تهدف هذه المصوغة إلى مساعدة المترشحين لاجـتياز الامتحانات المهـنية من أجل الترقي لتكون وثيقة مرجعية يستأنس بها المعنيون للتمكن من الضوابط المعرفية ومت...
إعداد -:أحمد الحامـدي -عبد العزيز الشرفي
1
الكفاية المستهدفة :تمثل المعارف الضابطة وتطبيقها لفهم وتحليل أي موضوع إنشائي انطلقا من نصه
مدخل تهدف هذه المصوغة إلى مساعدة المترشحين لجـتياز المتحانات
المهـنية من أجل الترقي لتكون وثيقة مرجعية يستأنس بها المعنيون للتمكن من الضوابط المعرفية ومتطلباتها التقنية في معالجة أي موضوع إنشائي .
هذا ،ومن المعلوم أن كل كتابة إنشائية تمر عبر سلسلة من العمليات
تنطلق من قراءة وفهم نص الموضوع وتنــتهي بتـقديم منتوج كـتابي نهائي ،مـرورا بعمليات التحـليل و البناء و التحرير .
وقبل الخوض في الحديث عن هذه السلسلة ارتأينا أن نقدم ثلث ورقات
أساسية :الولى تعالج مجموعة من المعارف القاعدية الضابطة التي تفرضها
2
كتابة أي موضوع إنشائي ،والثانية تتضمن معالم طريقة منهجية في كتابته ، أما الثالثة فتشمل تطبيق هذين الورقتين في عملية الصياغـة .
الورقة الولى سنحاول في هذه الورقة ضبط بعض المعارف القاعدية التي لها علقة بعادات وتقاليد الكتابة النشائية والمفاهيم المنظمة لها والتي تتطلبها كتابة أي موضوع إنشائي ، كما سنقوم ،في الوقت نفسه ،بإدراج هذه المعارف ضمن عمليتين أساسيتين لبد أن يكون المرء على بينة منهما ،وهو على عتبة كتابة الموضوع بتوجيه من نصه ،وهاتان العمليتان هما :عملية قراءة وفهم نص الموضوع ،وعملية تحليله . مــــــكــونــــــاتــــــهـــا
العـمليا ت
قراءة نص الموضوع وفهمه :
عمليـة
- 1القراءة :
* معناها :فك الرمـوز أو العـلمات المكـتوبة وربطـها بدللتـها الموضوعـة لـها . * كيفيتها :قـراءة مـتأنـية فاحصة ،وصامـتة إذا كان المكـان الذي سـتكتب فيهيتطلب الصمت .
الـقراءة
-2الفهم : 1.2
.معنـاه :قدرة الـقارئ على استيعاب المضمون والتعبير عن نفس 3
الفـكار والمعاني التي يتضمنها النص المقروء بلغته الخاصة . .2.2
تحديد البنية المفهومية لنص الموضوع :يمكن اعتبار نص الموضوع
كأي نص آخر يتميز من جهة بطابع النغلق ( الستعصاء على الفهم ) ومن جهة والفهـم
أخرى يحمل طيه مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي يشكل تحديدها مفتاحا له . وبعبارة أخرى كل نص هو تقاطع بين عنصرين :منطوق النص ومفهومه ،فمفهوم النص ل يمكن الوصول إليه إل بتحديد بنيته المفاهيمية التي يتضمنها منطوقه . .3.2
ربط البنية المفهومية بسياقها العام :نعني بالسياق العام جملة الشروط
المعرفية والتاريخية والجتماعية المتحكمة في إنتاج وصياغة المفاهيم وتداولها . في غياب ضبط العلقة بين البنية المفهومية لنص النطلق وبين سياقها العام، تصبـح الكتابة لغية – ل مصداقية لها – لنها لم تلتزم بالحدود التي يرسمها هذا السياق المحدد للشروط التاريخية والجتماعية والمعرفية والتداولية التي أفرزت تلك المفاهيم . . 4 .2
تحديد معطيات الموضوع :يتم فهم " بماذا يتعلق المر " ؟ أو ما
المطلوب من نص الموضوع ؟ عبر اعتماد شبكة من السئلة المساعدة على استجلء معطيات هذا النص :من ؟ ما الذي ؟ مـتى ؟ أين ؟ كيف ؟ لماذا ؟
______
بماذا ؟ ما الذي حدث ؟ ما ذا يجب عمله ؟ .5.2
عملية
إدراك إشكالية نص الموضوع :كل نص ،كيفما كان نوعه ،يتضمن
إشكالية خاصة صريحة أو ضمنية . وإدراك إشكالية نص الموضوع معناه استخراج بنيتها الستفهامية من جهة ، وربطها بالشكالية العامة التي ينخرط فيها هذا النص .فقد يطرح نص الموضوع إشكالية التلوث ،إل أن هذه الشكالية الخاصة يمكن ربطها بإشكالية عامة هي علقة النشاط النساني عموما بالبيئة ،سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي . _______________________________________________________
التحليل
_
- 1تحديد الفكرة الموجهة :
كل تعبير أدبي أو كتابة أدبية أو إنشائية هي بلورة وتعميق وتوسيع لفكرة
وحيدة تعكس المنظور الشخصي لكاتب النص النشائي وتوجه تأويله واختيار أفكاره وهو يعالج نص الموضوع .وهذه الفكرة الوحيدة الموجهة لعمل الكاتب يمكن الكشف عنها بطرح السؤال :لي غرض وبأي نية أو قصد سأكتب هذا الموضوع ؟ أو ما هو
4
المطلوب مني وأنا أكتب هذا الموضوع ؟ أو ما ذا يمكنني قوله في هذا الموضوع ؟
- 2تحديد الفكار الرئيسية :
من أجل تبليغ أدق للفكرة الموجهة يعمد كاتب النص النشائي إلى بلورتها
وتعميقها من خلل مجموعة من الفكار الجديدة التي يتم استخلصها من معطيات الموضوع ( السابقة الذكر ) :هذه الفكار الجديدة التي تعمق الفكرة الموجهة مع تطابقها و معطيات الموضوع ،نسميها الفكار الرئيسية . عـملـية
- 3طريقة العرض : .1
-
ونعني بها الكيفية التي تنتظم بها الفكار الرئيسية
التي اختارها الكاتب كتعبير ممنهج ومنظم عن الفكرة الموجهة حتى تجد هذه الخيرة طريقها إلى الفهام . .2
-
عندما يكون العرض مبنيا على الترتيب الزمـني
كما هو الشأن بالنسبة للسرد التاريخي ،نقول إن طريقة العرض ذات طبيعة زمانية أو ذات بعد تسلسل زماني . .3
-
عندما يكون العرض محكوما بالتجاه الذي يأخذه
حل عقدة الصراع بين شخصيات النص ،حسب الفكرة الموجهة ،نقول التحليـل
إن طريقة العرض ذات طبيعة درامية أو مأساوية . . 4عندما يكون العرض مبنيا على إيراد الفكار
-
والطروحات ونقائضها نقول إن العرض ذو طبيعة جدلية ،كأن نأتي بفكرة أو أطروحة مناقضة لفكرتنا أو أطروحتنا ونعمل على دحضها إثباتا لفكرتنا أو أطروحتنا . .5
-
يمكن لعناصر الموضوع أو معطياته أن تقدم دون
اعتبار لما ذكر من أنماط العروض السابقة ،وفي هذه الحالة نلجأ إلى العرض المنطقي . .6
-
عمليـ ة
عندما يكون العرض مبنيا على تجزيء القضية
إلى قضايا صغرى يتولد اللحق منها عن السابق ،والربط بينها ربطا يعتمد نظاما تفسيريا تصاعديا يتوخى الوضوح والفادة عبر التسلسل المنطقي لحظة النتقال من المقدمات إلى النتائج ،نقول :إن العرض ذو طبيعة منطقية . -
- 4شكل التقديم : 5
.1
-
إن تصميم منتوج أدبي مكتوب ما يترجم أمام
أعين وذهن القارئ بواسطة مجموعة من التقسيمات التي تطبع توالي التحليـل
وتتالي الفكار الرئيسية بطابع التمييز والتنظيم أثناء تعميق الفكرة الموجهة والتوسع فيها . .2
-
إن تقسيمات النص هي شكل التقديم الذي اعتمده
الكاتب في عرضه لفكرته الموجهة . .3
-
هذه التقسيمات التي تبرز الفكار الرئيسية
كمتواليات متميزة ومنظمة هي ما نسميه شكل التقديم . أول تقسيم للنص هو المقدمة ،وهي فقرة
.4
-
تتصدر المنتوج الدبي ،يبين فيها المؤلف أو الكاتب معطيات الموضوع ،ويهيئ ذهن المتلقي إلى التصور الذي سيعالج من خلله الفكرة الموجهة . قد ل تكون المقدمة فقرة قائمة بذاتها بقدر ما
.5
-
تكون جمل تتصدر فقرة من فقرات العرض . العرض ينقسم بدوره إلى مجموعة من
.6
-
الفقرات ،كل فقرة منه تعالج فكرة من الفكار الرئيسية . الفقرات ( فقرات العرض ) تتسلسل وفق نظام
للمعنى العام للفكرة الموجهة ،فإن الخاتمة تنهي العرض بالكشف عن الفكرة الموجهة . . 10
-
نخلص إذن ،إلى أن المقدمة
والخاتمة هما بمثابة إطار للعرض .
- 5طبيعة السلوب : .1
-
لترجمة المشاعر والنفعالت ،التي يريد
الكاتب مشاطرتها المتلقي ،يعمد إلى طريقته الخاصة في اختيار ونظم
6
وتأليف المفردات والعبارات وهو يعالج الموضوع من زاويته الخاصة . .2
هذه الطـريقة يتولد عنها ما يمكن أن نسميه
-
شكل أو بناء الكلم /التعبير /القول ،أو صورته التي تعمل على تحريك طاقة الستحضار والتخيل لدى المتلقي حتى يتمكن من تمـثل أفكار الكاتب سواء أكانت ثانوية أو موجهة . .3
-
الكتابة أو القول اليحائي ( الشعر في العم
والنثر الدبي في الغالب ) كثيرا ما يستعمل الصور البلغية ( التشبيه ، الستعارة ،الكناية ،المجاز ) . .4
-
التفسير والوصف يحركان طاقة الستحضار
والتخيل من خلل اعتماد الصور التي تستوفي خصائصها من الواقع أو من الشيء الذي يحاول الكاتب وصفه أو الموضوع الذي يريد تفسيره . .5
-
ليست هناك حدود فاصلة داخل النصوص في
هذين النمطين من الصور ،قد نجد صورا واقعية في الكتابة اليحائية ، كما يمكن أن نجد صورا بلغية داخل الكتابة التفسيرية أو التوضيحية أو الحجاجية . .6
-
حسب درجات اليقين والنفعال التي تحركها
الجمل الشاملة للصور في المتلقي ،يلجأ الكاتب أو المؤلف إلى هذه الخيرة ( الجمل ) ويكسوها حلة أسلوبية تتراوح بين :التوكيـد – الستفهام – التعجب – التقرير – الثبات – النهي – المر – النفي – الطلب … .7
-
عندما ل يكون كاتب النص النشائي ضمن
الفاعلين في النص ويستعمل ضمائر الغيبة فقط ،نقول إن السلوب ل شخصي ،مثال : " صبيحة يوم الجمعة 17غشت الجاري كانت المحكمة البتدائية لمدينة القصر الكبير
شبه هادئة ،حـيث لم يكن بها سوى ســبعة أشخــاص واقفين أما مكتب السادة نواب وكيل الملك ،ذلك المكتب الـذي توجـد به ثـلث طاولت ،اثنـتان يجلس على كل واحـدة منهما نائب والثالثـة فارغة ".
.8
-
7
وعندما يكون المتحدث ضمن الفاعلين في النص
يشاركهم أحداثه مستعمل ضمائر التكلم أو الخطاب نقول إن السلوب شخصي: " وقد استمر أحد نواب وكيل الملك في استقبال أولئك المتقاضين السبعة ما يزيد على
نصف ساعة ،كنت أتجول خللها بين مكاتب المحكمة وأتذكر ما سبق وأن رأيته فيها قبل سنوات ،فالمكاتب لم تتغير بل على العكس أضيفت إليها بعض الطاولت حتى يجلس عليها بعض الكتاب أو الكاتبات .وطبيعي أن تكون بعض الطاولت فارغة لن الموظفين
يوجدون في عطلة " .
نمط النص :
عندما يؤلف مؤلف نصا ما ،فإن منتوجه ل يخرج من حيث النوعية عن
أنماط النصوص التالية :التفسيري ،الوصفي ،الحجاجي ،اليعازي ،السردي .وسنركز هنا تبعا لمتطلبات الفئة المستهدفة ،على ما يلي :
– 1النص التفسيري : العمليـات نوع
الهــدف مـنــــه
الـوظـائـف
الــنـص
الخـصـائص المـعـجـمــيــة
-عندمـا يهدف الكاتـب
8
-وظيفة
-اعـتماد معجم
إلى تعديــل أوتنميــة معلوماتية : معارف المتلقـي أو نقـل عملـية
الــنـص
معلومات قــد ل تكون الهدف من نقل لديه ،فإنه سيكتب نصا معلومة إلى
بإنتاج محرك صاروخي صغير يستطيع أن ينتج شعلة من النيران يمكن أن تصل درجتها الحرارية إلى 2700 درجة مائوية .وهذه الشعلة تستطيع صهر أي جزء من جسم السيارة المحطمة بسرعة فائقة ،وبذلك يتم إخراج المصابين في دقائق
عملية الـنـص
معدودة بعد أن كانوا يفقدون حياتهم في السابق ،لبقائهم مدة طويلة داخل السيارة
الحجاجـي … " /فعمال النظافة يزاولون مهنة من أشرف
عندما يكون
النص الحجاجي واحدة
الهدف من
من خطتين :
المهن ل تقل أهمية عن
عرض الحجج
-الولى :
مهنة الطبيب أو المهندس
والبراهين هو
التوكيد القطعي للفكار
أو الطار البنكي أوأي
تحجيم رأي
حين يسـتعمل المؤلف
موظف سواء في القطاع
الخصوم
كلمات مثل :طبـعا ،
العـمومي أو الـخاص ،
ومواقفالذين ل
لشك في ذلك ،دائما،
كل يسعى لخدمة وتنمية
يتفقون معه.
على الطلق.
مجتـمعه .فالطبيب مثل، السجالـي
يحاول من خلل عمله التخفـيف من آلم
-عندما يكون
الـنـص
الحجاجي /
السجالـي
-الثانية :تردد
الخطاب موجها الكاتب في إجبار أو إلى الخصوم
المرضى وعلجهم ،وهو يكون الهدف
التحـليل
– مؤشرات درجة اليـقــين :لفحام
التـحليل
عملـية
عند عرض حجج
النظر أو الرأي الخصوم .
أولئك الذين يفكرون بشكل أو الفكرة . مغاير أو ضدي.
الخاصة ،أو سلبية
إكراه المتلـقي على الخـذ برأيه ،وهنـا
بذلك يهدف إلى إنشاء
هو إسكاتهم
مجتمع صحي وسليم .
دون إقـناعهم .كلمات مثل :ربما ،
وعامل النظافة من خلل
– عندما
جمعه للزبال … يقي
يكون الخطاب
المواطن من أمراض
موجها إلى
كثيرة ويساهم في خلق
المتلقي يكون
بيئة سليمة ،لذا فعامل
الهدف هو
النظافة ل يقل دوره أهمية جعله ل يتبنى عن دور الطبيب في خدمة أفكار الخـصوم .
المجتمـع " .
12
نلحظ استعمال الكاتب يمكن القـول ،إذا أردت .
الورقة الثانية تتوخى هذه الورقة وضع معالم لتقنية الكتابة النشائية وذلك بالعتماد على التركيب بين عملية القراءة والفهم وبين عملية التحليل التي تم إدراجها في الورقة الولى . وهذه التقنية المقترحة تتشكل بدورها من ثلثة أنماط من العمليات : عملية الهيكلة والبناء : الهيكلة والبناء هي العملية الولى التي نسهل بها معالجتنا للموضوع ،والتي تساعدنا على فهم نص الموضوع ووضع الملمح العامة لتصورنا عنه .هذا التصور نقوم بترجمته إلى إطار عام نبرز فيه أفكارنا التي ستقود تأملنا الشخصي للموضوع الذي سنكتب فيه . عملية التحرير : هي بداية الكتابة الولية والفعلية في الموضوع ،التي تحتاج إلى التسويد* ،مادامت هذه الكتابة الولية تشكل بلورة للفكار الساسية وما تقتضيه هذه البلورة من تنقيح وزيادة وحذف وتوسع وتصريح وتلميح وإظهار وإضمار …
13
إننا ل نؤمن بأن الفكار تتنزل على القلم بشكل كلي ومطلق متكاملة ومنسجمة ونكتب وكأن ملكا أو شيطانا يملي علينا ،ولكن نؤمن أن الكتابة تحتاج إلى التفكير ،إل أننا ونحن نكتب /نحرر ،نغفل بعض الفكار التي يمكن أل تظهر لنا إل بعد قراءتنا لما كتبناه أو حددناه من أفكار ،الشيء الذي يفرض علينا إضافتها وبالتالي تعديل ما حددناه . عملية التقديم : التقديم هو عملية إخراج النص المكتوب من وضعه كهيكل يتشكل من أفكار مزيدة ومنقحة إلى وضع آخر يمنحه القابلية لن يصبح مفهوما .فبالنسبة للقارئ قد يبدو ذلك الهيكل /الطار العام مجرد أفكار متناثرة ومعزولة عما بينها ،ل رابط يجمعها ،ولكن تحويل تلك الفكار إلى فقرات هو ما يمنحها التكامل والتلحم والنسجام .
__________
* ل نقول هنا إن المتلقي عليه ،بمجرد قراءته لنص الموضوع ،أن يبدأ مباشرة في تسويد موضوعه ثم يقوم بتبييضه .التسويد هنا هو تسويد للفكار الرئيسية التي نعتقد أنها ستبلغ فكرتنا الموجهة إلى المتلقي .
Iعملية الهيكلة والبناء : -1تحليل نص الموضوع :ويمر عبر العمليات التالية : * القراءة المتأنية للموضوع . * الفهم ويتضمن : ا – تحديد البنية المفهومية لنص الموضوع . ب – ربط بنيته المفهومية بسياقها العام . ج – تحديد معطيات الموضوع باعتماد شبكة السئلة :من ،متى ،أين ، كيف ،لماذا ،بماذا ،ما الذي حدث أو ما الذي يجب عمله /فعله ،ما هو المطلوب . د – إدراك الشكالية العامة التي ينخرط فيها نص الموضوع . - 2اختيار الفكرة الموجهة وطرح الشكالية :وهو ما يحدد الزاوية التي نريد أن نعرض من خللها تأويلنا الشخصي للموضوع . 3
وضع تصميم /جدول أولي : .يثبت فيه كاتب النشاء الفكار الرئيسية المأخوذة من معطيات الموضوع .
14
.يوزع فيه الفكار الرئيسية حسب عناصر التصميم :مقدمة ،عرض ، خاتمة .
IIعملية التحرير : يشكـل التصـميم/الجدول الولي إطارا عامـا يجـب مله بشكـلممنهج. التحر ير يقت ضي بلورة الفكار الرئي سية وتنقيح ها والت عبير عن ها بالوضوح اللزم وذلكبالخضوع التام إلى الفكرة الموجهة من جهة ،ومعطيات الموضوع من جهة أخرى . ب عد النتهاء من بلورة الفكار ال ساسية وتنقيح ها ت تم قراءة الطار العام ق صد إضا فةأشياء جديدة لم تظهر أثناء بلورة الفكار الساسية .
- IIIعملية التقديم : بالقراءة النقد ية يصبح الت صميم /الجدول المف صل والدق يق ،إطارا لع ـمليات التقـديمالتي تنتـهي بها عملية الكتابة النشائية . التقديـم هـو تأثيـث الطارالعام وكسـوته بتحويـل الفكار الرئيسـية إلى فقرات تحويليمنـحه ال ـتلحم والنسجـام والتنـاغم .أي القابلـية لن يصـبح مقروءا ومفه ـوما من لـدن قارئ مفتـرض . تأثيث الطار العام وتحويل الفكار الساسية إلى فقرات عبر :أ -طريقـة العرض :اختيار طريقـة مـن طرق العرض السـابقة :زمنيـة ، درامية ،جدلية ،منطقية . ب -طبيعة السلوب :اعتماد أسلوب خاص يعكس الخاصية الفردية لكاتب نص النشاء ،ب ـدءا باختيار اللغ ـة والم صطلحات والمفاهيم ح سب در جة تمل كه لها ،م ـرورا بالصـور الواقعية أواليحائية والسلوب الشخصي واللشخصي ووصول إلى أدوار الجمل التي تقـوم بها من إثبات أو نفي أو تقرير أو استفهام أو تعجب ... ج -نمط النص :اختيار نمط من أنماط النصوص الثلثة عند عرضنا لما بنيناه وبلورناه وحررناه فـي قالب مـن القوالب أو النماط الثلثـة :التفسـيري ،الوصـفي ، الحجاجي . -شكل التقديم :
15
-1تحرير المقدمة :المقدمة هي الفقرة الولى من النص النشائي المكتوب وتتضمن جردا لمعطيات الموضوع حسب الفكرة الموجهة ،كما تتضمن سؤال /إشكالية صريحا أو ضمنيا . ب – تحرير العرض - :يشكل العرض مجموعة أخرى من الفقرات .
.
كل فقرة هي بلورة وتعميق لفكرة رئيسية .
.
ـن الرتباط العضوي ـب أن تتضمـ ـة الفقرة يجـ مقدمـ
بالفـقرة السابقة عنها ،كما تتضمن الفكرة الرئيسية المعبر عنها. ج – تحرير الخاتمة : الخاتمة تقتضي الفصاح عن الفكرة الموجهة. تشكل الخاتمة الفقرة النهائية التي يجب أن تكون لها علقة بفقرة المقدمة. تتضمن الخاتمة : .تحديد الموقف . .اختيار التجاه . .إصدار الحكام تجاه الشكالية المطروحة أو الفكرة الموجهة .
الورقة الثالثة تتضمن هذه الورقة محاولة لكتابة موضوع إنشائي باعتماد العمليات نفسها التيسبق تركيبها في الورقة الثانية . نص الموضوع الذي سيكون محط اشتغال هذه المحاولة هو كالتالي :يشكل الحاسوب أحد المخلوقات العجيبة التي ابدعتها الثورة المعلوماتية الحديثة .
تحدث عن دور الحاسوب في الحياة الـعلمية والعمـلية للنسـان المعاصـر . العمليات
المفاتيح ) : ب -ربط البنية المفهومية بسياقها العام :
الحاسوب – الثورة المعلوماتية الحديثة – دورالحاسوب في الحياة العلمية والعملية للنسان المعاصر . السياق العام لنص الموضوع :الثورةالمعلوماتية وما أحدثته من تغيير على المستوى الكوني أصبح معه العالم عبارة عن قرية صغيرة . * الحاسوب يشكل أحد تجليات هذه الثورة .
والبـناء
* تغلغله في الحياة المعاصرة التي جعلت منه عنصرا ل يمكن الستغناء عنه في مجالي البتكار والتدبير ( العلم والتكنـولوجيا ، القتصاد ،التجارة ،السياسة ،التواصل ، الدب ،التدبير المنزلي ) . ج -تحديد معطيات الموضوع - :الحاسوب . الحاسوب أحد تجليات الثورة المعلوماتية .ما الذي يركز عليه الخطاب في نص الموضوع ؟
-الحياة المعاصرة .
.ماذا ؟ .متى ؟ ما الغرض من الكتابة في عملية
الموضوع ؟ د -إدراك إشكالية نص الموضوع :
الحديث عن دور الحاسوب في الحياة العلميةوالعملية للنسان المعاصر . ينخرط نص الموضوع في إشكالية عامة تدورحول النتائج الباهرة التي حققتها الثورة المعلوماتية بابتكارها للحاسوب وتكريس دوره ليس فقط في تسارعها وانتشارها على المستوى الكوني ،بل دوره في المجتمعات وخصوصا
الهيكلة
المتقدمة منها وعلى جميع المستويات السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية .إل أن هذا 17
التكريس أصبح ينظر إليه بعين الريبة نظرا لمضاعفاته الجانبية ليس فقط بالنسبة للفراد ولكن بالنسبة للمجتمعات أيضا . والبناء
- 2تحديد الفكرة الموجهة :
المطلوب هو الحديث عن الحاسوبوالوظائف التي يقوم بها عبر اكتساحه مساحات شاسعة من دائـرة حياة النسان وخصوصا في البلد المتـقدمة ،اكتساحا جعل منـه العصب الرئيسي المتحكم في حياة شعوب بكاملها .من سفر بالطائرات ،إلى التبضع من المركبات التجارية العملقة ،مرورا بالطب والعلوم والتواصل والتدبير المنزلي والضبط السياسي .
– 3وضع تصميم /جدول أولي وتحديد الفكار عملية
– 1ما هو الحاسوب ؟ – 2الحاسوب والبرمجة – هل يمكن تصور حاسوب يعمل أو ينجز بدون برمجة مسبقة ؟ – 3الحاسوب والعقل البشري :أية علقة ؟ – 4دور الحاسوب في حياة النسان المعاصر. -ما هي حدود استعمالت الحاسوب داخل
الخــاتمـة :
1 -12المقدمة : 3طرح الشكالية
هذه المجتمعات ؟
* الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في حياة الشعوب المعاصرة /المتقدمة . * توقيت الثورة المعلوماتية التي كرست دوره 18
في المجتمع على المستويين العلمي والعملي . هل الحاجة المـتزايدة إليه علمة علىطلب للرفاه فقط ،أم لدوره الدقيق والفعال في عمليتي البتكار والتدبير ؟ -ما المضاعفات الجانبية الناتجة عن العتماد
عملية
الكلي على الحاسوب في المجتمعات الغربية المعاصرة ؟ * ما هو الحاسوب ؟
التحرير
-2الــعــرض :
تعريف الحاسوب وتمييزه عن بقية النواع الخرى من الحواسيب . * الحاسوب بين البرمجة والعقل البشري . -تعريف البرمجة .
ملحوظة :عند انتقالنا من
-احتواء الحاسوب على ذاكرة لتخزين
من أفكار العرض الربع.
-مقارنة بين الحاسوب والعقل البشري .
الهيكلة والبناء قمنا بإدماج المعلومات واستخدامها في وقت لحق كالعقل الفكرتين الثانية والثالثة البشري .
* دور الحاسوب في حياة النسان المعاصر : الحاسوب والبتكار :على الرغم من أنعملية
الحاسوب ل يستطيع البداع دون برمجة ،فإنه يساعد النسان /المبدع على البداع . تجليات دور الحاسوب في عملية البتكار : في المجال الصناعي ،صناعةالسيارات مثل . في المجال التكنولوجي في المجال البيولوجي . في المجال العسكري في المجال الفـضائي . في المجــال الدبي . الحاسوب والتدبير :19
* تجليات دور الحاسوب في مجال التدبير -تدوين المعـلومات
-
حول المنتـج والمنـتوج
التحـرير
والمستهلك في المجال النتاجي والخدماتي . الموارد البشرية والبنيات التحتيةللمؤسسات التابعة للدولة . تحليل النتائج النتخابيةواستطلعات الرأي . -التخطيط
-
المستقبلي والستفادة من تنبؤات الحاسوب وتوقعاته . التدبيرالمنزلي.عملية
ثقافة الحاسوب الجديدة ومفهوم – 3الـخـاتـمــة :
المية . حدود استعمالت الحاسوب-
.
*ما مصير الشعوب التي
أصبحت تعتمد اعتمادا مطلقا على الحاسوب إذا ما تعطلت
التحرير
هذه الحواسيب ؟ -
* تحديد بعض المضاعفات
الجانبية للعتماد المطلق على الحاسوب .
تذكير: عـملية
• -التقديم هو الخراج النهائي لما سنكتبه حول الموضوع ،وذلك " بتحويل " الفكار الساسية إلى فقرات . • -إنه تأثيث للطار العام الذي سبق تحديده وصقله في عمليتي البناء والتحرير .وذلك بتوسيع الفكار الساسية والربط المنطقي الداخلي بينها حتى تجد الفكرة الموجهة طريقها للفهام في وضـوح وسـلسـة . 20
• -هذا التأثيث ل يتم إل بضبط الخيوط المتشابكة التي تشكل نسيج النص .
التقديم
• -هذا النسيج يستمد سداه ولحمته من التقاطع بين : – 1طريقة العرض : •بحكم أن كتابتنا لن تكون تاريخية كأن نتناول تاريخ الثورة المعلوماتية حسب تسلسل زمني لمراحلها الدقيقة إلى أن تم ابتكار الحاسوب ،أو نتناول التسلسل الزمني لجيال الحاسوب من الجيل الول الذي كان كبير الحجم والوزن ،إلى الجيال الحديثة الدقيقة الحجم . •وبحكم أن كتابتنا لن تكون درامية /مأساوية أو خيالية كأن نتناول الحديث عن الحاسوب من خلل مشاركته في جريمة قتل مثل ،أو عملية انتحار . •وبحكم أن كتابتنا لن تكون جدلية لننا نفترض أنه ليس هناك من سيجادلنا في أهمية الحاسوب في حياة المجتمعات سواء أكانت نامية أو متقدمة . •بحكم كل هذا ،فإننا سنعمد إلى طريقة العرض المنـطقي التحلـيلي التنازلي من المقدمات إلى النتائج ،من الكل إلى الجزء ،حيث ننطلق من الفكرة الموجهة ثم نقوم بتحليلها إلى مجموعة من الفكار الرئيسية ، والفكار الرئيسية بدورها نقوم بتحليلها إلى أفكار جزئية في ترابط وتناسق بين كل فكرة وما يتولد عنها . 2 –4طبيعة السلوب :
عملـية
•بحكم أن كتابتنا ليست إيحائية ( شعر ،قصة … ) سنحاول تحريك طاقة الستحضار والتخيل لدى المتلقي حتى ينخرط معنا في قراءة وفهم ما نكتبه ،باعتماد الصور التي تستمد خصائصها من الواقع ما دام الحاسوب يستعمل في جميع مناحي الحياة الواقعية للنسان المعاصر . •أما لجوءنا إلى الستفهام وبقية الساليب الخرى فتمليه طبيعة القول نفسه ،لنه ل يمكن تصور قول خارج الستـفهام أو الثـبات أو النــفي
التقديم
أو التوكـيد أو التقرير أو الخبـار ...كل قول لبد وأن ينتظم في أسلـوب محدد ،وإل انعدم الفهم والفهام بين المرسل والمتـلقي . سنعمد إلى السلوب اللشخصي باعتماد ضمائر الغيبة ما دمنا سنتكلم عن عن شيء نريد لذهن المتلقي أن يستحضره دون أن يكون بيننا هذا الشيء أو نراه ، وهوتجليات الحاسوب في حياة المم المتقدمة . 21
– 3نـمـط الـنص : • -في حديثنا عن تجليات دور الحاسوب في حياة الشعوب المتقدمة ووظائفه التي يضطلع بها سيكون نمط نصنا تفسيريا نفترض من خلله أننا سنقدم معلومات جديدة لم تكن لدى المتلقي /القارئ ،أو سنقوم بتعديلها أو تحيينها لديه . • -وحتى وإن كانت هذه المعلومات متجاوزة بالنسبة لمتلق آخر ،فإن هذه المجاوزة ل تلغي طبيعته التفسيرية المعلومية .
مـقدمة وتـحديد
لقد تولد عن الثورة المعلوماتية التي تشهدها المجتمعات الغربية منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي ،ميلد الحاسوب ،هذه اللة العجيبة التي كرست الثورة المعلوماتية فعاليتها في معالجة المعلومات ،ليس فقط ،في المجال
الشكالية :العلمي الذي أصبحت معه الكرة الرضية مجرد قرية صغيرة ،بل كرست فعاليته في المجال العلمي والصناعي والخدماتي ،تكريسا غدا معه استعماله في هذه الـمجالت بمثابة العـصب الرئيسي لحياة المجتـمعات ،وخصوصا تلك الطليعية في إحداث هذه الثـورة . فهل الحاجة المتزايدة إليه داخل هذه المجتمعات وغيرها علمة على طلب للرفاه فقط ،أم لدوره الدقيق والفعال في عمليتي البتكار والتدبير ؟ وما هي المضاعفات الجانبية الناتجة عن العتماد على الحاسوب في المجتمعات الغربية العرض :
المعاصرة ؟ أجل لقد أدت الثورة المعلوماتية النفة الذكر إلى ميلد أنواع من الحواسيب . فالحاسبات اللكترونية المعتمدة في حل المشكلت الرياضية البسيطة منها والمعقدة هي أيضا نوع من الحواسيب ،إل أننا في حديثنا هذا سنركز بالساس على الحاسوب اللكتروني المتعدد الوظائف ،أي الذي يعالج المعلومات بغض النظر عن كونها رياضية /حسابية أو علمية أو بيولوجية أو صناعية أو غيرها . إل أن الحاسوب ،بالرغم من قوته الذهنية الجبارة ،فإنه ل يستطيع معالجة هذه المعلومات إل عن طريق البرمجة .والبرمجة معناها تزويد الحاسوب بالتعليمات اللزمة لداء العمليات في معالجة المعلومات بدقة ،وذلك بلغة خاصة مكتوبة وتحت إشراف مشغل محترف ( مهني أو تقني ). يحـتوي الحاسوب كالذهن البشري على ذاكرة لتخزين المعلومات 22
واستخدامها في وقت لحق ،إل أن الحاسوب يتجاوز العقل البشري في السرعة والدقة في رجوعه إلى معلوماته أثناء حله ومعالجته لمعلومات جديدة ،بالضافة إلى قدرته الفائقة على الترجمة وبلغات متعددة ،وإذا كانت الدقة والسرعة محسوبتين لصالح الحاسوب ،فإن العقل البشري يتجاوز الحاسوب في قدرته على ابتكار أشياء جديدة قد يبدعها دون برمجة مسبقة أو دون معرفة بها ،في حين أن الحاسوب ل يمكن أن يعمل إل وفق برمجة مسبقة . ونظرا لكتساحه عوالم العلوم والمهن والخدمات والصناعات ،نحاول في حديثنا هذا حصر دوره الفعال والدقيق في عمليتين أساسيتين :البتكار والتدبير . ففي مجال البتكار ،وعلى الرغم من أن الحاسوب ل يبتكر فإنه يساعد النسان المبدع في إبداعه ،وذلك بفضل قدرته الفائقة على إنجاز مجموعة من العمال في أقل وقت وبأقل جهد ،وبأقل طاقة ،وبأقل تكلفة .يتضح ذلك في مجال صناعة السيارات مثل ،فقبل اكتساح الحاسوب هذا المجال كانت شركات صناعة السيارات تلجأ إلى خدمات آلف المهندسين لرسم أشكال هياكل السيارات الجديدة لربح رهان السوق ،وكان كل مهندس يحتاج إلى مجموعة من الدوات وآلف المتار من الورق ويمضي وقتا طويل من أجل رسم شكل هيكل ينال إعجاب أصحاب الشركات قبل أن ينال إعجاب المستهلك .أما اليوم فالعتماد على الحاسوب أغنـى الشركات عن خدمات المهندسين حيث أصبح حاسوب واحد مثل يعطي في وقت وجيز آلف الرسوم أو الشكال التي ،وبالرغم من حفاظها على نفس المواصفات المطلوبة ،فإنها تتميز بالتنوع والختلف . إلى جانب دوره في المجال الصناعي والتكنولوجي ،ساعد الحاسوب النسان على أعظم كشف في تاريخه وهو الخريطة الجينية ( للنسان ) الذي يشكل ثورة في مجال البيولوجـيا وعلوم الحياء .كما أدى استعمال الحاسوب إلى إحداث ثورة في المجال العسكري ،فقبل استعمال الحاسوب عسكريا ،كان سلح المشاة ( أو الفرق الرضية على الميدان ) هو الذي يزود السلح الجوي بالمعلومات حتى يكون قادرا على التدخل أو الهجوم ،أما اليوم ،فإن المشاة ل يهاجمون إل إذا توفرت لهم المعلومات التية من القمار الصطناعية عن طريق الحاسوب .و في المجال الفضائي ،ساعد الحاسوب النسان على زيارة الكواكب البعيدة – المريخ مثل – دون أن يغادر كرسيه في مكتب من المكاتب كالنازا مثل. والمجال الدبي لم يبق نائيا بنفسه عن هذه الثورات التي أحدثها الحاسوب في المجالين العلمي والتكنولوجي ،بل إن بعض الروائيين ما كانت شهرتهم 23
تصل إلى مستوى العالمية لول استعمالهم الحاسوب الذي يمدهم بمجموعة من المعلومات التي تساعدهم على تأثيث فضاءات قصصهم أو رواياتهم ( لويس معلوف مثل صاحب :ليون الفريقي ،سمرقند ،الحروب الصليبية منظور إليها من لدن العرب ) . وإذا كانت هذه بعض تجليات استعمال الحاسوب ومدى الثر الذي تركه على مجالي الصناعة والفكر بعلمه وأدبه ،فإن ميدان التدبير استفاد بدوره من خدمات الحاسوب . في المجال النتاجي والخدماتي يلحظ أن استعمال الحاسوب يساعد على تدوين وتخزين آلف المعلومات عن كل من المنتج والنتاج والمستهلك .فالشاشة البيضاء عوضت بمساحتها المحدودة الكيلومترات من الوراق والطنان من الوثائق المكتوبة والخشب والرفوف والخزانات ،وبالتالي حررت الفضاءات التي كانت مخصصة لها من أجل استعمالت أخرى أو التخلي عنها لفائدة مؤسسات إنتاجية أو خدماتية أخرى .بالضافة إلى أن خدمات الحاسوب قلصت من عدد العاملين ،وخصوصا على مستوى الموارد البشرية ،نظرا لتعدد وظائفه وتعدد إمكانياته في العمل بدل النسان . بالضافة إلى القطاعات النتاجية المرتبطة بالخواص ،نجد أن القطاع العام المرتبط بالدولة في الدول النامية أصبح بدوره يعتمد على الحاسوب وخصوصا الموارد البشرية والبنيات التحتية التابعة لمؤسسات الدولة والتي تحتاجها في مجالي الستثمار والتجهيز ،دون إغفال العتماد المطلق على الحاسوب في تحليل النتائج النتخابية واستطلعات الرأي . أمـا فـي مجال التخطيـط ،فقـد أصـبحت الدول المتقدمـة تعتمـد على قراءة الحاسـوب للمسـتقبل والخـذ بتنبؤاتـه وتوقعاتـه ليـس فقـط فـي المجال البيئي (كالر صاد الجو ية والكوارث الطبيع ية) ول كن في المجال النتا جي أي ضا ،وذلك بتحديـد أوقات تقليصـه أو تمديده ،لتبقـى الشركات المنتجـة متــحكمة فـي ثنائيـة العرض والطلب ،وفـي الوقـت نفسـه ،لتنأى بنفسـها عـن كوارث الخسـارة والف ـلس .هذا دون أن ننسى أن اقتـصادا وليدا بدأ ينمو بف ـضل الحاسوب ، هذا القتصاد الجديد أصبح يعتمد فقط على امتلك حاسوب ثم يشغل دور الوسيط بين الشركات المنتجة الكبرى وبين المستهلكين مباشرة ،أو بين الشركات المنتجة ال كبرى وال سواق العمل قة ،ل كن دون إغفال ال خبرة في مجال الت سيير والتدب ير طبعا . 24
لقد أدى الحاسوب إلى ميلد ثقافة جديدة عوضت ثقافة الكتاب التي سادت ، بدءا من ابتكار الطباعة ،حيث أصبحنا أمام مشهد التقني أو الخبير وهو يعبر الجامعات والقارات حامل حاسوبه بدل من محفظة كتبه أو مجلته العلمية المتخصصة كما كان يفعل المثقف .بل إن ثقافة الحاسوب غيرت حتى من مفهوم المية الذي كان يعني فقط الجهل بالقراءة والكتابة ،أما اليوم فإن مفهومها أصبح يعني الجهل باستعمال الحاسوب ،وغدا ربما سيصبح الجهل ببرمجته . إن ثقافة الحاسوب لم تعد مقتصرة على الخبير والتقني ،بل دخلت أيضا إلى مجال التدبير المنزلي ،حيث قلص من الجهد والطاقة والمدد الزمنية التي تحتاجها المرأة في البيت ،قصد إنجاز ما له علقة بتدبير منزلها ما دامت الخاتمة:
الحواسيب التي تسكن النسان اللي تقوم بجميع الشغال المنزلية ،بل أصبح النسان ،وبالتحكم عن بعد ،يشغل هذه الكائنات الفولذية أو البلستيكية لتقوم بالسهر على نظافة البيت وتهييء الطعام طبخا وتقديما على طاولة الكل. ن عم للحا سوب ما ل يح صى من اليجابيات ال تي ل يم كن إنكار ها أو الق فز عليها ،لكن العتماد الكلي والمطلق على الحاسوب لبد وأن تنجم عنه – كبعض الدوية – مجموعة من الثار أو المضاعفات الجانبية التي ل يمكن السكوت عنها، ل يس ف قط لكو نه أ صبح يش كل عامل من عوا مل انتشار البطالة ،وخ صوصا في البلدان النامية ما دامت خدماته اكتسحت خدمات العمال كما وكيفا ،ولكن للخوف الدائم مـن الخطار التـي تهدد الحواسـيب كالفيروسـات والعطالة .ومـا انتقال الحواسيب من اللفية الثانية إلى اللفية الثالثة وما صاحب ذلك من خوف وترقب سـوى مثال بسـيط على ذلك .ولول تجنـد خيرة النخبـة العالميـة فـي مجال المعلوميات سواء أكانوا من الدول المتقدمة أو الدول النامية لقضي المر ليس فقط بالن سبة للدول المتقد مة و ما كا نت ستشهده م ستشفياتها ومطاراتهـا من كوارث ، ولكـن بالنسـبة للدول الناميـة المرتبطـة اقتصـاديا بالدول المتقدمـة ،وإن كان مـا سيحدث في ها سيكون بدر جة أ قل ،ما دا مت هذه الدول لم يكت سحها ب عد العتماد الكلي على الحواسيب .
25
المراجع -
Luciere GESLIN – J.M. LAURENCE - La narration. Tome I - Le Plan Tome II P. CAYRE – J. GARCIA - Ecrit livre
: روبير دوترانس و آخرون التربية و التعليمترجمة هشام نشابة و آخرون