الفلسفة الرواقية هي مدرسة فلسفية روحية تأسست عام 308قبل الميل د اثنيا ،تأسست هذه الفلسفة من قبل زينون الفينيقي اللصل وجاء اسم الفلسفة الرواقية من كلمة الرواق تعني ستوا stoàباليوناني وهذا الرواق مكان يجتمع فيه الفلسفة والشعراء وأيضا مكانا لممارسة المحاورة والتعليم ،وهذا الرواق مقصو د به الرواق في هياكل أثينا القديمة .كما ذكرنا هذه الفلسفة أخذت اسم مؤسسها زينون الرواقي الذي ولد عام -335 264حيث ارتبطت هذه الفلسفة به من خل ل محاضراته ويقا ل إن زينون ،ولد في مدينة سكثيم بجزيرة قبرص والده كان تاجرا وكان يحمل كتب السقراطيين فقراها ابنه ورغب ان يتعرف علي ألصحابها فانتقل إلي اثنيا عام 312قبل الميل د درس زينون الفلسفة في الكا ديمية القديمة وتعلم علي يد الفيلسوف اليوناني ستيليون و ديو دوريس ولكنه تأثر أكثر باقريطس الكلبي ،بدأ يعلم في الرواق المذكور سلفا وهذا الرواق كان في السابق مكان اجتماع للشعراء وهكذا عرفت فلسفته بالرواقية وكان له مستمعون كثر معجبين بسمو أخلقه وفلسفته .هذه نبذه بسيطة عن زينون الرواقي مؤسس هذه الفلسفة وكما نعلم بان كل فلسفة أو مذهب فلسفي جديد أو مدرسة فكرية تنشا لها مسببات والمدرسة الرواقية ارتبطت بعوامل سياسية واقتصا دية وجغرافية وغيرها كذلك ضعف الدين وعدم وجو د سلطة كهنوتية مما أ دي إلي ضرورة وجو د نتاج فكر إغريقي فكانت الفلسفات التي نشأت لتجيب علي تساؤلت الغريق ،فكانت هذه الفلسفة ضمن عدة فلسفات نشأت عن اليونان ما قبل الميل د. هذا المذهب الفلسفي هدفه الساسي الدخو ل إلي المنطق والخلق والطبيعة ،بدأ هذا المذهب عام 322قبل الميل د إي بعد أرسطو ،إن هذه المدرسة أو المذهب هدفه الساسي هو الخلق وليس الموضوعات الخري من قيمة النسان ليتعلق بالخلق ،لقد كان زينون يكتب باللغة اليونانية مقالت كثيرة في المنطق والخلق والطبيعيات والثبات وقد أخد عن الكلبيين المبداء الولية في نظامه الخلقي وبان هذا التأثر في أو ل كتبه " الجمهورية " وكان زينون مدينا لسقراط بالكثير مما هو مدين به لغيره من الفلسفة . إن الرواقية تزعم أن التحكم الذاتي وعدم النتهاء بالعواطف أي الثبات الذي يفسر باللمبالة بالمتعة واللم لكي تجعل النسان مفكرا سليما موضوعي ومتزنا فكريا ، إن أهم جوانب الفلسفة الرواقية هي تحسين رفاهية الفر د الروحية ،الفضيلة والقوانين الطبيعة هي من أهم أساسيات هذه الفلسفة ,ويقسم زينون الفلسفة الرواقية إلي ثل ث أجزاء رئيسية وهي : المنطق الذي يتعامل مع عملية المعرفة ،الفيزياء أو الطبيعيات التي تتعامل مع موضوع المعرفة ،والخلقيات التي تتناو ل سلوك يتمشى مع الطبيعة الوطنية للموضوع .فهم علي سبيل المثا ل : المنطق هو السياج الذي يقع عل حدو د الرض والطبيعيات هي الشجرة والخلق هي النتيجة .
فالمنطق عند الرواقيون يختلف أو بعكس ما كان في الفكر اليوناني السابق وهي ليست ا دأة لخدمة الميتافيزيقية فهي مستقلة الفعل عن البقية في مجالت التحقيق فإضافة إلي نظرية المعرفة ،والجد ل ،أيضا الخطابة ".المنطق " لدي الرواقيون ل يشمل فقد القواعد الساسية للفكر الذي يتوافق بشكل لصحيح مع الشعارات ،ولكن تلك التي تجبر اللغة التي تعبر عن هذه الفكار بطريقة متشابه لنظرية المعرفة الرسطية "نظرية أرسطو " ،بالنسبة للرواقيين المعيار الساسي للحقيقة هو ال دلة التي تتيح التعرف علي لصحة المبا دئ التوجيهية للمنطق ..بأ دلة تقوم أساسا عل الموافقة Synkatàthesisالعاقل لتمثيل ظاهرة معينة علي نقيض المذهب اليبقوري .المعرفة ل تقوم علي مجر د إحساس " " àistesisول علي النطباع التي تسببه في النفوس " " phantasiaفالواقع بسبب عدم الستقرار ل مكنه إعطاء المقترحات في طبيعة العلم الذي من المهم والضروري حتى تميز بدقة الصا دق من الكاذب . هذه شرحا بسيطا جدا من فلسفة المذهب الرواقي في المنطق اما الطبيعة :أو الما ديات رغم أن المنطق كله يخضع لقواعد السلوك وهذا بدوره كان مبنيا علي مبدأ إنشاء الفيزياء أو الطبيعيات فان الرواقيون تأتي الفيزياء عندهم من مفهوم هيراكليتس النار قوة إنتاجية والسبب النظام العالمي .وبواسطة هذه النار تم إنشاء الكون في فترات معينة ومحد دة من الزمن التي دمرتها النيران فتعو د لتولد من جديد في ول دة جديدة ،لهذا السبب فمن المعتا د أن نتكلم عن عو دة خارجية apocatastasiالذي يحد ث دوريا في شكل لصراع عالمي من خل ل الشتعا ل . فكل فترة كان تنتج من النار و تبلغ ذروتها في التدمير عن طريق النيران هي في حد ذاتها تعريف . diakosmesis الحكمة الرواقية هي القدرة علي تحقيق السعا دة وهذا ما تركز عليه التراسيا او برو دة العقل وهو مفهمو مستمد من جزء كبير من المدرسة الساخرة التي تعتبرهم أسيا د أنفسهم .ووفقا أللرواقيين فان الرغبة أو الرا دة هي واجبا ملتزما kathèkon طاعة للقوة التي ليستطيع ظاهريا معرفتها بل يعرفها من الداخل ،هي تريد ما يريد وما له سبب يفرض عليه .اذا الرواقية ليست إجبار علي ممارسة نوع من الحياة لن كل شيء في الوجو د هو اختبار . الخلق:عند الرواقيون هي الساس الو ل للنسان ليشارك في الشعارات Lògosحامل شرارة النار البدية ،البقاء النساني هو المخلوق الوحيد بين كل الشياء حيث Lògosيدعو لذلك :هو لصورة مصغرة تشمل كل الكون ليكون مستنسخا .فالخلق والفضيلة تكون في العيش وفقا لطبيعة العالم كمبدأ الحفظ بينما تميل الحيوانات الي الحفاظ علي نفسها بطاعة النبضات ،يجب علي النسان ان يختار دائما ما يتمشى مع الحق في طبيعتنا ككائنات عقلنية وبالتالي المبدأ الساسي للخلق والسلوك ل يمكن أن يكون السعي وراء الملذات كما يدعون البيكوري
إن الفلسفة الرواقية تنظر إلي أن الغرض من الحياة هو تحقيق السعا دة لكل فر د ، وتعرف السعا دة بأنها كبت النفعالت العاطفية وإخضاع الرغبات غير الخلقية لحكم العقل ،ان هذه الفلسفة تؤمن بحكم الطبيعة وبقوانينها وتري إن القانون الطبيعي محدو د غير قابل للتغير وانه يتلءم مع العالم النساني فالرواقيون يرون أن النسان الذي ينشد حياة أفضل عليه أن يندمج اندماجا تاما مع الطبيعة لن معرفة الطبيعة من أهم أسس الحياة الفاضلة والرواقيون يرون انه ل داعي للحياة السياسية ما دام غرض الفر د هو أن يعيش مكتفيا بنفسه وفي البحث عن السعا دة يسعى للبقاء علي الحياة السياسية ويفضل ان يعيش وفقا للقانون الطبيعي .وهي كاف لتنظيم العالم وترتيب حياته دون الحاجة إلي إرشا د أو توجيه من الفرا د وعلي ذلك يري الرواقيون ان الخلق وحدها دون السياسة هي القوة المحركة للفرا د وأنها ليست من اختصاص الجماعة بل من اختصاص الفر د وحده لقد أكد الرواقيون أيضا علي مبدأ الخوة النسانية فالفرا د مخلوقات عاقلة هم أساسا متماثلون ويخضعون إلي نفس القانون الطبيعي ،ولهم حقوق متساوية من هذا العتقا د تولد النظرية السياسية العالمية . الرواقيون يعتبرون ان الحساس هو انطباع اثر المحسوس في النفس وهذا التفسير هو تفسير ما دي ويقولون قو ل أخر يسمونه التذكر النسان بعد ان يدمع تصورات حسية عدة يتكون لديه تصور كلي عن ها وان هذه التصورات ل ما دية ويسمونها بالعلم وبذلك هذه التصورات هي اقرب ما تكون الي الكليات كما تصورها أفلطون وأرسطو وكذلك فهم يعتبرون في تحليلهم كما ذكرنا إن أساس الخلق والخالق هي النار الحية وتنبثق عنها المياه ومثل الشيء وان النار تحرق كل شي لتعيده لشكاله من جديد وهكذا نري ان المنطق والطبيعة لدي الرواقيون يرون إن النسان مفطور علي الفضيلة لن الطبيعة تتخذ سبيلها إلي غايتها ومهمة النسان ان يستكشف العقل الطبيعي وان يترجم ذلك بأفعاله فيحيا وفق الطبيعة والعقل ونحن نطلب بالطبع ما ينفعنا ونتجنب ما يضرنا وبالعقل يدرك انه جزء من الطبعة الكلية فنطابق إرا دته للرا دة الكلية والفضيلة أو الخير تقوم في إرا دة المطابقة لقوانين الطبيعة ،ونري ان الرواقية تعو د إلي راس سقراط القائل :بان الفضيلة علم وان الرذيلة جهل ،فان الفضيلة عندهم الرواقيون لصورتها ل مضمونها لن المضمون واحدا باستمرار .إن الرواقيون يعتقدون أن لكل الناس إ دراكا داخل نفسه يرب كل واحد بكل الناس وبالحق الله الذي يحكم العالم أ دي هذا العتقا د إلي قاعدة نظرية للكون وهي فكرة إن الناس هم مواطنو العالم وليسوا مواطني بلد واحد أو منطقة معينة قا دت هذه النظرة أيضا إلي اليمان بقانون طبيعي يعلو علي القانون المدني ويعطي معيار تقوم به قوانين النسان كما يري الرواقيون ان الناس يحققون أعظم خير لنفسهم ويبلغون السعا دة بإتباع الحق وتحرير أنفسهم من النفعالت والتركيز علي أشياء بوسعهم السيطرة عليها وكان لهذه الفلسفة اكبر الثر في الخلق والقانون والنظرية السياسية والمنطق والمعرفة والفلسفة الطبيعية ، وتري الرواقية إن الشك في قدرة العقل علي التمييز بين الحق والباطل إن المعرفة عن الشياء المحسوسة التي تصل إلينا بواسطة الحواس وان الحقيقة ان تعرف عن
طريق الشعور والحساس والشيء الحقيقي يبعث فينا شعورا و إحساسا قويا ليس لنكاره سبيل . وإذا لخصنا الرواقية في بساطة نقو ل أنها مذهب هرقليطس ألذي أفا د من تقدم الفكر في ثل ث قرون ،تقو ل الرواقية إن النار الحية والعقل منبثا في العالم وتسمية اللهه وترتيب الغائبة والضرورة المطلقة وتقيم الخلق علي اللذة وفصلت القو ل في الخلق والفلسفة عندهم محملة الحكمة ومزاولتها والحكمة هي علم الشياء اللهية والنسانية .لقد كان للفلسفة الرواقيون اكبر الثر في القانون والنظرية السياسية والخلق وقد وضعوا أيضا نظريات مهمة في المنطق والمعرفة والفلسفة الطبيعية . لقد انتشرت الفلسفة الرواقية في روما واز دهرت هناك طوا ل عد د من القرون بعد الميل د وهكذا نري انه هذه الفلسفة بدأت في اليونان وامتدت حتى روما لقد ظل زينون مؤسس هذه الفلسفة يتحد ث إلي طلبه في الرواق ويعلم فيه لمدة أربعين عام وكان يرحب بالفقراء والغنياء علي السواء أهم فلسفة الرواقية هم ماركوس اوليوس Marcus aurelius لوسيوس انايوس سنيكا Lucius Alius Seneca ايكتوس epictetus الرواقية الرواقية stoicismمدرسة فلسفية أخلقية معاصرة لليبيقورية]ر[ ،انتشرت في إطار الثقافة اليونانية في القرن الثالث قبل الميل،د ،يبتأثير الفكار التي تدعو إلى المواطنة العالمية والنزعة الفر،دية والمعرفة الرياضية .وقد وضع أصولها زينون]ر[ .Zenoوسميت يبالرواقية نسبة إلى الرواق المصور يبأثينا ـ مكان اجتماع الشعراء ـ الذي اتخذه زينون مقر ًا له يجتمع فيه مع أصحايبه فدعوا يبالرواقيين ،وأطلق عليهم السلميون اسم أصحاب المظلة ،وحكماء المظال، وأصحاب الصطوان .وكان أيبرز ،دعاتها المؤسسون آسيويين ،وإن كانوا قد تلقوا تعليم ًا يوناني ًا ،وتأثروا يبالفكر اليوناني ،فأخذوا عن هيراقليطس فكرة اللوغوس، وعن الميغاريين القياس الستثنائي ،وعن الكلبيين الخصائص القومية والحياة وفق ًا للطبيعة والعقل ،وعن سقراط أن الفضيلة علم والجهل رذيلة. تنقسم الرواقية إلى ثلثة أ،دوار، ،دور الرواقية اليونانية في القرن الثالث قبل الميل،د :وقد مثلها زينون وإقلينتوس وأقريسبيوس؛ و،دور الرواقية المتوسطة في القرنين الثاني والول قبل الميل،د :وكان أشهر فلسفتها ،ديوجين السليوسي، ويبانيتيس الرو،ديسي :ويبوسونيوس الملقب يبأقريسبيوس الرواقية المتوسطة؛ و،دور الرواقية الرومانية المتأخرة في القرنين الول والثاني الميل،ديين :وقد يبرز من فلسفتها سينيكا وإيبكتيتوس والمبرطور ماركوس أوريليوس .وهم الرواقيون
الوحيدون الذين وصلت كتبهم إلينا كاملة ،وهي متأخرة أريبعة قرون على تأسيس المدرسة. الفلسفة الرواقية الفلسفة في الرواقية هي محبة الحكمة وممارستها ،والحكمة هي العلم يبالشياء اللهية والنسانية ،وتنقسم إلى المنطق والطبيعيات والخلق ،وهي تشبه الحقل الخصيب ،أشجاره العلم الطبيعي وثماره الخلق ،وسياجه المنطق .والغاية الرئيسية من الفلسفة أن تكون فلسفة عملية أخلقية ،ويبذلك تميزت الرواقية يبثل ث سمات :الولى أن الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة العملية ،والثانية أن الفلسفة العملية هي التي تقوم على العمل المطايبق للعقل ،والثالثة أن العمل المطايبق للعقل هو الذي يجري يبمقتضى قوانين الطبيعة ،فالحياة يجب أن تعاش وفق الطبيعة ،وهذا هو أنموذج كل إنسان عاقل. الخلق الرواقيون ينظر الرواقيون إلى الفلسفة على أنها الخلق ،لن موضوع الفلسفة هو الفضيلة وما فروع الفلسفة المختلفة إل أنواع متعد،دة للفضيلة ،فيصنفون الخلق في المرتبة العليا من هرم العلوم الفلسفية ،لن الفعل الخلقي ل يكون صحيح ًا إل إذا كان موافق ًا لما تقتضيه قوانين الطبيعة .وكل فعل أخلقي إنما يكون عن طريق الممارسة ،والممارسة ل تكون إل على أساس النظرية لن الصل في كل نظر عندهم هو العمل؛ إذن فالنظرية هي المبدأ الول الذي يقوم عليه العمل الخلقي ،أو يبعبارة أخرى الغاية من كل تجريبة أو فعل أخلقي هو تحقيق قانون الطبيعة. والمركز الول للطبيعيات وليس للخلق. ل ،اهتما ويختلف الرواقيون في ترتيب العلوم وأوليتها؛ فزينون وإقلينتيوس مث ً يبالطبيعة أكثر من الخلق ،أما في الطور الثاني ،فقد طغت النزعة العملية ،ثم أصبحت الفلسفة الرواقية في الدور الروماني عملية صرفة ،ل تكا،د تتجاوز في شيء أنواع العمال والقواعد المرتبطة يبأنواع العمال التي يجب أن يؤ،ديها النسان حتى يصل إلى الحياة السعيدة ،ويبهذا احتلت الخلق المرتبة الولى وكان للطبيعيات مرتبة ثانوية. ول مجال عند الرواقية للختيار أو الحرية؛ فالفعال النسانية متصفة يبصفة السوية أو التساوي أو الحيا،د ،و كل فعل أخلقي هو في ذاته ل قيمة له ول اعتبار، وإنما القيمة الخلقية للفعل هي ،دائما في الموقف النفسي الذي يقفه النسان إزاء هذا الفعل ،وهذا أشبه ما يكون يبفكرة الكسب عند الشاعرة ،من حيث أن الفعال مقدرة أزلي ًا تقدير ًا مطلق ًا ،وليس على العبد إل أن يكتسب صفة الفعل ،وهذا كل نصيبه في الفعل الخلقي.
ويفرق الرواقيون يبين نوعين من الخلق :الخلق النظرية ،وهي التي تحقق الفضيلة على صورتها العليا ،أي أن يعلم المرء قوانين الطبيعة ....والخلق الشعبية أو العملية ،وهي التي يحاول يبها النسان التقرب من المثل العلى للفضيلة الرواقية .وهنا يفرق الرواقيون يبين نوعين من الفضيلة :فضيلة هي الحكمة، وفضيلة هي الفطنة .فالحكمة هي الفضيلة مفهومة على النحو الول ،أي في الخلق النظرية ،والفطنة هي محاولة النسان أن يحقق الفضيلة ،ولهذا فإنهم يقولون أيضا يبصفة وسط يبين الخير والشر هي التي يسمونها صفة »الملئم«؛ وهو هذا الذي يجمع يبين الخير والشر من حيث أنه ليس خير ًا مطلق ًا ول شر ًا مطلق ًا ،وهنا يبرز التناقض الذي وقع فيه الرواقيون ،فهم يقولون يبوحدة الفضيلة ،وإن الفضيلة ل يمكن أن تكون إل واحدة ،فإما أن يعرف النسان الشياء ،وإما أن يجهلها ،ول وسط يبين العلم والجهل مطلق. ويجر هذا أيضا إلى تفرقة ثالثة قالوا يبها ،وهي التفرقة يبين الغاية ويبين الغرض ،وهي تفرقة لها أثر كبير ،وكانت موضع العناية لدى المدارس الرواقية على اختلفها. الخلق عند ارسطو الخلق :إن الهدف السمى من حياة النسان ليس الحياة وحدها ،وإنما ما يصاحبها من افعال حسنة تساعد النسان على العيش الكريم ،وأن البحث عن السعا،دة هو البحث عن الحياة الكريمة التي تسو،دها الفضائل والفعال الحميدة . والفضيلة عند ارسطو هي المر الوسط يبين طرفي نقيض .فالكرم إذا لم يكن قليل ،ولم يكن كثيرا كان من الفضائل .كما وصف ارسطو أيضا الفضيلة العقلية وهي الوسط يبين الجزء العاقل والجزء الغير عاقل من الروح ،وإن أهم الفضائل العقلية هي الحكمة النظرية والحكمة العملية .وإن الجتها،د ل،داء الفضائل يخلق الرغبة لفعل كل ما هو صواب في حد ذاته ،ويخلق الرغبة لجني الحكمة العملية ،وإن أرقى مراتب الوجو،د العقلي هو التأمل ،وهو الممارسة الفعلية للحكمة النظرية . ولن النسان كائن غير كامل العقلنية ،فإن عليه أن يمارس الفضائل العقلية والخلقية يبشكل متزن لتحقيق الحياة الكريمة السعيدة َ. الفضيلة النسية أمر ضروري للفر،د وللجماعة ،وهي تعتمد يبشكل أساسي على ما تدرّيبره لها النفس العاقلة ويبذلك تصبح السعا،دة التي هي غاية فعل الخير ،هي السعا،دة النفسية ،وليست السعا،دة عند أرسطو يبتلبية رغبات الجسد وملذاته .على هذا الساس تكون الفضائل والقيم الخلقية أمور ًا تتعرّلق يبنتائج أفعال النفس العاقلة في كل حالتها سواء أكانت هذه الفضائل مرتبطة يبالوصول إلى الحكمة والفلسفة ،أم إلى فلسفة أخلقية سليمة ،فالفضائل الفكرية عند أرسطو تتمحور حول الحكمة والفهم والعقل ،والفضائل الخلقية تتمحور حول الحررّية والعرّفة. وإذا ما توقفنا عند الفضائل ـ وهي موضوع حديثنا ـ نرى أن الحرية تبدأ يبالتحرّرر سية التي قد تمنع النفس عن التحليق عالي ًا ،ويبعيد ًا عن من القيو،د الما،درّية والح رّ متطلبات الجسد .والعرّفة تؤ،دي الغرض نفسه؛ أي التررّفع فوق الصغائر ،وفوق ما
يدرّنس سمة الفضيلة يبالدناءة التي هي عكس العفة ،وفي كل الحوال الفضائل الخلقية يبهذا المعنى هي شوق نفسي إلى المثل العليا ،وتمرّر،د على الجسد والهوى الخلق عند أرسطو إذن ليست علما ً نظريا ً يتعّلق بالظواهر الخلقية ،وإنما يتصف النسان بالفضيلة إذا مارسها ،والمعرفة وحدها غير كافية في هذا الباب ،وهذا المر هو الذي دفع أرسطو لضافة الخلق إلى موضوعات ومباحث الفلسفة العملية الخلق عند كانط لم يكن اللماني ايمانول كانط الفيلسوف الوحيد الذي اهتم يبالمسألة الخلقية ،فما من مفكر على مر العصور ،ومنذ العقلنية الغريقية وحتى اليوم ،إل وكانت ،دراسة هذه المسألة جزء ًا اساسي ًا من اهتماماته .ومع هذا يمكن القول ان كانط كان اكثر من غيره من الفلسفة اهتمام ًا يبالخلق ،الى ،درجة انه خلل المرحلة الخيرة من حياته ومساره الفكري ،وضع عن الخلق ثلثة من اهم كتبه ،إذا استثنينا مؤلفه الكبر »نقد العقل الخالص« )الذي يتناول الخلق يبدوره في فصول عدة منه(. وهذه الكتب هي »تأسيس ميتافيزيقا الخلق« ) (1785و«نقد العقل العملي« ) (1788وأخير ًا »ميتافيزيقا الخلق« ) ،(1797الذي يعتبر نوع ًا من التفسير والتبسيط مع شيء من التطوير للكتايبين الولين. اعتقد خلل مرحلة مبكرة من مراحل تطوره يبـ »امكان قيام الخلق على الحس الجواني« ،او حتى على العاطفة مباشرة )في خطوات يتراوح تحركه فيها يبين مفكرين انكليز من طينة شافتسبري ،والفرنسي روسو( ،فإنه في المرحلة الجديدة يبات يؤمن ان الفلسفة الخلقية ل يمكنها ان تقوم إل على العقل وحده ،ما ،دام العقل هو ما يشكل مصدر اللزام الخلقي ،أي الوازع الخلقي .وانطلق ًا من هنا لم يعد كانط قا،در ًا إل على ان يسم الخلق يبسمة »الضرورة المطلقة« منا،دي ًا يبوجو،د قوانين اولية »كلية الضرورة في مضمار السلوك البشري«. إذ ًا ،يبعدما كان كانط في ماضيه القريب يستند الى ما يمكن اعتباره علم النفس في مجال اقامة الفلسفة الخلقية ،اصبح لحق ًا ينا،دي يبأن الخلق ل يمكنها ايبد ًا ان تقوم على اسس تجريبية مؤكد ًا وجو،د »وازع اخلقي مطلق« ينتمي الى ما يسميه الفيلسوف »عملية تركيبية َقيلْبلية« .والحال ان هذا التفكير الجديد لدى كانط ،اعا،ده في السباق نفسه الى معاني »ال« و«الحرية« و«الخلو،د« التي كان في الماضي قد استبعد امكان البرهنة عليها نظري ًا ،ليعتبرها الن مسلمات اخلقية يستلزمها العقل – يبحسب تعبير يباحثي اعماله – مستخلص ًا ان »علينا ان نبني الميتافيزيقا على ل ،تعريفي ًا الى ان ل من ان نبني الخلق على الميتافيزيقا« وأص ً الخلق ،يبد ً »مسلمات العقل العملي هي قضايا نظرية حق ًا ،لكنها ل تقبل ان يبرهن عليها يباعتبارها كذلك« يبل هي »ترتبط اساس ًا يبقانون عملي ذي قيمة ل مشروطة من وجهة نظر َقيلْبلية ضرورية«. وانطلق ًا من مبدأ عقلنية الخلق هنا ،يوصلنا كانط الى فكرة الحرية ،على اساس انها فكرة ل يمكن فصلها ايبد ًا عن فكر العقل ...لن »فكرة الحرية هي محور مذهب
العقل الخالص – العقل النظري والعقل العملي في آن مع ًا – وهو يكون ،في هذا ،قد مهد الطريق لتحويل سيا،دة العقل العملي على العقل النظري الى علقة علرّية ،او »علقة شرط يبمشروط« ،كما ينقل ،د .زكريا ايبراهيم عن مؤرخ الفلسفة الفرنسي ف، .دلبوس. وإذ يصل كانط الى هذا يفيدنا ايض ًا ان التجريبة ل تفيد ايبد ًا في عملية وضع مبا،دئ الخلق ،لنه من المستحيل ان نعثر في الواقع العملي التجريبي على فعل اخلقي صا،دق يبالمطلق يحد،د ألن جورانفيل A.Juravilleطبيعة السؤال الفلسفي و خصوصياته في ما يلي) :ا( إن السؤال الفلسفي سؤال قصدي ،لنه يروم يبناء معرفة تتسم يبالشمولية والطلقية) .ب( إن السؤال الفلسفي سؤال يتضمن شكا قبليا في الجواب ،على اعتبار أن ليست هناك معرفة جاهزة ونهائية) .ج( إن السؤال الفلسفي يوجه يبالخصوص إلى أولئك الذين يعتقدون امتلك الحقيقة )سلوك سقراط مثل( ،ليظهر لهم ،دونية معرفتهم .فالفلسفة فكر يجند نفسه ضد الوثوقية )الدوغمائية(،) .د( إن السؤال الفلسفي تساؤل ،يباعتباره سؤال يتضمن في الواقع سلسلة متدرجة من السئلة :فكل سؤال يستدعي سؤال آخر؛ وكل سؤال هو يبداية لتساؤل جديد )كارل ياسبرس( .إن طبيعة السؤال تتحد،د وترتبط يبطبيعة الجواب ،وتفسر لماذا تتعد،د الخطايبات الفلسفية .إن السؤال الفلسفي – في العمق – ليس إل إشعارا يبحدو ث الدهشة لدى المتسائل .وكما قال أرسطو " :إن الدهشة هي التي ،دفعت الناس إلى التفلسف" .فالنسان هو أكثر الموجو،دات ،دهشة ،لن الدهشة تتطلب ،درجة عالية من العقل .إل أن هناك اختلفا يبين "الدهشة العلمية" و"الدهشة الفلسفية" ؛ فكما يرى شويبنهاور ، : Schopenhauerدهشة الفيلسوف هي ،دهشة أمام المور العتيا،دية والتي تكتسي حلة البداهة ،وهي ،دهشة أمام الشياء ذات الصبغة الكثر عمومية ،وجعلها موضوع التساؤل ،وتحويلها إلى قضايا إشكالية .أما ،دهشة العالم ،فهي ،دهشة أمام أمور جزئية نا،درة ومنتقاة ،وهي سعي لريبطها يبقضايا معروفة لديه سايبقا ،أو يبتعبير أ،دق هي إرجاع المجهول إلى المعلوم .وما ،دامت هناك أمور تؤلم النسان كالمرض والموت ،والبؤس ،والشقاء ..وما ،دام الوجو،د النساني ووجو،د العالم يشكلن لغزا محيرا فستستمر الدهشة الفلسفية وسيستمر التفلسف. رصد ظهور وتبلور السؤال الفلسفي في الفكر اليوناني من خلل الحوارالسقراطي ،ويبالخصوص “الدفاع” Apologie de Socrateومحاورة “قريطون” Critonومحاورة “فيدون” ، Phédonهذه المحاورات الثلثة التي ُتيلْب زِرز مسار حياة سقراط ،محاكمته وموته ،وهو المسار الذي تتبلور فيه الباريزيا La parrhêsiaأي قول كل شيء ،le tout-direقول الحق ، le vrai-dire القول الصريح . le franc-parlerولقد أيبرز المفكر الفرنسي ميشال فوكو هذا المسار في ،دروسه الخيرة يبالكوليج ،دي فرانس تحت عنوان "شجاعة الحقيقة" Le
.courage de la vérité إن إيبداع وايبتكار السؤال الفلسفي يفترض نوعا من الشجاعة وينطوي على مخاطر ومغامرة قد تؤرّ،دي إلى السجن أو الموت والدليل على ذلك سقراط نفسه. ج زِريد ًا ،يبل هو ل وليس َت يلْ عة وايبتكار السؤال الفلسفي ،ليس َتَألُّم ً صَنا َ إيبراز أن زِصيلْنع الحضارة ي في الحياة عبر التاريخ البشري ،ومساهمة جيلْذ زِرةَّية في ُ عَم زِل ٌّ انخراط َ سى ،دعائمه ،ديكارت (Descartes (Renéمن صأ ٍر َأيلْر َ ع يلْ النسانية .إننا نعيش في َ ضا زِمَن ًة للحقيقة ومقياسا للتجريبة. خلل السؤال الفلسفي عن الةَّذات Sujetيباعتبارها َ شةَّكلت صياغات السؤال الفلسفي، فمن سقراط إلى ،ديكارت وكنط ،نيتشه وهيدغرَ .. شرّكل غياب الفلسفة انتصارا للهمجية والوحشية صياغات لحياة النسان ذاتها ،كما َ والحروب ومختلف أشكال الحقارة والوضاعة والنحطاط التي يعرفه النسان اليوم. السؤال الفلسفي اليوناني القديم والسؤال الفلسفي الوريبي الحديث تشكل الفلسفة ،دون شك رغبة في المعرفة ويمكن ان نقبل الفكرة التي تقول ان الدهشة والتساؤل اصل الفلسفة وان الشخص الذي يطرح سؤال فلسفيا ما مثل :ماهي الحقيقة ما هو اصل الوجو،د وما معنى القيم ...الى اخر تلك التسؤلت التي يطرحها العقل انما يريد من ورائها التوصل الى المعرفة ولكن السؤال "اين .مدرستك " ليس سؤال فلسفيا يتميز السؤال الفلسفي يبسمة خاصة هي انه تساؤل وليس مجر،د سؤال مفر،د يبمعنى ان السؤال يولد اخر ينتمي الى نفس التساؤل حتى يتم الوصول الى المعرفة المطلويبة ...وهذه الخاصية جعلت الفلسفة مرتبة يبالحكمة اشتهرت الفلسفة اول ما اشتهرت يبممارسة السؤال واشهر من مارس السؤال في الفلسفة هو ايبوا الفلسفة "سقراط" غير ان السؤال الفلسفي لم يتخد شكل واحد فقط وانما نميز فيه يبين شكلين اثنين يميز الدكتور طه عبد الرحمن يبين نوعين من السؤال الفلسفي فهناك السؤال الفلسفي .اليوناني القديم والسؤال الوريبي الحديث فاما الول فقد كان عبارة عن عملية فحص وتمحيص تبدا يبسؤال عام عن مفهوم ما يليه جواب ينبع عنه سؤال اخر وهكذا ...وخير شاهد على هذا النوع من السؤال الفليسوف اليوناني سقراط الذي كانت تنتهي يبه اسئلته التي تطول وتتشعب الى ايبرازا التناقض يبين اجويبة المحاور ان السؤال يبهذا المعنى يولد الفكار كما كان يقول سقراط انه خطاب المستقبل الذي يسعى نحو المتلء والكتمال
اما السؤال الثاني وهو السؤال الفلسفي الوريبي الحديث يؤكد الدكتور طه عبد الرحمن انه سؤال النقد ل الفحص لكونه يمبل نحو تقليب القاضايا و التحقق من تمام صدقها اعتما،دا على العقل انه سؤال يوجب النظر في المعرفة ويقصد الوقوف على حدو،د العقل وخير مثال على هذا النقد فلسفة كانط حيث سمي قرنه يبقرن النقد السؤال الفلسفي عموما يفترض مسبقا شكا في الجواب يباعتباره معرفة وهو ليمكن .ان يطرح ال على الشخص الذي يمتلك المعرفة والفرق يبين "الفحص" و"النقد" ان الول يوجب الدخول في الحوار ويقصد افحام المحاور اما الثاني يوجب التفكير في المعرفة ويهدف الى الوقوف على حدو،د العقل