المتداد ممكن يفتحه البحث يف املستقبل‪ ،‬وترتكب من‪:‬‬ ‫ـ تقديم‪ :‬تذكري باالشكالية املعاجلة؛‬

‫ـ عرض‪ :‬تذكري باملنهجية املتبعة وبالتصميم؛‬

‫ـ خامتة‪ :‬تذكري بالنتائج املتوصل إليها واآلفاق التي يفتحها البحث‪.‬‬ ‫يمكن أن نتصور اإلمتداد املمكن للبحث حسب نوعية البحث أكاديمي ًا كان‬

‫أو مهني ًا عىل الشكل التايل‪:‬‬

‫‪ r‬رسالة بحث هناية الدراسة‪ :‬متابعة مرشوع موضوع الرسالة‪.‬‬ ‫‪ r‬مقال أو أطروحة‪ :‬متابعة البحث يف املوضوع‪.‬‬ ‫‪ r‬تقرير خربة‪ :‬متابعة مهمة اخلربة‪.‬‬

‫ننصح بتبني النهاية املفتوحة سواء يف البحث األكاديمي أو املهني‪ ،‬ألهنا يف‬

‫احلالة األوىل تبني حتكم املؤلف يف موضوع البحث‪ ،‬ويف احلالة الثانية تسمح بفرص‬ ‫نافعة مهنيا و‪/‬أو جتاري ًا‪.‬‬ ‫ُيالحظ القارئ أننا تبنينا يف هذا الكتاب النهاية املفتوحة‪ ،‬حيث أظهرنا أن‬ ‫املنهج املتبع صالح للكتابة األكاديمية واملهنية وصالح أيض ًا ألنواع أخرى كالرواية‬

‫مث ً‬ ‫ال أو املقال الخ‪ .‬لقد أرشنا‪ ،‬يف كل مناسبة إىل رضورة اإلعالن يف خامتة اخلامتة‬ ‫عن النتائج التي توصل إليها الباحث‪ ،‬ألننا نتموضع دائ ًام يف سياق أطروحة بحث‬ ‫ينتهي إىل نتاج معينة‪ ،‬يف احلالة املعاكسة يمكن اإلعالن ببساطة عن عدم التوصل‬


‫‪45‬‬

‫املرجوة مع تبيان أسباب ذلك‪.‬‬ ‫إىل النتائج‬ ‫ّ‬ ‫حتتل كل من املقدمة واخلامتة مكان َة هامة‪ ،‬وهناك بعض األساتذة أعضاء جلان‬

‫الفحص أو املناقشة الذين يرشعون يف فحص األطروحة بقراءة املقدمة واخلامتة‬

‫لتقدير مستوى البحث قبل الرشوع يف قراءهتا قراءة شاملة‪.‬‬

‫لنالحظ‪ ،‬ونحن نختم هذه الفقرة‪ ،‬بأن املقدمة واخلامتة تؤطران البحث‬ ‫املكتوب وتسمحان برتكيزمها املتامثل ظاهري ًا بأخذ فكرة دقيقة عن اإلشكالية‬ ‫املعاجلة يف البحث وعن املنهج املعتمد فيه وعن النتائج املتوقعة والنتائج املتوصل‬

‫اليها‪.‬‬

‫من واجب الباحث سواء يف البحث األكاديمي أو املهني أن يتجنب إذن‬

‫تكرار ما كتبه يف املقدمة داخل اخلامتة‪ ،‬عليه أن يتصور املكونات الكالسيكية الثالثة‬ ‫(املقدمة‪ ،‬العرض‪ ،‬اخلامتة) للمقدمة وللخامتة عىل النحو الذي تقدمه اخلطاطة‬ ‫املبسطة التالية‪:‬‬

‫العنارص‬ ‫مقدمة املقدمة واخلامتة‬ ‫عرض للمقدمة واخلامتة‬ ‫خامتة املقدمة واخلامتة‬

‫خامتته‬ ‫مقدمة البحث‬ ‫اإلعالن عن اإلشكالية وعرضها‪ ،‬تذكري خمترص لإلشكالية‬ ‫بدون إثارة ما يبني أمهيتها‪.‬‬ ‫بإثارة ما يربز أمهيتها‪.‬‬ ‫عرض موسع للمنهجية املتبناه مع‬ ‫تربيرها إن أمكن ذلك‪.‬‬

‫تذكري باملنهجية املتبناة‬ ‫ونقاش حلدودها‪.‬‬

‫خطي ّة‪ :‬عرض للتصميم املتبع يف مغلقة‪ :‬تذكري بالتصميم‬ ‫املتبع يف البحث وذكر‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫مفصل للناتج‪.‬‬ ‫دورية مفتوحة‪ :‬عرض للتصميم‬ ‫املتبقي يف البحث‪ ،‬وإعالن خمترص مفتوحة‪ :‬تذكري بالتصميم‬ ‫املتبع يف البحث‪ ،‬إعالن‬ ‫للنتائج‪.‬‬ ‫مفصل بالنتائج املتوصل‬ ‫إليها واألبعاد املستقبلية‬ ‫التي يفتحها‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫اآلن ‪ ،‬وبعد أن عرضنا ملا تتضمنه العنارص األساسية للكتابة التي تتشكل من‬

‫املقدمة والعرض واخلامتة‪ ،‬نقرتح فيام سيأيت‪ ،‬باقي العنارص التي يتشكل منها البحث‬

‫األكاديمي واملهني بتعريفه وتبيان أمهيته‪.‬‬ ‫‪ .4.2‬العنارص األخرى للبحث‬

‫للكتابة يف البحث عنارص أخرى غري املقدمة والعرض واخلامتة‪ ،‬نجدها يف كل‬

‫جمال أكاديمي أو مهني مثل‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫العنوان؛‬

‫‪r‬‬

‫التمهيد؛‬

‫‪r‬‬

‫التشكرات؛‬

‫‪ r‬اإلهداء؛‬ ‫‪r‬‬

‫املحتوى؛‬

‫‪r‬‬

‫الـمعجم؛‬

‫‪r‬‬

‫البيبليوغرافيا؛‬

‫‪ r‬الـملحق؛‬

‫‪ r‬الكشافات؛‬ ‫‪r‬‬

‫فهرس املواضيع‪.‬‬

‫ولتربير هذا الرتتيب نسجل‪:‬‬

‫‪ r‬املعجم والكشافات جيب أن تأيت بعد املتن وملحقاته ألن املفردات املتضمنة‬

‫يف هذين العنرصين يمكن أن تنتمي ملتن املكتوب أو مللحقاته‪.‬‬

‫‪ r‬جيب أن تأيت البيليوغرافيا بعد كل عنارص البحث ألنه من املمكن اإلحالة‬

‫عىل املراجع البيليوغرافيا يف كل العنارص األخرى‪.‬‬ ‫‪r‬‬

‫فهرس املوضوعات جيب أن يكون يف خامتة البحث‪.‬‬

‫لنأخذ قائمة أنواع الكتابة كام قدمناها يف الفصل الثاين ولنحاول تلخيصها‬


‫‪47‬‬

‫يف جدول ولنرى كيف تدخل يف تركيب كل نوع من اخلطاب األكاديمي واملهني‪.‬‬ ‫نوع الكتابة‬ ‫بحث‬ ‫أكاديمي‬

‫تقرير تدريب‬ ‫رسالة‬ ‫مقال‬

‫أطروحة‬

‫مكتوب مهني‬ ‫تقرير اجتامع‬ ‫تقرير نشاط‬

‫مدكرة دورية‬

‫نص مسطري‬ ‫تقرير تقني‬

‫ع‬

‫إ شـ‬

‫عنارص متكاملة للبحث‬ ‫م مح مل مع كش بيل‬ ‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫فـ‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬

‫ ‬ ‫مفتاح ‪ :‬ع = عنوان‬ ‫ ‬ ‫إ = إهداء‬

‫ ‬ ‫شـ = شكر‬

‫ ‬ ‫م = متهيد‬

‫مح = حمتوى‬

‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫‪x‬‬

‫مع = معجم‬

‫كش = كشاف‬

‫بيل = بيبليوغرافيا‬

‫ف = فهرس‬

‫مل = ملحق‬

‫لنفصل فيام ييل هدف ومضمون كل عنرص من هذه العنارص اإلضافية التي‬

‫سقناها إىل جانب املكونات الثالثة األساسية للمكتوب والتي هي املقدمة والعرض‬

‫واخلامتة‪ .‬سنعاجلها بالرتتيب التي تأخذه عادة يف كل بحث‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫‪ .1.4.2‬العنوان‬ ‫حيتل العنوان عىل عكس ما نتصور‪ ،‬مكانة هامة لكونه أول يشء يتلقاه املتلقي‬

‫وهو يستقبل الرسالة‪.‬‬

‫نيست‬ ‫إير ْ‬ ‫نذكر‪ ،‬لتوضيح موضوعنا‪ ،‬حكاية األستاذ الذي درس مع طلبته قصة ْ‬

‫مهنغواي ملن تدق األجراس‪ ،‬ثم طلب منهم يف االمتحان تلخيصني احدمها يف مئة‬ ‫(‪)15‬‬

‫كلمة والثاين يف مخس كلامت فقط (ثالث كلامت بالنسبة للرتمجة العربية)‪ .‬وفوجئ‬

‫بعد مجع أوراق االختبار حلصوله عىل أجوبة خمتلفة عن السؤال املتعلق بالتلخيص‬ ‫الثاين ألنه كان يعتقد بأن أحسن تلخيص له يكمن يف العنوان ‪ :‬ملن تدق األجراس‪.‬‬ ‫يمكن أن نجادل مطو ً‬ ‫ال يف صحة املثال الذي اخرتناه‪ ،‬لكن ذلك ال يمنع من‬

‫استخالص أمهية العنوان باعتباره أحسن تلخيص للقصة‪.‬‬

‫جيب عىل املؤلف إذن أن خيتار عنوان بحثه بعناية فائقة‪ ،‬عنوان يعكس بدقة‬

‫ومالءمة مضمون البحث أو الكتاب‪.‬‬

‫لنأخد اجلدول الرتكيبي‪ ،‬إنه يوضح رضورة وجود العنوان لكل نوع من أنواع‬

‫الكتابة‪ ،‬فيام عدا تقرير االجتامع والتقارير املتعلقة باألنشطة وذلك أنه‪:‬‬

‫‪ r‬بالنسبة لتقرير االجتامع نضع يف مكان العنوان‪ :‬حمرض تقرير االجتامع الذي‬

‫انعقد بتاريخ كذا‪..‬‬

‫‪ r‬وبالنسبة لتقرير النشاط نضع عادة ‪ :‬تقرير حول النشاط املعلق ب … بتاريخ…‬

‫لنأخذ بعض األمثلة لعناوين وضعها مؤلفوها بعناية‪.‬‬ ‫املثال ‪: 13‬‬

‫ـ جان جاك روسو ؛ خطاب حول أصل وأسس الالعدالة بني الناس‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫‪ )15‬إيرنست مهنغواي‪ ،‬ملن تدق األجراس‪ ،‬كتاب اجليب‪.2000 ،‬‬ ‫‪ )16‬جان جاك روسو‪ ،‬خطاب……‪،‬دار البلياد؛‪.2003‬‬


‫‪49‬‬

‫ـ فولتري ‪ :‬تاريخ‪ ،‬روسيا حتت حكم بريو لوكران‪.‬‬ ‫(‪)17‬‬

‫ـ د‪.‬ريفي ‪ :‬ليوطي ومؤسسة احلامية الفرنسية باملغرب ‪.1925-1912‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫ـ ب‪ .‬سوتامبال ‪ :‬تاريخ املؤسسات العمومية واألحداث االجتامعية أد‬ ‫(‪)19‬‬

‫كاستادو‪.‬‬

‫ـ عبد الفتاح كيليطو‪ :‬أبو العالء املعري أو متاهات القول ‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫املثال ‪: 14‬‬

‫اآلن‪ ،‬نعطي بعض األمثلة لعناوين خمترصة لكنها ال تقل تعبري ًا عن مضمون‬

‫الكتب‪:‬‬

‫ـ مونتني ‪ :‬يوميات رحلة إىل إيطاليا؛‬ ‫(‪)21‬‬

‫ـ موليري ‪ :‬شيطانيات سكابان؛‬ ‫(‪)22‬‬

‫ـ جان بول سارتر ‪ :‬ما األدب؛‬ ‫(‪)23‬‬

‫ـ بالنك ‪ :‬القانون اإلسالمي؛‬ ‫(‪)24‬‬

‫ـ شبال ‪ :‬االسالم والعقالنية؛‬ ‫(‪)25‬‬

‫ـ حممود درويش ورداقل ‪.‬‬ ‫أحيان ًا‪ ،‬يكتفي الكتاب‪ ،‬خاصة يف الرواية أو السرية بوضع اسم بطل أو بطلة‬ ‫(‪)26‬‬

‫الرواية عنوان ًا هلا‪.‬‬ ‫املثال ‪: 15‬‬

‫عناوين تتضمن فقط اسم الشخص مفتاح الرواية أو املرسحية‪.‬‬

‫‪ )17‬فولثري‪ ،‬تاريخ روسيا‪ ،‬دار البيلياد‪.2000 ،‬‬ ‫‪ )18‬دريفي‪ ،‬ليوطي……‪،‬دار الرماطون؛ ‪.1996‬‬ ‫‪ )19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ )20‬دار توبقال‪.2000 ،‬‬ ‫‪ )21‬مونتني‪ ،‬يوميات رحلة إىل إيطاليا‪ ،‬دار البلياد‪.2002 ،‬‬ ‫‪ )22‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ )23‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ )24‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ )25‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ )26‬دار توبقال‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1990 ،‬‬

‫‪50‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫ـ كورين ‪ :‬السيد‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬

‫ـ رايس ‪ :‬أوندروماك‪.‬‬ ‫(‪)28‬‬

‫ـ موليري ‪ :‬دون جوان‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫ـ شكسبي ‪:‬هنري‪.VI‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫ـ فيكتور هيجو‪ :‬هريناين‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫ـ البري كامو ‪ :‬كاليگوال‪.‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫ـ عبد الكريم برشيد‪ :‬امرؤ القيس يف باريس ‪.‬‬ ‫أحيان ًا يضيف الكاتب عنوان ًا فرعي ًا مرافق ًا للعنوان الرئيس ليعرب بدقة أكرب عن‬ ‫(‪)33‬‬

‫مضمون الكتاب‪.‬‬ ‫املثال ‪: 16‬‬

‫فولتري عىل سبيل املثال غالب ًا ما يضيف إىل عناوين حكاياته الفلسفية عنوان ًا‬ ‫(‪)34‬‬

‫فرعي ًا‪:‬‬

‫ـ زاديك واملصري‬

‫ـ ممنون‪ ،‬واحلكمة االنسانية‬ ‫ـ كانديد‪ ،‬ونزعة األمل‬


‫نالحظ أيض ًا بأن كتابني من الكتب التي سبق أن ذكرناها حيمالن عنوانا فرعي ًا‬

‫يسمح بإضافة تدقيق لفهم النص‪.‬‬

‫ـ مونتني ‪ :‬يومية رحلة إىل إيطاليا من سويرسا وأملانيا‪.‬‬ ‫(‪)35‬‬

‫‪ )27‬بيريكوين‪ ،‬السيد‪ ،‬دار البلياد‪.1980 ،‬‬ ‫‪ )28‬جان راسني ‪ ،‬اوندومال‪ ،‬دار البلياد‪.1999 ،‬‬ ‫‪ )29‬موليري‪ ،‬دوجوان‪ ،‬جورج داندار ‪ ،‬دار البلياد‪.1999 ،‬‬ ‫‪ )30‬وليم شكسبري‪ ،‬هنري‪ IV‬رشارد ‪ ، II‬دار البلياد‪.1982 ،‬‬ ‫‪ )31‬فكتور هيجو‪ ،‬هرماين‪ ،‬روي بالس‪ ،‬دار البلياد‪.1985 ،‬‬ ‫‪ )32‬البري كامو ‪ ،‬كاليكوال‪ ،‬دار البلياد‪.2000 ،‬‬ ‫‪ )33‬مطبعة فضالة‪.1997 ،‬‬ ‫‪ )34‬فولتري‪ ،‬زاديك‪ ،‬ممنون‪ ،‬كانديد‪ ،‬دار البلياد‪.2001 ،‬‬ ‫‪ )35‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪51‬‬

‫ـ عبد السالم بنعبد العايل ‪ :‬أسس الفكر الفلسفي املعارص‪ ،‬جماوزة امليتافيزيقا‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬

‫يف اختتام هذه الفقرة‪ ،‬نقرتح عناوين لبعض الرسائل لنهاية السنة الدراسية‬

‫التي قدمت يف املعهد العايل للهندسة التطبيقية يف خمتلف التخصصات‪.‬‬ ‫املثال ‪: 18‬‬

‫بعض العناوين املقدمة يف رسائل هناية الدراسة‪:‬‬

‫ـ دراسة لسوق املياه املعطرة يف املغرب‪.‬‬

‫ـ ممارسة لوحة القيادة ‪ ،tableau de bord‬حالة بنك‪.‬‬ ‫ـ انجاز مولد ملوقع الكرتوين ديناميكي‪.‬‬

‫‪ .2.4.2‬اإلهداء‬

‫االهداء حتية يقدمها املؤلف لشخص معني فيسجلها عىل رأس املؤ َّلف‬

‫وتكتب عادة يف الصفحة قبل التقديم‪ ،‬وتتضمن مجلة‪ ،‬أومجلتني يعربفيها املؤلف‬

‫عن صداقته أو اعرتافه باجلميل للشخص الذي هيديه الكتاب‪ .‬ويمكن أن تقدم‬ ‫هذه التحية ألكثر من شخص واحد‪ .‬وهي ُتعرب يف أسلوهبا وطريقتها عن شخصية‬ ‫املؤ ِّلف‪ .‬و هذه أمثلة‪.‬‬ ‫املثال ‪: 19‬‬

‫اهداء بسيط وقصري ألندري مالرو يف بداية كتابه املتنافسون‬ ‫(‪)37‬‬

‫ـ لذكرى صديقي روين لتوش‪.‬‬ ‫املثال ‪: 20‬‬

‫طيار احلرب‪.‬‬ ‫اهداء أطول ألنطوان دوسان إكزوبرين يف بداية كتابة َّ‬ ‫(‪)38‬‬

‫«إىل القبطان أل َياس‪ ،‬إىل كل رفاقي يف املجموعة اجلوية ‪ ، 33/2‬وخاصة إىل‬ ‫‪ )36‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪37) André MALRAUX , les conquérants, ed la Peléade, 1947.‬‬ ‫‪38) Antonie de Saint Exupery, Pilote de guerre, ed. La Pléadz, 1958.‬‬

‫‪52‬‬


‫ورو وليوتنان أزامر ودوترتر الذين كانوا من َد ْو ٍر إىل دور رفاقي يف‬ ‫الكابتان ُم ُ‬ ‫املقصورة خالل كل الطريان الذي قمت به يف احلرب سنة ‪ ،1940-1939‬حيث ال‬ ‫أزال‪ ،‬يف كل حيايت الصديق الويف جلميعهم»‪.‬‬ ‫املثال ‪: 21‬‬

‫اهداء قصري وغري شخيص ألوبريت رييف يف بداية كتابه الثانية األوىل‪.‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫«إىل من حيلمون بالعلم‪ ،‬حيث َي ُ‬ ‫هذيانم األكثر محقا مع الواقع»‪.‬‬ ‫تطابق‬ ‫ُ‬ ‫هكذا نرى أن اإلهداء يمكن أن يكون شخصي ًا كام يمكن أن يوجه لعدة‬

‫أشخاص‪.‬‬


‫اهداء متعدد قدمه جان بيڤليا يف كتابه صحيح تارخييا‪.‬‬ ‫(‪)40‬‬

‫«إىل ذكرى‬

‫فرانسوا كزاڤيي گيوم‬ ‫إىل ذكرى‬

‫أيب‬

‫إىل ذكرى‬

‫أرنولد دويل ركرك»‬ ‫املثال ‪: 23‬‬

‫اهداء متعدد قدمه هنري شيو يف يوميات رحلته ُإك ّوادور‪.‬‬ ‫(‪)41‬‬

‫إىل صديقي‬

‫الفريدو كانكودنيا‬ ‫إىل رفيقي‬

‫‪39) Hubert REEVES, la première deconde, ed. ed. Seuil, 1995‬‬ ‫‪40) Jean SEVILLILIA, Historiquement correct, ed. Perrin, 2003‬‬ ‫‪41) Henri MICHAUX, Ecuador. ed la pléade, 2001‬‬


‫‪53‬‬

‫اندري دوما نليزوم‬ ‫‪ .3.4.2‬التشكرات‬

‫عىل خالف اإلهداء الذي يمكن أن يوجه ألشخاص ال عالقة هلم بـمتن‬

‫الكتاب أو البحث‪ ،‬فإن التشكرات جيب أن توجه ألشخاص هلم عالقة مبارشة‬

‫باملتن‪ ،‬مع ذلك نالحظ توجيه العديد من املؤلفني والطلبة الباحثني تشكراهتم إىل‬

‫أرسهم أو آبائهم أو أصدقائهم‪.‬‬

‫تتوقف التشكرات عىل املتن األكاديمي كتقرير التدريب ورسالة هناية‬ ‫الدروس وأطروحة الدكتوراه‪ ،‬وقد نصادفها أيض ًا يف بعض الكتابات املهنية كتقرير‬

‫اخلربة‪ .‬نسوق أمثلة‪.‬‬ ‫املثال ‪: 24‬‬

‫يمكن لطالب متدرب أن يقدم تشكراته يف تقرير التدريب إىل‪:‬‬

‫ـ إدارة املقاولة التي قبلته يف مؤسستها‪.‬‬

‫ـ املسئول الذي أرشف عىل تدريبه‪.‬‬ ‫املثال ‪: 25‬‬

‫يمكن لطالب أن يقدم تشكراته يف رسالة هناية الدروس إىل‪:‬‬

‫ـ إدارة املقاولة التي قبلته يف مؤسستها فيام إذا كانت الرسالة متعلقة بالتدريب‬

‫الذي أنجزه األساتذة الذين أطروا البحث‪.‬‬ ‫املثال ‪: 26‬‬

‫يمكن للطالب الباحث أن يشكر يف تقديمه ألطروحته‪:‬‬ ‫ـ رئيس اللجنة الذي قبل رئاسة اللجنة؛‬

‫ـ األساذة أعضاء اللجنة والذين قبلوا مناقشة األطروحة؛‬ ‫ـ األساتذة أو املساعدون الذين أطروا األطروحة؛‬

‫‪54‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫ـ أعضاء فريق البحث الذين قدموا مساعدهتم‪ ،‬واملناخ الذي وفروه يف املخترب‪.‬‬



‫يمكن تقديم الشكر يف تقرير خلربة تقنية إىل‪:‬‬ ‫ـ اإلدارة التي كلفت مهمة اخلربة؛‬

‫ـ أعضاء املؤسسة الذي شاركوا يف اخلربة؛‬

‫ـ األعضاء الذين ساعدوا يف إنجاز املهمة؛‬


‫نشري إىل أن التشكرات ال توضع دائ ًام يف بداية البحث األكاديمي واملهني كام‬

‫تعودنا‪ ،‬بل هناك اعتياد آخر يضعها يف آخر البحث كامهو احلال يف التقارير التقنية‬ ‫وتقارير اخلربة‪.‬‬

‫‪ .4.4.2‬متهيد أو استهالل‬

‫ما يوضع يف بداية الكتاب أو البحث يسمى متهيد ًا وهو خيتلف‪ ،‬كام احلال يف‬

‫املقدمة عن املتن‪.‬‬

‫إذا كانت للمقدمة وظيفة حمددة لكوهنا تقدم اإلشكالية التي سينصب عليها‬

‫البحث وتقدم املنهج املتبنى والتصميم املتبع للجواب عن االشكالية‪ ،‬فإن التمهيد‬ ‫ليس رضوري ًا من هذه الزاوية‪ ،‬إنه هتيئة أو فاحتة أو ديباجة لتقديم املكتوب بصفة‬ ‫موجزة ومركزة وعامة ونسميه أيض ًا استهال ً‬ ‫ال‪ ،‬وقد سامه لويس أراكون يف بداية‬ ‫(‪)42‬‬

‫«أنيس ْت أو املنظر»«قبل القراءة»‪.)avant lire (،‬‬ ‫كتابه َ‬

‫لنرش إىل أن التصدير الذي يقدم كتابا تقديام عام ًا يمكن أن يكون للمؤلف كام‬

‫يمكن أن يكون لشخص آخر بينام ال يكون التمهيد‪ ،‬إال من طرف املؤلف‪.‬‬

‫‪42) Louis ARAGON, Aricet ou le panorama, Roman, ed. la Pléade, 1997‬‬


‫‪55‬‬


‫َال‬ ‫لقدصدّ ر ادغار موران كتابه الفكر واملستقبل بنفسه ‪ ،‬باملقابل فإن رواية َنت ِ‬

‫وت صورة جمهول قام بكتابة مقدمتها جان بول ساتر‪ .‬ففي احلالة األوىل‬ ‫َس ُار ْ‬ ‫(‪)43‬‬

‫حتدث املؤلف عن كتابه أما يف احلالة الثانية فقد حتدث سارتر عن كتاب لغريه‪.‬‬ ‫‪ .5.4.2‬املحتويات‬

‫تعني املحتويات‬ ‫‪r‬‬

‫حتليل خمترصللمؤلف‪.‬‬

‫‪ r‬أو الئحة فصول الكتاب املثبته يف الصدارة‪.‬‬

‫يتعلق األمر يف حالتنا هاته باملعنى الثاين‪ ،‬عىل أنه ال يمكن االنحصار يف ذكر‬ ‫الئحة للفصول بدون التعرض أيض ًا للمعنى األول أي إعطاء خمترص مركز للكتاب‪.‬‬ ‫لنأخذ كتابنا هذا مثا ً‬ ‫ال‪ ،‬فلو اقترصنا عىل الئحة الفصول لكتبنا‪:‬‬

‫ـ مقدمة‬

‫ـ الفصل ‪ : I‬أنواع املكتوب‪.‬‬

‫ـ الفصل ‪ : II‬التصميم العام للمكتوب‪.‬‬ ‫ـ الفصل ‪ : III‬عنارص املكتوب‪.‬‬ ‫ـ خامتة‬

‫حمتويات من هذا النوع ال يمكن أن تعطي صورة كافية ودقيقة عن املؤلف‪.‬‬ ‫لذلك علينا أن نميض أبعد تفصي ً‬ ‫ال‪ .‬وذلك بتقديم خالصة مع الفقرات األوىل‬

‫من كل فصل‪.‬‬

‫املحتويات اذن تقف عند الئحة الفصول يف حالة ما إذا كان يف إمكاهنا إعطاء‬

‫صورة كافية عن الكتاب وإال فباإلمكان الذهاب إىل الفقرات األوىل وحتى‬ ‫الفقرات الفرعية‪.‬‬

‫‪43) Nathali SARRAUTE, Portrait d'un inconnu, ed. la Pléade, 2001‬‬

‫‪56‬‬


‫‪ .6.4.2‬املالحق‬ ‫بعد املحتويات تأيت األجزاء الثالثة األساسية للكتاب وهي املقدمة والعرض‬

‫واخلامتة التي عرضنا لنا‪ ،‬وبعدها تأيت املالحق‪.‬‬

‫ترافق املالحق هناية البحث وهي وثائق تتضمن معلومات تنري القارئ‪.‬‬ ‫تتميز املالحق بخاصيتني‪:‬‬

‫‪ r‬أهنا ال تأخذ مكاهنا داخل املتن ألهنا يف الغالب ليست من كتابة املؤلف‪.‬‬ ‫‪ r‬أهنا تسهل القراءة‪ ،‬ملا تتضمنه من وثائق ومعلومات مفيدة‪.‬‬

‫يمكننا أن نذكر فيام ييل أمثلة ملالحق ليست من كتابة املؤلف‪.‬‬ ‫املثال ‪: 29‬‬

‫إذا قررنا إجراء سياسة حول الرضيبة املهنية ‪ la Patente‬فيمكننا تصور ملحق‬

‫يضم النصوص القانونية املتعلقة هبذه الرضيبة‪.‬‬ ‫املثال ‪: 30‬‬

‫إذا درسنا يف رسالة جامعية الشاعر املتبني أو بودلري يمكننا تصور ملحق يف‬

‫هناية الدراسة يضم ‪ 10‬إىل ‪ 20‬قصيدة من قصائد الشاعر التي أحلنا عليها يف الدراسة‪.‬‬ ‫املثال ‪: 31‬‬

‫إذا أنـجزنا رسالة هناية الدروس حول مرشوع الكرتوين‪ ،‬يمكننا تصور وضع‬

‫ملحق يتضمن خصائص العنارص املستعملة وختطيطها الداخيل‪.‬‬

‫يـمكن أن يكتب امللحق من طرف الـمؤلف نفسه‪ .‬إن وضع بعض النصوص‬

‫الكاملة يف امللحق يكون لصالح املتن حتى ُيقرأ بيرس‪.‬‬

‫نعطي فيام ييل بعض األمثلة ملؤلفني وضعوا ملحقات كتبوها بأنفسهم‪.‬‬



‫‪57‬‬

‫يف حالة رسالة هناية الدروس يف موضوع مرشوع الكرتوين ‪ ،‬يمكن أن نتصور‬

‫مثال وضع املربهنات الرياضية الطويلة‪ ،‬وهي عادة ما تكون مضجرة للقارئ‪ ،‬يف‬ ‫امللحق والتي يمكن الرجوع إليها عند احلاجة‪.‬‬ ‫املثال ‪: 33‬‬

‫يف حالة أطروحة الدكتوراه يمكن للباحث أن يضع النصوص واملقاالت التي‬

‫كتبها بنفسه والتي أحال عليها يف املتن يف املالحق‪.‬‬ ‫‪ .7.4.2‬املعجم‬

‫يعرف باملصطلحات التقنية‬ ‫املعجم قاموس صغري يوضع يف هناية املتن‪ ،‬وهو ّ‬

‫أو املفردات امللتبسة املستعملة يف البحث‪.‬‬

‫يأيت املعجم عادة بعد املالحق‪ .‬وينظم عىل منوال القاموس‪ ،‬فالكلامت ترتب‬ ‫ترتيب ًا أبجدي ًا‪.‬‬

‫نحتاج إىل القاموس يف كل الكتابات العلمية والتقنية حيث تستعمل مفردات‬

‫ال يفرتض معرفتها لدى القارئ العادي‪.‬‬ ‫‪ .8.4.2‬الكشاف‬

‫يعني املصطلح الالتيني‬ ‫واألسامء الواردة يف مؤ ّلف معني مع اإلحاالت التي متكن من العثور عليها‪.‬‬ ‫(‪)l'index‬‬

‫الالئحة األبجدية للكلامت واملوضوعات‬

‫يوضع الكشاف عمليا بعد املعجم‪ .‬والكلامت واملوضوعات أو األسامء ُتال‬

‫إىل مواضعها بواسطة أرقام الصفحات‪ ،‬يسمح هذا لكل قارئ يريد إنجاز قراءة‬ ‫انتقائية احلصول عىل مراده بطريقة مبارشة ورسيعة‪.‬‬ ‫نشري إىل أن هذه اخلطة توضع أيض ًا لإلحالة عىل الصور واللوحات واخلرائط‪،‬‬

‫كل هذا للهدف املذكور نفسه‪ ،‬وهو تسهيل القراءة االنتقائية بالرجوع مبارشة إىل‬ ‫الصفحة املتضمنة للمعلومة املطلوبة من طرف القارئ‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫نحتاج إىل الكشاف‪ ،‬عامة‪ ،‬يف املؤلفات اخلاصة ‪ :‬مقاالت للنرش يف جمالت‬

‫متخصصة أو أطروحة الدكتوراه أو دراسات فلسفية أو أدبية أو علمية…‬ ‫املثال ‪: 34‬‬

‫لقد وضع مالك شابال يف هناية كتابه اإلسالم والعقالنية فصال خصصه‬

‫للفهرس حيث رتب بالرتتيب األبجدي بيليوغرافيا ألهم الفاعلني يف التفكري‬ ‫اإلسالمي مما يشكل مصدر ًا غني ًا للتاريخ اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ .9.4.2‬البيبليوغرافيا‬

‫هذا عنرص هام يف التآليف األكاديمية وأحيان ًا يف التآليف املهنية‪ ،‬وهو العنرص‬

‫الذي ال حيظى لألسف من طرف بعض الطلبة واجلامعيني واملهنيني باألمهية التي‬

‫يستحقها‪.‬‬

‫ولكي نبني بوضوح أمهية البيليوغرافيا نشري إىل أن بعض أعضاء اللجان‬

‫العلمية يبدأون يف مناقشة الرسائل واألطروحات من فحص البيليوغرافيا املعتمدة‬ ‫من طرف الباحث لتقدير مدى مصداقية اإلحاالت يف املجال املعريف‪.‬‬

‫البيليوغرافيا هي الالئحة من الكتب التي يذكرها أو يستعملها باحث يف بحثه‪.‬‬

‫هذه البيليوغرافيا توضع من حيث ترتيبها‪:‬‬

‫‪ r‬حسب الرتتيب األبجدي للمؤلفني‪ ،‬وهو الرتتيب الغالب؛‬

‫‪ r‬أو حسب الرتتيب الذي وردت فيه داخل متن البحث؛‬ ‫يـمكن أن ُت َف َّرق البيلوغرافيا أو جتمع‪:‬‬

‫‪ r‬تفرق حني يوضع لكل فصل إحاالته اخلاصة به‪ ،‬كام هو احلال يف كتاب بول‬

‫بالن القانون اإلسالمي‪.‬‬

‫ـ وجتمع حني توضع مجيع إحاالت الكتاب يف هنايته‪ ،‬كام هو احلال يف كتاب‬

‫مالك شبال اإلسالم والعقالنية‪.‬‬

‫وقبل أن نواصل التفصيل يف البيلوغرافيا جيب أن نتوقف عند اهلوامش التي‬


‫‪59‬‬

‫توضع يف أسفل الصفحة والتي تعترب أيض ًا إحالة بيبليوغرافية‪.‬‬ ‫فبامذا يتعلق األمر؟‬

‫ندعو القارئ إىل الرجوع لإلحالة املتعلقة بكتاب ادغار موران حني ذكرناه‬

‫للمرة األوىل واملتعلقة بكتابة الفكر واملستقبل‪ .‬لقد وضعنا يف املتن الرقم ـ ‪ 1‬ـ ثم‬ ‫وضعنا يف اسفل الصفحة هامش ًا صغري ًا يذكر الرقم نفسه متبوع ًا باملرجع الكامل‪.‬‬

‫إن اهلامش املوضوع يف أسفل الصفحة املرتبط باملرجع البيليوغرايف يعني‬ ‫(‪)44‬‬

‫بالضبط ما أرشنا إليه يف الفقرة السابقة ‪.‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫األرقام املوضوعة أمام أسامء املؤلفني لألعامل املستشهد هبا‪ ،‬أو املستعملة‪،‬‬

‫تكتب برتتيب متتابع بطريقتني‪:‬‬ ‫‪r‬‬

‫من الرقم ‪ 1‬إىل ماال هناية يف كل املؤ ّلف‪.‬‬

‫يف هذه احلالة يمكن تبني ترتيب البيليوغرافيا حسب ورودها يف املتن أو حسب‬

‫الرتتيب األبجدي للمؤلفني‪.‬‬

‫‪ r‬أو من الرقم ‪ 1‬إىل ما يليه يف كل صفحة ‪:‬‬

‫يف هذه احلالة نكون ملزمني برتتيب البيليوغرافيا بحسب الرتتيب األبجدي‪.‬‬ ‫جيب أن تظهر اإلحاالت كلام ذكر مؤ ّلف أو استعمل يف املتن‪ .‬ويتضمن‪:‬‬

‫‪ r‬األرقام أمام اسم مؤ ِّلف الكتاب املذكور أو املستعمل‪ .‬متبوع ًا‪ ،‬يف أسفل‬

‫الصفحة بـ ‪:‬‬

‫‪ r‬إحاالت كاملة للمؤلفات املذكورة أو املستعملة‪.‬‬

‫لكن ما العمل يف حالة ما إذا تكررت يف املتن نفس اإلحالة أكثر من مرة؟‬ ‫لإلجابة عن هذا السؤال جيب علينا اعتبار اجلهتني‪:‬‬

‫‪r‬‬

‫أي رقم معروض نستعمل؛‬

‫‪ )44‬نشري إىل أن اهلامش فد ال يتعلق باإلحالة البيليوغرافيا‪ ،‬إنه يستعمل أيض ًا لعرض خمترص لعنرص إضايف أو تكمييل‬ ‫غري الزم داخل املتن مثل بعض التعاريف… واهلامش الذي نضعه اآلن‪ ،‬مع اهلامش الذي يليه يعتربان مثا ً‬ ‫ال أيض ًا‪.‬‬ ‫‪ )45‬يمكن أن نستعمل عوض األرقام نجيامت صغرية حني تكون اإلحالة قليلة‪ ،‬فنضع نجمة واحدة ثم نجمتني الخ‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫‪ r‬كيف نصوغ هذه اإلحالة املكررة؟‬ ‫فيام خيص الرقم املعروض‪:‬‬

‫‪ r‬يف حالة ما إذا كانت األرقام مرتبة من ‪ 1‬إىل… يف كل املؤلف فيجب إعادة‬

‫الرقم نفسه‪.‬‬

‫‪ r‬يف حالة ما إذا كانت األرقام مرتبة يف الصفحة فيجب استعامل رقم جديد‪.‬‬

‫أما عن أمهية اإلحالة يف أسفل الصفحة عند اإلحالة املكررة فإننا ‪:‬‬ ‫‪ r‬إما أن ِّ‬ ‫نذكر باإلحالة املوجودة يف أسفل الصفحة والصفحة التي وردت‬ ‫فيها ألول مرة‪.‬‬

‫‪ r‬وإما أن نكرر نفس اإلحالة أسفل الصفحة‪ .‬ونحن من جهتنا قد تبنينا‬

‫اإلمكانية األوىل‪.‬‬

‫لكن نالحظ أن اإلحاالت تصاغ يف الغالب بطريقة سيئة من طرف الطلبة‪،‬‬

‫خاصة حني تكون مأخوذة من نصوص استخلصت عرب األنرتنيت‪ ،‬ويرجع ذلك‬

‫لتناسيهم للهدف األسايس من البيليوغرافيا‪.‬‬

‫هدف البيليوغرافيا هو السامح للقارئ بالرجوع إىل املصادر التي رجع إليها‬

‫املؤلف أو الباحث حتى يتمكن من تعميق وثائقه أو استئناف البحث‪.‬‬

‫ولكي تكون هذه البيليوغرافيا مفيدة فإهنا جيب أن تكون كافية من الوجهات‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ r‬أن تكون كافية وتتضمن كل املؤلفات املذكورة أو املستعملة يف املتن‪.‬‬

‫‪ r‬أن تكون كافية حني تكون كل إحالة تامة‪ ،‬أي أن تتضمن كل العنارص التي‬

‫تسمح للقارئ باحلصول عىل املؤلف املرجع بسهولة‪.‬‬

‫هذه الكفاية املزدوجة‪ ،‬يمكن أن نضيف هلا عنرص ًا ثالث ًا‪ ،‬وهو‪:‬‬

‫‪ r‬إضافة الئحة بكل املراجع (مقاالت‪ ،‬جمالت‪ ،‬أطروحات دكتوراه‪ ،‬كتب…)‬ ‫التي تعالج املوضوع نفسه الذي يتناوله املتن‪ ،‬هذا العنرص يقدّ ر تقدير ًا عالي ًا يف‬ ‫األطروحات األكاديمية بـمختلف أنواعها وهو صعب التحقيق لكن كثري ًا من‬


‫‪61‬‬

‫املؤلفني حياولون إنجازه ألن له فائدة مزدوجة‪:‬‬ ‫‪ r‬بالنسبة للمؤ ِّلف‪ :‬ألنه يرسخ كفاءته أمام أنداده يف املجال نفسه؛‬ ‫فيه‪.‬‬

‫‪ r‬بالنسبة للقارئ‪ :‬ألنه يعطيه بيليوغرافيا كاملة للمجال الذي يريد البحث‬ ‫املثال ‪: 35‬‬

‫عنونا‬ ‫لقد اقرتح ُب ّو ْل بالن يف كتابه القانون اإلسالمي بيليوغرافيا موزعة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫«للقراءة أيض ًا» كأهنا دعوة الستكامل إضايف‪.‬‬ ‫لنتأمل اآلن رشوط املرجعية البيليوغرافية حتى تكون مكتملة‪ .‬نميز هنا أربع‬

‫إمكانات‪:‬‬

‫‪ r‬حالة كتاب؛‬

‫‪ r‬حالة أطروحة للدكتوراه؛‬ ‫‪ r‬مقالة يف جملة؛‬

‫‪ r‬موقع الكرتوين‪.‬‬

‫احلالة األوىل ‪ :‬مرجعية مرتبطة بكتاب‬

‫‪ r‬اسم ولقب املؤلف أو مؤلفي الكتاب؛‬ ‫‪ r‬عنوان الكتاب بدقة؛‬ ‫‪ r‬النارش؛‬

‫‪ r‬سنة النرش؛‬

‫السلسلة التي نرش ضمنها (إن توفرت)‪.‬‬

‫ننصح يف حالة مرجعية خاصة بكتاب تبني صيغة تقديم عىل نحو جدول‬

‫نموذج كام نمثل له فيام ييل‪:‬‬

‫‪62‬‬


‫املثال ‪: 36‬‬ ‫مؤلف‬ ‫ادغار موران‬ ‫مالك شابال‬

‫النارش‬ ‫دار توبقال‬ ‫بران‬

‫عنوان‬ ‫الفكر واملستقبل‬ ‫االسالم والعقالنية‬

‫السنة‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2005‬‬

‫احلالة الثانية ‪ :‬إحالة متعلقة بأطروحة للدكتوراه‪:‬‬ ‫‪ r‬اسم ولقب املؤلف؛‬

‫‪ r‬عنوان األطروحة‪ ،‬بدقة؛‬

‫‪ r‬اجلامعة التي دافع فيها املرشح عن األطروحة؛‬

‫‪ r‬تارخيها‪.‬‬ ‫ننصح أيض ًا يف هذه احلالة بنفس ما فعلناه يف احلالة األوىل‪ ،‬وهو اختاذ جدول‬

‫نموذج‪ ،‬كام ييل‪:‬‬

‫املثال ‪ : 37‬إحالة بيبليوغرافيا ألطروحة دكتوراه‪.‬‬

‫عنوان‬ ‫معايري احلسابات يف ضوء‬ ‫القانون املغريب‬ ‫مالية املقاولة يف املغرب‬ ‫الخ‬

‫احلالة الثالثة ‪ :‬إحالة إىل مقال‬

‫‪ r‬اسم ولقب املؤلف؛‬ ‫‪ r‬عنوان املقال بدقة؛‬ ‫‪ r‬اسم املجلة؛‬

‫اجلامعة‬ ‫بربنيون فرنسا‬ ‫بربنيون فرنسا‬ ‫الخ‬

‫التاريخ‬ ‫‪30/09/04‬‬ ‫‪13/01/05‬‬ ‫الخ‬


‫‪63‬‬

‫‪ r‬رقم وتاريخ عدد املجلة؛‬

‫‪ r‬الصفحة التي يوجد فيها املقال‪.‬‬ ‫ننصح أيض ًا يف هذه احلالة بنفس ما فعلناه يف احلالتني السابقتني وذلك باختاذ‬

‫جدول نموذج كام ييل‪:‬‬

‫املثال ‪ : 38‬بعض اإلحالة البيلوغرافيا ملقاالت‬

‫املؤلف‬ ‫فدوى غنام‬ ‫فيصل فقيهي‬ ‫الخ‬

‫العنوان‬ ‫كيف تستغل املياه‬ ‫املعدنية يف املغرب‬ ‫االستثامرات العربية‬ ‫املناخية‪.‬‬ ‫الخ‬

‫املجلة‬ ‫احلياة االقتصادية‬

‫العدد‪ ،‬السنة‬ ‫الرقم ‪ 4429‬ص ‪23,22‬‬

‫احلياة االقتصادية‬ ‫املغربية‬ ‫الخ‬

‫الرقم ‪ 2620‬ص ‪5,4,3‬‬ ‫‪007/10/28‬‬

‫‪007/10/28‬‬

‫الخ‬

‫احلالة الرابعة ‪ :‬إحالة إىل موقع الكرتوين‬

‫‪ r‬اسم ولقب لـمؤلف النص املذكور يف املتن أو املستعمل فيه؛‬ ‫‪ r‬العنوان الدقيق للنص املحال إليه؛‬

‫‪ r‬اسم املوقع االلكرتوين الذي يسمح بالتوصل إىل النص مبارشة‪.‬‬

‫ننصح يف هذه احلالة باستعامل اجلدول النموذج التايل‪:‬‬

‫املثال ‪ : 39‬بعض اإلحاالت البيلوغرافيا ملوقع الكرتوين‬

‫ماري نويل جورج‬

‫العنوان‬ ‫العدسة ‪Lentilles‬‬ ‫اجلاذبة ‪gravitationnelles‬‬ ‫حلول للتواصل‬

‫املؤلف‬ ‫أولڤيي إسلنكري‬

‫الخ‬

‫الخ‬

‫املجلة‬

‫‪lHp : //www. estronomes‬‬ ‫‪Cours 6 unions/p615‬‬ ‫‪lHp : //www lentilles‬‬ ‫‪de contact, cour/ pages/ hour'ecsp‬‬

‫الخ‬

‫نحرص كام نالحظ‪ ،‬دائ ًام‪ ،‬يف البيليوغرافيا عىل إعطاء كل املعلومات الرضورية‬

‫‪64‬‬


‫والكافية حتى يمكن الرجوع إليها‪.‬‬

‫خيلط كثري من املؤلفني بني املحتوى وبني فهرس املوضوعات‪ ،‬هكذا نجد‬ ‫بعض املؤلفني يضعون املحتوى يف بداية املؤ ّلف والذي يعتربونه عملي ًا فهرس ًا‬

‫للموضوعات إىل حدِّ أننا ال نجد يف األخري فهرس ًا للموضوعات‪ ،‬جيب تاليف هذا‬ ‫األمر‪ ،‬ألن املحتوى وفهرس املوضوعات هلام وظيفتان خمتلفتان‪:‬‬ ‫‪ r‬املحتوى ‪ :‬يوضع يف بداية املؤلف‪ ،‬وهو ُيعطي ملخص ًا ملا يتضمنه املؤلف‪.‬‬

‫‪ r‬فهرس املوضوعات‪ :‬يوضع يف هناية املؤ َّلف‪ .‬وهو ُيعطي بالتفصيل ما‬

‫يتضمنه املؤلف‪.‬‬

‫يسمح هذا االختالف الواضح‪ ،‬املشار إليه‪ ،‬للقارئ‪ ،‬بأن يستشري هذا العنرص‬

‫أو ذاك حسب حاجته‪.‬‬

‫لقد فصلنا يف هذا الفصل ما يعنيه التصميم العام للمؤلف‪ ،‬وقد بي َّنا بأنه عىل‬

‫رغم التنوع يف املكتوب فإنه يتضمن عنارص مشرتكة عديدة تشكل ثوابت صاحلة‬

‫لكل مؤلف‪ .‬يف الفصل التايل نقرتح الرتكيز عىل كل نوع من أنواع الكتابة إلبراز‬ ‫عنارصه اإلنشائية اخلاصة‪ ،‬وهكذا سنكون قد أحطنا باملسألة املتعلقة بام يتشكل منه‬ ‫املكتوب األكاديمي واملهني‪.‬‬

‫‪ . 10.4.2‬فهرس املوضوعات‬

‫نختتم املؤلف بفهرس املوضوعات‪ .‬يتعلق األمر بالئحة كاملة لكل األجزاء‬

‫والفصول والفقرات والفقرات الفرعية للمؤلف‪ ،‬كام نوضح يف هذا اجلدول‪:‬‬ ‫الرقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪1-1‬‬ ‫‪1-1-1‬‬

‫الخ‬

‫عنوان اجلزء‪ ،‬الفصل‪ ،‬الفقرة…‬ ‫التصميم العام للمؤ ّلف‬ ‫مقدمة‬ ‫اإلشكالية‬ ‫الخ‬

‫رقم الصفحة‬

‫الخ‬


‫‪65‬‬

‫(السطر األول يف اجلدول ال يظهر أبد ًا يف الفهرس‪ ،‬وضعناه هنا لتوضيح‬

‫حمتوى اخلانة)‪.‬‬

‫جيب أن نجد يف فهرس املوضوعات كل الفقرات أو الفقرات الفرعية التي‬ ‫حتمل ترقي ًام‪ .‬تسمح هذه الطريقة للقارئ الذهاب مبارشة وبيرس للفقرة التي يرغب‬

‫يف قراءهتا‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫الف�صل الثالث ‪ :‬عنا�صرال�صياغة‬

‫‪67‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫الص َ‬ ‫ياغة‬ ‫ِ ُ‬ ‫عناص ّ‬

‫نقرتح يف هذا الفصل تآليف نموذجية لكل بحث أكاديمي ومهني مما أرشنا‬ ‫إليه يف الفصل األول‪ ،‬وسنضع يف االعتبار يف الوقت نفسه التصميم العام لكل‬ ‫بحث مكتوب كام وضحنا ذلك يف الفصل الثاين‪.‬‬

‫نثري انتباه القارئ يف املقام األول بأن هذا الفصل سيتضمن بصفة خاصة ما‬

‫قلناه‪ ،‬وسنضطر من فقرة ألخرى لتكرار اليشء نفسه‪ ،‬والسبب ببساطة هو حرصنا‬ ‫عىل أن تكون كل قراءة ٍ‬ ‫فقرة مستقلة عن الفقرات األخرى‪.‬‬ ‫وعليه يمكن للقارئ أن جيد جمموع التوصيات املتعلقة بنوع من املكتوب يف‬

‫الفقرة الواحدة نفسها التي يمكنه أن يرجع إليها من خالل فهرس املوضوعات‪.‬‬

‫يمكننا اآلن تقديم ما نويص به من أجل إنشاء خمتلف أنواع املكتوب األكاديمي‬

‫أو املهني متابعني الرتتيب املحدد يف الفصل األول‪.‬‬ ‫‪ .1.3‬صياغة تقرير تدريب‬

‫يرتكب تقرير التدريب من العنارص اآلتية مرتبة حسب ظهورها‪:‬‬

‫‪ r‬العنوان‬

‫‪68‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫‪ r‬التشكرات‬

‫‪ r‬الـمحتويات‬ ‫‪ r‬الـمقدمة‬ ‫‪ r‬العرض‬

‫‪ r‬الـخامتة‬

‫‪ r‬الـمالحق‬

‫‪ r‬فهرس املوضوعات‪.‬‬

‫لقد أرشنا باخلط الغليظ للعنارص الرضورية لتقرير التدريب‪.‬‬

‫ننصح القارئ بالرجوع للفصل الثاين حتى يرى ما يتكون منه ٌّ‬ ‫كل من هذه‬

‫العنارص‪ :‬كالتشكرات والفهرس واملالحق وفهرس املوضوعات‪ .‬نعطي فيام ييل‬ ‫املكونات الصياغية للمقدمة وللعرض وللخامتة املتعلقة بتقرير التدريب‪.‬‬

‫نميز كام فصلنا ذلك يف الفصل األول بني نوعني من التدريب‪ ،‬التدريب األويل‬

‫والتدريب االنجازي‪.‬‬

‫‪ . 1.1.3‬تقرير حول تدريب أويل‬

‫هيتم الطالب يف هذا التقرير بوصف املقاولة التي يامرس فيها تدريبه‪ .‬والعنارص‬

‫الثالثة األساس‪ ،‬أي املقدمة والعرض واخلامتة هلذا التقرير تتضمن ما ييل‪:‬‬ ‫‪ .1.1.1.3‬املقدمة يف تقرير تدريب أويل‬

‫يرصح الطالب يف املقدمة باإلشكالية املتعلقة بتقرير التدريب األويل للتعرف‬ ‫عىل املقاولة‪ ،‬مع إعطاء إسمها كام ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫مر فيها تدريبه والتعبري عن رضاه أو‬ ‫بعد ذلك يسجل الطالب الرشوط التي ّ‬

‫عن انتقاداته يف حالة ما إذا عرف تدريبه بعض االضطراب‪ ،‬يمكن للمقدمة أن تقف‬ ‫عند هذا احلد إذا كانت كالسيكية‪ ،‬أما يف حالة كتابة مقدمة دورية مفتوحة فيمكن‬


‫‪69‬‬

‫للطالب يف سطرين أو ثالثة أن يتكلم عن الفائدة الرتبوية لتدريبه األويل‪.‬‬

‫‪ .2.1.1.3‬العرض يف تقرير تدريب أويل‬

‫يمكن للعرض يف تقرير التدريب األويل أن يتضمن فصلني‪:‬‬

‫يقوم الطالب يف الفصل األول بتقديم عام للمقاولة وذلك بالتحدث عن‪:‬‬ ‫‪ r‬تارخيها؛‬

‫‪ r‬تنظيمها؛‬ ‫‪ r‬نشاطها؛‬

‫‪ r‬حميطها الوطني والدويل؛‬


‫ويتحدث يف الفصل الثاين ببعض التفصيل عن خمتلف األقسام التي مارس‬

‫فيها تدريبه حتى يبني ما حيققه كل قسم من أشغال داخل املقاولة وليبني يف النهاية‬

‫بأنه قد استوعب مهامت املقاولة وسريورة العمل هبا‪.‬‬

‫‪ .3.1.1.3‬اخلامتة يف تقرير تدريب أويل‬ ‫ُتصص خامتة تقرير التدريب األويل لتبيان املكتسب البيداغوجي للتدريب‬ ‫األويل كلحظة هامة يف معرفة عامل الشغل واملقاولة‪.‬‬

‫‪ .2.1.3‬الصياغة يف تقرير تدريب إنجازي‬

‫الطالب الذي جيتاز التدريب االنجازي خيصص اجلزأ األول من تقريره‬ ‫لتقديم املقاولة متام ًا مثل تقرير التدريب األويل وبعد ذلك يتحدث وبصفة مطولة‬

‫عن االنجاز الذي قام به‪.‬‬

‫والعنارص الثالثة األساسية أي املقدمة والعرض واخلامتة هلذا التقرير تتضمن‬

‫ما ييل‪:‬‬

‫‪70‬‬


‫‪ .1.2.1.3‬مقدمة تقرير تدريب انجازي‬

‫يعرض الطالب يف املقدمة اإلشكالية‪ ،‬والتي مؤداها يتعلق بتقرير تدريب‬ ‫انجازي‪ ،‬وبعد ذلك يعرض ما يتضمنه هذا االنجاز الذي ُطلب منه حتقيقه ويصف‬ ‫باختصار املنهجية املتبناه وتصميم تقريره‪.‬‬

‫وال ينسى باخلصوص‪ ،‬أن يعطي وضعا موجز ًا للرشوط التي تم فيها تدريبه‬

‫مع التعبري عن رضاه أو انتقاداته فيام إذا عرف تدريبه بعض االضطراب‪.‬‬

‫يمكن للمقدمة أن تقف عند هذا احلد إذا كانت كالسيكية‪ ،‬ويف حالة املقدمة‬

‫الدورية‪ ،‬يمكن للطالب يف سطرين أو ثالثة أن يتكلم عن االنجاز الذي قام به وعن‬

‫االسهام البيداغوجي للتدريب الذي اجتازه‪.‬‬ ‫‪ .2.2.1.3‬العرض يف تقرير تدريب انجازي‬

‫يمكن للعرض املتعلق بتقرير التدريب االنجازي أن يتضمن فصو ً‬ ‫ال متعددة‪.‬‬ ‫يقدم الطالب يف الفصل األول تقدي ًام عام ًا للمقاولة متحدث ًا عن‪:‬‬

‫‪ r‬تارخيها؛‬

‫‪ r‬تنظيمها؛‬

‫‪ r‬نشاطها؛‬

‫‪ r‬حميطها الوطني والدويل؛‬ ‫‪ r‬الخ‪.‬‬

‫يتحدث بعد ذلك ببعض التفصيل عن خمتلف األقسام التي اجتاز فيها تدريبه‬ ‫ليبني ما حيققه كل قسم من أشغال داخل املقاولة وليبني أيض ًا مدى استيعابه‬ ‫لسريورة املقاولة‪.‬‬

‫يف الفصول الالحقة يعرض الطالب تدرجييا مراحل العمل الذي أنجزه وذلك‪:‬‬


‫‪71‬‬

‫‪ r‬بتفصيل موضوع إنجازه؛‬ ‫‪ r‬بتبيان كيفية اإلنجاز؛‬

‫‪ r‬بتقديم كل النتائج التي توصل إليها‪.‬‬ ‫‪ .3.2.1.3‬الـخامتة يف تقرير إنجازي‬

‫يمكن أن ختصص خامتة تدريب إنجازي بالتذكري املوجز لدفرت التحمالت‬ ‫للمرشوع الذي كان الطالب مطالب ًا بإنجازه‪ ،‬وبتقديم موجز أيض ًا للمنهجية‬

‫ولتصميم العمل املتبنى من أجل إنجاز املرشوع وتبني النتائج املتوصل إليها‪.‬‬ ‫هذه اخلامتة يمكن أن تتحدث أيض ًا عن اإلسهام البيداغوجي للتدريب‬

‫االنجازي كلحظة هامة للطالب بالنسبة ملقاربته التجريبية للعمل داخل املقاولة‪.‬‬

‫يمكن للخامتة أن تقف عند هذا احلد إذا كانت خامتة كالسيكية مغلقة‪ .‬ويف حالة‬

‫خامتة مفتوحة‪ ،‬يمكن للطالب يف سطرين أو ثالثة أن يتحدث عن املتابعة املحتملة‬ ‫ملرشوعه‪ ،‬ليظهر بأن عمله يسمح بفتح البحث عىل طرق أخرى‪ ،‬وليظهر أيض ًا بأنه‬

‫متمكن من عمله‪.‬‬

‫‪ .2.3‬الصياغة يف رسالة هناية الدروس‬

‫هناك إىل جانب تقرير التدريب االنجازي‪ ،‬عمل حيظى بأمهية كربى يف حياة‬

‫الطالب‪ ،‬يتعلق األمر برسالة هناية الدروس‪.‬‬

‫يرتكب إنشاء الرسالة عادة من العنارص التالية مرتبة بحسب ورودها‪:‬‬ ‫‪ r‬العنوان؛‬

‫‪ r‬اإلهداء؛‬

‫‪ r‬املحتويات؛‬ ‫‪ r‬متهيد؛‬

‫‪ r‬مقدمة؛‬

‫‪72‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫‪ r‬عرض؛‬ ‫‪ r‬خامتة؛‬

‫‪ r‬مالحق؛‬ ‫‪ r‬معجم؛‬

‫‪ r‬بيبليوغرافيا؛‬


‫لقد كتبنا باخلط الغليظ العنارص الرضورية للرسالة‪.‬‬

‫ننصح القارئ بالرجوع إىل الفصل الثاين حتى يرى ما يتكون فيه كل من هذه‬

‫العنارص مثل اإلهداء والتشكرات والفهرس‪ ،‬واملحتويات والتمهيد‪ ،‬واملالحق‬

‫واملعجم والبيبليوغرافيا وفهرس املوضوعات‪ .‬نعطي فيام ييل املكونات الصياغية‬ ‫لكل من املقدمة والعرض واخلامتة املتعلقة بالرسالة‪.‬‬

‫نميز‪ ،‬كام أرشنا يف الفصل األول‪ ،‬بني صنفني من الرسائل‪ ،‬رسائل تنجز بدون‬

‫تدريب ورسائل تنجز مع التدريب‪ ،‬إن رسائل هناية الدروس تنتمي إىل الصنف‬

‫الثاين‪.‬‬

‫‪ .1.2.3‬رسالة أنجزت بدون تدريب‬

‫الرسالة التي تنجز بدون تدريب‪ ،‬عادة ما تكون رسالة بحث أكاديمي أديب‬

‫أو فلسفي أو قانوين أو اقتصادي أو سيايس الخ‪.‬‬ ‫‪ .1.1.2.3‬املقدمة يف الرسالة بدون تدريب‬

‫يبدأ الطالب رسالته هنا بعرض اإلشكالية املطلوب منه بحثها‪ ،‬مع حماولة‬

‫تقديمها بمقاربته لتربير أمهيتها‪.‬‬

‫بعد ذلك يقدم الطالب كيفية معاجلة وحتليل املوضوع والتصميم الذي يتبناه‬

‫للبحث‪.‬‬


‫‪73‬‬

‫يمكن للمقدمة أن تقف عن هذا احلد إذا كانت كالسيكية‪ ،‬أما إذا كانت مقدمة‬

‫دورية فيمكن للطالب يف سطرين أو ثالثة أن يتكلم عن اإلجابات التي حصل‬

‫عليها بالنسبة لإلشكالية املطروحة للبحث‪.‬‬ ‫‪ .2.1.2.3‬العرض يف الرسالة بدون تدريب‬

‫يمكن أن يرتكب عرض الرسالة بدون تدريب من عدة فصول‪.‬‬

‫يف الفصل األول يرجع الطالب إىل اإلشكالية التي سيعاجلها وذلك لرشحها‬

‫وليبني كيف فهمها‪.‬‬

‫يبني الطالب بعد ذلك كل ما حصل عليه يف األدبيات املوجودة واملتعلقة‬

‫بإشكالية بحثه مع التعليق عىل كل مقاربة من مقاربات املؤلفني املذكورين‪.‬‬ ‫بعد ذلك يعرض املنهجية والتصميم املعتمدان يف البحث مبين ًا جدوى اختباره‬ ‫بالنسبة للمنهجيات املوجودة يف جماله‪.‬‬

‫يف الفصول األخرى‪ ،‬يصف الطالب تدرجييا خمتلف املراحل التي أنجزها يف‬

‫البحث إىل أن يعرض للنتائج التي توصل إليها‪ .‬فإذا ما كانت هذه النتائج غري‬ ‫فاصلة بالنسبة لإلشكالية املطروحة فعىل الباحث أن يرشح هذا الرتدد مبين ًا أسبابه‪.‬‬ ‫‪ .3.1.2.3‬اخلامتة يف رسالة بدون تدريب‬

‫يمكن أن ختصص خامتة رسالة بدون تدريب بالتذكري املوجز لإلشكالية التي‬

‫درسها الطالب وباملنهج والتصميم املتبنيان‪ ،‬وبعرض النتائج املتوصل إليها‪.‬‬

‫إذا مل يتوصل الطالب إىل نتائج هنائية أو كافية‪ ،‬فيجب أن يرشح ذلك يف اخلامتة‬

‫مبين ًا أسباب ذلك‪.‬‬

‫يمكن للخامتة أن تقف عند هذا احلد إذا كانت كالسيكية مغلقة‪ ،‬يف حالة خامتة‬

‫مفتوحة‪ ،‬يمكن للطالب يف سطرين أو ثالثة أن يتحدث عن املتابعة املمكنة ملرشوعه‬ ‫ليبني بأن عمله يمكن أن يفتح آفاق ًا أخرى وليبني أيض ًا حتكمه يف موضوع بحثه‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫يمكن للخامتة أن تتضمن أيض ًا اإلسهام البيداغوجي للبحث وتأثريه عىل‬

‫الطالب حتى جييب عىل اإلشكالية التي طلب منه معاجلتها‪.‬‬ ‫‪ .2.2.3‬الصياغة يف رسالة أنجزت مع التدريب‬

‫ال ختتلف صياغة رسالة أنجزت مع التدريب كثري ًا عن تقرير التدريب إال يف‬

‫كون الرسالة املنجزة مع التدريب ذات طبيعة أكاديمية يف حني حيمل تقرير التدريب‬ ‫خاصية مهنية‪.‬‬

‫يف الرسالة األكاديمية نركز خاصة عىل املنهجية وعىل املقاربة التدرجية للتوصل‬

‫إىل اهلدف‪ ،‬يف حني يقف التقرير املهني عند املنهجية‪.‬‬

‫عالوة عىل ذلك فإن الباحث حياول يف الرسالة األكاديمية اإلحاطة ببيليوغرافية‬

‫موسعة لريى ما يمكن احلصول عليه يف األدب أو العلم أو التقنية املتعلقة باإلشكالية‬ ‫املدروسة أو املرشوع املطلوب إنجازه‪ ،‬يف حني ال يطلب كل ذلك يف التقرير املهني‪.‬‬

‫تتطلب رسالة هناية الدروس‪ ،‬سواء كانت مع التدريب أو بدونه‪ ،‬من الطالب‬ ‫عناية خاصة سواء تعلق األمر باملنهج أو بالنتائج املحصل عليها‪ ،‬مما يتطلب عرض ًا‬

‫مطو ً‬ ‫ال وبيليوغرافيا غنية وحميطه باملوضوع‪.‬‬ ‫‪ .3.3‬الصياغة يف كتابات أخرى أكاديمية‬

‫أرشنا يف الفصل األول املتعلق بأنواع الكتابات األكاديمية واملهنية‪ ،‬بأننا لن‬

‫ندرس من الكتابات األكاديمية إال املقال املوجه للنرش يف جملة متخصصة وأطروحة‬

‫الدكتوراه‪.‬‬

‫‪ .1.3.3‬صياغة مقال‬

‫يتكون إنشاء املقال املوجه للنرش يف جملة متخصصة عادة‪ ،‬من العنارص التالية‬


‫‪75‬‬

‫مرتبة حسب ورودها‪:‬‬ ‫‪ r‬العنوان؛‬ ‫‪ r‬املقدمة؛‬

‫‪ r‬العرض؛‬ ‫‪ r‬املالحق؛‬ ‫‪ r‬املعجم؛‬

‫‪ r‬البيبليوغرافيا‪.‬‬

‫لقد أكدنا عىل العنارص الرضورية للمقال باخلط الغليظ‪.‬‬

‫يتكون منه كل من هذه‬ ‫ننصح القارئ بالرجوع إىل الفصل الثاين حتى يرى ما ّ‬

‫العنارص مثل العنوان واملالحق واملعجم والبيبليوغرافيا‪ .‬فيام ييل املكونات الصياغية‬

‫للمقال‪.‬‬

‫لنالحظ أو ً‬ ‫ال بأن الطالب أو الباحث يف مرحلة الدكتوراه يتجه عادة إىل نرش‬

‫مقال يف جملة متخصصة ليتواصل مع جمموعة البحث ويبلغها بعض النتائج التي‬

‫توصل إليها‪ ،‬يمكن هلذه النتائج أن تكون جزئية أو تامة‪ ،‬مؤقتة أو هنائية‪ .‬تنطلق من‬ ‫هذه املالحظة األوىل النصائح املتعلقة بصياغة املقال‪.‬‬

‫بام أن املجلة متخصصة فإهنا ال ختصص إال بضع صفحات للمقال‪ ،‬وهذا‬ ‫يتطلب اختصار ًا شديد ًا غري خملٍ بالربهنة املطلوبة وال بالوضوح املطلوب‪.‬‬ ‫إذا ُ‬ ‫احتمت هذه العقبة األوىل يمكن اذ ذاك صياغة املقال باعتبار ما ييل‪:‬‬

‫‪ r‬املقدمة تتضمن موضوع املقال مع عرض واضح لألسئلة التي حياول‬

‫معاجلتها‪ .‬بعد ذلك عرض املنهج املستعمل‪.‬‬

‫‪ r‬العرض يتضمن خمتلف النتائج التي وقف عندها الباحث‪.‬‬

‫‪ r‬اخلامتة وتتضمن حديث مقتضب عن اإلشكالية واملنهج والنتائج واملتابعة‬

‫املحتملة للبحث‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫نشريختام ًا ملسألة صياغة املقال إىل رشط آخر أصبح معمو ً‬ ‫ال به منذ زمن قريب‬

‫ويتضمن رضورة إعطاء موجز مركز للمقال يف بضع أسطر يوضع يف بداية املقال‬

‫ويقدم يف لغتني أو ثالث لغات‪.‬‬

‫‪ .2.3.3‬صياغة أطروحة للدكتوراه‬

‫تتكون صياغة أطروحة الدكتوراه عادة من العنارص التالية مرتبة بحسب‬

‫ورودها‪:‬‬

‫‪ r‬العنوان؛‬

‫‪ r‬اإلهداء؛‬

‫‪ r‬التشكرات؛‬ ‫‪ r‬املحتويات؛‬ ‫‪ r‬التمهيد؛‬ ‫‪ r‬املقدمة؛‬

‫‪ r‬العرض؛‬ ‫‪ r‬اخلامتة؛‬

‫‪ r‬املالحق؛‬

‫‪ r‬اإلحاالت؛‬

‫‪ r‬بيبليوغرافيا؛‬


‫كتبنا العنارص األساس ألطروحة الدكتوراه باحلرف الغليظ‪.‬‬

‫ننصح القارئ بالرجوع إىل الفصل الثاين حتى يرى ما يتكون منه كل من هذه‬

‫العنارص مثل اإلهداء‪ ،‬والتشكرات‪ ،‬والفهرس واملحتوى‪ ،‬والتمهيد‪ ،‬واملالحق‪،‬‬ ‫واملعجم واإلحاالت والبيليوغرافيا‪.‬‬

‫نعطي فيام ييل املكونات الصياغية للمقدمة والعرض واخلامتة ألطروحة‬


‫‪77‬‬

‫الدكتوراه‪.‬‬

‫‪ .1.2.3.3‬املقدمة يف أطروحة الدكتوراه‬

‫يبدأ الطالب الباحث يف مقدمة أطروحته باإلعالن عن اإلشكالية التي طلب‬

‫منه دراستها مع حماولة إثارة االنتباه ألمهيتها وجدارهتا بالبحث‪.‬‬

‫بعد اإلعالن عن اإلشكالية يعلن الطالب عن املنهجية التي يتبناها والتصميم‬

‫الذي اتبعه يف البحث‪.‬‬

‫يمكن للمقدمة أن تقف عند هذا احلد‪ ،‬اذ كانت مقدمة كالسيكية‪ ،‬يف حالة ما‬

‫إذا كانت املقدمة دورية فبإمكان الطالب يف سطرين أو ثالثة تقديم األجوبة التي‬

‫توصل اليها يف بحثه‪.‬‬

‫نشري يف ختام صياغة مقدمة أطروحة الدولة إىل رشط آخر أصبح معمو ً‬ ‫ال‬

‫به منذ زمن قريب ويتضمن رضورة إعطاء موجز مركز يف بضع فقرات ملضمون‬ ‫األطروحة‪ ،‬عادة ما يعرض هذا املوجز بلغتني أو ثالث لغات‪.‬‬

‫‪ .2.2.3.3‬العرض يف أطروحة الدكتوراه‬

‫يتضمن عرض الدكتوراه عادة فصو ً‬ ‫ال متعددة يف عدة أجزاء‪ .‬جيب أن يعود‬

‫الطالب يف الفصل األول إىل إشكالية البحث التي عاجلها ليعرضها بتفصيل ويبني‬

‫فحواها‪ .‬وحياول بعد ذلك توضيح كل ما توصل إليه يف األدبيات املرتبطة بإشكاليته‬

‫ثم رشح املقاربة التي قام هبا لكل املؤلفني املذكورين يف البحث‪ .‬بعد ذلك يعرض‬ ‫املنهج والتصميم املتبعان يف أطروحته‪.‬‬

‫إن االستنتاجات املتتالية ألطروحة الدولة جيب أن تكون مالئمة برهانيا‬

‫لألجوبة املطلوبة التي تطرحها إشكالية البحث‪ .‬يف باقي الفصول يعرض الطالب‬ ‫تدرجيي ًا خمتلف مراحل البحث الذي أنجزه إىل أن يعرض النتائج التي توصل إليها‪،‬‬

‫فإذا كانت هذه النتائج ال جتيب متام ًا أو جزئي ًا عن اإلشكالية املطروحة فعىل الطالب‬

‫أن يرشح الوضع ويربره‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫‪ .3.2.3.3‬اخلامتة يف أطروحة الدكتوراه‬

‫تنحرص خامتة أطروحة الدولة بالتذكري باإلشكالية التي عاجلها الطالب‬

‫الباحث وباملنهجية وبالتصميم املتبعني يف البحث وبعرض النتائج املتوصل إليها‪.‬‬

‫يف حالة عدم التوصل إىل نتائج كافية عىل الطالب أن يربز يف اخلامتة هذا الوضع‬ ‫ويرشحه‪.‬‬

‫يمكن للخامتة أن تقف عند هذا احلد إذا كانت كالسيكية مغلقة‪ ،‬يف حالة خامتة‬

‫مفتوحة يمكن للطالب أن يتحدث يف سطرين أو ثالثة عن املتابعة املمكنة ملرشوعه‬ ‫ليبني أن عمله يمكن أن يفتح آفاق ًا أخرى وليبني أيض ًا حتكمه يف موضوع بحثه‪.‬‬ ‫‪ .4.3‬الصياغة يف تقرير اجتامع‬

‫تتكون صياغة تقرير اإلجتامع عادة من العنارص التالية مرتبة حسب ورودها‪:‬‬ ‫‪ّ r‬‬ ‫‪ r‬العنوان‪ :‬تقرير االجتامع مع تارخيه؛‬ ‫‪ r‬الئحة األشخاص احلارضين؛‬

‫‪ r‬الئحة األشخاص املتغيبني (بعذر أو بدونه)؛‬ ‫‪ r‬جدول األعامل؛‬ ‫‪ r‬املقدمة؛‬


‫‪ r‬تاريخ االجتامع القادم؛‬

‫كتبنا العنارص األساس لصياغة تقرير اإلجتامع باحلرف الغليظ‪.‬‬

‫سنتحدث فيام ييل عن مكونات املقدمة والعرض واخلامتة لتقارير االجتامعات‪.‬‬


‫‪79‬‬

‫‪ .1.4.3‬املقدمة يف تقرير االجتامع‬

‫سواء كان تقرير االجتامع شام ً‬ ‫ال أو تركيبيا فإن له مقدمة تنصب أساس ًا عىل‬

‫جدول أعامل االجتامع‪.‬‬

‫إذا تعلق األمر باجتامع يستأنف اجتامعات سابقة‪ ،‬فينصح بالتذكري بأهم‬

‫القرارات املتخدة يف االجتامعات السابقة قبل جدول األعامل‪ ،‬مع تربير جدوى‬ ‫جدول أعامل االجتامع احلايل‪.‬‬

‫‪ .2.4.3‬العرض يف تقرير االجتامع‬

‫يف حالة تقرير شامل لالجتامع‪ ،‬فإن األمر يتعلق بنقل و ّ‬ ‫يف لتدخالت كل مشارك‬

‫وتبيان كيفية تطور اآلراء لتصل إىل نتائج وقرارات متخذة‪ .‬تقرير من هذا النوع‬

‫رضوري‪ ،‬رغم رتابته‪ ،‬يف حالة بعض االجتامعات اهلامة كاجتامع جملس اإلدارة‪.‬‬

‫يف حالة تقرير تركيبي لالجتامع فإن األمر يتعلق بضبط الئحة القرارات املتخذة‬ ‫مع اإلشارة بإجياز للنقاش الذي دار حوهلا‪ .‬تقرير تركيبي من هذا النوع يكون مفيد ًا‬ ‫يف حالة االجتامعات التي تنزع فقط إىل إيداع نتائجها‪.‬‬

‫‪ .3.4.3‬اخلامتة يف تقرير االجتامع‬

‫نذكر يف خامتة تقرير االجتامع بالقرارات اهلامة املتخذة‪ ،‬ونشري خاصة ملوعد‬

‫االجتامع الالحق‪.‬‬

‫‪ .5.3‬الصياغة يف تقرير للنشاط‬

‫نميز صنفني من التقارير املتعلقة بالنشاط‪.‬‬

‫‪ r‬تقرير نشاط منجز حسب خمطط معني؛‬

‫تقرير من هذا النوع يكون كميا وهيتم بفرتة قصرية‪ ،‬أي شهر أو دورة وحتى‬

‫‪80‬‬


‫أسبوع أو يوم واحد أحيان ًا‪.‬‬

‫لن هنتم هبذا النوع من التقرير الذي ال يتطلب تقريرا بل ُيكتفى فيه ببعض‬

‫التعليقات؛‬

‫‪ r‬تقرير نشاط معدّ حسب صياغة معينة‪ ،‬وهيتم عادة بفرتة زمنية طويلة‪ ،‬سنة‬

‫مثال‪ ،‬هذا هو نوع تقرير النشاط الذي هيمنا اآلن‪ ،‬و يتطلب صياغة من صفحات‬ ‫عديدة‪ .‬يتكون تقرير النشاط عادة من العنارص التالية مرتبة حسب ورودها‪:‬‬ ‫‪ r‬العنوان؛‬

‫‪ r‬املحتويات؛‬ ‫‪ r‬املقدمة؛‬ ‫‪ r‬عرض؛‬ ‫‪ r‬خامتة؛‬

‫‪ r‬مالحق؛‬

‫‪ r‬بيليوغرافيا؛‬

‫‪ r‬فهرس املواضيع‪.‬‬

‫كتبنا العنارص األساس لتقرير النشاط باخلط الغليظ‪.‬‬

‫ننصح القارئ بالرجوع إىل الفصل الثاين حتى يرى ما يتكون منه ٌّ‬ ‫كل من هذه‬

‫العنارص مثل اإلحاالت‪ ،‬البيبليوغرافيا‪ ،‬فهرس املوضوعات الخ‪ .‬نعطي فيام ييل‬ ‫املكونات الصياغية للمقدمة والعرض واخلامتة لتقرير النشاط‪.‬‬

‫‪ .1.5.3‬املقدمة يف تقرير للنشاط‬

‫تنحرصاملقدمة يف تقرير للنشاط عادة يف تقديم هدف التقرير‪ ،‬يعني‪ :‬تقديم‬

‫نشاط مقاولة معينة أو مؤسسة ما يف فرتة حمددة‪ ،‬واملنهجية املتبناة يف التقديم‪.‬‬

‫وللربط بني هذا النشاط واإلشكالية‪ ،‬يمكننا التذكري بالنتائج املحصل عليها‬


‫‪81‬‬

‫يف الفرتات الزمنية السابقة واإلشارة إىل األهداف املحددة بالنسبة للتقرير الراهن‪.‬‬

‫يمكن أن تقف املقدمة عند هذا احلد إذا كانت كالسيكية‪ ،‬مغلقة‪ ،‬يف حالة‬

‫مقدمة دورية فإنه يمكن للمهني أن يتحدث يف سطرين أو ثالثة عن النتائج املحصل‬ ‫عليها بالنسبة للمقاولة أو املؤسسة املعنية مع تعليق أويل عىل هذه النتائج‪.‬‬

‫‪ .2.5.3‬العرض يف تقرير النشاط‬

‫نتوخى يف العرض يف تقرير النشاط تقديم النتائج املحصل عليها بالنسبة‬ ‫للمقاولة أو املؤسسة‪ ،‬قس ًام قس ًام‪ ،‬مع االعتناء باستعامل جداول تركيبية وتسهيل‬

‫قراءة التقرير‪ ،‬ترافق اجلداول رشوح وتعليقات لتفسري املسافة املالحظة بني ما‬

‫هومنجز وماهو مستهدف‪ ،‬مع اإلشارة إىل الوسائل التي يمكن استعامهلا‪ ،‬ويف‬ ‫األخري يمكن تسطري األهداف املرتقبة للمرحلة الالحقة‪.‬‬

‫‪ .3.5.3‬اخلامتة يف تقرير النشاط‬

‫جيب أن تقترص اخلامتة يف تقرير النشاط كليا للتذكري باألهداف املحددة بالنسبة‬

‫للفرتة الزمنية املعنية‪ .‬مع عنارص مفرسة للمسافة املالحظة بني املنجز واملستهدف‪.‬‬

‫يمكن للخامتة أن تقف عن هذا احلد بالنسبة للصياغة الكالسيكية املغلقة‪ ،‬يف‬

‫حالة صياغة خلامتة مفتوحة يمكن التحدث يف سطرين أو ثالثة عن األهداف املرتقبة‬ ‫للمرحلة الالحقة وأيض ًا للوسائل التي جيب وضعها رهن إشارة هذه املرحلة‪.‬‬ ‫‪ .6.3‬الصياغة يف كتابات مهنية أخرى‬

‫لن ندرس بالنسبة للكتابات املهنية األخرى إال التقارير التقنية‪ ،‬ومذكرات‬

‫العمل أو الدوريات والنصوص التنظيمية‪ ،‬كام أرشنا إىل ذلك يف الفصل األول‬ ‫املخصص ألنواع املكتوب األكاديمي واملهني‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫‪ .1.6.3‬الصياغة يف تقرير تقني‬

‫حيتل التقرير التقني يف الكتابة املهنية ما حتتله الرسالة يف الكتابة األكاديمية‪،‬‬

‫فهام يشرتكان هبذا املعنى يف كل اخلصائص الصياغية‪ ،‬والفرق الوحيد هو أنه خيتص‬

‫بمقاربة وأسلوب مهني‪ .‬تتكون صياغة التقرير التقني عادة من العنارص التالية‬ ‫مرتبة بحسب ورودها‪.‬‬ ‫‪ r‬العنوان؛‬

‫‪ r‬التشكرات؛‬ ‫‪ r‬املحتويات؛‬ ‫‪ r‬التمهيد؛‬ ‫‪ r‬املقدمة؛‬


‫‪ r‬املالحق؛‬


‫كتبنا العنارص األساس لصياغة التقرير التقني باحلرف الغليظ‪.‬‬

‫ننصح القارئ بالرجوع إىل الفصل الثاين حتى يرى ما يتكون منه ٌّ‬ ‫كل من هذه‬

‫العنارص مثل‪ ،‬التشكرات‪ ،‬والفهرس‪ ،‬والتمهيد واملالحق والبيبليوغرافيا‪ ،‬نعطي‬ ‫فيام ييل املكونات الصياغية للمقدمة والعرض واخلامتة للتقرير التقني‪.‬‬

‫‪ .1.1.6.3‬املقدمة يف التقرير التقني‬

‫نبدأ يف مقدمة التقرير التقني باإلعالن عن اإلشكالية التي ستدرس يف التقرير‪،‬‬

‫مع حماولة تقديمها بام يربز جدواها؛ بعد ذلك نحاول رشح املنهجية املتبناه ملعاجلة‬ ‫اإلشكالية ثم نقدم التصميم املعتمد‪ .‬يمكن للمقدمة أن تقف عند هذا احلد إذا‬


‫‪83‬‬

‫كانت مقدمة كالسيكية‪ ،‬يف حالة تبني مقدمة دورية يمكن التحدث يف سطرين أو‬ ‫ثالثة عن اإلجابات املتوصل إليها بالنسبة لإلشكالية املطروحة‪.‬‬

‫‪ .2.1.6.3‬العرض يف التقرير التقني‬

‫يتضمن عرض التقرير التقني فصو ً‬ ‫ال متعددة نصف خالهلا وبالتدريج خمتلف‬

‫مراحل البحث إىل عرض النتائج املتوصل إليها‪ ،‬ومن الطبيعي يف حالة عدم التوصل‬ ‫إىل النتائج احلاسمة املطلوبة إعطاء رشح وتربير لذلك‪.‬‬

‫‪ .3.1.6.3‬اخلامتة يف التقرير التقني‬

‫ختصص اخلامتة للتذكرياملوجز باإلشكالية املعاجلة‪ ،‬وباملنهج املتبنى هلذه املعاجلة‬

‫والتصميم الذي سارت عليه‪ ،‬و النتائج املحصل عليها‪ ،‬يف حالة عدم التوصل إىل‬ ‫النتائج املتوخاة فيجب يف اخلامتة تقديم تربير ذلك‪.‬‬

‫يمكن للخامتة أن تقف عند هذا احلد إذا كانت خامتة كالسيكية ومغلقة‪ ،‬يف‬

‫حالة ما إذا كانت خامتة مفتوحة‪ ،‬فيمكن التحدث يف سطرين أو ثالثة عن املتابعة‬ ‫املحتملة و املمكنة للمرشوع للربهنة عىل اآلفاق التي فتحها التقرير املقدم‪.‬‬

‫‪ .2.6.3‬الصياغة يف مذكرة عمل ودورية تنظيمية‬

‫اإلكراه األسايس يف صياغة مذكرة عمل أو دورية هو إجيازها الذي جيعلها ال‬

‫تتجاوز الصفحة الواحدة‪.‬‬

‫يشكل عنوان مذكرة العمل أو املذكرة التنظيمية حمور موضوعها فنتحدث مثال‬

‫عن مذكرة عمل متعلقة بأوقات العمل ومذكرة عمل متعلقة بالعطل‪.‬‬

‫تتحدد صياغة مذكرة العمل أو املذكرة التنظيمية يف اإلعالن املبارش عن‬

‫القرارات أو األخبار التي ترغب اإلدارة يف تبليغها‪.‬‬

‫تدور خامتة مذكرة العمل أو املذكرة التنظيمية حول كيفية التنفيذ‪ ،‬كمدة‬

‫‪84‬‬


‫الصالحية التي قد تبطلها مذكرة عمل أو دورية تنظيمية‪.‬‬

‫‪ .3.6.3‬الصياغة يف نص مسطري‬

‫تكمن الصياغة يف النص املسطري يف كتابة نص موجز وواضح حتى يمكن هلا‬

‫أن تنفد داخل املقاولة أو املؤسسة بشكل يطابق رغبة اإلدارة‪ .‬يشكل عنوان النص‬ ‫املسطري حمور موضوعها نتحدث مثال عن‪:‬‬ ‫‪ r‬مسطرة التجهيز؛‬

‫‪ r‬مسطرة تدبري املخزون؛‬ ‫‪ r‬مسطرة التغليف‪.‬‬

‫تكمن صياغة املسطرة يف‪:‬‬

‫‪ r‬اإلعالن عن خمتلف املراحل التي تتضمنها املسطرة التي تريد اإلدارة تنظيمها‬ ‫كام نفعل متام ًا حني نكتب كيفية استعامل آلة معينة؛‬

‫‪ r‬إنشاء الوثائق الرضورية ـ يف كل مرحلة ـ للحفاظ عىل مستند اإلجراء املنفذ‪.‬‬ ‫‪ r‬اإلشارة إىل طرق توزيع كل وثيقة منجزة‪.‬‬

‫قبل أن نختم هذا الفصل‪ ،‬نود إثارة انتباه القارئ إىل عنرص هام لصياغة كتابة‬

‫معينة‪ .‬يتعلق األمر باألسلوب‪.‬‬

‫بوعي منا بأن «األسلوب هو الرجل نفسه» كام قال ُبوفون‪ .‬فإننا مل نفعل سوى‬

‫ملس هذا اإلشكال يف الفصل الثاين‪ ،‬وننصح بالرجوع إىل الكتابة األكاديمية واملهنية‪،‬‬ ‫وإىل فقرات متوسطة الطول حتى نالحظ‪:‬‬ ‫‪ r‬أن الكتابة تصبح مم ّلة حني يكون النص معقد ًا ومن الصعب فهمه‪.‬‬

‫‪ r‬إن الكتابة تصبح مملة حني يضيع القارئ يف منعرجات تأمالت املؤلف‪.‬‬ ‫لقد أردنا من هذه اإلشارة جتنب نقاش قد يؤدي بنا بعيد ًا بالنظر إىل اهلدف‬

‫املتواضع هلذا الكتاب‪.‬‬

‫واآلن وبعد أن رأينا يف الفصل الثاين والثالث ما تعنيه العنارص املشرتكة‬

‫واخلاصة لصياغة خمتلف أنواع الكتابة األكاديمية واملهنية ننتقل يف الفصل الرابع‬

‫إىل توضيح كيفية تقديم بحث معني‪.‬‬

‫الف�صل الرابع‪ :‬كيفية تقدمي البحث‬

‫‪85‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫كيفية تقديم البحث‬

‫تعرضنا يف الفصلني السابقني ملاهية الكتابة األكاديمية واملهنية سواء بالنسبة‬ ‫لعنارصها املشرتكة أو بالنسبة للعنارص اخلاصة بكل نوع‪ ،‬وتدعي ًام لكل هذا يمكننا‬ ‫اآلن إنتاج كتابة مطابقة ملا نحن بحاجة إليه‪ ،‬لكن يبقى تساؤل هام يتعلق بكيفية‬

‫تقديم ما كتبناه؟‬

‫كل مؤلف يطرح هذا التساؤل وغالبا ما جيد صعوبة يف العثور عىل اجلواب‬

‫الشايف ويلتجئ إىل املؤلفات املوجودة بني يديه ليستلهم منها اجلواب دون أن يتأكد‬

‫من أن املؤلفات التي اقتداها تشكل مرجعية بالنسبة ملوضوعنا‪.‬‬ ‫سيكون هذا الفصل خمصصا للتقديم العام للمؤ ّلف‪ .‬ويتضمن هذا التقديم‬ ‫النقط األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ r‬صفحات الوقاية؛‬ ‫‪ r‬رأس الصفحات؛‬ ‫‪ r‬الرتقيم؛‬ ‫‪ r‬اخلط؛‬

‫‪ r‬تركيب صفحات الطبع‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫‪ .1.4‬صفحات الوقاية‬

‫ال نتحدث عن صفحات الوقاية بالنسبة للمكتوب األكاديمي أو املهني إال‬

‫يتكون من صفحات كثرية أو فصول وهكذا نجد صفحات الوقاية يف التآليف‬ ‫حني ّ‬ ‫مثل تقرير التدريب والرسائل وأطروحة الدكتوراه وتقرير النشاط أو تقرير اخلربة‪.‬‬ ‫نميز ثالثة أصناف لصفحات الوقاية‪.‬‬

‫‪ r‬الصفحة األوىل املوجودة يف الغالف؛‬

‫‪ r‬الصفحات املوجودة داخل املتن والتي تعلن عن املكتوب أي اجلزء أو‬

‫الفصل؛‬

‫‪ r‬الصفحة الرابعة املوجودة يف الغالف‪.‬‬

‫يتنوع ما تتضمنه هذه الصفحات حسب نوعها‪.‬‬ ‫‪ .1.1.4‬الصفحة األوىل الواقية يف الغالف‬

‫الصفحة األوىل يف الغالف املتعلق بالتأليف سواء كان أكاديميا أو مهني ًا رسالة‬

‫أو أطروحة تتضمن املعلومات التالية مرتبة حسب ورودها‪:‬‬ ‫‪ r‬بالنسبة للمكتوب األكاديمي‬

‫‪ r‬اسم اجلامعة أو املؤسسة؛‬ ‫‪ r‬عنوان البحث؛‬

‫‪ r‬أسامء وألقاب املؤلفني؛‬

‫‪ r‬أسامء وألقاب املؤطرين؛‬

‫‪ r‬أسامء وألقاب أعضاء اللجنة العلمية إذا تعلق األمر بأطروحة الدكتوراه؛‬

‫‪ r‬الفرتة الزمنية للتدريب إذا تعلق األمر بتدريب معني أو السنة اجلامعية إذا‬

‫تعلق األمر برسالة أو تاريخ املناقشة إذا تعلق األمر بأطروحة الدكتوراه‪.‬‬


‫‪87‬‬

‫‪ r‬بالنسبة للمكتوب املهني‬

‫‪ r‬اسم املقاولة أو املؤسسة؛‬ ‫‪ r‬العنوان؛‬

‫‪ r‬موضوع البحث مع التدقيق إن كان تقرير ًا تقني ًا أو تقرير ًا عن نشاط؛‬ ‫‪ r‬التاريخ‪.‬‬ ‫‪.2.1.4‬‬

‫تعلن الصفحات الداخلية إما عن املؤلف أو عن جزء أو عن فصل منه‪ ،‬وهي‬

‫تتضمن املعلومات التالية مرتبة حسب ورودها‪:‬‬ ‫بالنسبة للصفحة التي تعلن عن كل املتن‬

‫‪ r‬اسم اجلامعة بالنسبة للمكتوب األكاديمي أو املقاولة بالنسبة للمكتوب‬

‫املهني؛‬

‫‪ r‬اسم أو أسامء املؤلفني؛‬ ‫‪ r‬عنوان املؤلف‪.‬‬

‫بالنسبة للصفحة التي تعلن عن جزء أو فصل‬

‫‪ r‬عنوان اجلزء مع بعض أسطر تقديمية؛‬ ‫‪ r‬عنوان الفصل؛‬

‫جيب أن تكون هذه الصفحات الداخلية عىل اليسار وحتمل أرقام ًا إفرادية‪.‬‬ ‫‪.3.1.4‬‬

‫الصفحة الرابعة من الغالف‬

‫سواء تعلق األمر بمكتوب أكاديمي (تقرير تدريب‪ ،‬أو رسالة‪ ،‬أو أطروحة‬

‫‪88‬‬


‫الدكتوراه) أو مكتوب مهني (تقرير عن نشاط أو تقرير تقني أو خربة)‪ ،‬فإن‬

‫الصفحة الرابعة من الغالف ختصص لتلخيص موجز للمؤلف‪.‬‬

‫يسمح هذا التلخيص للقارئ بأخذ فكرة عن هذا املؤلف فور لقائه األول به‪،‬‬

‫والتعرف عىل موضوعه حتى يتسنى له اإلقدام عىل قراءته‪.‬‬ ‫‪ .2.4‬رأس الصفحات‬

‫بعد إنجاز األهداف املتعلقة باملضمون والعنارص التكميلية له‪ ،‬يتبقى لنا‬

‫احلديث عن عنرص هام‪ ،‬هو الرتقيم‪.‬‬

‫هيم رأس الصفحات الكتب خاصة‪ ،‬لكن نجد ذلك أيض ًا يف التأليف‬

‫األكاديمي كالرسائل واألطروحات ويف التأليف املهني كالتقرير التقني واخلربة‬

‫وتقرير النشاط‪.‬‬

‫يتعلق األمر يف رأس الصفحة بسطر حتته خط يف أعىل الصفحة مكتوب فيه‬

‫عنوان الكتاب وعنوان الفصل‪ .‬هذا يسمح للقارئ باملعرفة الدائمة للفصل الذي‬ ‫يقرأه‪.‬‬

‫كان بإمكاننا أن نضع يف هذا الكتاب عىل أعىل الصفحة عنوان الكتاب وعنوان‬

‫الفصل‪ .‬لكن بالنظر للطول االستثنائي هلذه العناوين وجدنا أنفسنا أمام عناوين‬ ‫طويلة ومكتوبة بحجم صغري جد ًا للحروف‪.‬‬ ‫هكذا تبنينا يف رأس الصفحة ما ييل‪ :‬كتابة عنوان الكتاب يف أعىل الصفحات‬

‫عىل اليمني وكتابة عنوان الفصل يف أعىل الصفحات عىل اليسار (واألمر سيكون‬ ‫عىل العكس إذا تعلق األمر بكتاب باللغات التي تبدأ يسار ًا)‪.‬‬ ‫نشري يف ختام هذه الفقرة بأنه من العادة أن ال نكتب شيئ ًا يف أعىل الصفحات‪:‬‬ ‫‪ r‬يف الصفحات البيضاء‪ ،‬ألهنا ال ُتقرأ؛‬

‫‪ r‬يف الصفحات األوىل لألجزاء أو الفصول ألهنا تتضمن املعلومة نفسها؛‬


‫‪89‬‬

‫‪ r‬يف الصفحات التي حتتوي عىل الـمحتويات أو فهرس املوضوعات؛‬

‫بعد الصفحات الواقية ورأس الصفحة‪ ،‬سنتحدث عن عنرص هام آخر للتقديم‬

‫وهو الرتقيم‪.‬‬ ‫‪ .3.4‬الرتقيم‬

‫الرتقيم أسايس‪ ،‬بالنسبة للمؤلف وبالنسبة للقارئ‪ .‬جيب أن نحقق رشطني‬

‫لرتقيم فاعل؛‬

‫‪ r‬أن نعمل العقل؛‬

‫‪ r‬أن نحقق البساطة؛‬

‫من أجل اجلواب عىل اإلكراه األول‪ ،‬فإن الرتقيم يسمح بموضعه الفقرة‬

‫املقروءة فور قراءهتا أو موضعة فقرة فرعية فور قراءهتا يف متن التأليف‪ ،‬من أجل‬

‫ذلك تستعمل األرقام العربية‪.‬‬

‫نعرض فيام ييل نظام الرتقيم املقرتح‪:‬‬

‫‪ r‬نرقم الصفحات من ‪ 1‬إىل ما ال هناية عدد صفحات املؤلف ويتضمن كل‬ ‫الصفحات بام فيها املالحق واإلحاالت واملعجم ألهنا جزء من املؤ ّلف‪.‬‬ ‫‪ r‬تبدأ األجزاء عىل صفحات اليسار (وعىل اليمني بالنسبة للفرنسية مثال) ال‬

‫يدخل رقم اجلزء ال يف الفصول وال يف الفقرات وال يف الفقرات الفرعية‪.‬‬

‫‪ r‬تبدأ الفصول يف الصفحات عىل اليسار(وعىل اليمني بالنسبة للفرنسية مثال)‪.‬‬

‫يدخل رقم الفصل بعد ذلك كعنرص أول يف ترقيم الفقرات أو الفقرات الفرعية‪.‬‬

‫يأيت ترقيم الفقرة بعد ذلك كعنرص ثان يف ترقيم الفقرات الفرعية التي يتضمنها‪.‬‬

‫‪ r‬الخ‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫وهكذا‪ ،‬فإن الفقرة التي حتمل عىل سبيل املثال الرقم‪ 1.2.10‬هي أول فقرة فرعية‬ ‫للفقرة الثانية للفصل العارش‪ .‬وهكذا أيض ًا فإن الفقرة الفرعية التي حتمل رقم‬ ‫‪،3.4.1.2‬‬

‫هي الفقرة الثالثة املتفرعة عن الفقرة الفرعية الرابعة للفقرة األوىل من‬

‫الفصل الثاين‪.‬‬

‫ال نتصور أي التباس مع هذا الرتقيم‪ .‬ننصح إذن بتبنيه يف كل مكتوب أكاديمي‬

‫أو مهني‪ ،‬ولنالحظ‪ ،‬باملناسبة‪ ،‬بأنه جييب عىل اإلكراه الثاين‪ ،‬وهو توخى التبسيط‪.‬‬

‫ونضيف قبل أن نختم هذا العرض املتعلق بالرتقيم بأن العادة اقتضت بأن‬ ‫األجزاء والفصول تبدأ يف الصفحات يسار ًا (ويمين ًا بالنسبة للغة الفرنسية مثال)‬ ‫وحتمل األرقام الفردية‪ ،‬يمكن للفصول أن تبدأ يف هذه احلالة عىل ظهر الصفحات‬

‫الواقية التي تعلن عنها‪.‬‬

‫لكن الرتقيم الذي نقرتحه اليستثني أحيان ًا االلتجاء إىل استعامل احلروف‬

‫األبجدية يف الرتقيم‪ ،‬لكن هذا االستعامل ال يتصور إال يف بعض احلاالت قصد‬ ‫جتنب التباس قد يقع نتيجة اإلنحصار فقط يف األرقام العربية‪.‬‬

‫يف الواقع‪ ،‬يمكن تصور ترقيم لرسالة جامعية مفصل عىل النحو التايل ‪.2.5.1.3.4.2.3.4.‬‬

‫وهو ترقيم طويل وغري مريح‪ ،‬من أجل جتنب مثل هذه احلالة تستعمل احلروب‬ ‫األبجدية أو األرقام الرومانية‪.‬‬

‫عادة نلجأ إىل األرقام األبجدية أو الرومانية حني نضطر لرتقيم صفحات‬

‫فرعية يف الصفحة نفسها أو الصفحتني نفسيهام‪ ،‬يف هذه احلالة يكون استعامل‬ ‫احلروف األبجدية أو األرقام الرومانية مساعد ًا للحفاظ عىل القراءة املسرتسلة‬ ‫واملنضبطة لتصميم متبع‪.‬‬ ‫املثال ‪: 35‬‬

‫كان بإمكاننا استعامل احلروف األبجدية يف الفقرة ‪ ،1.1‬هكذا‪« :‬أنواع الكتابات‬ ‫األكاديمية هي أساس ًا‪:‬‬


‫‪91‬‬

‫أ) تقارير التدريب؛‬

‫ب) رسائل هناية الدروس؛‬

‫جـ) الكتابات األكاديمية األخرى»‪.‬‬

‫إن فقراتنا الفرعية‪ ،‬يف هذا املثال‪ ،‬ال تشتمل إال عىل سطر واحد والتصميم‬

‫العام لكتابنا ال حيتمل أي التباس فيام إذا استعملنا احلروف األبجدية لرتقيم‬ ‫الفقرات الفرعية‪.‬‬

‫كان بإمكاننا أيض ًا استعامل احلروف حتى بالنسبة للفقرات املكونة من أسطر‬

‫عديدة ال تتجاوز الصفحة أو الصفحتني‪ .‬لنأخذ ما كتبناه يف هناية تقديم هذا الكتاب‪:‬‬ ‫«من أجل عرض منهج الكتابة األكاديمية والكتابة املهنية‪ ،‬قسمنا الكتاب إىل‬

‫أربعة فصول ‪:‬‬

‫أ) األول خمصص ألنواع اخلطابات وأنواع الكتابة األكاديمية واملهنية؛‬

‫ب) الثاين سيتناول تصميم البحث املكتوب والعنارص التي تشكل هذا‬

‫التصميم العام لكل خطاب؛‬

‫جـ) الثالث سيتناول بالتفصيل مكونات كل أنواع من اخلطاب؛‬

‫د) الرابع سيعطي االعتبار لكيفية تقديم املكتوب بعد اكتامل كل مراحله‬

‫السابقة‪.‬‬

‫ستبني اخلامتة االستعامل األمثل هلذا الكتاب حتى يتم تطبيق املنهج تطبيق ًا‬ ‫مالئ ًام‪ .‬إن املرحلة األوىل من هذا االستعامل تتشكل أو ً‬ ‫ال يف القراءة الكلية للكتاب‬

‫فور احلصول عليه»‪.‬‬

‫إن استعامل األبجدية يف الرتقيم يف الصفحة نفسها أو الصفحتني ال يضع أمام‬

‫القارئ أي صعوبة وال يضيع عنه اخليط الرابط خلطابنا‪ .‬إن عملية الرتقيم التي‬ ‫عرضناها عقالنية وبسيطة‪ ،‬ولن تكون إال مفيدة‪ ،‬ولذلك ننصح باتباعها يف كل‬

‫أنواع الكتابة‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫‪.4.4‬‬


‫اخلط‬

‫يتعلق األمر باختيار احلروف يف حجمها وشكلها تبع ًا لوضعها‪ ،‬هل هي يف‬

‫العنوان أو يف اهلامش أو يف املتن نفسه‪.‬‬

‫نتحدث إذن عن قواعد اخلط‪ ،‬إهنا تعني جمموعة من القواعد البسيطة التي‬ ‫جيب احرتامها يف الكتابة ليكون املتن منسج ًام بناء عىل االختيارات املتعلقة باخلطوط‬ ‫املستعملة فيه‪ .‬يمكن تلخيص هذه القواعد فيام ييل‪:‬‬ ‫‪ r‬جيب أن يكون املتن كله مكتوب ًا باخلط املختار نفسه‪.‬‬

‫يقدم احلاسوب‪ ،‬يف هذا اإلطار‪ ،‬ويف معاجلة النص عرض ًا منوع ًا ألنواع‬ ‫احلروف وأصحاهبا‪ .‬ولقد اخرتنا يف هذا الكتاب مث ً‬ ‫ال‪ .‬حرف اللوتوس بحجم ‪13‬‬

‫نقطة‪.‬‬

‫‪ r‬العناوين املوجودة يف كل الفصول جيب أن تكتب باحلرف نفسه وباحلجم‬ ‫نفسه الذي عادة ما يكون أكرب من احلرف املستعمل يف املتن وأسود ًا‪.‬‬ ‫يف هذا الكتاب استعملنا يف كل الفصول احلرف نفسه واحلجم نفسه فيام خيص‬

‫العناوين‪ ،‬وهي أكرب من احلرف املستعمل يف املتن‪.‬‬

‫‪ r‬العناوين املستعملة يف الفقرات ويف الفقرات الفرعية‪ ،‬جيب أن تكتب أيض ًا‬ ‫بنفس احلرف حج ًام وغلظ ًا‪ ،‬والذي يكون أكرب قلي ً‬ ‫ال من حرف املتن أو معادال له‪.‬‬

‫وحتى نعطي مثاال من كتابنا فقد استعملنا حرفا أكرب قلي ً‬ ‫ال من حرف املتن‬ ‫وغليظ ًا‪:‬‬ ‫‪ r‬بالنسبة لعناوين الفقرات استعملنا احلرف من حجم ‪ 12‬نقطة؛‬

‫‪ r‬بالنسبة لعناوين الفقرات الفرعية استعملنا احلرف من حجم ‪ 10‬نقطة‪.‬‬

‫‪ r‬جيب أن تكتب اهلوامش أسفل الصفحة والعنوان يف رأسها بحروف أصغر‬

‫من حروف املتن‪.‬‬


‫‪93‬‬

‫`‬

‫يف هذا الكتاب استعملنا بالنسبة للهوامش أسفل الصفحة والعنوان يف رأسها نفس‬ ‫احلروف التي ال تتعدى يف حجمها ‪ 11‬نقط‪.‬‬

‫يمكن استعامل احلرف املائل لالستشهادات واالقتباسات‪.‬‬

‫‪.5.4‬‬

‫تركيب صفحات الطبع‬

‫تركيب الصفحات آخر مرحلة جيب عىل املؤلف تنفيذها قبل تقديم بحثه‪ .‬وهي‬

‫مرحلة جيب إعطاؤها كل األمهية‪ .‬يطبع املكتوب األكاديمي أو املهني عادة يف‬ ‫صفحات من حجم ‪ ،A4‬وبعرض ‪ 21‬سنتي ًام وارتفاع ‪ 29,7‬سنتي ًام‪ .‬املساحة املرتوكة‬ ‫للمكتوب تنزاح عن حدود الصفحة من كل اجلهات بنحو ‪2‬سنتي ًام تقريبا‪.‬‬

‫جيب ضبط السطر يف الطباعة‪ ،‬بمعنى أن يكون السطر كامل االمتالء‪ ،‬وهذا‬

‫ما تقدمه احلواسيب حاليا‪.‬‬

‫جيب أال تبدأ الفقرة يف صفحة وتنتهي يف الصفحة املوالية‪ ،‬ألن هذا جيعل‬

‫القراءة صعبة‪ ،‬هذا ما جعلنا ننصح يف الفصل الثاين من هذا الكتاب بتبني فقرات‬ ‫متوسطة الطول أو قصرية‪ ،‬نفس اليشء نقوله عن اجلداول‪ ،‬جيب أن ال نبدأ جدو ً‬ ‫ال‬

‫يف صفحة لينتهي يف الصفحة املوالية‪ ،‬ويف حالة وجود هذه احلالة يف اجلدول الطويلة‬

‫علينا أن نحرص عىل قطعه يف املكان املناسب حتى ال نشوش عىل القارئ‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫الـخاتـمة‬

‫‪95‬‬

‫اخلاتـمة‬ ‫كان هدفنا عند الرشوع يف هذا الكتاب تقديم منهجية مالئمة للقارئ سواء‬

‫بالنسبة للكتابة األكاديمية أو الكتابة املهنية‪ ،‬حتى يستطيع‪ ،‬كلام أراد له ذلك‪،‬‬

‫الرجوع إليه إلنتاج بـحث معني‪.‬‬

‫هكذا بدأنا بإعطاء الئحة ألهم الكتابات األكاديمية واملهنية التي هتمنا‪ ،‬ثم‬

‫كشفنا بعد ذلك عن العنارص املشرتكة لصياغة كل أنواع الكتابات‪ ،‬ثم اتبعنا ذلك‬

‫بإبراز العنارص التي خيتص هبا كل نوع من الكتابة‪.‬‬

‫سيجد القارئ‪ :‬الطالب‪ ،‬والباحث‪ ،‬واألستاذ‪ ،‬واملهني‪ ،‬املدعو النتاج كتابة‬

‫أكاديمية أو مهنية يف فصول هذا الكتاب‪ ،‬كل العنارص التي متكنه من انجاز كتاباته‬ ‫بيرس وبأقل جهد‪ ،‬فيام إذا عرف كيف ينفذ منهجنا تنفيذ ًا صحيح ًا‪ .‬وألجل هذه‬ ‫الغاية جيب‪:‬‬

‫‪ r‬قراءة كل هذا الكتاب يف املرة األوىل؛‬

‫‪ r‬استشارة فهرس املوضوعات أثناء إنتاج املكتوب‪ ،‬والذهاب مبارشة إىل‬

‫املكونة‬ ‫الفقرة املرغوبة من طرف الباحث يف الفصل الثالث ملعرفة كل العنارص‬ ‫ّ‬ ‫للتأليف‪ ،‬وكذلك العنارص املكونة لكل من املقدمة والعرض واخلامتة‪.‬‬

‫‪ r‬الرجوع بعد ذلك إىل الفصل الثاين ملعرفة كيفية صياغة العنارص األخرى‬

‫‪96‬‬


‫املكونة للبحث مثل اإلهداء والتشكرات والتمهيد والفهرس واملالحق واملعجم‬ ‫والبيبليوغرافيا وفهرس املوضوعات‪ ،‬الخ‪.‬‬

‫‪ r‬الرجوع إىل الفصل الرابع لتنفيذ الرشوط الشكلية لتقديم املتن‪.‬‬

‫قبل أن نحتم‪ ،‬نود الرجوع ملا أرشنا له يف بداية الفصل الثاين واملتعلق باألمثلة‬

‫التي اخرتناها للتوضيح‪ .‬كان يف اإلمكان اإلحالة إىل أعامل أكاديمية ومهنية‪،‬‬ ‫لكننا أحلنا خاصة عىل أعامل من األدبيات الكونية لالنتشار املحدود للكتابات‬ ‫األكاديمية واملهنية لدى اجلمهور‪ ،‬وهو مادفعنا إىل اللجوء يف مراجعنا إىل الكتابات‬ ‫األدبية الكونية املنشورة من طرف كربيات دور النرش ذات التوزيع املوسع وذلك‬

‫حتى يستطيع القراء التوصل بسهولة إىل هذه األعامل التي رجعنا إليها‪.‬‬

‫هل يعني هذا‪ ،‬ويف هذه الرشوط بأن للمنهج الذي تبنياه ثغرة ألنه مل يتجه إىل‬

‫مرجعيات مستهدفة معينة؟‬

‫أبدا! ألن كل كتابة أكاديمية أو مهنية هي أوال وقبل كل يشء‪ ،‬كتابة ختضع إىل‬ ‫القواعد نفسها التي ختضع هلا النامذج التي اختذناها مرجع ًا أل مثلتنا‪.‬‬

‫إذا تأملنا‪ ،‬سنجد بأن منهجنا يتوسع من خالل املراجع التي استعملناها‪،‬‬ ‫ويمتد إىل كل تأليف أكاديمي كان أو مهني ًا أو غريه من الكتابات‪.‬‬

‫بيبليوغرافيا‬

‫‪97‬‬

‫بيبليوغرافيا‬ ‫‪ r‬بالعربية‬ ‫املؤلف‬

‫عبد السالم بنعبد العايل‬ ‫ادغار موران‬

‫ترمجة‪ :‬منري احلجوجي‬ ‫وأمحد القصوار‬

‫سامل نعوت‬

‫مـحمد بنيس‬ ‫عبد الفتاح كيليطو‬ ‫ادغار موران‬

‫ترمجة‪ :‬عزيز لزرق‬ ‫ومنري احلجوجي‬

‫دار النرش‬

‫دار توبقال للنرش‬

‫العنوان‬

‫أسس الفكر الفلسفي‬

‫املعارص جماوزة امليتافيزيقا‬ ‫دار توبقال للنرش الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل‬ ‫الفكر املركب‬

‫دار توبقال للنرش‬ ‫دار توبقال للنرش‬

‫ابستمولوجيا العلم‬ ‫احلديث‬ ‫الشعر العريب احلديث‬

‫‪ 4‬أجزاء‬ ‫دار توبقال للنرش أبو العالء أو متاهات القول‬ ‫تربية املستقبل‬ ‫دار توبقال للنرش‬

‫السنة‬ ‫ط‪200. 2‬‬ ‫ط ‪2004 .‬‬

‫ط ‪2008 .‬‬ ‫ط ‪2001 .‬‬ ‫ط ‪2000 .‬‬ ‫ط ‪2002 .‬‬

‫منهجية الكتابة الأكادميية والكتابة املهنية‬ ‫ بالفرنسية‬r Auteurs

Louis ARAGON

Titres

Editions

Années

Anicet ou le panorama roman

La pléiade

Le droit musulman

Dalloz

2007

Les ambitions de l‘histoire

Ed de Fallois

1997

Malek CHEBEL

Caligula

L‘ Islam et la Raison

La pléiade

Pierre CORNEILLE

Le Cid

Perrin

2000

Médée

La Pléiade

1980

La fin de l‘homme

La table ronde

Pour qui sonne le glas

Livre de poche

2000

La Pléiade

1985

Frabçois-Paul BLANC

Fernand BRAUDEL Albert CAMUS

Pierre CORNEILLE Francis FUKUYAMA

Ernest HEMINGWAY Victor HUGO

La Pléiade

1997

2005

1980

2002

Hernani

La Pléiade

1985

André MALRAUX

Les conquérants

La Pléiade

1947

MOLIERE

Les fourberies de Scapin

MOLIERE

Georges Dandin

Victor HUGO

Henri MICHAUX MOLIERE

MONTAIGNE

Ruy Blas Acuador

Don Juan

Journal de voyage en Italie

La Pléiade

La Pléiade

La Pléiade

La Pléiade La Pléiade

2001

1999

1999

1999 2002

Edgar MORIN

Science avec conscience

Fayard point

2003

Jean RACINE

Andromaque

La Pléiade

1999

LAROUSSE 2006

Jean RACINE

Dictionnaire grand format Bérénice

Larouse

La Pléiade

2005

1999

98

‫‪99‬‬

‫فهر�س املحتويات‬


‫ ‬ ‫تقديم‬ ‫تـمهيد‬ ‫الفصل األول‪ :‬أنواع املكتوب‬ ‫‪ . 1.1‬الكتابة األكاديمية ‬ ‫‪ . 2.1‬الكتابة املهنية‬ ‫العام للكتابة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬ ‫التصميم ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ . 1.2‬املقدمة‬ ‫‪ . 2.2‬العرض يف البحث املكتوب‬ ‫‪ . 3.2‬خامتةالبحث‬ ‫‪ . 4.2‬العنارص األخرى للبحث‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬عنارص الصياغة‬ ‫‪ . 1.3‬صياغة تقرير تدريب‬ ‫‪ . 2.3‬الصياغة يف رسالة هناية الدروس‬ ‫‪ . 3.3‬الصياغة يف كتابات أخرى أكاديـمية‬ ‫‪ . 4.3‬الصياغة يف تقرير اجتامع‬ ‫‪ . 5.3‬الصياغة يف تقرير النشاط‬ ‫‪ . 6.3‬الصياغة يف كتابات مهنية أخرى‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬كيفية تقديم البحث‬ ‫‪ . 1.4‬صفحات الوقاية‬ ‫‪ . 2.4‬رأس الصفحات‬ ‫‪ . 3.4‬الرتقيم‬ ‫‪ . 4.4‬اخلط‬ ‫‪ . 5.4‬تركيب صفحات الطبع‬ ‫اخلامتة‬ ‫بيبليوغرافيا‬

‫‪9‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪97‬‬

‫تشكرات‬ ‫شكري اخلالص أوال وقبل كل يشء لصديقي‪ ،‬األستاذ فرانسوا پول‬

‫بالن‪ ،‬األستاذ اجلامعي والعميد الرشيف لكلية احلقوق والعلوم االقتصادية‬

‫ري بِ ْن َيان‪ ،‬لتفضله بقراءة هذا الكتاب وتقديـمه للقارئ‪.‬‬ ‫لبِ ْ‬ ‫رام ْ‬ ‫ون فرييي‪ ،‬األستاذ اجلامعي ومدير ماسرت‬ ‫أشكر أيض ًا صديقي األستاذ ُ‬

‫ور لتفضله بقراءة هذا الكتاب وللمالحظات القيمة التي أبداها‪.‬‬ ‫يف جامعة ُت ْ‬ ‫أشكر أيض ًا السيدة ليىل نعيم التي أفادتني يف صياغة التقديم‪.‬‬

‫أشكر أخري ًا زوجتي ميشيل والسيدة لِ ِ‬ ‫يدي برتاكور بعنايتهم بتصحيح‬

‫الكتاب من األخطاء املطبعية التي تترسب باستمرار يف كتابتنا رغم كل‬ ‫االحتياطات‪.‬‬

منهجية الكتابة الأكاديمية و الكتابة المهنية

Recommend Documents